تأمُلات
مبادرة الحضري وإبراهومة
كمال الهدي
kamalalhidai@hotmail.com
· المبادرة التي أطلقها حارس مرمى المريخ الحضري ومساعد المدرب إبراهومة وبعض محبي المريخ تستحق أن يقف عندها كل مهتم بالشأن الكروي في البلد.
· فالسلوك القبيح الذي أتت به مجموعة من جماهير الهلال كرد على ما قامت به فئة من أنصار المريخ مؤشر خطير على أننا بدأنا نسلك درباً بالغ الوعورة والخطورة.
· لهذا أرجو مخلصاً ألا يتعامل الناس مع أي مبادرة لنبذ العنف والتعصب بأي نوع من الحساسية.
· لا تقولوا لي أن الحضري فعل كذا وكذا فكيف له أن يطلق مبادرة كهذه.
· فالرجل قال بالحرف الواحد أنه يتخوف من تكرار ما حدث في ملعب بورسعيد ولا يريد أن يشاهد مثل تلك الأهوال في ملاعب الكرة بالسودان.
· لذلك يصبح لزاماً علي كل رياضي مؤمن حقيقة بمبادئ وقيم الرياضة والتنافس الشريف أن يدعم مثل هذه المبادرة.
· لا نعول كثيراً على ( الحكي) الذي يتحفنا به المسئولون سواءً في اتحاد الكرة أو الوزارة أو غيرها من الجهات الرسمية.
· فهؤلاء النفر أدمنوا الحديث والتصريحات بنفس درجة إدمانهم للفشل ولو كانوا جادين فعلاً في حل مثل هذه المشاكل لسمعنا عن استقالات بعضهم بعد كل مأساة نعيشها.
· لكنهم لا يفكرون مجرد التفكير في أمر الاستقالة، طالما أن مصالحهم تتحقق ولو على جماجم مشجعي الكرة وكل أبناء الشعب السوداني.
· دولتنا اليوم لا يهمها كثيراً إن مات الناس بسبب عدم احتمالهم لبعضهم البعض ، فهي نفسها تقتل شعبها في أنحاء كثيرة.
· لذلك لابد أن يتعقل جمهور الكرة ويحمي نفسه بنفسه طالما أن الأجهزة المناط بها توفير الحماية له تقف موقف المتفرجين.
· والحماية قطعاً لا تكون بالاعتداء والاعتداء المضاد، بل بالعودة لقيمنا وتقاليدنا التي تربينا عليها والتي سعى القائمون على أمر دولتنا خلال العقود الماضية لسلخنا منها سلخاً.
· ستتشكل اللجان وفي نهاية الأمر سيخرجون عليكم بقرارات ستظل حبيسة الأوراق.
· فهل نتعشم في أن يدعم الجميع هذه المبادرة ويلتفوا حولها حتى ينعم الناس بمتابعة مباريات كرة القدم من داخل الملاعب دون خوف أو وجل!
· أتمنى ذلك، وأرجو أن يعمل الزملاء في الإعلام أكثر من غيرهم لدعم مثل هذه المبادرات فهي على الأقل فرصة للكثيرين لتصحيح أخطائهم الكثيرة في حق جماهير الكرة ومؤسساتنا الرياضية.
· أختلف مع ما طرحه زميل محترم قبل يومين بأن الإعلام الرياضي ليس مسئولاً عما حدث من أعمال عنف وتخريب وشغب.
· وأتفق مع الزميل في أن معتصم جعفر وأمثاله لا يحق لهم أن يلوموا أي كائن، طالما أنهم لا يستحون من فشلهم المستمر في إدارة الكرة في البلد.
· لكن للإعلام دوره السلبي الكبير يا عزيزي الزميل المحترم جداً.
· وليس بالضرورة أن نفترض في جماهير الكرة الجهل والغباء إن قلنا أن الإعلام هو السبب الرئيس وراء هذه المصائب.
· فجمهورنا ليس جاهلاً وغبياً، لكنه عاطفي إلى أبعد الحدود، وهو الوتر الذي عزف عليه الكثير من الزملاء على مدى سنوات طويلة.
· وبالطبع لا يمكن أن نحكم على كل جماهير الكرة سلباً أو إيجاباً، لأن فيها فئات متفاوتة.
· وإن تأمل الزميل العزيز ذلك الفتى الذي ركض باتجاه الحكم الفاضل أبو شنب محاولاً الاعتداء عليه سيتأكد له إلى أي درجة يمكن أن يؤثر إعلامنا في جماهير الكرة.
