• ×
الخميس 2 مايو 2024 | 04-30-2024
عثمان الحاج

صحوة شجن

عثمان الحاج

 0  0  1556
عثمان الحاج
هياج المارد الأحمر

الزمان :عشية السبت العشرون من أكتوبر الأخضر ,والشمس تجرجر الشفق رفيقها اللامع,وتصحب حُلتها الزاهية نحو خباء التلاقي المشهود.

المكان: لوحة سريالية تبدو للعيان كأنها مزار لكوكب آخر,مشهدٌ تبارت في إتقانه الأيادي الماهرة لتصنع منه قيمة جمالية تجاوزت المحلي والإقليمي لتغدو عالميتها ضرورة من هذا التكوين العريض,ملعب نادي المريخ,ورمز تطور التأريخ ومواكبة مقتضياته ومستحدثاته.

الحدث: قادمات الزوارق تستصحب رفيقها القديم علي متن مقاعدها الوثيرة وتبحر به في عزم علي رأس القائمة وتاجها كأول مجموعته لمرحلة العباب الأخيرة,الإعصار الأحمر لا يقبل أنصاف الحلول,ولا يخشي صعود الجبل,فرسان المريخ ورماته لا يأبهون بالتفاصيل الصغيرة فقد عقدوا العزائم علي بلوغ المراحل النهائية بحق وجدارة وقد كان.

تباري الفرسان مع أنفسهم وأرواحهم الوثّابة بحثا عن تشريف القواعد المريخية العريضة,كانوا مساء تلك العشية يلتفّون حول شعلة الفرح ,ليوزعونه علي الملأ في البيوت والمقاهي والطرقات,تبادلوا أدوارهم بإتقان عجيب,لتبين قواسم هذا الإتقان بنصر مؤزر إعتلي به الشياطين الحُمر رأس المجموعة ليعدّوا لمهمتهم القادمة ما أرادوا من إعداد,وما بذلوا له من مجهود.

كان فريق المريخ في تلك الليلة يجأر بالنصر وهو ينازل فريق الهلال لتحديد الأحق بصدارة المجموعة,فتراكم الخبرات كان يندلق في مصلحة الفريق,والسير علي خطي البطولات كان بحاجة إلي من يعرف السير بين مفترق الطرقات,السعي نحو المهام الجسام تسنده المعطيات,والمضي علي وعورة الدروب بحاجة لمطايا,كان فريق البطولات أمسية السبت يأصل لماضيه التليد, فقد عرف كؤوس القارات منذ أمد بعيد,وصال بين غابات إفريقيا وسهولها طلبا للتتويج,فالمريخ حريٌ بكأس هذا الموسم,وأولي بصدارة قوائم فرقها وصفوفها المتقدمة.

كانت الجماهير تلوّح بالنصر في ذلك اليوم قبل موعد اللقاء وكأنها كانت علي يقين بأن من سارت بركبه لا يعرف الخذلان,ومن آذرته لا يملك سوي رد الجميل,لوّنت جنبات القلعة الحمراء بألوان الشفق,جأرت بحناجرها الداوية وهي تلهب حماسة اللقاء وتشعله وترهب الخصوم,عبّرت عن وعيها ورقيّها المتوارث وهي تقوم بدورها علي وجهه الأتم,وكان لها أن خرجت من الملعب وهي توقظ ثبات المدينة, وتنثره في القري والأرياف والبوادي,وتعلن للملأ هياج المارد الأحمر وثورته القادمة.

وعلي ما شاب اللقاء الأخير من هفوات من جانب فريق المريخ كادت أن تكلفه الكثير,إلا أن ذلك لم يفسد الفرح الكبير,والتي نتمني أن تجد الحلول الناجعة قبل مفاصلة الختام,ولعل رماة الفريق قد أضاعوا مهرجانا من الأهداف كان يمكن أن يجعل من لقاء ذلك اليوم لقاءا للتأريخ والزمن.

ليت للفرح مفردات بحجمه,فنحن لا نملك للسعد الحروف التي تعبر عنه,إنه ليس الإسراف في الحلم فلقاء القمة الأخير بحاجة للغة أكثر سمواً,لما تمثله مباريات القمة بحد ذاتها من بطولة قائمة بذاتها.

الأمنيات بمفردها لا تكفي ,والأحلام لن تبلغ بنا مرحلة القطاف,لذا علي الجميع الإعداد لذلك اليوم ,يوم أن يضيف المريخ بطولات أخري لخزائنه العامرة,يوم أن يتوج المارد باللقب فهو أهل لذاك المقام..

والسلام.
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : عثمان الحاج
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019