التغيير المستمر في تشكيلة المريخ..!!
لم يكن البرازيلي كاربوني المدير الفني للمريخ حالماً أو خيالياً وهو يصف في كل مرة نفسه بالمدرب المحظوظ لأنه يشرف علي تدريب فريق كشفه مليء بالنجوم.. وأنه يعاني ويساهر ويدّخن بشراهة من أجل وضع تشكيلته.. ورغم واقعية كاربوني إلا أن الكثيرين يرون أنه لم يعمل حتي هذه اللحظة علي تثبيت توليفة بعينها يخوض بها كل مباريات الموسم.. حتي يضمن مردوداً ثابتاً للفريق في كل المباريات.. وحتي تسهل مهمته في تطبيق التكتيكات.. ولكن ورغم قناعتنا بضرورة أن يكون هناك تشكيل ثابت.. إلا أنه وضح من خلال المباريات الخمسة عشر التي لعبها المريخ منذ بداية الموسم سواء كانت تنافسية أو ودية أن كاربوني يعتمد علي مبدأ إتاحة الفرصة لكل نجوم الفريق رغم إعتماده علي تشكيلة شبه ثابتة.. بل أنه منح كل لاعبي الفريق بإستثناء لاعبي الخانات السنية فرصهم في اللعب سواء كان في التنافس الأفريقي أو المحلي.. ويكفي فقط الإشارة إلي أن حمد عباس لعب أول مباراة للمريخ أمام سانت جورج الأثيوبي بأديس في ذهاب الدور التمهيدي.. وجاء وأشركه بعد وقت طويل في مباراة أمس الأول أمام الأهلي الخرطومي.. وما بين المدي الزمني الذي فصل مباراة سانت جورج الأولي ولقاء الأهلي الخرطومي.. منح كاربوني الفرصة للاعبين آخرين حتي لا يعتمد علي أفراد بعينهم..!!
فضلاً عن أن هناك نقطة أخري مهمة فاتت علي فطنة من ينتقدون كاربوني بسبب أو بدون سبب.. وهي أنه ليس من نوعية المدربين الذين يعتمدون علي توليفة واحدة.. ويهمل صناعة البديل الجاهز الذي يحتاج إليه في حالة حدوث أي طارئ.. فكاربوني الآن يمزج ما بين الإثنين.. وهذا فكر تدريبي عالي ويدل علي الشجاعة في الدفع بأي لاعب مهما كانت نظرة الجمهور والإعلام له.. دافعه في ذلك العطاء وليس أي شيء آخر.. فالمريخ لم يأت له مدرب بمثل هذا الفهم.. حيث إعتمد غالبية المدربين الأجانب الذين قدموا للسودان علي الدفع بثلاثة أو عشر لاعباً في كل مباريات الموسم.. وعندما يحدث أي طارئ يكون البديل ليس في مستوي الأساسي.. وهنا تحدث الإخفاقات.. ولكن كاربوني وبما يقوم به الآن أثبت أنه مدرب يعرف(شغلو) تماماً.. وليس من نوعية المدربين الجبناء الذين يهمهم الفوز فقط دون بناء فريق يكون كل أفراده في مستوي واحد..!!
التوليفة شبه الأساسية التي ظل يعتمد عليها البرازيلي كاربوني كانت واضحة المعالم.. وتمثلت في الحارس حافظ قبل إصابته.. سفاري.. طارق مختار.. الباشا.. الزومة.. سعيد.. لاسانا.. قلق.. النفطي.. كلتشي وحميد.. وهناك وارغو ومصعب ونجم الدين والقائد فيصل العجب الذين تفاوتت مشاركاتهم ما بين الأساسي والبديل.. فإذا إستثنينا الحراس الذين تقلّص عددهم إلي إثنين بإصابة حافظ.. ورحيل اللاعب إيداهور.. نجد أن تغييراً طفيفاً حدث في هذه التشكيلة في التنافس الأفريقي.. حيث أصبح نجم الدين أساسياً في التشكيلة مطيحاً بطارق مختار الذي لعب ثلاث مباريات أفريقية من أصل أربع.. ولكن هذا التغيير إستمر حتي في التنافس المحلي.. حيث لم نشاهد طارق مختار منذ خروجه في الشوط الأول من لقاء حي العرب.. ورأينا أن أي تغيير يحدث في التوليفة يكون إضافة للفريق وليس خصماً عليه.. وهذا هو سر تميز الفريق الذي منح كاربوني وفرة في البدلاء.. ودونكم مصعب عمر الذي أصبح أساسياً بين يوم وليلة.. ومتسبباً في جلوس موسي الزومة إحتياطياً في حالة نادرة منذ قدومه للمريخ..!!