· فذلك الفتى اليافع بدا صغيراً في السن ومثل هؤلاء يمكن أن تدفعهم بعض الأقلام بقصد أو بدونه للوقوع في المحظور.
· ومن هم في مثل هذا العمر هم من يكسرون ويخربون ويرمون الحجارة.
· وحتى بين كبار السن والمتعلمين هناك من يتأثرون بما يكتب في الصحف عندما يتعلق الأمر بالكرة.
· فمعلوم مدى ارتباط جماهير الكرة عاطفياً بأنديتها ونجومها وهذا هو مصدر الخطر الحقيقي.
· وحتى معتصم جعفر ورفاقه الذين نلقي عليهم بلائمة شديدة ونشير إلى تقصيرهم المستمر في حسم الأمور إذا تأملنا جيداً سنجد أن الإعلام لعب دوراً كبيراً في وصولهم لكراسي اتحاد الكرة.
· ألم تشن بعض الأقلام حملة مستعرة ومنظمة على الدكتور شديد في أيامه الأخيرة بغرض تمهيد الطريق لمعتصم ورفاقه!
· الإعلام يا عزيزي يلعب دوراً كبيراً في كل شيء ، ليس في السودان وحده بل في معظم بلدان العالم إن لم يكن كلها.
· وكيف نؤمن بأن الإعلام أداة للتغيير إن سلمنا بأن جماهير الكرة لا تحتاج من الكتاب لأن يقولوا له هذا جيد وذاك سي كما قال زميل آخر ذات مرة!
· وما هو الدور الذي يفترض أن يلعبه صاحب القلم إذاً!
· في هذه الحالة يخيل لي سيكون أفضل لو أن كل منا بحث عن صفحة تسالي لينشر بها مقاله.
· لا يمكننا أن نبرر لأنفسنا في هذا الجانب.
· الزميل العزيز قال أن البعض يكتبون بضمير.
· وأعترف له هو شخصياً بأنه يكتب بضمير فعلاً، لكن ماذا عن البقية؟
· أليس بينهم من يقتلون القتيل ثم يمشون في جنازته دون أن يطرف لهم جفن؟!
· كثر من يحرضون ويدفعون الناس للكراهية والتعصب وعندما تقع أحداث شائنة كالتي حدثت ليلة الخميس تجدهم قد تقدموا صفوف المطالبين بالهدوء والتسامح.
· روح التسامح والوئام والهدوء لا تأتي بين عشية وضحاها، بل تحتاج لعمل مضن وشاق ومستمر.
· وليس منطقياً ولا مقبولاً أن تحرض كل يوم، ثم تأتي في يوم واحد لتحدث الناس عن الهدوء قبل أن تعود لممارسة نفس العادة القديمة مجدداً بمجرد هدوء الأحوال.
· صحفي يطالب جماهير ناديه بالشفتنة وآخر يقول على كل واحد من مناصري النادي الآخر أن يخرج متأبطاً كرسياً من الملعب وبرضو نقول أن الصحافة الرياضية ليست مسئولة عما ظلت تشهده ملاعبنا في الآونة الأخيرة؟!
· لا والله بل هي مسئولة وبالدرجة الأساس ، وعلينا جميعاً ( من حرضوا ومن لم يحرضوا ) أن نمارس نقداً ذاتياً حتى ينصلح هذا الحال المائل.
· والكرة الآن في ملعب جميع الرياضيين والزملاء في الإعلام الرياضي بصورة خاصة لدعم مبادرة نبذ العنف آنفة الذكر، وأتمنى أن يضيف لها الآخرون ويطلقوا مبادرات شبيهة حتى يعم الوئام والسلام ملاعبنا.
· انتهت مباراة الهلال والخرطوم منذ لحظات بتعادل منطقي ولو أنني تمنيت فوز الهلال، خاصة بعد تلك التمريرة الرائعة من هيثم لبكري وكأنه يقول للأخير " لقد فرطت في الكثير من الفرص فهاك هذه إما أن تسجل أو تخرج للجلوس على الدكة حتى بعد نفاد التغييرات، لكن عنكبة المتألق أراد غير ذلك ليواصل ازعاجه الشديد لدفاع الهلال ويسجل هدفاً رائعاً جداً.. ولنا عودة للمباراة بإذن الله.
اعتذار واجب..
. نبهني القارئ العزيز أبو قاسم وصديقي ياسر عبد المنعم إلى مفردة " نبيح " التي وردت في مقالي السابق، وقطعاً لم أقصد من استخدامها أكثر من الكلام بصوت عال ولم يخطر في بالي لحظتها الإساءة للشخص المقصود فاعتذاري له ولأي قارئ أذته تلك المفردة.
