راي رياضي
اتحاد ضد الهلال
اذا وجدنا العذر لادارة وجماهير المريخ في تسامحهم مع المصري عصام الحضري الذي استقبلوه امس بصورة مبالغ فيها ، رغم تجاوزه لنظم ولوائح النادي في اوقات سابقة.
فلماذا طنش قادة اتحاد القدم، ولجنة الانضباط عن عدم مثول هذا الحارس امام لجنة الانضباط رغم استدعائه ثلاث مرات، وسمحوا له بممارسة نشاطه مع المريخ.
كنا نتوقع من قادة الاتحاد على الاقل، ان يلزموا هذا اللاعب بالمثول امام لجنة الانضباط قبل ان يمارس نشاطه مع ناديه، حفاظا على هيبة الاتحاد واللجنة.
كيف يتم السماح للاعب ايا كان وضعه ،ان يمارس نشاطه مع ناديه، رغم ان رئيس واعضاء لجنة الانضباط انتظروه ثلاث مرات بعد استدعائه، ولم يحضر.
بل وذهب اللاعب لابعد وتحدى اللجنة حينما اعلن على موقعه في الفيس بوك، بانه لن يمثل امامها ولن يعود للسودان مرة اخرى، وسيكتفي فقط بارسال وكيل اعماله.
لجنة الانضباط التي عجزت وقف تجاوزات الحضري، وفشلت في ايقافه عند حده، رغم ان ناديه تقدم ضده بشكوى رسمية، ليس من حقها ان تستدعي اي شخص آخر، او تحاسبه.
هل يعقل ان تصفح لجنة الانضباط عن تجاوزات الحضري كما فعلت معه جماهير المريخ، وتتشدد مع رئيس الهلال الامين البرير لمجرد انه استخدم حقه في الرد على احد اعضاء الاتحاد.
كيف يجوز للجنة معتصم جعفر ومجدي شمس الدين ان توافق على قرار اصدره محمد سيد احمد لوحده، واذاعه مذيع قناة الشروق في حينه وتقرر استدعاء رئيس الهلال.
لن يمثل رئيس الهلال امام هذه اللجنة، ولا نتوقع ان يستجيب احد من المنتسبين للوسط الرياضي لقراراتها بعد ذلك ، طالما انها تتعامل بمعيار الكيل بمكيالين.
قلنا من قبل ان تصريحات عضو الاتحاد محمد سيد احمد السالبة بحق ادارة الهلال ، وفي اي قضية تتعلق بالهلال، من شانها ان تحدث حالة من الاحتقان.
ونبهنا قادة الاتحاد الى ضرورة ان يتخذوا موقفا صارما تجاه هذا العضو الذي اصبح يشكل خميرة عكننة في الوسط الرياضي بظهوره المتكرر وحديثه الاجوف والعدائي.
لكن يبدو ان قادة الاتحاد (ما فاضين) وغير حريصين على استقرار الامور، بدليل انهم لن يتخذوا اي خطوة لمعالجة هذا الخلل البائن والذي اصبح بطله معروفا.
نسأل قادة الاتحاد واعضاء لجنة الانضباط، هل كان موضوع الحضري سيمر بهذه الصورة اذا كان هذا اللاعب مسجلا في كشوفات الهلال او اي ناد آخر؟.
الاكيد انهم كانوا سيرفضون اي تسوية، ولن يقبلوا باي حل غير مثوله امام لجنة الانضباط ،لاذلاله على الاقل، ان لم يوقفوه لثلاث او اربعة مباريات مع تغريمه الاف الدولارات.
لم نكن نصدق عندما كنا نسمع من بعض الهلالاب او نقرأ لمجموعة من الصحفيين ان قادة الاتحاد يستهدفون الهلال، ويعملون على تعطيل مسيرته.
ولم يكن يدر بخدلنا ان ذلك يمكن ان يحدث من شخصيات محترمة كالدكتور معتصم جعفر والاستاذ المحامي مجدي شمس الدين، والاستاذ اسامة عطا المنان.
كنا دائما نتوسم الخير في هذا الثلاثي، ورفاقهم في مجلس ادارة الاتحاد، وكنا نعتقد بانهم يديرون هذا الاتحاد بدون محاصصة، وان الجميع امامهم سواسية.
لكن تجاهلهم لقضية نادي لهلال مع نادي الملعب المالي وعدم اهتمامهم بالموضوع، اضافة الى اختيارهم المريخ للمشاركة في بطولة العرب بدون وجه حق جعلنا نشكك في نواياهم.
وهناك مواقف كثيرة وقرارات عديدة اتخذها قادة الاتحاد تضرر منها الهلال، لا يسع المجال لذكرها في هذه المساحة، لكننا سنعود لها حتما في وقت آخر.
لقد قالها رئيس الهلال صراحة وعلى الملأ في لقاء قناة الشروق الجمعة الماضية بان الاتحاد وقف موقف المتفرج في قضية الملعب المالي، ولم يقوم باي دور فيها.
واكد بان الوحيد الذي تجاوب معهم، هو سكرتير الاتحاد الدكتور حسن ابو جبل، الذي تفضل مشكورا كما قال ، بارسال واستقبال الايميلات من الخرطوم ،وباماكو.
ومع ذلك لم نسمع ردا من هؤلاء القادة، لينفي هذه الاتهامات، او توضيحا يشير الى انهم فعلوا شيئا ولو يسيرا في هذا الامر الذي شغل اكثر من عشرين مليون مشجع هلالي.
الفرصة ما زالت مواتية لقادة الاتحاد بتصحيح وضعهم مع الهلال، وفتح صفحة جديدة، تعيد الثقة بين الطرفين، لما فيه مصلحة الكرة السودانية.
وننتظر من قادة الاتحاد ان يراجعوا موقفهم من تصرفات الحضري السالبة تجاه لجنة الانضباط، وعليهم ان يلزموه بالمثول امامها، لكي يعتذر لهم على الاقل.
لتفويت هذه الحالة بدون عقاب او حتى عتاب ، قد يضعف موقف اللجنة، وربما يثير الفوضى ، بكثرة الاعتراضات على اي قرار تصدره مستقبلا.
وداعية: تكريم كبر وهارون واجب وطني.