بهدوء
عقدة المعسكرات الخارجية !
من المفترض ان يكون منتخبنا الوطنى قد بدأ بالامس معسكره الخارجى فى العاصمة القطرية الدوحه وذلك فى اطار الاعداد والتحضير لمباراة الاياب الحاسمة ضد المنتخب البورندى الذى كان قد تعادل معه فى مباراة الذهاب ضمن التصفيات المؤهلة الى نهائيات بطولة الامم الافريقية للمحليين التى تستضيفها جنوب افريقيا فى مطلع العام القادم , ويعتبر منتخبنا فى وضع جيد على ضوء نتيجة التعادل التى تحسب لمصلحته وتعزز من حظوظه فى الحصول على بطاقة الصعود ليكون ضمن المنتخبات التى ستشارك فى النهائيات القادمة .
اقامة معسكر للمنتخب فى الدوحه قد يبدو امر جيد ومطلوب اذا كان موعده غير الفترة الحالية التى تشهد فيها العاصمة القطرية اجواءا حارة جدا مصحوبة بارتفاع غير عادى فى درجات الرطوبة نهارا وليلا مما يعوق عمل الجهاز الفنى فى اجراء التدريبات المسائية التى قد تستهلك طاقة اللاعبين اكثر مما تمنحهم المردود البدنى والفنى الذى من اجله حضر المنتخب الى الدوحه ,, حيث لاندرى ماهى الغاية من وراء اقامة المعسكر فى ظل هذه الاجواء غير الملائمة للتدريبات او المباريات طالما ان المنتخب سيواجه نظيره البورندى فى الخرطوم وليس خارجها وبالتالى كان من الافضل ان يبقى المنتخب فى السودان فى معسكره الداخلى ليستكمل الجهاز الفنى برنامجه ويهيىء لاعبيه تحت اجواء مهما اختلفنا حولها الا انها بكل تأكيد افضل من الاجواء الحارة والرطبة التى نعيشها نحن هنا فى الدوحه وتشكو منها كل الاندية القطرية التى تقدمت بالامس بطلب الى الاتحاد القطرى ترجو فيه ان يتم تحويل اقامة مباريات البطولة التنشيطية التى يطلق عليها اسم كاس الشيخ جاسم لتقام داخل ملعب الصالة المغطاة المكيفة باكاديمية اسباير فى الدوحه , وذلك حتى تجنب لاعبيها الارهاق بسبب الرطوبة العالية علما بان البطولة المذكورة ستبدأ فى العشرين من الشهر الحالي !
مع الاسف الشديد اصبحت لدينا فى السودان عقدة اسمها المعسكرات الخارجية سواء بالنسبة للاندية او المنتخب الوطنى , حيث تتم الموافقة على اقامة مثل هذه المعسكرات دون دراسة كافية للنتائج التى يمكن ان تخرج بها الاندية او المنتخب من وراء هذه المعسكرات ! فلقد سبق وان حذرنا المريخ من فكرة اقامة معسكر فى الدوحه لذات الاسباب التى نتحث عنها الان بعدما كان مخططا له فى الشهر الحالى ليتزامن مع مشاركة المريخ فى بطولة ودية ينظمها النادى الاهلى القطرى , وذلك قبل ان يتراجع المسؤولين فى نادى المريخ عن فكرة المعسكر ويتم تحويل الوجهة الى الامارات والمشاركة فى الدورة الرمضانية التى ينظمها نادى الظفرة بمشاركة اندية السالمية الكويتى وصحم العمانى , وفى المقابل لازال الهلال ايضا يتردد بين الاستمرارية فى الاعداد الداخلى او التحول الى معسكر خارجى لاتعرف وجهته حتى الان فى ظل الازمة الادارية التى يتعرض لها النادى حاليا !
من المفترض ان تكون المعسكرات الخارجية اضافة للفريق المعنى او المنتخب وليست خصما عليه باى حال من الاحوال وهى مسؤولية مشتركة بين الجهازين الفنى والاداريى وكذلك ادارة النادى او الاتحاد العام فمن الخطأ ان تتم الموافقة على اقامة المعسكرات الخارجية دون الالمام الكافى بكل الظروف التى تحيط بمقر المعسكر خاصة فى الدول الخليجية التى تسودها الاجواء الحاره وارتفاع الرطوبة فى مثل هذه الايام ,, ولانعتقد ان مثل هذه المعلومات غائبة عن اذهان المسؤولين فى الاندية او لدى ادارة المنتخب الا انهم يتجاهلون هذه الجوانب رغم التحذيرات التى تنشر فى الصحف من اشخاص يتعايشون مع هذه الاجواء ويعرفون انها غير ملائمة لاقامة معسكرات الغاية منها اعداد اللاعبين وليس استهلاك طاقتهم البدنية والذهنية !