أما إذا تحدثنا عن التوليفة التي تخوض المباريات المحلية.. فنجد أن كاربوني أجري العديد من التغييرات عليها.. حيث لم يلعب المريخ حتي هذه اللحظة في مبارياته السبع في الدوري الممتاز بما فيها مباراة الأمل التي لم تكتمل بسبب رحيل إيداهور.. بتشكيلة ثابتة.. حيث أشرك كاربوني الـ22 لاعباً الذين يعتمد عليهم الآن.. حيث شاهد الجميع كاسيروكا وراجي وحمد عباس في التوليفة.. وشاهدوا النفطي ولاسانا وموسي الزومة في دكة البدلاء.. وشخصياً علي ثقة بأن كاربوني سيتبع هذه السياسة حتي نهاية الموسم.. وهذا دليل علي أن البرازيلي يسعي لجعل الفريق كله في مستوي واحد.. وأنه يتخذ من التنافس المحلي مدخلاً لتجويد الأداء وخلق البدلاء للتنافس الأفريقي الذي يصعب فيه التعويض بعكس المحلي.. وهذه نقطة تحسب لكاربوني الذي بات واضحاً ورغم إعتماده علي توليفة شبه ثابتة أنه يعامل كل لاعبي الفريق بمستوي واحد.. وأنه يعمل بهدوء وببرود للتحسب لأي طوارئ يمكن أن تحدث.. والفرق بين كاربوني ومن ينتقدونه أنه ينظر للأمور بخلاف نظرة هؤلاء المنتقدين للفريق ومستويات نجومه ومردودهم داخل الميدان..!!
ويكفي فقط للإستدلال علي ذلك أن البرازيلي إختار سعيد مصطفي نجماً لمباراة الغزالة التشادي.. في الوقت الذي ذهب الجميع إلي أن لاسانا هو نجم المباراة.. وحتي إختيار كاربوني لسعيد لم يرضي الكثيرين الذين ينتقدون دون هديً ولا كتاب منير.. ناسين أو متناسين أن كاربوني مهما كانت درجة سوءه.. فهو يفهم في كرة القدم أفضل من أي شخص.. ويستطيع تقييم كل لاعب حسب ما يقدمه من عطاءات سواء في التدريبات أو المباريات.. وما يقوم به كاربوني سيجني المريخ ثماره.. ولن يحتاج مجلس إدارته لإضافات كثيرة في كشفه.. لأنه سيجد نفسه أمام فريق شبه مكتمل.. ولاعبوه في مستوي واحد.. وبالتالي تختفي ظاهرة الإحلال والإبدال دون حوجة فنية.. وسيفرض الإسلوب الذي يعمل به كاربوني الآن.. علي مجلس المريخ العمل علي إختيار لاعبين بعينهم وحسب الحوجة ودون أي إندفاع.. لأن الأمور وقتها ستكون واضحة ولا تحتاج إلي كثير عناء..!!
إتجاه الرياح..!!
أكثر تصريح أدلي به كاربوني وحاز علي إعجابي.. قوله أن شباك المريخ تهتز لأنه لا يوجد أمامها حائط خرساني يمنع إهتزازها..!!
أتمني أن لا تمنع الإصابة التي تعرض كلتشي مشاركته في لقاء الترجي بتونس.. لأن المريخ في أمس الحوجة له..!!
ضحكت عندما طالعت إدانة الأمين العام للهلال المحامي عماد الطيب لمشرف منتدي المريخ(المزعوم) حول ما نشره من معلومات عن الهلال بموقع الإسماعيلي المصري علي شبكة الإنترنت..!!
المحامي عماد الطيب الذي لا يملك أي دليل مادي لإثبات صلة هذا الشخص بأي من منتيدات المريخ.. سار خلف الإعلام الأزرق.. وهو القانوني الذي كنا نتوقع معه أن يكون ملماً بكيفية الحديث عن أمر لا سند له من الواقع..!!
المضحك أكثر أن المحامي عماد الطيب أكد أنه وبتكليف من مجلس الهلال سيقوم بفتح بلاغ جنائي وتقديم شكوي عاجلة للهيئة العامة للإتصالات متضمنة ما جاء في موقع المريخ الإلكتروني من إساءات.. لأن المحامي عماد الطيب الذي يفترض فيه أن يتحدث وفق حيثيات.. ضاعت منه بوصلة الحيثيات هذه.. وأدخل نفسه في مأزق قانوني بالزج بإسم المريخ دون أن يكون لديه دليل مادي..!!
إذا كان المحامي عماد الطيب يتحدث ويفتي ويدين دون أدلة.. فإننا نعذر إعلام الهلال..!!
هل يعلم المحامي عماد الطيب أن القضاء في كل العالم فشل في ملاحقة أو تجريم أي نشر إلكتروني به إساءة أو إشانة سمعة.. وأن أي قضية نشر إلكتروني لا تحل إلا بعد إعتراف من الفاعل نفسه..!!
عندما تصدر أي زوبعة من الإعلام الأزرق عن أمر.. فهذا معناه أن هناك شيء يجري له التخطيط في الخفاء.. وما حكاية(حاحا وتفاحة) إلا دليل علي ذلك..!!