• ×
الإثنين 13 مايو 2024 | 05-12-2024
كمال الهدى

تأملات

كمال الهدى

 0  0  1168
كمال الهدى
تأمُلات

برضو غارزيتو؟!

كمال الهدي

kamalalhidai@hotmail.com



· أشفقت كثيراً على حال من تابعوا مباراة الأمس من داخل استاد الهلال بعد ذلك الخطأ الدفاعي المألوف والصادم في نفس الوقت.

· بعد أن سجل الهلال هدفه الأول في الشوط الأول، ثم أعقبه بالثاني قبل مرور ربع ساعة من الشوط الثاني، توقعت أن يتأهل الفريق على حساب خصمه العاجي رغم أنني قبل انطلاقة المباراة لم أؤمل كثيراً في التأهل.

· وبعد تسجيل الهدف الثالث في منتصف الشوط الثاني تقريباً، لم يكن هناك ما يجعلك تتوقع تفريط لاعبي الأزرق بعد أن سعوا واجتهدوا لتسجيل الأهداف الثلاثة المطلوبة وكان لهم ما أرادوا.

· لهذا لابد أن هدف سيوي قد صدم الكثير من الجماهير الزرقاءـ لهذا شعرت بمرارة مؤقتة.

· لكنني سرعان ما تناسيت الأمر وأقنعت نفسي بأن الحق عاد لأصحابه عندما تذكرت لقطة هدف سيوي المنقوض.

· فقد بحثت لحظتها عن مجرد شبهة تسلل فلم أجدها واستغربت كثيراً لقرار الحكم ومساعده.

· سجل الضيوف هدفاً صحيحاً مائة بالمائة، لذلك ليس في الأمر عجب عندما يقع مدافعو الهلال في تلك الهفوة التي نتج عنها الهدف المحتسب في ذلك الزمن القاتل ليخرج الهلال ويتأهل سيوي.

· وإن تجاوزنا مسألة عودة الحق لأصحابه هذه باعتبار أن مثل هذه الأمور تحدث كثيراً في كرة القدم، فلابد من التأكيد على أننا خرجنا بسبب ذهنية لاعبينا وطريقة تفكيرنا عموماً كسودانيين.

· بالأمس عندما ظل الهلال يهاجم ويضيع في الأهداف الواحد تلو الآخر بدا أمر تسجيل هدف سيوي المنقوض كمفاجأة للمعلق حاتم التاج الذي قال حينها: " كأن هذا الفريق يملك سحراً، ففي ساحل العاج ظل الهلال يتقدم ليسجل هو."

· والواقع أن الأمر لا علاقة له بالسحر ولا هذه الخطرفات.

· ومعلوم في كرة القدم أنك عندما تصنع الكثير من الفرص وتجتهد وتتقدم لابد أن تركز لتستغل تقدمك هذا حتى لا تفقد تركيزك وتبدد طاقاتك لتفسح المجال لمنافسك للنيل منك في اللحظات الصعبة.

· لكننا في السودان ما أن نسيطر على الملعب نظن أن هذا هو الوضع الذي سوف تنتهي عليه الأمور وكأن المنافس قد جاء للفرجة علي لاعبينا.

· لاعبونا أيضاً يفكرون بهذه الطريقة وتسيطر عليهم حالة غرور بمجرد أن يلاحظوا تراجع خصمهم، ولهذا يهدرون الفرص تباعاً دون أن يفكروا في الأوقات التي سينال منهم فيها التعب والاجهاد، ودون أن يفكروا في التكتيك ومسائل امتصاص الحماس التي يلجأ لها الآخرون وخلافها من أساليب لعب الكرة التي تغيب عن أذهان معظم لاعبينا.

· لو ركز لاعبو الهلال قليلاً لسجلوا ثلاثة أهداف في الخمس دقائق الأولى من اللقاء.

· لا أعتقد أن غارزيتو يلام كثيراً على ما حدث بالأمس.

· ولا أظن أن فكرة الثلاثة مدافعين التي صدعوا بها رؤوسنا كانت السبب وراء ما حدث بالأمس تحديداً.

· فقد لعب غارزيتو بأفضل تشكيلة متاحة له.

· وأعد لاعبيه فيما يبدو نفسياً للضغط على الضيف منذ اللحظات الأولى.

· وهو قطعاً لم يقل للاعبيه " عليكم بإضاعة أكبر عدد من الفرص في شوط اللقاء الأول."

· لهذا ظللت أردد أن تعليق كل نواقص وعيوب كرة القدم السودانية على شماعة المدربين لا يجوز، وهو مجرد هروب من واقعنا.

