العودة المظفرة
استشعارا منه بعظم المسؤولية وتقديرا للظرف الذي يمر به هلال السودان واستجابة للنداءات والرجاءات المتكررة, سحب الارباب صلاح ادريس استقالته واعلن عودته لممارسة مهامه كرئيس للنادي عبر الاذاعة الرياضية امس.
وقد اسعد هذا القرار الغالبية العظمى من جماهير الهلال التي كانت تنتظر هذه اللحظات بفارق الصبر, بعد ان وقفت بنفسها على الفارق بينه والبقية خلال الفترة القصيرة التي ابتعد فيها عن العمل.
دخل الارباب التوقيف لاكثر من مرة خلال الاسبوعين الماضيين بسبب ديون تخص الهلال, وهو ما دفعه الى تقديم الاستقالة رغم انه كان بمقدوره ان يتحاشى عملية التوقيف بدفع تلك المبالغ فورا ومن حسابه, لكنه فضل تسجيل موقف.
لفت الارباب بموقفه هذا الانظار, وحرك الساحة واستنطق الصامتين الذين ادانوا عملية الاعتقال وشجبوا الطريقة التي تم بها ايقافه وقالوا رائهم الواضح والصريح في الطريقة التي يتم بها اعتقال وتوقيف المتطوعين في الاندية الرياضية دون النظر لتضحياتهم وما يقدمونه لتلك الاندية من بذل وجهد واموال.
لم يطلب الارباب المستحيل عندما اشترط عودته لرئاسة الهلال بمعاملة المتطوعين في الاندية معاملة الموظف العام, لكنه طالب بحق يفترض ان يكون اصيلا لمن يشقى ويتعب ويدفع من جيبه الخاص لاسعاد الآخرين.
صحيح ان شرط الارباب, لم يتم تنفيذه , لكننا نعتقد ان الوزارة الولائية والحكومة وكل الناس تفهموا رسالة الارباب ويكفي ان الوزير المحترم هاشم هارون اكد بانه تحدث مع وزير العدل في هذا الامر وقال انه وعده بالحل, وكانت هذه الاشارة كافية لكي يعود الارباب.
وبعيدا عن تداعيات الازمة , فقد كان المنطق يفرض على الارباب العودة لناديه حتى ولو لم يشعر ان المسؤولين لم يتفاعلوا مع قضيته التي ادخلته السجن وابعدته عن معشوقه , لان وجوده على رئاسة النادي كان ضروريا ليواصل مسيرة العطاء الناجحة التي بدأها منذ حوالي الخمسة اعوام.
ابتعاد الارباب عن النادي خلال الاسبوعين الماضيين كشف عن ضعف القدرات الادارية للذين يعملون معه بمجلس الادارة , وبخاصة مساعده سعد العمدة الذي تولى الرئاسة في تلك الفترة.
تفرغ العمدة في تلك الفترة للتصريحات عبر الفضائيات والاجهزة الاعلامية المختلفة ,وحاول تجميل صورته,واثبات انه يمكن ان يكون بديلا ناجحا للارباب, لكنه فشل, لان فاقد الشيء لا يعطيه.
نتوقع ان يعود الاستقرار للهلال بعد عودة الارباب, و ترتفع معنويات اللاعبين وتسدد الديون , وتحل جميع المشاكل العالقة , لان امكانات الارباب المالية التي نعرفها, قادرة على حل مشاكل دولة وليس ناد رياضي.
آخر الكلام
كان اتحاد اكرة على حق وهو يصف في بيانه الذين صاغوا بيان المريخ الذي صدر عقب مصرع اللاعب ايداهور بانهم يفتقدون للحكمة والحنكة في مثل هذه الظروف.
بيان المريخ اتهم لاعبي الامل بالتسبب في مصرع ايداهور قبل ان يتاكد من اسباب الوفاة, ولولا الجهد الكبير الذي بذله رجال الامن في تلك الليلة لحدثت كارثة.
بيان المريخ اكد ان النادي الكبير يدار بطريقة بدائية, ويفتقد للاداري المسؤول , ولولا الاشراقات التي ظل يقدمها جمال الوالي بين الحين والآخر فضلا عن مواقف نائب السكرتير متوكل محمد عثمان الايجابية في بعض القضايا لقلنا انه يسير بلا ادارة.
قدم رئيس الهلال الارباب صلاح ادريس للهلال ما لم يقدمه أي رئيس من قبل, حيث ظل الرجل يدفع ويدفع الى ان زادت ديونه عن العشرين مليار جنيه بالقديم.
وعندما يشير الارباب الى انه لن يتنازل عن ديونه على الهلال فانه يعلم تمام العلم انه لا يمكن ان يسترد هذه الاموال لان الهلال ليست به مصادر تعيد له امواله.
والهلال الذي فشل في عهد الارباب من تسديد اقل من مليار جنيه , كيف يمكن ان يقوم بتسديد ديون تفوق قيمتها العشرين مليار جنيه بعد ان يذهب الارباب؟
غدا باذن الله نعلق على حديث الكاردينال الاذاعي .

Ibrahawad960@hotmail.com