تأملات
متأخرين حتى في الدراما
كمال الهدي
kamalalhidai@hotmail.com
· تعودنا أن نأتي متأخرين في كل شيء.
· ففي كل عام يبدو المسئولين وكأنهم يتفاجأون بفصل الخريف، حيث يبدأ الحديث عن الجولات المكوكية لوالي الخرطوم وبقية مسئولي ولايته وحديثهم عن أهمية حفر مصارف المياه بعد أن تغمر مياه الأمطار ولايتنا البائسة.
· حتى الدراميين الذين يفترض أن يسبقوا الآخرين في تناول القضايا التي يسعون لمعالجتها نجدهم يتأخرون عن الركب.
· فمنذ أيام ظللنا نتابع ذلك الإعلان التوعوي الذي يحث الناس على عدم رمي المخلفات داخل مصارف المياه.
· لكن المؤسف أن هذه الحملة التوعوية قد تأخرت كثيراً.
· والمجهود المبذول في هذا الجانب من بعض الدراميين يعد هدراً لطاقاتهم، لأنه يأتي بعد أن هطلت الأمطار وخربت ما خربت.
· كان من المفترض أن تبدأ مثل هذه الحملات قبل أشهر من الآن.
· لكن يبدو أن الدراميين أنفسهم ليسوا أفضل حالاً من غيرهم.
· فهم كسائر السودانيين لا يفكرون سوى في تحقيق المكاسب المادية دون النظر لنتائج ما يقدمون من أعمال.
· وما يؤكد أن بعض الدراميين ركبوا موجة السعي للتكسب السريع ما نتابعه من ظهور متكرر لبعض أوجه هؤلاء الدراميين في أكثر من قناة فضائية في اليوم الواحد.
· فالأخ جمال حسن سعيد الذي أعتبره أحد أكثر الدراميين موهبة وفهماً وثقافة صار يكثر من الظهور غير عابئ بما يمكن أن يؤدي له مثل هذا الظهور وغير مكترث بشكل المادة التي يقدمها.
· فظهور يا جمال في برنامج النيل الأزرق مع ( تجتوج ) أعتبره خصماً على تجربتك الثرة وليس إضافة لها.
· معلوم أن أحد أسباب ظهور الممثل بهذا التكرار الممل هو وضعنا الاقتصادي المتردي الذي يفرض على البعض أن يسعوا للقمة عيشهم بأي طريقة.
· لكن عندما يستسلم مجتمعنا بكل فئاته بما فيهم الصحفيين والدراميين لهذا الواقع المرير ويصبح الهم الأول هو التكسب بأي شكل فعلى البلد السلام.
· بدلاً من تكرار ظهورهم من أجل توفير المادة الضرورية للحياة، يفترض أن يسعى الدراميون من خلال كياناتهم إلى فرض واقع مغاير يضمن لهم تحقيق العائد المادي المعقول من أعمال درامية محدودة وجيدة.
· إلا أن المشكلة أيضاً في بلدنا هي أن التفكير الجماعي لم يعد له مكاناً، ولذلك تجد كل واحد منا يحاول حل مشكلته الخاصة بعيداً عن الآخرين، وهذا هو سبب تدهورنا المريع في كل مجال من مجالات الحياة.
· ومن الواضح أن بعض الدراميين لا يهتمون بفكرة تجويد أعمالهم نهائياً.
· فقد تابعت قبل أيام الممثل - ذاكر سعيد الذي يحظى بقبول واسع وسطنا كسودانيين - وهو يقدم فاصلاً من النكات، لكنه أدهشني وهو يردد أكثر من مرة عبارة " الكونفدرالية التي صدر له الهلال.. الكونفدرالية التي صدر لها المريخ."
· وقفت كثيراً أمام مفردة " صدر " واستغربت كيف تفوت على ممثل يريد أن يقدم للناس دراما مفردات بهذه البساطة.
· الدرامي يفترض أن يكون واسع الثقافة والإطلاع والمعرفة بمفردات المجال الذي يتناوله في أعماله، سيما إن كان الأمر يتعلق بمنافسة كروية ليست بذلك التعقيد.
· واضح من استخدام المفردة الغريبة أن ذاكر اعتمد على حاسة السمع فقط.
· فهو يسمع عبارات مثل " صعد" " تصدر" لكنه خلط الأمور ولم يستطع التمييز.
· عندما سمعت المفردة للمرة الأولى قلت لنفسي ربما أراد النجم أن يقول " صعد" لكنها طبعاً ليست المفردة الصحيحة أيضاً لأن الكونفدرالية تهبط لها فرق الكرة ولا تصعد لها.
· لكن بعد التكرار تأكد لي أنه يردد في كلام لا يفهم فيه الكثير.
· عموماً أتمنى أن يلتفت بعض الدراميين لأهمية التجويد لأن التمثيل رسالة يفترض أن يتعامل معها أهلها بشيء من الجدية، وإلا فسوف يضحك الناس عليهم بدلاً من أن يضحكوا بفعل الكوميديا التي يقدمونها.
