• ×
الأحد 19 مايو 2024 | 05-18-2024
كمال الهدى

تأملات

كمال الهدى

 3  0  1758
كمال الهدى
تأملات

متأخرين حتى في الدراما

كمال الهدي

kamalalhidai@hotmail.com



· تعودنا أن نأتي متأخرين في كل شيء.

· ففي كل عام يبدو المسئولين وكأنهم يتفاجأون بفصل الخريف، حيث يبدأ الحديث عن الجولات المكوكية لوالي الخرطوم وبقية مسئولي ولايته وحديثهم عن أهمية حفر مصارف المياه بعد أن تغمر مياه الأمطار ولايتنا البائسة.

· حتى الدراميين الذين يفترض أن يسبقوا الآخرين في تناول القضايا التي يسعون لمعالجتها نجدهم يتأخرون عن الركب.

· فمنذ أيام ظللنا نتابع ذلك الإعلان التوعوي الذي يحث الناس على عدم رمي المخلفات داخل مصارف المياه.

· لكن المؤسف أن هذه الحملة التوعوية قد تأخرت كثيراً.

· والمجهود المبذول في هذا الجانب من بعض الدراميين يعد هدراً لطاقاتهم، لأنه يأتي بعد أن هطلت الأمطار وخربت ما خربت.

· كان من المفترض أن تبدأ مثل هذه الحملات قبل أشهر من الآن.

· لكن يبدو أن الدراميين أنفسهم ليسوا أفضل حالاً من غيرهم.

· فهم كسائر السودانيين لا يفكرون سوى في تحقيق المكاسب المادية دون النظر لنتائج ما يقدمون من أعمال.

· وما يؤكد أن بعض الدراميين ركبوا موجة السعي للتكسب السريع ما نتابعه من ظهور متكرر لبعض أوجه هؤلاء الدراميين في أكثر من قناة فضائية في اليوم الواحد.

· فالأخ جمال حسن سعيد الذي أعتبره أحد أكثر الدراميين موهبة وفهماً وثقافة صار يكثر من الظهور غير عابئ بما يمكن أن يؤدي له مثل هذا الظهور وغير مكترث بشكل المادة التي يقدمها.

· فظهور يا جمال في برنامج النيل الأزرق مع ( تجتوج ) أعتبره خصماً على تجربتك الثرة وليس إضافة لها.

· معلوم أن أحد أسباب ظهور الممثل بهذا التكرار الممل هو وضعنا الاقتصادي المتردي الذي يفرض على البعض أن يسعوا للقمة عيشهم بأي طريقة.

· لكن عندما يستسلم مجتمعنا بكل فئاته بما فيهم الصحفيين والدراميين لهذا الواقع المرير ويصبح الهم الأول هو التكسب بأي شكل فعلى البلد السلام.

· بدلاً من تكرار ظهورهم من أجل توفير المادة الضرورية للحياة، يفترض أن يسعى الدراميون من خلال كياناتهم إلى فرض واقع مغاير يضمن لهم تحقيق العائد المادي المعقول من أعمال درامية محدودة وجيدة.

· إلا أن المشكلة أيضاً في بلدنا هي أن التفكير الجماعي لم يعد له مكاناً، ولذلك تجد كل واحد منا يحاول حل مشكلته الخاصة بعيداً عن الآخرين، وهذا هو سبب تدهورنا المريع في كل مجال من مجالات الحياة.

· ومن الواضح أن بعض الدراميين لا يهتمون بفكرة تجويد أعمالهم نهائياً.

· فقد تابعت قبل أيام الممثل - ذاكر سعيد الذي يحظى بقبول واسع وسطنا كسودانيين - وهو يقدم فاصلاً من النكات، لكنه أدهشني وهو يردد أكثر من مرة عبارة " الكونفدرالية التي صدر له الهلال.. الكونفدرالية التي صدر لها المريخ."

· وقفت كثيراً أمام مفردة " صدر " واستغربت كيف تفوت على ممثل يريد أن يقدم للناس دراما مفردات بهذه البساطة.

· الدرامي يفترض أن يكون واسع الثقافة والإطلاع والمعرفة بمفردات المجال الذي يتناوله في أعماله، سيما إن كان الأمر يتعلق بمنافسة كروية ليست بذلك التعقيد.

· واضح من استخدام المفردة الغريبة أن ذاكر اعتمد على حاسة السمع فقط.

