راي رياضي
لماذا فرط الهلال امام المريخ؟
نجح الهلال في بسط سيطرته التامة على اغلب فترات المباراة التي جمعته مع نده المريخ امس الاول، ضمن الجولة الرابعة للدوري لكنه فشل في ترجمة هذه السيطرة الى نصر.
انتهت المباراة بالتعادل السلبي كما هو معروف ، لكن صيام مهاجمي الهلال ،عن التسجيل رغم وصولهم لمرمى الحضري عشرات المرات اثار اكثر من علامة استفهام.
لم يحدث ان واجه الهلال المريخ، ووجده بهذا السوء منذ مباريات سوق القش، قبل اكثر من سبعين عاما، كما ذكر ذلك الزميل مزمل ابو القاسم في عموده امس، ولا نظن انه سيجد مثل هذه الفرصة الثمينة قريبا.
كان يمكن ان تتكرر مباراة السبعة التي اتخم بها الهلال شباك المريخ في اربعينات القرن الماضي، وكان يمكن ان تزيد اوتنقص قليلا ،اذا ركز لاعبو الهلال امام مرمى الحضري.
التعادل مع المريخ وهو بذلك السوء يعتبر خسارة كبيرة للهلال، وفي نفس الوقت يعتبر نصرا للمريخ، لكن هذا لا يمنع من القول ان مباريات القمة دائما ما تكون حافلة بالمفاجآت.
صحيح ان خبرة حارس المريخ عصام الحضري وتالقه اللافت ، منع الكرة من الوصول لشباكه، كما ان سوء الطالع الذي لازم مهاجمي الهلال ، كان له دور في انتهاء المباراة بدون اهداف.
كثيرون تساءلوا وانا منهم، هل عدم تمكن لاعبي الهلال الوصول لمرمى الحضري، وهم في قمة عطائهم في ذلك اليوم ، له علاقة بما يحدث خارج الميدان في مثل هذه الديربيات؟.
وهل ستظل مباريات القمة اسيرة لامزجة بعض اللاعبين عند دخولهم الملعب، وتغيب عنها لمسة المدربين لانها كما يقولون لا تخضع على الاطلاق للحسابات الفنية وغيرها من التكتيكات الكروية.
اغلب الظن، ان ما يدور خارج الملعب من تداعيات ومساجلات بين اعلام الناديين وجماهيرهما، اصبح يؤثر دون شك على مستوى مباريات القمة، وعلى اداء اللاعبين.
وفي اعتقادي التمدد الاعلامي الذي حدث في العقدين الماضيين على مستوى الصحف المقروءة والقنوات الفضائية، والمواقع الالكترونية ومنتدياتها، اصبح يؤثر بشكل مباشر على مثل هذه المباريات.
ولن نبالغ ان قلنا ان ذلك اصبح يمثل بعبعا مخيفا ، وبات يشكل عبئا ثقيلا على بعض اللاعبين والمدربين، ولا نتوقع نهاية لهذه المسألة، الا بتطبيق الاحتراف بمفهومه الشامل.
ومع ذلك لا بد ان نقر ونعترف ونقول بان التفريط امام المريخ في ذلك اليوم تقع مسؤوليته على المدرب واللاعبين.
آخر الكلام
تراجع المريخ للمركز الثالث بعد نهاية الجولة الرابعة لدوري سوداني ، بعد ان ارتقى هلال الجبال الى المركز الثاني اثر فوزه على الاهلي الخرطوم بهدف.
هلال الجبال تساوى مع الهلال المتصدر، في عدد النقاط ولكل منهما عشر، لكن الاخير يتفوق بفارق الاهداف، وللمريخ كما نعلم ثمان نقاط وهو يتفوق على اهلي شندي الرابع بنقطة.
اذا استمر الوضع بهذه الطريقة، اقصد "الكوكي" فان المريخ لن يكون له مكان بين الاندية الاربعة الاوائل او نصيب في المشاركات الخارجية الموسم المقبل.
ولا نظن ان الكوكي سيستمر اكثر من ذلك، والدليل انهم نسوه بعد نهاية القمة في الاستاد، ولم يتذكروه الا بعد ان قراوا تصريحاته في اليوم التالي عبر الصحف.
مريخ الكوكي موعود بهزيمة تاريخية في الكنغو يوم الاحد المقبل ، في حالة عدم تمكن الحارس عصام الحضري الوصول الى الكنغو من القاهرة التي سافر اليها عقب لقاء القمة للوقوف الى جانب والدته المريضة .
ومن قلوبنا ندعو المولى عز وجل ان يعجل بشفاء والدة الحضري حتى يتمكن من الوصول للكنغو في الوقت المناسب ويحرس مرمى ممثل السودان مريخ مانديلا.
تخلف العجب والباشا عن السفر مع المريخ الى الكنغو، يشير الى ان هناك بوادر ازمة جديدة ستندلع في المريخ .
كل ما طوى المريخ ملف ازمة , وقع في ازمة جديدة.
حوالينا ولا علينا.
وصلت بعثة الهلال الى ابيدجان بعد رحلة طيران امتدت لاكثر من 13 ساعة ، وذلك استعدادا لمواجهة سيو العاجي السبت المقبل في ذهاب دور الـ 32 لدوري ابطال افريقيا.
الاداء الجيد الذي قدمه الهلال امام المريخ، طمأن الجماهير على حسن اعداد الفريق للمباراة المرتقبة, والتي نامل ان يحقق فيها نتيجة ايجابية تمهد لبلوغه دور الـ 16.
ما حدث من تضارب في الاعلان عن دخل مباراة القمة، امر خطير ، ينبغي على ادارة الهلال ان تحقق فيه مع الجهات المسؤولة عن البوابات الالكترونية حتى تصل للحقيقة .
حفظ اموال الهلال من صميم عمل الادارة ،والتفريط فيها يعرضهم للمساءلة.
وداعية: عصام سجل هدف في مرمى عصام.
ابراهيم عوض
Ibrahawad960@hotmail.com