• ×
الجمعة 10 مايو 2024 | 05-09-2024
كمال الهدى

تأملات

كمال الهدى

 4  0  1418
كمال الهدى
تأمُلات

رأس الدولة ضرب طناش

كمال الهدي

kamalalhidai@hotmail.com



· في تعليق له على مقالي قبل الأخير بعنوان " خلاص بكيتوا وانفضيتوا" سألني القارئ الكريم حاتم عبد الوهاب عما إذا كنت سأكتب بنفس الواقعية والوضوح لو كنت أقيم وأعمل في السودان وألح علي في طلب الإجابة على هذا السؤال، لهذا سأجيب الأخ حاتم بشيء من الإسهاب في هذا المقال.

· عندما أنهيت دراستي في نهاية الثمانينات قصدت صحيفة السوداني الإنجليزية - التي كان يصدرها الأستاذ محجوب عروة آنذاك- متدرباً وعملت تحت إدارة رئيس التحرير الصحفي المخضرم ود إبراهيم.

· وكنت وزميل جديد آخر نؤدي أعمالاً صغيرة في الصحيفة خلال أيامنا الأولى، ثم بعد ذلك طلب منا الأستاذ الكبير والصحفي الرقم ود إبراهيم أن نبدأ بكتابة زوايا صغيرة حتى نتمرس على كتابة المقال.

· وعندما اقتنع بشكل ونوعية كتاباتنا أفرد لها مساحات للنشر بالصحيفة وقد اخترت لزاويتي آنذاك العنوان ( Wonders) وكنت أتناول فيها ما أشاهده من ظواهر سالبة في مجتمعنا.

· وأذكر أن أول محاولة لي كانت حول مشهد لم يرق لي، حيث كنت في طريقي للصحيفة التي كان يقع مقرها بالقرب من إستاد الخرطوم وبينما نحن داخل الحافلة مر بجوارنا موكب لعضو مجلس رأس الدولة إدريس البنا.

· ويبدو أن شيئاً ما لم نلحظه تسبب في سقوط سائق الدراجة النارية التي كانت تتقدم عربة رأس الدولة الذي مر فيه مرور الكرام وواصل سيره دون اكتراث لحالة الشرطي وما إذا كان حياً أم ميتاً، سليماً أم مصاباً.

· لم يرق لي ذلك المشهد فكتبت عنه منتقداً الطريقة وقلت أن حياة الإنسان أهم من أي أمور أخرى يتابعها عضو مجلس رأس الدولة وتمنيت لو أنه توقف للحظات ليقف على حالة الرجل قبل أن يواصل سيره.

· أردت من ذكر هذا النموذج الصغير أن أقول للأخ حاتم لو تواجدت في السودان اليوم فالشيء المؤكد هو أنني ما كنت سأغير من طريقتي في التعامل مع الكتابة سواءً في الشأن الرياضي، الاجتماعي أو السياسي.

· صحيح أن ظروف اليوم تختلف عن ظروف الأمس، لكن المبدأ يفترض ألا يتغير عند الكاتب.

· العقبة الوحيدة التي يمكن أن تواجه أي كاتب صريح قد تتمثل في رفض الكثير من صحف اليوم لفكرة التعامل معه، ولعلم الأخ حاتم وبقية القراء فحتى في المجال الرياضي لا يرحب الكثير من رؤساء تحرير صحفنا بالوضوح غير المحدود، حيث يريدونك أن تكون واضحاً في بعض المواقف وأن تلجأ للغموض في أخرى، أو أن تصدح بالحقيقة اليوم، وتلزم الصمت المطبق غداً.

نقاط أخيرة

· استوقفني أيضاً بين التعليقات على نفس المقال " خلاص بكيتوا وانفضيتوا" ما كتبه ثلاثة من القراء المتعصبين للمريخ.. لاحظت أن هؤلاء الأخوة تركوا كل المقال وتوقفوا فقط أمام عبارتي " ناس عصام الحاج أرادوا المال بأي طريقة ولذلك أقحموا المتوفي محمود في مهرجانهم" والنقطة الثانية هي فكرة أن محموداً لم يكن مفكراً ليقود الشباب وأنه لم يشكل وجدانهم بالمعنى.

