• ×
السبت 18 مايو 2024 | 05-17-2024
رأي حر

رأي حر

رأي حر

 0  0  1079
رأي حر
راي حر
صلاح الأحمدي إنقلاب مايو على لسان نميري (3)

كان الشخص المجهول الذي عناه نقد هو الشفيع أحمد الشيخ وبعد التحية
والمجاملات المألوفة دخل في الموضوع مباشرة .
قال : إنهم يعرفون أنني أتأهب للقيام بحركة تستهدف قلب نظام الحكم
وإستلام السلطة وإنهم منزعجون للغاية ولا يوافقون على هذا التحرك لأن
الظروف غير ناضجة وقال أنهم يقدرون وطنيتي ويوافقون أن الأوضاع في البلاد
لا تتحمل السكوت ولكن الشارع غير جاهز قال أنهم على إستعداد للتعاون ولكن
في مرحلة لاحقة يحددونها هم ، وأن لهم عناصرهم داخل الجيش التي تستطيع أن
تتعاون ايضاًولكن في الوقت المناسب . وقلت له إن معلوماته غير صحيحة على
الإطلاق وأنا شخصياً قد عانيت كثيراً من الإطهاد والتشريد وقد وصلت الآن
إلى رتبة كبيرة لا أريد المغامرة بمستقبلي ، وإنني إكتفيت بما قدمته
وأعتقد ان دوري في اكتوبر وما نالني من جرائه من تشريد وإطهاد يكفي . إلا
أن الشفيع أكد أن معلوماته وهو على ثقة كاملة بمصادرها تشير إلا أن هناك
شئ ما يحدث في الجيش وأنا طرف فيه . قلت له أنت تعلم أن كل ما يريد أن
يتحرك يضع إسمي في المقدمة ظناً أنه بذلك يستطيع إستقطاب عناصر . وفاجأني
الشفيع بقوله : (ولكنك حضرت إجتماعات ولكن لم أشأ الإنكار الكامل) قلت له
نعم: حضرت إجتماعات ولكني لم أقبل بمبدأ المشاركة وإقتنع الجميع بفشل
التحرك .
وفي ختام الجسلة أبدى الشفيع إرتياح لما سمعه مني ثم قال إن عبد الخالق
منزعج جداً بهذه الأخبار وسوف يكون تاكيدك لي بفشل الإجتماعات التي عقدها
الضباط مصدر راحة كبيرة بالنسبة له .
خرج حتى الباب الخارجي ثم عدت إلى الشفيع مرة أخرى لأسئله عن عنوان منزل
عبدالخالق محجوب لأنني أنوي زيارته بعد يوم أو يومين لأوكد له بنفسي عدم
جوديته في الوقت الحاضر على الأقل للقيام بأي عمل ، ثم لأعرف منه ما لم
أعرفه منك وأعني المصادر التي تلصق بي الإتهامات لا دخل لي بها لأنني
بصراحة خائف على مستقبلي .
أعطاني العنوان ممتنا وودعته للمرة الثانية وإنصرفت من الخرطوم وتوجهت
على الفور إلى منطقة خور عمر للإطمئنان على الإستعدادات النهائية للتحرك
ووجدت خالد حسن عباس في الخلاء المحيط للمعسكر منفرداً بأحد الضباط
تظاهرت بأنني كنت في طريقي لوادي سيدنا حين شاهدته . تنحيت به جانباً أكد
لي أن الأمور تسير كما هو مخطط لها وأن الضابط الذي كان منفرداً به كان
قد سأل عن سبب ملاء خزانات الدبابات بالوقود وخرجت به من المعسكر حيث
أهمد لإبلاغه بالتحرك وأهدافه خوفاً من أن يفاجئ بالتحرك فيبدي مقاومة قد
تفقد كل شئ .
عدت إلى منزلي في أمدرمان وإتجهت مباشرة إلى العنوان الذي أملاه علي
الشفيع أحمد الشيخ طرقت الباب وخرج إلى شاب سالته من عبدالخالق محجوب
سألني من أنا ؟ فقلت بصوت تعمدت أن يكون عالياً ليسمعه من بالداخل قل له
نميري .
على الفور خرج عبدالخالق محجوب ودعاني للدخول . دخلت بغير مقدمات قلت له
لقد قابلت اليوم محمد أبراهيم نقد والشفيع أحمد الشيخ وأنهم بلغوني بأن
لديهم معلومات بأنني سأتحرك الليلة للقيام بالثورة وأنا أنكرت ان هنالك
نية للقيام بأي عمل ولكن جئت إليك الآن بدون سابق معرفة لأقول لك أن كل
ما قالوه صحيح ولكننا لن نتحرك الليلة لسبب بسيط هو أننا تحركنا بالفعل
وكل المواقع الهامة في البلد تحت سيطرتنا الفعلية الآن وإن ذلك سوف يتضح
خلال الساعات بصورة تامة وفيما يتعلق بك فأنت مراقب بل أنت محاصر بعناصر
موالية لنا بعضها بملابس مدنية وأي تحرك من جانبك بما فيه خروجك من هذا
المنزل يعني خطراً على حياتك . أكد أنه لن يتحرك إلا أنه طلب ضماناً قلت
له ضمانك ألا تتحرك ولا تتصل بأحد بالتلفون وأكد لك أيضاً أن تلفونك
مراقب بواسطة عناصرنا وأن منزلك محاصر بعناصر ترتدي ملابس مدنية ودون أن
اسمع منه المزيد خرجت. وكنت بعد اللغاء مع الشفيع أحمد الشيخ قد أدركت أن
الحزب الشيوعي لأسباب أجهلها لا يوافق على تحرك القوات المسحلة للقيام
بالثورة وإن أخبار الإجتماعات التي عقدت مع تنظيم الضباط الأحرار قد
تسربت إليه بواسطة عناصر موالية له داخل التنظيم وأن هذه العناصر هي نفس
العناصر التي عارضت التحرك والتي تظاهرت بإقتناعي بوجهة نظرها ثم تم
إستبعادها من الإجتماعات .
أدركت من إلحاح الشفيع وملاحقة نقد لي ولقائي به الذي يكن صدفة إن الخطر
العاجل في الاجتماعات القادمة هو خطر قيام قيادة الحزب في أحد عناصره
لإبلاغ السلطة القائمة لمعلوماتها أو شكوكها كنت أعلم ان هناك علاقة
وثيقة بين الصادق المهدي وعبدالخالق محجوب ولكن كنت أعلم أن يتورطوا في
التبليغ إلا قبل التأكد وهم حتى اللحظة التي سبقت لقائي بالشفيع لم
يكونوا على يقين
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : رأي حر
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019