• ×
الجمعة 17 مايو 2024 | 05-16-2024
ابراهيم عوض

رأي رياضي

ابراهيم عوض

 2  0  3037
ابراهيم عوض

راي رياضي

راي رياضي
صدمة الرحيل
نزل خبر وفاة الاعلامي المتجدد والصحفي المتميز الاخ الزميل عبدالمجيد عبدالرازق في نهاية شهر رمضان المبارك على الوسط الرياضي كالصاعقة، حيث طغى على كل الاحداث وبقي في السطح لفترة طويلة.
كان الموقف الثابت والمداد الصادق لقلم الراحل مجيدو اثر في حالة الحزن التي عمت ارجاء الوسط الرياضي، وفي تلك الحشود التي حرصت على تشييع جثمانه في مقابر الصحافة في تلك الليلة الماطرة.
فرض الزميل عبدالمجيد نفسه على الساحة الرياضية واصبح واحدا من ابرز الاعلاميين الرياضيين، ليس على المستوى المحلي وحسب، بل على المستويات المحلية والاقليمية والقارية.
كان شجاعا في قول كلمة الحق حتى ولو على نفسه، وكان صاحب مبادرات، ورجل علاقات عامة، والاخيرة لم تؤثر على قلمه اوتجعله يحيد عن الطريق او يجامل على حساب الحقيقة.
لم يكن الزميل عبدالمجيد مجرد صحفي عابر، او شخصية عادية كان علم على راسه نار، وكان اسمه واسم السودان يتردد من المحيط الى الخليج مع اقتراب كل مناسبة رياضية عربية.
وعلى المستوى المحلي كان محل احترام الجميع هلالاب ومريخاب ومورداب وغيرهم من الوان الطيف، لانه كان يكتب عن الجميع باحترافية ومصداقية.
احب الهلالاب قلمه وكانوا الاكثر حرصا على قراءة كل ما يكتبه، رغم علمهم بانه مريخي الهوى، لانه كان حينما بمسك بالقلم يسقط عنه كل الانتماءات الضيقة ويكتب بحيادية.
وقد سببت له هذه الخاصية متاعب وازمات مع بعض زملائه المتعصبين وعدد من الاداريين المريخاب من الذين كانوا يرون ان الكتابة الايجابية عن الهلال من صحفي مريخابي امر غير مستساق.
لم تقعده ظروف المرض والاعاقة عن اداء دوره الصحفي والرسالي ، في التنقل من بلد لاخر لتغطية الاحداث العالمية والقارية والاقليمية.
طاف العالم كله من مشرقه الى مغربه، بحثا عن التميز، رغم مشقة السفر، وكلفته العالية ،علما بانه يسافر كان في اغلب الاحيان على حسابه الخاص.
بدأ يشعر بمتاعب الضيق في التنفس، في الصين حينما كان في رحلة صحفية لتغطية احداث دورة بكين الاولمبية، ومن يومها اصبح جهاز التنفس الصناعي لا يفارقه حتى فارق الحياة.
سافرت معه كثيرا ، وعملنا مع بعضنا البعض، قبل فترة الاغتراب، وعرفته عن قرب، فلم اجد فيه الا انسانا نبيلا ، واخا كريما، وصديقا وفيا وزميلا عزيزا.
كان يحرص على الاحتفاء بنا عندما ناتي الى ارض الوطن في اجازاتنا السنوية، وكان يدعو العديد من الزملاء في تلك الاحتفالات ليحدثهم عنا بكل خير.
عندما كان يزور السعودية لتغطية بعض المناسبات الرياضية كنا كزملاء نتسابق مع اهله للاحتفاء به لانه كان بالنسبة لنا يعتبر اكثر من شقيق وقريب.
كان مجيد ذكيا ولماحا وكان سريع البديهة، وعرف عنه حبه وتقديره لكل زملائه، وكان فاكهة الجلسات الخاصة بخفة دمه وتعليقاته الظريفة.
سمعت بنبأ رحيله وانا في مكة المكرمة حيث كنت اؤدي مناسك العمرة، وابحث عن شقة استعدادا للاقامة الدائمة في اطهر البقاع، فحزنت وبكيت واصبت بالصدمة.
ولم نستفق من اثار تلك الصدمة الا بعد ايام عديدة، لان المصاب كان كبيرا والفقد عظيما.
نشكر سعادة المشير عمر البشير رئيس الجمهورية الذي وجه بشراء منزل لاسرة الراحل بمدينة الخرطوم، ونتمنى ان يتحقق ذلك على ارض الواقع باسرع وقت.
نسال المولى عز وجل ان يتغمده بواسع رحمته ويسكنه الجنة مع الصديقين والشهداء، وان يحفظ له ابنائه محمد والامين واحمد وعثمان ووالدتهم المكلومة نجلاء.
وانا لله وانا اليه راجعون.
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : ابراهيم عوض
 2  0
التعليقات ( 2 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    أزرق سماوي 08-19-2013 08:0
    بدل البكاء كان تعمل ليهو عمــره تنفعــه .. رحم الله مجيدو وأسكنه فسيح جناته
  • #2
    أبو آية 08-19-2013 07:0
    اللهم ارحمه ... واغفر له ... وأكرم نُزُلَه ... ووسع مُدخله ... اللهم إن كان محسناً فزد في إحسانه ... وإن كان مسيئاً فتجاوز عن سيئاته ... اللهم اغسله بالماء والثلج والبرد ... ونقّه من الذنوب والخطايا كما يُنقّى الثوب الأبيض من الدنس ... اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة .... آمين يارب العالمين
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019