· الغريب أن ما ذكره الأخوة الثلاثة هو بالضبط ما ذهبت له، أي أن المهرجان المريخي معد له سلفاً ومحدد موعده قبل وفاة الراحل محمود ( رحمه الله) لذلك فإن حديثهم لي بأن عصام الحاج لم يكن يعلم الغيب عبَر عن فهم مقلوب تماماً لما كتبته.. فلو أن المهرجان جاء بعد وفاة محمود بفترة وتحدثوا عن ترديد أغنياته فيه ودعوة أسرته لما كتبت ما كتبت، لكن المشكلة هي أن المهرجان كان مرتباً له مسبقاً وحُدد موعده وحدث أن توفي محمود قبله بوقت قصير للغاية، فما الداعي لدعوة أسرته وترديد أغنياته والوفاة لم يمر عليها سوى يومان!.. نحن طبعاً لا نعلم الغيب ولا نقرأ ما بسرائر البشر لكننا نُعمل العقل ونصل لافتراضات ولأن هذه المساحة مخصصة للتعبير عن رأينا لا رأي الآخرين، نقول ما نراه وربما يكون صواباً أو خطأً، لكنه رأينا في النهاية وهذا الرأي لم نؤسسه في يوم على فكرة التعصب لفئة، حزب أو كيان.

· وأنا أصلاً رفضت فكرة أن يتكلم الناس عن مريخية محمود أو هلاليته بعد وفاته لأن هذا هو التعصب بعينه، فمحمود رحمه الله كان مطرباً ونحن عندما نستمع لمطرب لا نسأل أولاً عن لونه الرياضي ثم نقرر بعد ذلك إن كنا سنسمع له أم لا، إذاً تكرار الحديث عن مريخية محمود نفسه فكرة متعصبة وتدل على ما ذهبت له في ذلك المقال من أن بعضنا يريد أن يتكسب دائماً من وراء النجوم ( بعضنا هذه ليس بالضرورة أن تعني الأفراد بالطبع).. وقد قلت في مقالات سابقة أنه لا يوجد شيء اسمه الصفوة حتى نقول أن فلاناً كان من الصفوة أم من غيرهم ولا يعقل أن تطلق على ملايين تنقسم بين الناديين الكبيرين ألقاباً من هذا النوع.. فجماهير الناديين فيها المتعلم وفيها نصف المتعلم وفيه الواعي وفيها البسيط وفيها وفيها وأي حديث عن صفوة وخلافه هو مجرد ألاعيب لكتاب الصحافة يريدون من ورائها الضحك على عقول القراء ولم أتعود في هذه الزاوية على فكرة استصغار عقل القارئ وبالطبع هناك من يقتنع بذلك وهناك من لا يقتنع بما أكتب، ولكل وجهة نظره الخاصة، لكن ذلك لن يغير في خط هذه الزاوية شيئاً.

· أما فيما يتعلق بالنقطة الثانية فأنا أعلم تماماً أن المؤهل الأكاديمي ليس كل شيء ودعكم من بوب مارلي وغيره فهنا في سوداننا الحبيب لدينا الآلاف من خريجي الثانوية الذين يفوقون بعض البروفيسورات علماً وثقافة وفكراً، فالأستاذ الكبير عبد الكريم الكابلي لا أظنه قد أكمل دراسته الجامعية لكننا نستطيع أن نطلق عليه لقب المثقف والمفكر كمان، فهذا ليس كل الموضوع لكنني لا أريد أن أزيد ليس لعدم رغبة في النقاش، ولكن لأن من نتحدث عنه قد أصبح في ذمة خالقه الآن ولن يجدي مثل هذا الجدل حوله ومن واجبنا أن ندعو له بالرحمة والمغفرة فهذا فقط ما يفيده في هذا الوقت ونسأل الله أن يتقبل دعوات الآلاف الذين ترحموا عليه وما زالوا.

