العزل الرياضي
بعد ثوارت الربيع العربي التي شهدتها عدد من البلدان العربية تعالت الأصوات منادية بسن ماتم التوفق عليه باسم (قانون العزل السياسي) وهو قانون يقضي بحرمان من شارك في افساد الحياة السياسة ابان فترة الرؤوساء المُطاح بهم من تولي المناصب السياسية، ولسنا بصدد المكوث طويلاً هنا إلاّ أنّ واقعنا الرياضي في السودان بات بحاجة ماسة لاصدار تشريع (للعزل الرياضي) يقضي بابعاد كل الذين افسدوا هذا الوسط وجعلوه بؤرة للصراع والتناحر وانحرفوا بالرياضة عن معانيها السامية وقيمها النبيلة لتصبح ساحة يفر الأنقياء منها فرار الصحيح من الأجرب، والقانون الذي نعني ليس بحاجة لمشرع لأنّه يجب أن يستمد نصوصه وقوة تنفيذه من الذين مازالوا يرون أن التنافس لايعني التناحر والمنافس ليس خصماً ولاعدواً وأن الرياضة بلا أخلاق تستحق أن نقيم عليها مأتماً وعويلا.
لعل المتابع للشأن الرياضي بوجه عام في بلادنا وكرة القدم على وجه الخصوص يشعر بالكثير من الأسى والأسف على ماوصل إليه الحال على مستوى القيادات في الأندية والاتحادات وهي التي يجب أن تكون في موضع القدوة والأسوة الحسنة، ولعل ماحدث بين الأمين البرير رئيس نادي الهلال ومحمد سيد أحمد من تراشق و(عنف لفظي) لاخاسر منه سوى الرياضة التي ابتليت بمن يسعى لهدمها وتدميرها، ولعل ماحدث بينالرجلين يقع لومه في المقام الأول على اتحاد الكرة الذي فشل في ألجام عضوه محمد سيد أحمد وترك له الحبل على الغارب ليسرح ويمرح ويفتي في قضايا كثيرة بأسلوب مستفز يصب في خانة استفزاز (الآخر) إلى درجة جعلت حديث البرير يجد الرضاء والقبول عند الكثيرين.
أما رئيس نادي الهلال فأمره عجيب وطبعه غريب، يستجيب للاستفزاز ويلبس ثياب (المشجع) الذي ينفعل ويثور ويفرغ انفعالاته بأقوال وتصرفات مقبولة منه طالما أنّه (مشجع) لكنها مرفوضة وقبيحة ومستهجنة عند الرجل الذي ينبغي أن يكون (كبيراً) بحكم منصبه يخاطبه السفيه بكل قبح فيكره أن يكون له مجيباً، لكن ماذا نقول حيال رجل وجدت فيه وسائل الإعلام لقمة سائغة بل وعرفت كيف تستفزه تارة بالحديث عن المعارضة وأخرى بحشر من يملكون القدرة الفائقة على سحبه لمنطقةٍ يهرف فيها بما لايعرف.
إن محمد سيد أحمد الذي يطلق حجارته من منصة بيت الاتحاد العام يعرف أن هذا البيت مصنوع من زجاج الأخطاء الإدارية الفادحة والمجاملات والترضيات وغياب المؤسسية والفساد الذي بات يزكم الأنوف، ومن أجل هذا وذاك يبقى من المهم التنادي لسن قانون عزل رياضي مشرّعه الجمهور وحماته العامة يبعد كل الذين خربوا هذا الوسط وسرقوا صفائه سواء من الإداريين أو الصحفيين أو حتى الجماهير ليعود كما كان رسالته المحبة وهدفه الحق والخير والجمال وليذهب عنه أصحاب الغرض والمرض فقد ضقنا بهم زرعاً وأن أوان نهاية عهد الحسرة والأسف الطويل.