حديث الوالى ليس خوفا من الترجي !!
قال رئيس نادى المريخ جمال الوالى ان المدرب كاربونى طلب توفير مباراة مع ناد اجنبى فى اطار الاعداد لمواجهة الترجى وانهم عازمون على تلبية رغبة المدرب بل والاستجابة لكل طلبات الجهاز الفنى التى تصب فى مصلحة اعداد الفريق لدورى الابطال وكذلك للدورى الممتاز ,, ماقاله الوالى تم تنفيذه ايضا فى عهود مدربين سبقوا كاربونى فى هذا المنصب , فالمجلس لايتردد فى تلبية مثل هذه ( الطلبات والتوجيهات ) التى لا اظنها خوفا من الترجي كما يلمح بعض الذين فى قلوبهم مرض بقدر ما انها عملية تبادل ادوار بين الجهاز الادارى والفنى للارتقاء بمستوى الفريق حتى يكون على قدر التحدى الذى ينتظره امام الترجى او غيره من الاندية وان كنا نعترف بان مواجهة (الترجى غير) وتختلف عن ماسبقها من مباريات ضد سان جورج والغزالة التشادى.
الكرة التونسية خسرت اثنين من ممثليها فى البطولة الافريقية النجم الساحلى والافريقى اللذان ودعا البطولة من ادوارها الاولى فى مفاجأة وصفتها الصحافة التونسية بالكارثة ولم يتبقى للجماهير التونسية فى هذه البطولة سوى الصفاقسى وكذلك فريق الترجي الذى يفترض ان يواجه المريخ ذهابا فى تونس بعد اسبوعين من الان ,, مما يعنى ان الفريق التونسى الذى تضع عليه جماهير بلاده آمالا كبيرة سيحشد كل اسلحته ويسعى بكل السبل حتى ينجح فى عبور عقبة المريخ الى دورى المجموعات و لااظن ان الفريق التونسى الذى يتصدر حاليا دورى بلاده بفارق اربعة نقاط عن اقرب مطارديه يمكن ان تواجهه اى عقبات تؤثر على استعداده لاداء مباراة الذهاب ضد المريخ طالما انه يشارك فى دورى متطور وراقى ويزخر بمشاركة عدد كبير من المحترفين الاجانب اضافة الى افضل نجوم الكرة التونسية مما يوفر له مباريات قوية تمنحه المردود الفنى المطلوب ,, بينما لن يحصل المريخ على مثل هذا المردود اذا اكتفى جهازه الفنى بالمشاركة فى مباريات الدورى الممتاز الضعيف الذى يأخذ من المريخ ويخصم من مستواه الفنى بالاصابات والارهاق او حتى من خلال الخرمجة التى تحدث من جراء ضغط البرمجة التى ينفذها الاتحاد العام دون مراعاة لظروف الاندية التى تمثله خارجيا !!
هذا ليس تثبيطا لعزيمة اللاعبين او تشكيكا فى قدراتهم الفنية فى مواجهة الفريق التونسى او محاولة لتهويل حجم المسؤولية عليهم وهم الذين استطاعوا من قبل ان يصرعوا عدد من اندية شمال افريقيا ويتفوقوا عليها فى البطولات الافريقية والعربية ,, ولكن اعتقد ان الاخطاء والهفوات التى صاحبت اداء المريخ امام الغزالة التشادى تدفعنا ان ندق جرس الانذار مبكرا واعلان حالة الطوارىء لسد الثغرات ومعالجة الخلل الواضح ,, حيث لم يعد السكوت ممكنا بل جريمة فى حق المريخ اذا تجاهل الجهاز الفنى ظاهرة اهدار الفرص والتراخى غير المبرر اثناء المباريات والتساهل مع الخصم فى مناطق الخطر واستمرارية التمرير الخاطىء اضافة الى ظاهرة الانانية والاستعراض واللعب الفردى الذى نخشى ان يرتد على الفريق ويؤثر على مستوى ادائه ونتائجه فى الدورى الممتاز ,, فاذا كان المريخ قد نجح فى عبور الغزالة رغم هذه العيوب والاخطاء معتمدا على فارق الخبرة والمهارات العالية التى يمتاز بها عدد من نجومه ,,فان هذا لن يكون سهلا ومتاحا عندما تواجه خصما من دول شمال افريقيا ( فليس فى كل مرة تسلم الجره ) !! فالترجى التونسى يلعب على اخطاء خصمه ويسعى لاستثمارها لمصلحته مثلما فعل ضد الفريق البوركينى الذى صرعه ذهابا وايابا فى دور ال 32 ,, نقول ذلك لان المدرب كاربونى لم تعد تحت يده خيارات اخرى وبدائل يمكن الاعتماد عليها فى مبارياته القادمة بعدما دفع بافضل العناصر التى يزخر بها كشف المريخ فى مواجهة الغزالة ,, فلا اعتقد ان بالمريخ الان من هو اكثر جاهزية لشغل مركز صانع الالعاب فى وسط المريخ سوى النفطى ووارغو اللذان شاركا ضد الغزالة ولم يخلو ادائهما من الافراط فى الاحتفاظ بالكرة والاستعراض غير المجدى ,, كذلك ليس هناك من هو افضل من كليتشى وعبد الحميد السعودى فى الهجوم رغم فشلهما فى استثمار كل الفرص التى تتهيأ لهما , ومايقال عن الوسط والهجوم ينطبق على محورى الارتكاز سعيد السعودى ولاسانا ومتوسط الدفاع سفارى ونجم الدين فهؤلاء اللاعبين الثمانية يمثلون العمود الفقرى للفريق وهم الاكثر جاهزية وافضلية بالمشاركة فى التشكيلة وبالتالى ليس هناك خيارات جديدة يمكن ان يستخدمها المدرب كاربونى سوى العمل على تصحيح اخطاء هذه المجموعة حتى يرتقى بالمستوى الفنى للفريق لمواجهة الترجى التونسى ,, قد تكون هناك عناصر بديلة لمصعب والباشا ولكن تبقى الاسماء التى ذكرناها اساسية بالنسبة للفريق وشاركت تقريبا فى معظم المباريات التى خاضها المريخ حتى الان .
مواجهة الترجى التونسى هى البداية الحقيقية للمريخ فى دورى ابطال افريقيا وتحتاج لبرنامج اعداد متكامل (مايخرش الميه ) يشمل الجوانب الفنية والنفسية , فاى نتيجة ايجابية يحققها المريخ فى مباراة الذهاب تعنى انه سيضع قدما فى دورى المجموعات قبل العودة الى امدرمان .