· بالإمكان اليوم تغيير غارزيتو وقبول استقالة البرير، إن صدقت الأخبار المتداولة حولها، لكن ذلك لن يغير في الأمور كثيراً.

· فثمة أمور عديدة لابد أن تتغير قبل أن نتمكن من تحقيق البطولات التي نحلم بها.

· عندما شاهد الكثيرون شريط مباراة الذهاب، لم يبق لبعضنا سوى نصب صيوانات الأفراح، مؤكدين قدرة الهلال على تخطي منافسه في أمدرمان.

· قالوا أن سيوي لم يقدم شيئاً هناك، وأنه مجرد فريق ضعيف وجد بعض الفرص فسجل منها أهدافاً.

· وفات على هؤلاء حينها أن رددوه أكد بما لا يدع مجالاً للشك ألا علاقة لهم بكرة القدم.

· وأبلغ دليل على ذلك أن سيوي بالأمس وفي المرات القليلة جداً التي وصل فيها لمرمى الهلال سجل ثلاثة أهداف، نٌقض منها الأول بدون وجه حق، والثاني لكونه قد نتج عن دفع الكرة بكلتا اليدين، وأُحتسب الثالث الذي أضاع الحلم.

· فريق يحصل على أربع فرص في ملعبه ويسجلها جميعاً، لابد أن نقول عنه أنه خطير ومرعب.

· وها هو يحصل على ثلاث أو أربع فرص في ملعبنا ويسجل منها أيضاً.

· صحيح أن غارزيتو وقع في أخطاء عديدة خلال فترته مع الهلال، لكنه فعل ما يفعله أي مدرب كرة قدم.

· فليس هناك مدرب لا يخطئ.

· حتى مورينيو نفسه يقع في أخطاء عديدة.

· لكن الفارق الوحيد هو نوعية اللاعبين.

· لدينا في الهلال عدد من اللاعبين الذين لم يستحقوا أن يُستضافوا مجرد الاستضافة في تدريبات الأزرق لكنهم وجدوا أنفسهم في غفلة من الزمن يرتدون شعار هذا النادي ويلعبون باسمه.

· علينا أن نكون أكثر شجاعة في مواجهة مشاكلنا بدلاً من هذا الضجيج المستمر وتحميل الآخرين جل مشاكلنا.

· طالعت تصريحاً للمدرب الديبة يقول فيه أن غارزيتو فاشل لأنه لم يحترم خصمه وترك وسط الملعب تائهاً وأنه لم يتمكن من إدارة الخمس دقائق الأخيرة، وقد ضحكت كثيراً على كلام الديبة.

· فالديبة الذي كنت في فترة سابقة أظن أنه من المدربين الجيدين اتضح أنه ( زول كلام ساكت) وإلا فليقل لنا حضرته ماذا فعل مع منتخبنا الأولمبي في قطر؟!

· غارزيتو لم يتفرج على وسطه التائه كما ذكر الديبة افتراءً، بل قام بالتبديل في اللحظة المناسبة تماماً، حيث أخرج نزار وأدخل الشغيل.

· لكن إذا كان اللاعب السوداني لا يعرف كيف يوزع مجهوده على التسعين دقيقة وكيف يستغل الفرص، فهذا عيبه هو وليس خطأ المدرب.

· جاء هدف سيوي في آخر دقيقتين من الزمن بدل الضائع، وأي لاعب كرة محترف بناد كبير مثل الهلال لابد أن يعرف كيف يتعامل مع مثل هذه الدقائق عندما يكون الوضع كما كان عليه بالأمس.

· مدافعو الهلال لم يعرفوا كيف يتعاملوا بمبدأ السلامة في هذا الوقت الصعب، فما ذنب المدرب يا ديبة؟!

· بعد تسجيل الهدف الثالث كان علي لاعبي الهلال أن يستغلوا الحالة النفسية السيئة لجميع أفراد الفريق الضيف ويسعوا بقوة لتسجيل الهدف الرابع، باعتباره هدف الأمان.

· ومعلوم للقاصي والداني أن الهدف في كرة القدم يمكن أن يأتي في كسر من الثانية، لذلك لم يكن منطقياً أن يضمن الهلال تأهله بنتيجة 3 صفر ويتعامل لاعبوه مع المباراة وكأنها قد انتهت.

· أضاع إيكانغا الكثير من الأهداف ولا أظنه فعل شيئاً طوال المباراة بخلاف تمريره للكرة التي سجل منها تراوري الهدف الثالث.

· من أخطاء غارزيتو التي نلومه عليها إصراره على هذا اللاعب.

· تراوري نفسه أضاع الكثير وتلكأ في التعامل مع العديد من الكرات، رغم أنه مهاجم جيد وصاحب قدرات لا تخطئها العين.