مبادرة الحضري وإبراهومة
كمال الهدي
kamalalhidai@hotmail.com
· المبادرة التي أطلقها حارس مرمى المريخ الحضري ومساعد المدرب إبراهومة وبعض محبي المريخ تستحق أن يقف عندها كل مهتم بالشأن الكروي في البلد.
· فالسلوك القبيح الذي أتت به مجموعة من جماهير الهلال كرد على ما قامت به فئة من أنصار المريخ مؤشر خطير على أننا بدأنا نسلك درباً بالغ الوعورة والخطورة.
· لهذا أرجو مخلصاً ألا يتعامل الناس مع أي مبادرة لنبذ العنف والتعصب بأي نوع من الحساسية.
· لا تقولوا لي أن الحضري فعل كذا وكذا فكيف له أن يطلق مبادرة كهذه.
· فالرجل قال بالحرف الواحد أنه يتخوف من تكرار ما حدث في ملعب بورسعيد ولا يريد أن يشاهد مثل تلك الأهوال في ملاعب الكرة بالسودان.
· لذلك يصبح لزاماً علي كل رياضي مؤمن حقيقة بمبادئ وقيم الرياضة والتنافس الشريف أن يدعم مثل هذه المبادرة.
· لا نعول كثيراً على ( الحكي) الذي يتحفنا به المسئولون سواءً في اتحاد الكرة أو الوزارة أو غيرها من الجهات الرسمية.
· فهؤلاء النفر أدمنوا الحديث والتصريحات بنفس درجة إدمانهم للفشل ولو كانوا جادين فعلاً في حل مثل هذه المشاكل لسمعنا عن استقالات بعضهم بعد كل مأساة نعيشها.
· لكنهم لا يفكرون مجرد التفكير في أمر الاستقالة، طالما أن مصالحهم تتحقق ولو على جماجم مشجعي الكرة وكل أبناء الشعب السوداني.
· دولتنا اليوم لا يهمها كثيراً إن مات الناس بسبب عدم احتمالهم لبعضهم البعض ، فهي نفسها تقتل شعبها في أنحاء كثيرة.
· لذلك لابد أن يتعقل جمهور الكرة ويحمي نفسه بنفسه طالما أن الأجهزة المناط بها توفير الحماية له تقف موقف المتفرجين.
· والحماية قطعاً لا تكون بالاعتداء والاعتداء المضاد، بل بالعودة لقيمنا وتقاليدنا التي تربينا عليها والتي سعى القائمون على أمر دولتنا خلال العقود الماضية لسلخنا منها سلخاً.
· ستتشكل اللجان وفي نهاية الأمر سيخرجون عليكم بقرارات ستظل حبيسة الأوراق.
· فهل نتعشم في أن يدعم الجميع هذه المبادرة ويلتفوا حولها حتى ينعم الناس بمتابعة مباريات كرة القدم من داخل الملاعب دون خوف أو وجل!
· أتمنى ذلك، وأرجو أن يعمل الزملاء في الإعلام أكثر من غيرهم لدعم مثل هذه المبادرات فهي على الأقل فرصة للكثيرين لتصحيح أخطائهم الكثيرة في حق جماهير الكرة ومؤسساتنا الرياضية.
· أختلف مع ما طرحه زميل محترم قبل يومين بأن الإعلام الرياضي ليس مسئولاً عما حدث من أعمال عنف وتخريب وشغب.
· وأتفق مع الزميل في أن معتصم جعفر وأمثاله لا يحق لهم أن يلوموا أي كائن، طالما أنهم لا يستحون من فشلهم المستمر في إدارة الكرة في البلد.
· لكن للإعلام دوره السلبي الكبير يا عزيزي الزميل المحترم جداً.
· وليس بالضرورة أن نفترض في جماهير الكرة الجهل والغباء إن قلنا أن الإعلام هو السبب الرئيس وراء هذه المصائب.
· فجمهورنا ليس جاهلاً وغبياً، لكنه عاطفي إلى أبعد الحدود، وهو الوتر الذي عزف عليه الكثير من الزملاء على مدى سنوات طويلة.
· وبالطبع لا يمكن أن نحكم على كل جماهير الكرة سلباً أو إيجاباً، لأن فيها فئات متفاوتة.
· وإن تأمل الزميل العزيز ذلك الفتى الذي ركض باتجاه الحكم الفاضل أبو شنب محاولاً الاعتداء عليه سيتأكد له إلى أي درجة يمكن أن يؤثر إعلامنا في جماهير الكرة.
