• ×
الأحد 5 مايو 2024 | 05-04-2024
ابراهيم عوض

راي رياضي

ابراهيم عوض

 5  0  2275
ابراهيم عوض

راي رياضي

صبرا جميلا يا مريخاب
شكلت وفاة هداف المريخ المتميز النيجيري الأصل السوداني الجنسية ايداهور أمس الأول صدمة كبيرة لاغلب الرياضيين ولكل محبي فن هذا اللاعب الذي قدم في السنوات الخمس الماضية ما لم يقدمه أي لاعب اجنبي للمريخ.
وما زاد من الفاجعة ان اللاعب فارق الحياة وهو يؤدي واجبه في الميدان ومرتديا شعار النادي الذي احبه واخلص له في مشهد يندر ان يتكرر, وسجل له قرابة المائة هدف منذ عام 2006.
وقد كشف حرص الالاف الذين زحفوا نحو مستشفى ام درمان وبقائهم لفترة طويلة امام مشرحتها حتى ساعة متاخرة من مساء امس الاول أو الجموع التي تدافعت نحو نادي المريخ امس لتقديم العزاء عن مكانة وشعبية هذا اللاعب الكبيرة.
وشعبية ايداهور العريضة مستحقة وليست مصطنعة, وهي شعبية لم يحظى بها أي لاعب اجنبي لعب للمريخ منذ تاسيسه, لان الفارق كان واضحا بينه وبين الآخرين , حيث كان الراحل يتميز بالغيرة والروح القتالية وحب الشعار والرغبة في الانتصار.
كان طبيعي ان تخلف عملية وفاة لاعب بهذه المكانة وبالطريقة التي شاهدناها , الحسرة والالم , وتؤدي الى حدوث بعض الانفلاتات التي سيطر عليها رجال الامن بمهارة.
لكننا نتساءل من هو المسؤول الذي امر بالاعلان عن وفاة اللاعب عبر الاذاعة الداخلية للاستاد, قبل ان يتم الاعلان عنه رسميا عبر الاجهزة الاعلامية وقبل التحقق من سبب الوفاة.
لقد كان من الممكن ان تحدث كارثة, وكارثة كبيرة لولا الجهود الخارقة التي بذلها رجال الامن في كبح جماح الجماهير التي ازعجها الخبر وباتت تتصرف بجنون.
كان الاعتقاد السائد في تلك الساعة ان اللاعب تعرض للضرب المتعمد من احد لاعبي الامل , وسرت هذه الشائعة بين الجماهير سريان النار في الهشيم, وهو ما جعلها تردم لاعبي الامل بالحجارة والطوب.
لو كان المسؤول الذي أمر باذاعة خبر الوفاة من الاذاعة الداخلية للاستاد عقب الحادثة بدقائق قد وضع في اعتباره ان اذاعة خبر كهذا دون ذكر تفاصيل الوفاة سيؤدي الى كارثة لما تعجل وامر باذاعته.
لكننا نحمد الله ان العواقب جات سليمة والخسائر قليلة خاصة بالنسبة لفريق الامل الذي اصيب عدد من لاعبيه باصابات مختلفة وكذلك مدربهم محمد الطيب الذي يقال انه نجا من مذبحة.
لا نلوم جماهير المريخ , التي كان يمكن أن تحول ستاد المريخ لمذبحة في ذلك اليوم من هول الفاجعة , لولا جهود رجال الشرطة , لكننا نلوم المسؤولين عن ستاد المريخ الذين سمحوا بإذاعة هذا الخبر قبل أن يتحققوا من سبب الوفاة.
ذهب ايداهور ورحل عن هذا الدنيا وهو في عز شبابه, ورحل من قبله لاعب الهلال الارتيري يوهانس وهو في هذه السن والدور سياتي علينا , لكن يجب ان نؤمن بقضاء الله وقدره , وان لا نبالغ في حزننا او نسمح للبعض بتوزيع الاتهامات على الغير حتى لا تحدث الفتنة ويتمزق النسيج المتين الذي يربط بيننا.
والعزاء لكل المنتسبين لنادي المريخ في هذا المصاب الجلل, ولزوجته وابنيه , ولاسرته في نيجيريا.
أكثر أهدافك إيلاماً فينا ..... وداعاً إيداهور
لا أعتقد اني ساجد كلمات عزاء افضل مما كتب الأخ الهلالابي سامر حسن عثمان في حق الراحل ايداهور :
أيها الأسمر ... قم ... مارس فينا سحرك أيها الموهوب الخلوق
أنا هلالابي كنت أخشاك كثيراً ولكني كنت أدخر لك اعترافاتي بأنك موهوب ساحر وخلوق ... كنت أمارس صمت الدهشة سراً حينما تداعب محبوبتك ...
ولكني أشد ألماً بك اليوم ... بصمتك في الكرة السودانية ستظل مدى الأيام ... هذا النجيل الذي عشقته وعشقتك جماهير المريخ المكلومة سيبكيك طويلاً وهذا المربع الذي أسعدت محبيك من داخله ... أبكيتنا جميعا من داخله ... سبحان الله إذ أرقب جريتك الأخيرة لتسقط داخل المربع المحبب في القلعة المحببة متدثراً بشعارك المحبب تسقط ويبقى الرقم 22 كأنك تحتضن نجمتك المحببة ....
أيها الفتى الأسمر أما كفانا وجعاً غياب يوسف محمد ... ورحيل إيفوسا ... أما كفانا هذا الإرتباك داخل أروقة الهلال ... أما كفانا صراعات البث والتسجيلات والتحكيم والبطاقات الملونة .... ليتك رأيت كيف بكاك خصومك قبل محبيك كيف بكتك نساء أمدرمان وبناتها وكل السودان أيها السوداني الذي ضل طريقه باكر ....
نم هادئاً على غير العادة ... نم فقد زدت مخلصا عن نجمتك الأنيقة
صادق التعازي لكل سوداني ... لإتحادات الكرة وللجماعات المسلحة وللمعارضة وللزراع والصناع للطلاب لبائعي الصحف ومتسولي الشارات الحمراء لكتاب الأعمدة بمختلف ألوانهم للقبيلة الرياضية .. لأبي ذلك الهلالي الغيور الذي أجهش بكاءً ليلة البارحة, لأمي ...التي تمقت الكرة ولكنه أبكاها ... لأرملة (إيدا) التي ستعرف أن زوجها لم يختر السودان عبثاً حينما يقلدنها بنات المريخ ويبكين شبابه ولطفليه اللذين تركهما في ذمة المريخ...صادق التعازي لكل محترفي الدوري السوداني ... صادق التعازي للاعب الأمل الذي يحتاج لأزمنة حتى يتجاوز هذا الحدث الفاجعة .....صادق التعازي لمحبي نجمة المريخ .