· بشة لم يكن في حالة جيدة، لكن نحمد لغارزيتو الاحتفاظ به، فأصحاب العقول دائماً يحتاجون لأن تصبر عليهم قليلاً، وقد نتج عن ذلك الصبر الهدف الثاني الجميل.

· بذل كاريكا جهداً كبيراً ومقدراً وصنع الهدفين الأول والثاني مما هو أشبه بالعدم.

· فقد كان يتقدم بالكرة وهو مضايق تماماً على خط التماس ويعكس بالسرعة اللازمة التي تربك المدافعين.

· خرج الهلال لأنه لم يكن جديراً بالاستمرار هذه المرة، رغم الجهد الكبير الذي بذله لاعبوه بالأمس لخطف بطاقة التأهل.

· وحدث ما توقعته في مقالين سابقين بأن يرد الهلال الاعتبار دون أن يستمر في البطولة لأنه غير جدير بذلك.

· لا نعفي غارزيتو تماماً من المسئولية.

· ولا نقول أن المجلس فعل كل ما هو مطلوب منه، رغم المحاولات الجادة منهم، لكننا نرفض تعليق كل الأخطاء على رقبة غارزيتو وحده.

· ولو عدنا للعام الماضي لوجدنا أن نتائج الهلال كانت جيدة إلى حد بعيد، رغم المشاكل والصعوبات التي واجهت الفريق.

· طبعاً بدأنا في العزف على أسطواناتنا المشروخة المعهودة من حديث عن عودة النقر والتعاقد مع الحيدوسي أو التفاوض مع التعايشة.. ألخ.

· وعندما نخوض في مثل هذا الحديث علينا أن نتذكر أن النقر أخذ فرصته من قبل وفي ظروف مشابهة، لكنه لم يأت بجديد.

· والحيدوسي كان يدرب الهلال أيام تلك الهزائم الكبيرة من أندية شمال أفريقيا، وإن نسيتم ذلك علينا أن نذكركم.

· أما التعايشة فهو مدرب جيد لم يسبق أن درب الهلال، لكن إن تم الاتفاق معه في مثل هذه الظروف فسوف يكون مصيره مصير من سبقوه صدقوني.

· نفس الشيء حدث في المريخ رغم أنه لم يخرج من البطولة الأفريقية حيث سيخوض الفريق مباراته الفاصلة مساء اليوم.

· حدثت بعض الهزائم والتعادلات فقالوا أن الكوكي لابد أن يذهب، متناسين أنهم عندما تعاقدوا معه كانوا يعولون عليه كثيراً.

· قالوا فيه ما لم يقله مالك في الخمر، وبعد مرور نحو شهرين من بدء الموسم يريدون تغييره.. لماذا؟

· لأنا عقليتنا متخلفة ولأننا تعامل مع الأمور بدون نظرة للأمام أو تروي وتفكير عميق.

· عندما نجح الكوكي مع أهلي شندي كثر الحديث عن تفكير القمة في التعاقد معه في الموسم الجديد.

· حينها كنت أعلم أن أهل الهلال والمريخ لن يشاهدوا كوكي أهلي شندي إن تعاقد مع أحد الناديين.

· فالظروف مختلفة تماماً والمدرب الذي شاهدوه هناك وعرفوا عنه قوة الشخصية، سوف يتحول هنا إلى حمل وديع بفعل الإعلام الضار والإدارات السيئة والضغط الجماهيري الكبير للناديين.

· ولم نكن نحتاج حتى لبدء الموسم ليتضح لنا ذلك جلياً.

· فقد بدأ الكوكي منذ مرحلة الإعداد في التحول المتوقع وصرنا نسمع له تصريحات تعكس مدى تأثره بالإعلام وضغوط النادي الكبير التي تأتيه من كل صوب.

· ومع بدء الموسم بدا مطيعاً جداً في تنفيذ مطالب الإداريين والقبول بتدخلاتهم حتى في وضع التشكيلة.

· هذا هو واقعنا المرير الذي لن ينفع معه تغيير المدربين.

· ولو ذهب غارزيتو وحل مكانه كونسلتو من أفضل المدربين العالميين، فلن يتغير الكثير في ظل هذا التخلف الإعلامي والإداري والتشجيعي وفي وجود لاعبين بهذه القدرات المتواضعة.

· عموماً أتمنى أن يرحل غارزيتو وأن تكون استقالة البرير وبعض أعضاء مجلسه صحيحة، لنرى ما سيحدث، ولنعود ونذكر مجدداً بما نقوله اليوم.
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : كمال الهدى
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019