• ×
السبت 18 مايو 2024 | 05-17-2024
رأي حر

رأي حر

رأي حر

 0  0  1170
رأي حر
راي حر
صلاح الأحمدي
إنقلاب مايو على لسان نميري(1)
من وحي الذاكرة
كان إستدعائي إلى الخرطوم من موقع عملي بالقياد الشرفية في 1965م قد تم
بطريقة غريبة لم تصلني إشارة وإنما وصلت طائرة فيها ضابط يحمل نفس رتبتي
وضابط آخر وعدد من الجنود وضباط صف .
حياني الضابط الزميل ولخص مهمته في كلمات حرجة ، سلمت مهماتي ولم أحوال
حتى أن أسأله عن أسباب الإعتقال .
وفي الخرطوم عرفت أن الضابط برتبة الملازم يدعى خالد الكد قام بعمل
صبياني قبل ساعات في محاولة لا أشك لحظة في أنه قبل غيره كان يعرف حتمية
فشلها .
التحقيقات بدأت على الفور والأدلة كانت ساذجة قدم قائمة بإسم ضباط وأنا
على رأسهم بإعتبارهم قادة حركة الإنقلاب الفاشلة .
سألني المحقق ما رأيك؟؟
قلت له يجوز أنو يكن إعجابا ولا أعرف سببه فارق الرتبة فضلاً عن فارق
السن يحول دون أن يكون صديقي كل ما ذكره أنه عمل تحت قيادتي في حامية
الشجرة وكثير من الضباط الذي يعملون معي وتحت قيادتي كنت أحرص على أن
اكون لهم صديقاً وشقيقاً إلى جانب أنني كنت منهم معلماً ومرشداً ناجحاً
ومقوماً أيضاً . كان المحقق القائم المقام عمر الحاج موسى قائد القيادة
الشمالية في ذلك الوقت إلتزم بالوقائع وإستمع لشهادة الشهود وإستخرج
خلاصة البيانات وحدد قراره وأعلن برائتي .
أثناء وجودي في التحفظ الشديد وهو يعني الإحتجاز في المعسكر مقيد الحركة
إلى في إطار جدران غرفة مريحة متوسطة الحجم كنت أفكر في دوافع الضابط
الصغير بعد أن عدت إلى عملي . واصلت التفكير بعد قيام الثورة كنت أفكر
ولم أصل إلى نتيجة إلا بعد شهور .
بعد مؤامرة يوليو جاءني عمر الحاج موسى في مكتبي بالإتحاد الإشتراكي ذات
ليلة تنحى بي جانباً ليهمس (جائني اليوم شقيق ضابط من إشتركوا في مؤامرة
يوليو وهو يحمل رسالة من شقيقه الهارب يعرض فيها أن يسلم نفسه بشرط أن
اضمن له شخصياًَ تحقيق العقوبة عليه إذا ما أصدرت المحكمة العسكرية حكماً
بالإعدام وقبل أن أسأل حتى عن إسمه سألت عمر الحاج موسى من أشترك في
مجزرة قصر الضباط) .
لا . أطراف كانت مسئولة في حماية المطار وقد بقى فيه من يوم 20 يوليو إلى
يوم 23 يونيو حيث كان اول الهاربين .
هناك ما يشير إلى أنه إشترك في قتل الجنود وضباط الصف يوم إقتحامه
القيادة العامة ؟لا اعتقد ذلك فمعلوماتي تؤكد أنه إستعار ملابس عسكرية
صباح يوم 20 يوليو وذلك لأنه لم يكن في الخدمة قبل إنقلاب هاشم العطا هل
كان من المخططين والمنفذين الرئيسين ؟ لا أعتقد أنه مجرد آداء ولكن وقلت
لكن ماذا ؟ قال هو ابن خالة عبدالخالق محجوب وفهتفت خالد الكد .
قال نعم جائني شقيق طه الكد فما رأيك .
قلت مادام غير ماذكرت فأنا أعد سلم خالد الكد نفسه وصدر عليه الحكم
بالسجن لسنوات طويلة ثم العفو عنه بعد شهور من إدانته وعمل في وظيفة
إدارية في مسشفى الخرطوم.
المهم إني بعد الحوار مع عمر حاج موسى توقفت كثيراً أمام ما وصفه به من
أنه مجرد إرادة رجعت الذاكرة للعام 1965 بل إلى قبل ذلك بعد الدور الذي
قمت به أثناء ثورة أكتوبر وكان قريباً أن أعلم أن المعارضة في مجلس
الوزراء تعمل على تطهير قيادة الجديش من العناصر التي سادندت عهد عبود
وتولاها الوزراء الشيوعين كما كان قريباً أن أعلم أن التيار الذي كان
قداماً في مجلس الوزراء يعمل على محاولة تشريد الضباط الذين قاموا بدور
أساسي في إنجاح الثورة وإن لم يكن من بين عناصر الضباط الواعية .
في سنة 1965 كان تحرك خالد الكد مهزلة بالمقياس العسكري عبس . فهو إستعان
بعدد من المستجدين حين فقد السيطرة في اللحظة الأولى عن مسار تحركه حين
كان مكشوف منذ بداية محاولته وإستقطاب عناصر إلى أن تم القبض عليه
بالإضافة أنه هو الذي تطوع كما علمت بتقديم قائمة بأسمتاء الضباط بعضاً
لم يراه في حياته بإعتبارهم شركاء في محاولته الصبيانية والاكثر إثارة
للدهشة أن القائمة تضم الضباط الذي أقاموا بدور في إكتوبر وإشتهروا داخل
الجيش بأنهم عناصر وطنية نظيفة ومع هذا فقد ظل السؤال للجواب . هل تحرك
خالد الكد عام 1965 هدفه الأول والأخير هو توجيه ضربة للضباط الوطنين في
الجيش والإيقاع بهم مبكراً قبل أن يقوموا هم بمحاولة يكتب لها النجاح؟
السؤال حتى الآن لم أجد له إجابة وقد نجد له يوماً وقد لا نجد أبداً .
في الأسابيع الثلاثة التي سبقت يوم 25مايو 1969م كان الدراسات قد إكتملت
والتعميم قد إنتهى والقوات التي تقوم بدور الطليعة في حامية الثورة قد
تحددت بل كان تحركها السابق في الليلة المجيدة قد تم تحديده أيضاً .
تاثر القوة الرئيسية وهي قوة المدرعات وقد دبرنا قيامها في مهمة تدريبية
في معسكر منطقة خور عمر إلى الشمال من الخرطوم وذلك حتى لا تبدأ تحركها
من قاعدها الأساسية منطقة الشجرة حين كان يتعين عليها إختراق أحياء شعبية
سكنية بالإضافة إلى أن الإتصال لها في مرحلة التمهيد يكون اكثر أماناً في
منطقة خور عمر عنها في قاعدة الشجرة . كذلك كانت القوة المساعدة لها وهي
قوة المظليين قد تم تحديد وتوقيت تحركها بحيث تتجه لمنطقة فتاشة في ضواحي
أمدرمان وفي منتصف الطريق تغير من إتجاهاها وتتجه إلى منطقة خور عمر حين
تتلتقي بقوة المدرعات المعسكرة هناك . كانت القوة المبدئية قد قمت بوضعها
وحضرت إلى الخرطوم من جبيت شرق السودان تحت ستار وعكة مرضية لعلاج
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : رأي حر
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019