· فذلك الفتى اليافع بدا صغيراً في السن ومثل هؤلاء يمكن أن تدفعهم بعض الأقلام بقصد أو بدونه للوقوع في المحظور.
· ومن هم في مثل هذا العمر هم من يكسرون ويخربون ويرمون الحجارة.
· وحتى بين كبار السن والمتعلمين هناك من يتأثرون بما يكتب في الصحف عندما يتعلق الأمر بالكرة.
· فمعلوم مدى ارتباط جماهير الكرة عاطفياً بأنديتها ونجومها وهذا هو مصدر الخطر الحقيقي.
· وحتى معتصم جعفر ورفاقه الذين نلقي عليهم بلائمة شديدة ونشير إلى تقصيرهم المستمر في حسم الأمور إذا تأملنا جيداً سنجد أن الإعلام لعب دوراً كبيراً في وصولهم لكراسي اتحاد الكرة.
· ألم تشن بعض الأقلام حملة مستعرة ومنظمة على الدكتور شديد في أيامه الأخيرة بغرض تمهيد الطريق لمعتصم ورفاقه!
· الإعلام يا عزيزي يلعب دوراً كبيراً في كل شيء ، ليس في السودان وحده بل في معظم بلدان العالم إن لم يكن كلها.
· وكيف نؤمن بأن الإعلام أداة للتغيير إن سلمنا بأن جماهير الكرة لا تحتاج من الكتاب لأن يقولوا له هذا جيد وذاك سي كما قال زميل آخر ذات مرة!
· وما هو الدور الذي يفترض أن يلعبه صاحب القلم إذاً!
· في هذه الحالة يخيل لي سيكون أفضل لو أن كل منا بحث عن صفحة تسالي لينشر بها مقاله.
· لا يمكننا أن نبرر لأنفسنا في هذا الجانب.
· الزميل العزيز قال أن البعض يكتبون بضمير.
· وأعترف له هو شخصياً بأنه يكتب بضمير فعلاً، لكن ماذا عن البقية؟
· أليس بينهم من يقتلون القتيل ثم يمشون في جنازته دون أن يطرف لهم جفن؟!
· كثر من يحرضون ويدفعون الناس للكراهية والتعصب وعندما تقع أحداث شائنة كالتي حدثت ليلة الخميس تجدهم قد تقدموا صفوف المطالبين بالهدوء والتسامح.
· روح التسامح والوئام والهدوء لا تأتي بين عشية وضحاها، بل تحتاج لعمل مضن وشاق ومستمر.
· وليس منطقياً ولا مقبولاً أن تحرض كل يوم، ثم تأتي في يوم واحد لتحدث الناس عن الهدوء قبل أن تعود لممارسة نفس العادة القديمة مجدداً بمجرد هدوء الأحوال.
· صحفي يطالب جماهير ناديه بالشفتنة وآخر يقول على كل واحد من مناصري النادي الآخر أن يخرج متأبطاً كرسياً من الملعب وبرضو نقول أن الصحافة الرياضية ليست مسئولة عما ظلت تشهده ملاعبنا في الآونة الأخيرة؟!
· لا والله بل هي مسئولة وبالدرجة الأساس ، وعلينا جميعاً ( من حرضوا ومن لم يحرضوا ) أن نمارس نقداً ذاتياً حتى ينصلح هذا الحال المائل.
· والكرة الآن في ملعب جميع الرياضيين والزملاء في الإعلام الرياضي بصورة خاصة لدعم مبادرة نبذ العنف آنفة الذكر، وأتمنى أن يضيف لها الآخرون ويطلقوا مبادرات شبيهة حتى يعم الوئام والسلام ملاعبنا.
· انتهت مباراة الهلال والخرطوم منذ لحظات بتعادل منطقي ولو أنني تمنيت فوز الهلال، خاصة بعد تلك التمريرة الرائعة من هيثم لبكري وكأنه يقول للأخير " لقد فرطت في الكثير من الفرص فهاك هذه إما أن تسجل أو تخرج للجلوس على الدكة حتى بعد نفاد التغييرات، لكن عنكبة المتألق أراد غير ذلك ليواصل ازعاجه الشديد لدفاع الهلال ويسجل هدفاً رائعاً جداً.. ولنا عودة للمباراة بإذن الله.
اعتذار واجب..
. نبهني القارئ العزيز أبو قاسم وصديقي ياسر عبد المنعم إلى مفردة " نبيح " التي وردت في مقالي السابق، وقطعاً لم أقصد من استخدامها أكثر من الكلام بصوت عال ولم يخطر في بالي لحظتها الإساءة للشخص المقصود فاعتذاري له ولأي قارئ أذته تلك المفردة.