· فهو يسمع عبارات مثل " صعد" " تصدر" لكنه خلط الأمور ولم يستطع التمييز.

· عندما سمعت المفردة للمرة الأولى قلت لنفسي ربما أراد النجم أن يقول " صعد" لكنها طبعاً ليست المفردة الصحيحة أيضاً لأن الكونفدرالية تهبط لها فرق الكرة ولا تصعد لها.

· لكن بعد التكرار تأكد لي أنه يردد في كلام لا يفهم فيه الكثير.

· عموماً أتمنى أن يلتفت بعض الدراميين لأهمية التجويد لأن التمثيل رسالة يفترض أن يتعامل معها أهلها بشيء من الجدية، وإلا فسوف يضحك الناس عليهم بدلاً من أن يضحكوا بفعل الكوميديا التي يقدمونها.
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : كمال الهدى
 3  0
التعليقات ( 3 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    صالح عثمان سعيد 08-05-2012 01:0
    كما قيل اخي كمال طول الجرح يغري بالتناسي أولا التحية لك وانت تطل علينا بعد غياب خلناه دهر ورمضان كريم واتمني ان تكون سعدت بإجازتك ولو اني بعد مطالعة مقالك الاول بعد العودة أيقنت أن ما أصابك فتح جرحا لم يندمل .الناس في بلادي ( كما قال صلاح عبدالصبور ) طيبون حد الدهشة لكن واقولها وكلي اسف ما حاق بإنسان بلدي خلق منه مسخا غريبا حتى داخل اسرته الصغيرة, الانا البغيضة وهي من قمة الهرم الحكومي لأصغر إنسان في المنظومة السياسية جعلت هذا الوطن الكبير طارد لكل ذي ضمير واخلاق اخي كمال ثلاثون عاما في الغربة ولا توجد نية للرجوع أطل على الوطن سريعا في إجازات متباعدة جدا فقط لأن ما فقدته حتى من ذوي القربي جعلني انظر فقط تحت أرجلي , تأكدت تماما انك أكتشفت في هذه الاجازة أشياء حين الحكي عنها تبدو كالاساطير لكن كل موبقات الدنيا في بلدي الهم الوحيد المشترك بين الناس أن أبيعك قبل أن تبيعني ولا زلت أسأل نفسي رغم البعاد ماذا حدث في أجمل وأحلى وأرق إنسان ( كان ) على سطح الكوكب.( كأنما أبو البشر في سعيه الحثيث للتكاثر ولحظة مليئة بالضعف والتناثر قد ضاجع الحرباء ) لك التحية أخي كمال .
  • #2
    عزالدين سيد وديدي 08-04-2012 03:0
    لك الشكر والتقدير يا الهدي فهذا دور الصحفي في التوجيه والنقد الهادف والمفيد فلك التحية مثنى وثلاث ورباع ويا ليت كل الكتاب ينتهجون هذا المنهج في معالجة القضايا دون اللجوء الى المواضيع الهايفة والتريقة الاستخفاف وخاصة في مجال الرياض فلك مودتي بلا حدود
  • #3
    Abu Hadi 08-04-2012 11:0
    لا نتخلف في ان الممثل من المفترض ان يكون موهوباً ومتعلماً ومثقفاً ولكن السؤال ما الذي قدمته الدولة طيلة وجود السودان لهؤلاء؟؟ صفر كبير مثل صفر الجماعة.. لا يوجد مسرح جاذب يعتمد عليه في ظل التقدم التكنولوجي .. ولا توجد شركات تتبنى اعمال هؤلاء فكيف لهم ان يصفقوا بيد واحدة مجروحة؟؟؟ وكيف للدرامي هذا ان يوفر لنفسه كتاباً او اي وسيلة تثقيف وليس في استطاعته ان يوفر (حق الحلة لاولاده) حيث تجدهم طيلة اليوم يبحثون عن رزقهم.. اعتقد ان البنية التحتية للدراما معدومة ولا يوجد دعم حقيقي لهؤلاء واعتقد ان الذي يقدمونه رغم تواضعة يجب ان يشكروا عليه فالقضية قضية عامة ويجب على الدولة الاهتمام بها .. الحالة صعبة استاذ كمال ... (كيف ترى بعض المذيعين والمذيعات الملمعات والمبودرات العارضات للازياء؟؟)
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019