بطاقة حب الى المشجع السوداني
}مازالت اتذكر كلمات الطيب صالح.. اديبنا الكبير وعلامة جودة ادبنا السوداني في (موسم الهجرة الى الشمال).. اتذكره واراجع سطوره كلما رأيت مشاجرة (سودانية.. سودانية) او شهدت بوادر خلاف اخوي.. حيث اشار الرجل النخلة لـ(غضبة سودانية) صاخبة في البيت السوداني حين يرتفع فيه صوت الواحد منا لاخيه الشقيق.. (يا ابن الكلب).
}اليوم وبدون ادنى مقدمات واتتني فكرة الانعتاق عن اسر الكتابة المتعبة.. والمفردات المرهقة.. والحكايات المتكررة.. فأردت ان اكون قريبا من الجهود المضنية والدعوات المحرضة لنبذ الشغب.. وقتل شيطان العنف المتنامي في ملاعبنا.. فلم اجد غير الانسان السوداني.. المكون الاساسي في حراكنا اليوماتي.. والمبتدأ والخبر في خطابنا العادي ومضمون الرسالة.. ملح البطولات والزاد.. دافع التذاكر.. وقود المباريات.. وسبب الثراء المادي والمعنوي والعاطفي والنجومية المطلقة والقطبية الهلالريخية..
}ليس هناك اجمل من الانسان السوداني.. اسألوا بلاد الخليج عن (ملح البطولات).. عن زلزال الملاعب.. باعث الفرحة والاهازيج السمحة.. (داقي القراف) والاناشيد اللطاف.. جمهور بهذا الحب.. وذاك العنفوان لن يكون قاصمة الظهر التي ستفرغ ملاعبنا من الهتاف والتصفيق نتيجة عقاب جمعي سببه فئة متفلتة اغواها الشيطان.
}كلماتي السابقة واللاحقة دعوة خروج عن عباءة (عادات) هذه الايام.. هي منشور معادي للسلوك (الظاهرة).. والبطاقة تحمل ديباجة للمشجع السوداني المحترم.. وزيرا.. سفيرا.. ماسح احذية.. او خفيرا..
}بطاقة اولى الى هدير المجموعات التشجيعية وروابط الالفة الجماهيرية..
}بطاقة ثانية الى تمام الشمل في ليلة عرس افريقية سودانية على نهائي البطولة الكونفدرالية.
}وبطاقة ثالثة واخيرة اليك اخي المشجع.. اليك اخي ونحن نفني عشقا في هذا البلد الطيب.. في غابات السنط.. في قطن الجزيرة وماء الدميرة.. الضريرة والعديلة وفرحة القبيلة.. في الفول السوداني وحبات الزرة الفتريتة والقدم والوشم والزمام والزول التمام والرجل الهمام.
}نفني عشقا في الطين الاسود والرمال البيضاء والشمس التي تدخل من كل كوة وتنفذ من كل نافذة.. نفني عشقا اخي في الاشراق الجميل والسنى الوضاء والقمر الذي يتمخطر ويطل على الزراعة والوداعة.. نفنى عشقا في البلد اليباب.. بلد مرحب حبابك عشرة بلا كشرة.. غضبة الحليم والمتعافي وجمال الوالي.. بلد سماح الطيب والارباب.. والريح دمباوي.. والامين البرير.. نفني عشقا في طمبور آل شويق وبطان الجعليين.. في المردوم وليل الخرطوم.. في الكمبلا والجراري وسيف مساوي وسفاري.. في الركزي والنهزي وصفقة اهل الوسط واولاد ام درمان.. بلد الموردة بتلعب والمريخ والهلال والشبال والشرتاي وسمح الخصال.
}نفنى عشقا في الصوفية وغناء البنات بـ(الهجروك عليا) .. نفنى عشقا في الديوان والضيفان والصالون المفروش حبا على مدى قرى السودان.. نفنى عشقا في جلسة شيخنا ومريدنا وعارفنا وناجدنا ومنقذنا والدمعة تكاد تطفر من عينيه وهو يقول (اعوذ بالله يوم كامل ما يجينا ضيف يأكل لقمة.. او يشرب جقمة) ويد الشيخ ترتفع الي راس الغلام ويتلمسه مرددا ما شاء الله.. نفني عشقا اخي عند تلاقي الصدور واهلا وسهلا كيف حالك.. ازيك مرحب اخوي .. الله يديك العافية .. الله يكرمك ويسترك في الدارين .. نفنى عشقا في يد السوداني حافي القدمين.. الذي يدرج بين شجيرات البرسيم ويتتبع ثمار الجوافة .. يلتقطها ويجري اليك في مروي وفي القرير وكريمي وسنار وسنجة عبد الله وجبل مرة.. نفنى عشقا على قلب طفل صغير يجلس على صدر رجل مسن جاوز الثمانين.. نفنى ودا في حكاية (ابالي) في بيداء كردفان ودارفور.. وانت اخي تتوقف لتسأله عن درب ما او طريق ما في البلد الطيب.. يستمهلك ويسرع اليك بـ(قرعة اللبن) ثم يعطيك هدية ويودعك وفي عينيه هيام وفي صدره عصفور يرنو ولها لعلك تبقى معه ولو قليلا.. وتمضي وهو لا زال يتبعك (اعصر يمين عشان شمالك الطين والوحل والارض لينة).