آخر الكلام
كان مجلس ادارة نادي المريخ وفيا وهو يقرر تاجير طائرة خاصة لنقل جثمان اللاعب الى نيجيريا والسفر بكامله الى هناك لتقديم واجب العزاء لوالده ولكافة اسرته.
وكانت جماهير المريخ وفية ايضا وهي تتدافع بالالاف لمقر النادي امس لتقديم وتلقي واجب العزاء والتعبير عن حزنها برحيل ايداهور الذي كم اسعدها بالاهداف الجميلة والالعاب الحلوة.
في عام 1992 وفي عهد ادارة السيد عبدالمجيد منصور توفي لاعب الهلال الاريتيري يوهانس بمرض غامض , فقررت ادارة النادي نقل جثمانه بطائرة خاصة لاسمرا.
وقد سافر مع الجثمان وفد رفيع المستوى بقيادة عطا السيد وهاشم ملاح لتقديم واجب العزاء, وقد كان لتلك اللفتة دور في تخفيف المصاب على اسرة اللاعب لتي قدر صنيع الهلال.
ونعتقد ان مبادرة مجلس ادارة المريخ الحالية سيكون لها ايضا صدى كبيرا في نفوس اسرة اللاعب والرياضيين بالمنطقة التي ينتمي اليها اللاعب.
ولا حول ولا قوة الا بالله.

Ibrahawad960@hotmail.com
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : ابراهيم عوض
 5  0
التعليقات ( 5 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    hilali 03-08-2010 09:0
    نعم انه سبيل الاولين والاخرين، رحل النجم الخلوق المخلص الذي قلما نجد في ملاعبنا مثله ونحن قبيلة الازرق كم كنا نتمناه بيننا ينشر الفرح ولكن ارادة الله فوق كل شء، وداعاً ايداهور وشكراً للاخ ابراهيم عوض على المقال الرائع وليتها تكون بداية المسار الصحيح لكل الاقلام الرياضيه ، اقرأمقال مزمل لتعرفوا ان ماكان يكتب من قبل ما هي الا من باب الماعبات الرياضيه//
  • #2
    مصطفى علي محمد 03-08-2010 04:0
    هذا هو السودان والسودانيين ينطبق عليهم القول: ( الحر لا يصطاد في المصائب وتزول الاحقاد عند الشدائد)
  • #3
    محمد التهامى 03-08-2010 03:0
    لك الشكر والتقدير يا ود عوض ماكتبته فى هذا المقال ينتزع الاحترام من الكل . وفى اوقات الشدائد تظهر معادن الرجال . ولك خالص التحايا من كل من يعشق ويهوى نجمة السعد
  • #4
    كبشورة 03-08-2010 02:0
    لقد كنت انتظر مقالك هذا منذ الامس لماذا تأخرت يا أبراهيم كنت أود ان اثبت لاهل المريخ بصفة خاصة وأهل السودان بصفة عامة بأن معدنك أصيل وما مناكفاتك للمريخ الا مجرد دعابة وان قلبك صافى كاللبن . فبارك الله فيك وفى همشرى الذى سبقك بالامس ( ان نفسا لم يشرق الحب فيها ..... فهى نفس لم تدر ما معناها ا أنا بالحب قد وصلت الى نفسى ....... وبالحب قد عرفت الله
  • #5
    ابو الجاز 03-08-2010 12:0
    بالرغم من غصتى على ايداهور
    برغم الألم وآهات الفراق
    والقلم الذى تلكأ
    والمداد المنحبس
    فقد اشعرنى مقالك بالراحه
    وهذا هو السودان

    مريخابي مكلوم
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019