الهلال ناد بلا أسرار يا هؤلاء ..

مخطئ من يظن أن الهلال في مباراته اليوم أمام الموردة سيجد الطريق أمامه سهلاً لعبور القراقير لاعتبارات كثيرة ومتعددة أهمها أن لقاءات الفريقين عادة ما تكتسب طابع الإثارة والمتعة والندية والهلال والموردة تاريخ عريض في كرة القدم منذ أن كانا يلعبان بدار الرياضة أمدرمان عندما كانا يمثلان الثقل الكروي بمدينة أمدرمان العريقة.. الموردة كانت هي المنافس الأقوى بالنسبة للهلال في حقب متعددة من الأزمان، وكل أهل أمدرمان يعلمون تلك الحقيقة.
نعم الموردة اختلفت الآن ولا أقول إنها باتت حملاً وديعاً بالنسبة للقمة، ولكن الموردة الآن ليس الموردة زمان ولكن في كل الأحوال فإن لقاءات الفريقين عادة ما تكتسب أهمية خاصة..
الهلال يدخل اللقاء بروح معنوية عالية في أعقاب النصر العريض الذي حققه الفريق على ضيفة آفريكا سبورت الآيفواري وتأهله عن جدارة الى مرحلة دور الستة عشر برسم دوري أبطال إفريقيا وفيها عاد الهلال كما يعرفه الجميع مارداً قوياً لا يقهر ويخوض الفريق مباراة اليوم أمام الموردة بدوافع شتى أهمها مواصلة عروضه القوية والعمل على زيادة نقاطه في مسابقة الدوري الممتاز بعد خسارته غير المتوقعة أمام أسود الجبال (فريق هلال كادوقلي) في الأسبوع الخامس للدوري الممتاز إضافة الى ذلك فإن الإطار الفني للفريق يعتبرها مباراة إعدادية جيدة لمواجهته المرتقبة أمام فريق الإسماعيلي المصري باعتبار أن الموردة من الأندية القوية التي تقدم الخدمة المرجوه للإطار الفني قبل مباراة الإسماعيلي المرتقبة، لذا أعتقد أن مدرب الفريق باولو كامبوس سيعمل على إشراك قائمته الأساسية في المباراة والسعي لإيجاد بدائل تحسباً لأي ظرف ظارئ على نحو ما حدث في مباراة آفريكا سبورت والتي فقد فيها الفريق جهود نجمه خليفة أحمد بالبطاقة الحمراء.
الموردة فريق كبير ما في ذلك شك وما الحديث الذي قاله مدرب الهلال عن الموردة في المؤتمر الذي الذي أعقب مباراة الفريق أمام ضيفه العاجي آفريكا سبورت الا دليل قاطع على أن كامبوس يولي هذه المباراة اهتماماً خاصاً باعتبار أن فريقه يسعي جاهداً للحفاظ على لقبه الذي أحرزه الموسم الماضي، إضافة الى أن كامبوس يعي جديداً أن التفريط في أي نقطه من الآن فصاعداً يعني أن حظوظه ستتضاءل في الحفاظ على اللقب، لذا أولى هذه المباراة اهتماماً خاصاً وتعليمات محددة لنجوم فرقته.
وهي سانحة له لمنح عدد من نجومه الفرصة كاملة في هذه المباراة تحوطاً لاستحقاقات الفريق المقبلة إن كان ذلك عبر المنافسة المحلية أو عبر دوري أبطال إفريقيا ويجئ علي رأس هؤلاء المدافع عثمانو أمادو الذي غاب عن المشاركة لفترة طويلة وكان آخر عهده بالمباريات هي مباراة الفريق التي خاضها أمام آفريكا سبورت بساحل العاج قبل 25 يوماً من الآن.. إضافة لإتاحة الفرصة كاملة لنجم خط الهجوم ليلو إمبيلي ليعود هدافاً مرعباً كما كان، وما أهدافه التي أحرزها الا دليل قاطع على أن هذا اللاعب هو ما يحتاجه الفريق في المرحلة المقبلة.
تثبيت الثنائي المرعب إدوارد سادومبا وإمبيلي في خط المقدمة الهلالية يجعل من حظوظ الهلال أكبر في الفوز في أي مباراة يخضوها إذ أن الثنائي يتمتع بكل الصفات التي يجب أن تتوفر في خط المقدمة.