}من هذا المزيج الرائع.. من كل هؤلاء.. من البيداء والصحراء والضفاف.. من بحر ابيض والشمالية والجزيرة الخضراء وقوز كبرو.. وقوز الناقة وجزيرة مقاصر.. جئناك يا مدرجات.. بالاولتراس ازرق واحمر.. بالنصر الهلالي.. وبالموج الازرق ولجنة التعبئة.. جئتها اخي السوداني الجميل بكل هذا الالق والضياء لترعى اخلاق هذه الساحرة المستديرة لان التشجيع الهادف يطورها.. لن تشتم احدا ولن تسيء لاحد .. لذلك ستظل اكثر الناس حبا واكثرهم هياما بـ(الكفر.. والوتر) لان جوارحك توضأت بماء التهذيب واغتسلت بشلالات من سراج الوطن الوضئ .. لله جهدك لله درك.
فيء اخير
}آهـ لهذه المهنة الكفاح.. المهنة الفناء.. تاخذك حبا ووجدا وتمعن فيك حرقا وحريقا وتقطيعا.. فلا تملك الا ان تدفق نفسك وسط جمر الحب لها.. كل ساعات العمر تسرقها المهنة.. حتى اذا رفعت رأسك الي السقف كنت تراجع عملك وتراجع خطواتك.. كيف تنظم وكيف تطور.. يا قوم ايكم اكثر جمالا من هذا الانسان السوداني.
}هذا الانسان الذي يستحق ان نهب له العمر ودا ونشعل له المساحات والسطور بالنداهات الآمرة (شجع اللعبة الحلوة)... وارعى الاخلاق الرياضية في بلد السماحة والظرافة.. والناس القيافة
}مازالت اتذكر كلمات الطيب صالح.. اديبنا الكبير وعلامة جودة ادبنا السوداني في (موسم الهجرة الى الشمال).. اتذكره واراجع سطوره كلما رأيت مشاجرة (سودانية.. سودانية) او شهدت بوادر خلاف اخوي.. حيث اشار الرجل النخلة لـ(غضبة سودانية) صاخبة في البيت السوداني حين يرتفع فيه صوت الواحد منا لاخيه الشقيق.. (يا ابن الكلب).
}اليوم وبدون ادنى مقدمات واتتني فكرة الانعتاق عن اسر الكتابة المتعبة.. والمفردات المرهقة.. والحكايات المتكررة.. فأردت ان اكون قريبا من الجهود المضنية والدعوات المحرضة لنبذ الشغب.. وقتل شيطان العنف المتنامي في ملاعبنا.. فلم اجد غير الانسان السوداني.. المكون الاساسي في حراكنا اليوماتي.. والمبتدأ والخبر في خطابنا العادي ومضمون الرسالة.. ملح البطولات والزاد.. دافع التذاكر.. وقود المباريات.. وسبب الثراء المادي والمعنوي والعاطفي والنجومية المطلقة والقطبية الهلالريخية..
}ليس هناك اجمل من الانسان السوداني.. اسألوا بلاد الخليج عن (ملح البطولات).. عن زلزال الملاعب.. باعث الفرحة والاهازيج السمحة.. (داقي القراف) والاناشيد اللطاف.. جمهور بهذا الحب.. وذاك العنفوان لن يكون قاصمة الظهر التي ستفرغ ملاعبنا من الهتاف والتصفيق نتيجة عقاب جمعي سببه فئة متفلتة اغواها الشيطان.
}كلماتي السابقة واللاحقة دعوة خروج عن عباءة (عادات) هذه الايام.. هي منشور معادي للسلوك (الظاهرة).. والبطاقة تحمل ديباجة للمشجع السوداني المحترم.. وزيرا.. سفيرا.. ماسح احذية.. او خفيرا..
}بطاقة اولى الى هدير المجموعات التشجيعية وروابط الالفة الجماهيرية..
}بطاقة ثانية الى تمام الشمل في ليلة عرس افريقية سودانية على نهائي البطولة الكونفدرالية.