· الحقيقة دائماً بتوجع البعض، فمهرجان المريخ نُظم أصلاً لهيثم وعلاء وبعد وفاة محمود ( رحمه الله) لم يكن هناك من خيار أفضل من التأجيل، لكن لأنهم أرادوا المال بشدة في هذا لم يميلوا لخيار التأجيل ولذلك حاولوا التذاكي وأقحموا عائلة محمود فيه لكي يضمنوا مشاركة معجبي محمود من المهتمين بالشأن المريخي.. وما زلت عند رأيي بأن حضور شقيق أي متوفي قبل ( رفع الفراش) لحضور مهرجان تؤدى فيه أغنيات شقيقه لا يشبه تقاليدنا التي تربينا عليها في شيء.

· وعموماً فكرة ذلك المقال كانت أكبر بكثير من مجرد حديث عن الانتماء لهذا اللون أو ذاك، ومن يريد أن يقوقع كل شيء نكتبه في قوالب ضيقة فهو حر في ذلك
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : كمال الهدى
 4  0
التعليقات ( 4 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    Haytham 01-24-2013 02:0
    خلي البطبطه تعال راجع هسه السودان واكتب من ارض الواقع لان تري الألم بعينيك خير من أن يوصف لك
  • #2
    حاتم عبد الوهاب 01-24-2013 11:0
    الأخ الأستاذ/كمال يسعدني أن انقل لكم شكري وتقديري لاهتمامكم بالرد على مداخلتي لمقالكم السابق " خلاص بكيتوا وانفضيتوا" حقيقتا كنت على ثقة ويقين بذلك.. وهذا دليل وعيكم وصراحتكم الواقعية بما يدور في الساحة السودانية كانت سياسية أو رياضية.... قصدت بالإلحاح في الرد على سؤالي لعلمي بأن من ينتقد كل معوج صراحةً يصنف في الزمرة المعارضة الفاسدة والتي تسعى لكذا وكذا... وان اتفقنا بأن الأوضاع اليوم تختلف عن الأمس كما أسلفت ولكن يظل المبدأ هو المبدأ لا يتغير . دمتم اهل لذلك
  • #3
    الامين عبد القادر 01-24-2013 08:0
    الاخ العزيز كمال لك التحية والسلام ونحن دوما نتابع ماتكتب ونرى الموضوعية فيما تذهب الية وارضاء كل الناس غاية لاتدرك فليذهب هؤلاء لكتابهم ونحن لم نتابع لهم ويروا اسفاف كتاباتهم تجاهنا والاحتفال فعلا المقصود منه هيثم وبس ومبروك عليهم هيثم ونحمدالله على ذلك لان العكننة التى لازمتنا طيلة المواسم السابقة انتهت والى الابد وربنا يوفق الهلال فى مسيرتة القادمة ووجود اشخاص امثال د. كرار التهامى والامين العام بحر يعطينا اطمئنان باذن الله الامور سوف تسير الى الافضل فى الموسم القادم ودمتم للوطن والهلال
  • #4
    جعفر صالحين 01-24-2013 07:0
    ((وعموماً فكرة ذلك المقال كانت أكبر بكثير من مجرد حديث عن الانتماء لهذا اللون أو ذاك، ومن يريد أن يقوقع كل شيء نكتبه في قوالب ضيقة فهو حر في ذلك )) هذا الكلام مردود عليك يا اخى .. فكل مقالاتك .. بل كل كلمة فيها لا تنطق الا عن انتمائك للهلال .. بل انك وللأسف لا ترى شيئا جميلا واحدا فى المريخ ولا تنظر الى المريخ الا بنظارة زرقاء .. ريحنا بالله واكتب ماتريد ان تكتب .. ولا أقول لك فى النهاية الا (( هو الكلام بقروش ؟؟؟ ))
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019