وهناك التاج إبراهيم الذي ثبت أقدامه ويحتاج الى المزيد حتى يقوى عوده ويجنب الجهاز الفني للفريق اللجوء الى (التوليف) في خانة الطرف الأيمن بعد طرد خليفة في مباراة آفريكا الأخيرة.
ما قدمه الهلال في مباراته الإفريقية الأخيرة خاصة في الحصة الثانية ألقى عبئاً ثقيلاً على نجوم الفريق إذ أن جماهير الهلال لن ترضى بعرض أقل من الذي قدمه الفريق في تلك المباراة والذي أهله للوصول الى شباك الضيوف أربع مرات على التوالي.
جماهير الهلال لن يرضيها أن يكسب الفريق فقط، بل تسعد عندما تكون النقاط مقرونة بالعرض الجميل ودونكم المباراة التي خاضها الفريق أمام فريق الخرطوم والتي كسبها بهدفين الا أن الجماهير خرجت ساخطة على الأداء والمدرب.
جماهير الهلال لن ترضى بنقاط دون عرض مقنع ونجوم الهلال يعلمون تلك الحقيقة جيداً، لذا أتوقع أن يقدم الهلال العرض الذي تنتظره تلك الجماهير العاشقة للفن الكروي الأصيل.
أخيراً.. أخيراً ..
تداولت المنتديات خلال الفترة الماضية العديد من الظواهر السالبة من ضمنها التقارير التي قيل إن أحد المنتمين للمريخ بعث بها الى الأشقاء بفريق الإسماعيلي كشف من خلالها عدداً من الأسرار الهلالية وأعتقد أن الأمر لا يحتاج لكل تلك الضجة لأن الهلال ليس لديه أسرار حتى يكشفها الآخرون إنابة عنه.. الهلال يا سادة كتاب مفتوح للجميع والأشقاء في الإسماعيلي لا أعتقد أنهم في انتظار أحد ليمدهم بمعلومات عن الهلال في زمن الفضائيات والنقل المباشر للمباريات التي يخوضها عبر المافسة المحلية أو الإفريقية وكذا الحال بالنسبة للإسماعيلي الذي يعرف عنه الهلال كل شئ (فنياً) وإداريا وأي هلالي يعرف أن الإسماعيلي هذه الأيام يمر بظروف بالغة التعقيد إن كان ذلك على مستوى فريق كرة القدم أو مجلس إدارته أو حتى إطاره الفني.
نعم السلوك قبيح لدرجة كبيرة باعتبار أن الهلال نادٍ سوداني يجب على كل سوداني دعمه والوقوف بجانبه ولكن هم ارتضوا ذلك فدعوهم يكتبون ويسربون ما يعتقدون أنه سر يمكن أن يفيد الخصم ولكن في النهاية الهلال هو الهلال يعرف كيف يحقق ما يريد ولا يحتاج لمساعدة من أحد.
أخيراَ.. جداً ..
بذات القدر يمكن لأي هلالي أن يكتب تقريراً ويدفع به للإخوة الأشقاء في نادي الترجي، ولكن هل سيفيد ما يدفع به الترجي.. الإجابة لا أعتقد لأن أفراد الترجي يعلمون جيداً كل صغيرة وكبيرة عن المريخ ولا يحتاجون الى المزيد.
أعتقد إنها تصرفات فردية أن حدثت هنا وهناك ولكن إن نظرنا على مستوى الإدارات نجد أن الوضع مختلف تماماً.
نفر كريم من مجلس إدارة نادي الهلال قام بزيارة ودية الى الإخوة في المريخ قبل مباراتهم أمام الغزالة التشادي مؤكدين لهم أن كل خدمات الهلال في متناول أيديهم متى ما رأوا ذلك.. ورد الإخوة بالمريخ الزيارة للهلال معلنين وقوفهم خلف الهلال وبحمد الله انتصر الفريقان وتأهلا الى مرحلة دور الستة عشر.
وقد يقول قائل إنه (نفاق رياضي) ولهؤلاء نقول: فليكن نفاقاً، ولكن علينا بالظاهر لأن الدواخل يعلم بها الله وحده.
لهؤلاء المتعصبين نقول اذهبوا فأنتم الطلقاء..