}وبطاقة ثالثة واخيرة اليك اخي المشجع.. اليك اخي ونحن نفني عشقا في هذا البلد الطيب.. في غابات السنط.. في قطن الجزيرة وماء الدميرة.. الضريرة والعديلة وفرحة القبيلة.. في الفول السوداني وحبات الزرة الفتريتة والقدم والوشم والزمام والزول التمام والرجل الهمام.
}نفني عشقا في الطين الاسود والرمال البيضاء والشمس التي تدخل من كل كوة وتنفذ من كل نافذة.. نفني عشقا اخي في الاشراق الجميل والسنى الوضاء والقمر الذي يتمخطر ويطل على الزراعة والوداعة.. نفنى عشقا في البلد اليباب.. بلد مرحب حبابك عشرة بلا كشرة.. غضبة الحليم والمتعافي وجمال الوالي.. بلد سماح الطيب والارباب.. والريح دمباوي.. والامين البرير.. نفني عشقا في طمبور آل شويق وبطان الجعليين.. في المردوم وليل الخرطوم.. في الكمبلا والجراري وسيف مساوي وسفاري.. في الركزي والنهزي وصفقة اهل الوسط واولاد ام درمان.. بلد الموردة بتلعب والمريخ والهلال والشبال والشرتاي وسمح الخصال.
}نفنى عشقا في الصوفية وغناء البنات بـ(الهجروك عليا) .. نفنى عشقا في الديوان والضيفان والصالون المفروش حبا على مدى قرى السودان.. نفنى عشقا في جلسة شيخنا ومريدنا وعارفنا وناجدنا ومنقذنا والدمعة تكاد تطفر من عينيه وهو يقول (اعوذ بالله يوم كامل ما يجينا ضيف يأكل لقمة.. او يشرب جقمة) ويد الشيخ ترتفع الي راس الغلام ويتلمسه مرددا ما شاء الله.. نفني عشقا اخي عند تلاقي الصدور واهلا وسهلا كيف حالك.. ازيك مرحب اخوي .. الله يديك العافية .. الله يكرمك ويسترك في الدارين .. نفنى عشقا في يد السوداني حافي القدمين.. الذي يدرج بين شجيرات البرسيم ويتتبع ثمار الجوافة .. يلتقطها ويجري اليك في مروي وفي القرير وكريمي وسنار وسنجة عبد الله وجبل مرة.. نفنى عشقا على قلب طفل صغير يجلس على صدر رجل مسن جاوز الثمانين.. نفنى ودا في حكاية (ابالي) في بيداء كردفان ودارفور.. وانت اخي تتوقف لتسأله عن درب ما او طريق ما في البلد الطيب.. يستمهلك ويسرع اليك بـ(قرعة اللبن) ثم يعطيك هدية ويودعك وفي عينيه هيام وفي صدره عصفور يرنو ولها لعلك تبقى معه ولو قليلا.. وتمضي وهو لا زال يتبعك (اعصر يمين عشان شمالك الطين والوحل والارض لينة).
}من هذا المزيج الرائع.. من كل هؤلاء.. من البيداء والصحراء والضفاف.. من بحر ابيض والشمالية والجزيرة الخضراء وقوز كبرو.. وقوز الناقة وجزيرة مقاصر.. جئناك يا مدرجات.. بالاولتراس ازرق واحمر.. بالنصر الهلالي.. وبالموج الازرق ولجنة التعبئة.. جئتها اخي السوداني الجميل بكل هذا الالق والضياء لترعى اخلاق هذه الساحرة المستديرة لان التشجيع الهادف يطورها.. لن تشتم احدا ولن تسيء لاحد .. لذلك ستظل اكثر الناس حبا واكثرهم هياما بـ(الكفر.. والوتر) لان جوارحك توضأت بماء التهذيب واغتسلت بشلالات من سراج الوطن الوضئ .. لله جهدك لله درك.
فيء اخير
}آهـ لهذه المهنة الكفاح.. المهنة الفناء.. تاخذك حبا ووجدا وتمعن فيك حرقا وحريقا وتقطيعا.. فلا تملك الا ان تدفق نفسك وسط جمر الحب لها.. كل ساعات العمر تسرقها المهنة.. حتى اذا رفعت رأسك الي السقف كنت تراجع عملك وتراجع خطواتك.. كيف تنظم وكيف تطور.. يا قوم ايكم اكثر جمالا من هذا الانسان السوداني.
}هذا الانسان الذي يستحق ان نهب له العمر ودا ونشعل له المساحات والسطور بالنداهات الآمرة (شجع اللعبة الحلوة)... وارعى الاخلاق الرياضية في بلد السماحة والظرافة.. والناس القيافة