متأخرين حتى في الدراما
كمال الهدي
kamalalhidai@hotmail.com
· تعودنا أن نأتي متأخرين في كل شيء.
· ففي كل عام يبدو المسئولين وكأنهم يتفاجأون بفصل الخريف، حيث يبدأ الحديث عن الجولات المكوكية لوالي الخرطوم وبقية مسئولي ولايته وحديثهم عن أهمية حفر مصارف المياه بعد أن تغمر مياه الأمطار ولايتنا البائسة.
· حتى الدراميين الذين يفترض أن يسبقوا الآخرين في تناول القضايا التي يسعون لمعالجتها نجدهم يتأخرون عن الركب.
· فمنذ أيام ظللنا نتابع ذلك الإعلان التوعوي الذي يحث الناس على عدم رمي المخلفات داخل مصارف المياه.
· لكن المؤسف أن هذه الحملة التوعوية قد تأخرت كثيراً.
· والمجهود المبذول في هذا الجانب من بعض الدراميين يعد هدراً لطاقاتهم، لأنه يأتي بعد أن هطلت الأمطار وخربت ما خربت.
· كان من المفترض أن تبدأ مثل هذه الحملات قبل أشهر من الآن.
· لكن يبدو أن الدراميين أنفسهم ليسوا أفضل حالاً من غيرهم.
· فهم كسائر السودانيين لا يفكرون سوى في تحقيق المكاسب المادية دون النظر لنتائج ما يقدمون من أعمال.
· وما يؤكد أن بعض الدراميين ركبوا موجة السعي للتكسب السريع ما نتابعه من ظهور متكرر لبعض أوجه هؤلاء الدراميين في أكثر من قناة فضائية في اليوم الواحد.
· فالأخ جمال حسن سعيد الذي أعتبره أحد أكثر الدراميين موهبة وفهماً وثقافة صار يكثر من الظهور غير عابئ بما يمكن أن يؤدي له مثل هذا الظهور وغير مكترث بشكل المادة التي يقدمها.
· فظهور يا جمال في برنامج النيل الأزرق مع ( تجتوج ) أعتبره خصماً على تجربتك الثرة وليس إضافة لها.
· معلوم أن أحد أسباب ظهور الممثل بهذا التكرار الممل هو وضعنا الاقتصادي المتردي الذي يفرض على البعض أن يسعوا للقمة عيشهم بأي طريقة.
· لكن عندما يستسلم مجتمعنا بكل فئاته بما فيهم الصحفيين والدراميين لهذا الواقع المرير ويصبح الهم الأول هو التكسب بأي شكل فعلى البلد السلام.
· بدلاً من تكرار ظهورهم من أجل توفير المادة الضرورية للحياة، يفترض أن يسعى الدراميون من خلال كياناتهم إلى فرض واقع مغاير يضمن لهم تحقيق العائد المادي المعقول من أعمال درامية محدودة وجيدة.
· إلا أن المشكلة أيضاً في بلدنا هي أن التفكير الجماعي لم يعد له مكاناً، ولذلك تجد كل واحد منا يحاول حل مشكلته الخاصة بعيداً عن الآخرين، وهذا هو سبب تدهورنا المريع في كل مجال من مجالات الحياة.
· ومن الواضح أن بعض الدراميين لا يهتمون بفكرة تجويد أعمالهم نهائياً.
· فقد تابعت قبل أيام الممثل - ذاكر سعيد الذي يحظى بقبول واسع وسطنا كسودانيين - وهو يقدم فاصلاً من النكات، لكنه أدهشني وهو يردد أكثر من مرة عبارة " الكونفدرالية التي صدر له الهلال.. الكونفدرالية التي صدر لها المريخ."
· وقفت كثيراً أمام مفردة " صدر " واستغربت كيف تفوت على ممثل يريد أن يقدم للناس دراما مفردات بهذه البساطة.
· الدرامي يفترض أن يكون واسع الثقافة والإطلاع والمعرفة بمفردات المجال الذي يتناوله في أعماله، سيما إن كان الأمر يتعلق بمنافسة كروية ليست بذلك التعقيد.
· واضح من استخدام المفردة الغريبة أن ذاكر اعتمد على حاسة السمع فقط.
· فهو يسمع عبارات مثل " صعد" " تصدر" لكنه خلط الأمور ولم يستطع التمييز.
· عندما سمعت المفردة للمرة الأولى قلت لنفسي ربما أراد النجم أن يقول " صعد" لكنها طبعاً ليست المفردة الصحيحة أيضاً لأن الكونفدرالية تهبط لها فرق الكرة ولا تصعد لها.
· لكن بعد التكرار تأكد لي أنه يردد في كلام لا يفهم فيه الكثير.
· عموماً أتمنى أن يلتفت بعض الدراميين لأهمية التجويد لأن التمثيل رسالة يفترض أن يتعامل معها أهلها بشيء من الجدية، وإلا فسوف يضحك الناس عليهم بدلاً من أن يضحكوا بفعل الكوميديا التي يقدمونها.