تأمُلات

لكل جواد كبوة يا البرير

كمال الهدي

kamalalhidai@hotmail.com



· واصل الهلال عروضه الباهتة التي تنفر الجماهير، بدلاً من تحفيزها للالتفاف حول فريق الكرة في مواجهته الصعبة لخصم أفريقي تفوق عليه في مباراة الذهاب بأربعة أهداف مقابل هدف.

· بالأمس خرج الفريق متعادلاً مع الأهلي الخرطومي ولو ركز فتية التاج محجوب قليلاً لخرج الهلال مهزوماً.

· بعدها صرح رئيس النادي البرير بأن الهلال قادم يوم الجمعة وأن ما حدث أمام الأهلي كان مجرد كبوة.

· نعلم يا البرير أن لكل جواد كبوة.

· وليس هناك أي مشكلة في أن يتعادل فريق كرة مهما كان كبير الاسم أو ينهزم في مباراة أو اثنين أو حتى ثلاث مباريات.

· لكن ما يثير الخوف والقلق هو أن الهلال ظل يعاني منذ فترة ليست بالقصيرة.

· وإن سلمنا بأن تعادل الأمس كان كبوة جواد.. فماذا عن كبوة الأزرق أمام اتحاد مدني وأمام سيوي في مباراة الذهاب وأمام المريخ نفسه بعد أن فشل رماة الهلال في التسجيل رغم ضعف الغريم الشديد يومها؟!

· ماذا عن الأداء السيئ والضعيف خلال معظم هذه المباريات آنفة الذكر؟!

· أيعقل أن تخرج علينا بعد كل هذه الكبوات والأداء الفاتر والروح الضعيفة للاعبين لتحدثنا عن كبوة أمام أهلي الخرطوم؟!

· مدرب الفريق أيضاً ما انفك يطلق تصريحاته العجيبة الغريبة.

· بالأمس قال أن تركيزهم على مباراة سيوي أفقدهم نقطتين أمام أهلي الخرطوم.

· وقبلها قال أن مباراة المريخ تسببت في هزيمتهم أمام سيوي في ساحل العاج.

· وربما يخرج غداً ( لا قدر الله ) ليقول لنا أن تركيزهم الشديد على مباراة الرد أمام سيوي أفقدهم نقاط هذه المباراة؟!

· ما هذا الهراء الذي نسمعه كل يوم منذ فترة ليست بالقصيرة كما أسلفت؟!

· ولا أدري كيف يتوقع البرير وغارزيتو أنه يمكن إقناعنا بمثل هذا الكلام الماجايب همه.

· لن أركب الموجة وأردد حديث أن عيب غارزيتو هو إصراره على اللعب بثلاثة مدافعين، لأنني غير مقنع بفكرة اختزال المشكلة في طريقة أو خطة لعب الهلال.

· لاعبونا يعجز الواحد منهم عن الوقوف بصورة صحيحة خلال مختلف الأوضاع داخل الملعب، فكيف نلقي بكل اللوم على المدرب، ونركن دائماً للحديث عن فكرة اللعب بثلاثة مدافعين؟!

· غارزيتو يتحمل جزءاً كبيراً من المشكلة، نعم.

· لكن لو تم تغييره اليوم فلن تحل مشكلة الهلال، لأنها أكبر بكثير من مجرد مدرب وطريقة لعب.

· وليت غارزيتو على الأقل يكف عن مثل هذه المبررات التي لا تقنع طفلاً غضاً.

· فليس معقولاً أن يحدثنا الرجل عن إرهاق اللاعبين بعد ثلاثة أو أربعة أسابيع من بدء التنافس، رغم أن فريقه عسكر في أديس التي اختارها هو بنفسه بحجة أن المناطق المرتفعة ستكسب لاعبي الهلال لياقة بدنية تعينهم خلال الموسم.

· فأين عون المناطق المرتفعة وأنت تشكو من إرهاق لاعبيك بهذه السرعة يا غارزيتو؟!

· المحير في الأمر أن أداء ونتائج الهلال في الموسم الماضي وبالرغم من المشاكل العاصفة كانت أفضل من هذا الموسم.

· وهذا يؤكد أن هناك مشاكل أخرى عديدة يفترض أن يواجهها مجلس الإدارة ومدرب الفريق، بدلاً من الاكتفاء بتقديم مبرراتهم الواهية التي نسمعها كل يوم.

· قلت في مقال سابق وأكرر هنا أن الهلال حتى لو تمكن من التغلب على سيوي في مباراة الجمعة ( وهو ما يبدو مستحيلاً تماماً) فإنه لن يكون جديراً بالاستمرار في البطولة الأفريقية هذا العام.

· لهذا نتوقع أن يواجه هؤلاء القوم مشاكلهم بشجاعة ويعجلوا بتطبيق الحلول التي تعيد للفريق رونقه.

· ما شاهدناه بالأمس كان عكاً بما تحمل الكلمة من معنى.

