• ×
السبت 18 مايو 2024 | 05-17-2024
رأي حر

رأي حر

رأي حر

 0  0  1138
رأي حر
راي حر
صلاح الأحمدي إنقلاب مايو على لسان نميري (2)
فئة كانت منذ البداية وحتى النهاية تأييداً كاملاً للتحرك وإيماناً
بأهدافه ووعياً بالمنحدر الذي وصلت إليه البلاد سياسياً وإقتصادياً
وإجتماعياً ومن هؤلاء خالد حسن عباس والذي أوكلت إليه مهمة تحريك القوات
المدرعة . وأبو القاسم محمد إبراهيم وزين العابدين محمد أحمد عبدالقادر
الذين قاموا بالسيطرة على سلاح المظلات وبعض الضباط والقوات المساعدة
كالنقل والإشارة وهؤلاء أبو القاسم هاشم بالإضافة إلى مامون عوض أبوزيد
مع بعض الضباط الآخرين الذين أوكلت لهم مهام ثانوية .
توالت إجتماعات التحضير النهائي والتي إقتصرت على ضباط هذه المجموعة
بالإضافة إلى فاروق حمد الله والذي كان مبعداً من الجيش إلا أنه كان يقوم
بدور كفء ونشط في التحضير للثورة خارج القوات . عقدت عدة إجتماعات بعضها
في منزل أبو القاسم إبراهيم وبعضها عند أبو القاسم هاشم ولم تكن
الإجتماعات للتحضير فحسب بل قصدت منها أن تكون إختباراً لصلابة المجموعة
بعد التأكد حددت ساعة الصفر وبدأ العد التنازلي في هذه المرحلة كان علي
أن أقابل بابكر عوض النور للمرة الأولى كان بابكر عوض النور واحد من
المبادرات التي قام بها فاروق حمدالله دون علم التنظيم وبالطبع دون
موافقته وإن كنا سلمنا بها بعد ذلك وقبلناها .
المبادة الثانية وإنه تعبير من جانبنا وبغير موافقة أيضاً وإنه كان في
إيطار مسئولية عن طبع نشرة الضباط الأحرار السرية وكان يعمد أحياناً إلى
طبعها في مطابع الحزب الشيوعي وقد علمنا بهذه الحقيقة في وقت لاحق إلا أن
الوقت كان قد فات لإيقاف هذا الإتصال وخاصة أن فاروق أكد أكثر من مرة
بانه لم يبوح بأسرار التنظيم ولا أسماء أعضائه ولا توقيت تحركهم ولا
اهدافه الإستراتيجية لأي من العناصر التي يتصل بها في الحزب الشيوعي .
بالنسبة لبابكر عوض الله كان خبر إتصالي به له واقعاً طيباً في نفسي
فبابكر عوض الله من العناصر الوطنية التنظيمية والتي لم يرتبط مطلقاً
بتنظيمات حزبية من اي نوع كما له دوراً مشهوداً قي ثورة اكتوبر كذلك فهو
قد ضحى بوظيفته وهي من أخطر المناصب بالسودان حين كان رئيساً للقضاء وذلك
في سبيل ما إعتقد أنه حق وإنصاف وإنه تصادم مع الحزبية صداما مشهوداً
ومسجلاً في تاريخ السودان بالإضافة إلى أنني كنت رشحته لواحد من ثلاثة
لتولي رئاسة الوزارة في أكتوبر 1964م . كنا علي أجري إتصالاً ببابكر عوض
الله تاكد لي في المقابلة الاولى إن فاروق لم يبيح له حتى بإسمه وإنما
كان يشير إلي في أحاديثه بأنني القائد الذي سيراه في الوقت المناسب .
نعم وضعت اللمسات الاخيرة التي قمت بوضعها للتحرك في صباح السبت 24 مايو
1969 توجهت إلى منزل أحد أقارب بابكر عوض النور بحي المطار وهو أستاذ
بجامعة الخرطوم حين قمنا بتسجيل البيان الأول بصوتي وسجل بابكر عوض الله
بياناً ثانياً بتشكيل الوازرة كما سجل فاروق بياناً موجهاً للقوات
المسلحة وإنتهت عملية التسجيل حوالي الساعة الواحدة ظهراً خرجنا من
المنزل متفرقين بعد خروجي صادفت محمد أبراهيم نقد الذي تربطني به صلة
صداقة وثيقة إذ أنه زميل دراسة بحنتوب الثانوية تعانقنا تحدثنا في مختلف
المواضيع العامة العابرة وقبل أن أصافحه مودعاً قال إنه في الواقع إنه
كان يبحث عني وهنالك من يريد أن يراني على الفور لأمر بالغ الخطورة سألته
عن الشخص أجاب بصورة أثارة فضولي أنني لا أستطيع أن أبوح بإسمه وإنني
سأراه لو ذهبت معه .
كنت أعلم أن نقد يشغل منصباً قيادياً في الحزب الشيوعي وكنت أعلم أنه
يعرف موقفي من الشيوعية والشيوعين فكثيراً ما تناقشنا كأصدقاء وأبناء
دفعة حول هموم السودان وكان الخلاف بينا لا أمل في تجاوزه ولكن العادة
السودانية فالإختلاف في الراي لا يفسد للود قضية .
قررت الذهاب معه لرؤية المجهول لأعرف ماذا يريد وعلى الأقل سأكون في
الصورة بدلاً من عيشي الساعات القادمة وسط إحتمالات لم أضعها في حسابي
ركب معي في السيارة وإتجهنا إلى سوق الخرطوم وفي أحد الشوارع الجانبية
توقفنا ودخلنا منزل وهناك قابلت المجهول
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : رأي حر
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019