· ويفترض أن يقتنع الأهلة بأن لاعبين مثل المدينة وخليفة لن يقدموا لناد بحجم الهلال شيئاً والأفضل أن يغادروا في شهر يونيو غير مأسوف عليهم.

· ربما يقول قائل أن غارزيتو وجد نفسه مضطراً لخوض مباراة الأمس بتشكيلة مختلفة حتى لا يكشف أوراقه أمام سيوي الذي تابع بعض أعضائه المباراة من داخل الإستاد.

· مثل هذه الأمور طبعاً تحدث في السودان لأن لدينا اتحاد كرة يديره معتصم ومجدي وأسامة وبقية كوكبتهم النيرة في كل شيء إلا إدارة الكرة.

· لكن يبقى السؤال دائماً أن كشف الهلال به 28 لاعباً ويفترض أن يكون أقلهم موهبة قادراً على تقديم ما يرضى في مثل مباراة الأمس، وإلا فكيف وصل هؤلاء اللاعبون لكشف الأزرق؟!

· إذاً مبررات التشكيلة الاضطرارية ومثل هذا الكلام لا يجدي نفعاً.

· الهلال يعاني ورئيسه يدفن رأسه في الرمال ومدربه يهيم في وادِ آخر.

· ومع استمرار مثل هذا الوضع يصبح أكثر من طبيعي أن تتواصل المعاناة وأن تزداد الأمور سوءاً.

نقاط أخيرة:

· تحولت بالأمس للحظات إلى مباراة المريخ وأهلي شندي وتصادف ذلك مع اللقطة القبيحة والتصرف الغبي والمتهور للاعب علاء الدين يوسف.

· علاء منذ أيامه بالهلال ظللنا نشجب تصرفاته القبيحة ولعبه الخشن ونيله المستمر للبطاقات الملونة.

· لكن ما فعله بالأمس فاق كل ذلك القبح.

· بعد كل ما فعله هذا اللاعب سيء الطبع رأيناه يحتج بشدة على قرار الحكم وكأنه يريد مكافأة بوردة على ذلك التصرف الأهوج.

· انضم له في الاحتجاج الصارخ والكريه الحارس أكرم، ولو كنا في بلد غير السودان لتم إيقاف هذا الثنائي عن ممارسة الكرة لأطول فترة ممكنة.

· فقد اثبت علاء وأكرم في أكثر من موقف افتقادهما لأخلاق الرياضة، ويبدو أن التساهل المستمر معهما يدفعهما للمزيد من مثل هذه الممارسات القبيحة.

· الأقبح من تصرف علاء هو ذلك التصريح الذي نقلته عنه إحدى الصحف الرياضية.

· قال علاء في تصريحه للصحيفة ( هذا بافتراض أنه قال شيئاً فعلاً وأن الأمر ليس أكثر من محاولة من أهل الصحيفة للضحك على الذقون) أنه لم يتعمد إيذاء نادر وأن الحكم ظلمه!

· مثل هذا الكلام مخجل وركيك لأن الكل شاهدوا اللقطة بأعينهم ولذلك تبدو الصحيفة وكأنها تحاول تبرير خطأ شنيع كهذا، ولهذا نقول دائماً أن إعلامنا الرياضي وراء كل القبح الذي نشاهده في ملاعبنا.

· مهاجم الهلال سانيه المحترف الأجنبي المجلوب بالدولار الحار بعد كل السوء الذي شاهدناه عليه بالأمس لم يقبل بفكرة تغييره وقيل أنه لم يصافح مدربه، بل مضى لأبعد من ذلك وركل قارورة مياه!!

· والله يا ها الناقصة يا سانيه جابوك من أهلك عشان تركل لينا القوارير! يعني قالوا ليك نحن ناقصين لاعبين بمثل هذه السلوكيات غير المقبولة!

· لم تؤد جيداً وكان طبيعياً أن تخرج لأنني كمتابع للمباراة عبر شاشة التلفزة ومن مسافة بعيدة أرهقت تماماً مما كنت تفعله داخل الملعب، فما بالك بمن كانوا بداخله وعلام الغضب على التغيير؟!

· طبعاً ستمر الحادثة مرور الكرام ولن تُساءل أو تُعاقب على مثل هذا التصرف المشين يا سانيه لأننا في بلد لم تدخل قواميسه مفردات مثل المحاسبة، الانضباط والنظام.

· يحدث مثل هذا من محترف أجنبي، و ما فتيء خالد بخيت يحدثنا عن فرض اللائحة والانضباط على جميع اللاعبين!

· مهند الطاهر شاهدناه بالأمس في حالة لا تسر وقلت لنفسي: ماذا سيفعل الفتى بعد أن وعد بأن يعتزل الكرة إن لم يتأهل الهلال على حساب سيوي!

· الواقع أن كل لاعبي الهلال كانوا عبارة عن جنائز، وعليهم أن يستردوا شيئاً من روحهم إن رغبوا فعلاً في تقديم أداء رجولي على الأقل أمام سيوي يوم الجمعة.