• ×
الأحد 19 مايو 2024 | 05-18-2024
كمال الهدى

تأملات

كمال الهدى

 3  0  1700
كمال الهدى
تأملات

غارزيتو يقضي على الأسطورة

كمال الهدي

kamalalhidai@hotmail.com



· ظللنا طوال الفترة الماضية نطالب بأن يُمنح مدربو كرة القدم في السودان الفرصة الكافية لأن ينزلوا على أرض الواقع ما لديهم من أفكار، وألا يتعجل الناس النتائج أو يحكم بعض من لا يفهمون في الكرة على هذا المدرب أو ذاك بالفشل.

· وأكدنا مراراً أن بعض المدربين الأجانب الذين يأتون إلى بلدنا بمجرد أن يستوعبوا طريقتنا العاطفية في التعامل مع الأشياء يبدأون العزف على هذا الوتر ويتحولون إلى تجار لا هم لهم سوى إرضاء القواعد الجماهيرية لأنديتنا الكبيرة حتى إن تطلب ذلك منهم أن يتخلوا عن جزء كبير من مهامهم الأساسية التي تعاقدوا من أجلها مع هذه الأندية.

· لكل ما تقدم شعرت بسعادة غامرة وأنا أتابع الطريقة التي تعامل بها مدرب الهلال غارزيتو مع رفض الجماهير الزرقاء له وهو رفض لعبت فيه بعض صحفنا الرياضية دوراً كبيراً.

· لكن المدرب صاحب الشخصية القوية لم يتأثر بما كُتب وما قيل واستمر في أداء عمله بالطريقة التي يراها.

· حاول الكثيرون تحريض جماهير الهلال ضده واستغلوا تلك المشكلة التي نشبت بينه وبين قائد الفريق هيثم مصطفى ظناً منهم بأن ما جربوه مع من سبقوا غارزيتو سينجح معه واعتقدوا مخطئين أن الرجل في نهاية الأمر سيذعن لأساطيرنا وسيتراجع عن موقفه القاضي بأنه هو المسئول الأول والأخير عن مشاركة اللاعبين في المباريات.

· لكن غارزيتو فرض علينا جميعاً كمهتمين بشأن الكرة في الهلال واقعاً جديداً ومغايراً.

· ونحمد الله أن هيثم نفسه اقتنع في نهاية الأمر بأن مشاركته من عدمها في المباريات أمر يحدده مدرب الفريق وليس المحبين أو الإداريين أو بعض أصحاب الأقلام الذين استغلوا اسمه الكبير لسنوات طويلة وحققوا من ورائه الكثير من المكاسب دون أن ينتبه هو لذلك.

· قضى غارزيتو على الأسطورة، ولا أعني بالطبع أنه كتب نهاية هيثم، فليس هناك عاقلاً يسعد بأن يسعى أي مدرب إلى نهاية نجم بحجم هيثم.

· لكنني أعني بأنه أقنعنا جميعاً في نهاية الأمر بأن هيثم إن كان جاهزاً وشارك مع زملائه فخير وبركة.

· وإن لم يتيسر ذلك فالمسيرة مستمرة ولا يمكن أن يتوقف الأزرق عن تحقيق الانتصارات لمجرد أن قائده لا يشارك، وهو ما ظللنا ندعو له منذ سنين عددا.

· فمنذ أكثر من أربع سنوات ونحن نردد ونقول أن تجهيز بديل هيثم ضرورة قصوى، لأن الفتى لن يركض في الميادين إلى الأبد.

· لم نكن نريد أن يأتي يوم يعجز فيه الهلال عن لعب كرة القدم المقنعة وتحقيق الانتصارات لمجرد غياب هيثم لأي سبب من الأسباب، لكن المؤسف أن من سبقوا غارزيتو في تدريب الهلال كانوا يتهيبون اسمه الكبير.

· لذلك فإن ما فعله غارزيتو استحق منا الإشادة، لأنه من المعيب جداً أن نرهن كياناتنا الكبيرة للأفراد مهما كان عطاؤهم.

· منذ اليوم الذي تسلم فيه غارزيتو الشأن الفني في الهلال وهو يحقق الانتصارات، ورغماً عن ذلك لم يتوقف البعض ولو للحظة عن الهجوم الضاري عليه.

· صحيح أن شكل الهلال في البداية لم يكن مقنعاً لنا رغم تحقيق الانتصارات، لكن في الأسابيع الوحيدة بدا أن الأمور تتغير بشكل ملحوظ وهذا ما نريده.

· موقف غارزيتو وإصراره على تطبيق أفكاره على أرض الواقع دون تأثر بعواطفنا الجياشة أكد أننا كسودانيين نخطئ كثيراً في تقدير الأمور.

· فها هو الهلال يلعب بدون هيثم بعدما كان البعض يصورون للناس أن غياب البرنس معناه الفشل الذريع للأزرق.

· وها هم أولئك النفر الذين كانوا يملأون هيثم فخراً وزهواً مضللاً في بعض الأحيان قد سكتوا عن الكلام المباح ولم يعودوا يتحدثون بتلك اللهجة المتحدية.

· وكم من مرة ناشدت فيها البرنس ألا يصغي لتلك الأصوات وأن يفكر ملياً في تاريخه الطويل مع ناديه.

· وقلت له بصريح ا لعبارة أن من يوهمونك بأنه ما من كائن يستطيع أن يتجاوز أمر مشاركتك تحت أي ظرف من الظروف، إنما يكذبون عليك وعلى أنفسهم.

· وكنت أدرك أنه سيأتي يوم ينصرفون فيه عن هيثم ويبحثون عن نجم كبير آخر يحولون له اهتمامهم، لأن جلهم يحاولون الاستفادة من هذه الأسماء الكبيرة.

· والآن بعد أن فرض غارزيتو أسلوبه وطريقته نتمنى أن يواصل القائد على ذات النهج الجديد وأن يجتهد في التدريبات حتى يكون جاهزاً دائماً للمشاركة للفترات التي يراها مدربه في كل مباراة.

· انتهج غارزيتو أيضاً أسلوباً جديداً تمثل في قفل التمارين أمام الجمهور وهو أمر أيضاً طالبنا به كثيراً دون أن نجد من يسمع من المدربين السابقين.

· فالتدريبات تهدف إلى تطوير مستويات اللاعبين وتصحيح الأخطاء التي يقعون فيها، وقد قلنا مراراً أنه من المستحيل تحقيق مثل هذا الهدف وجود الأعداد الهائلة من الجماهير في كل تدريب للفريق، سيما أن جماهيرنا تهتف وتصفق لبعض اللاعبين حتى وإن مارسوا الأنانية في أسوأ أشكالها أو لف الواحد منهم حول نفسه مقدماً تابلوهات لا تخدم المجموعة في شيء.

· لكن المؤسف أن بعض أصحاب الأقلام قليلي الفهم بالكرة ما زالوا يعيبون عن هذا المدرب إصراره على قفل التمارين أمام الجماهير، وهو أمر مفهوم بالنسبة لي على الأقل، فهؤلاء يريدون لصحفهم مانشيتات جاذبة.

· وأسألكم بربكم كم مرة طالعتم في بعض صحفنا مانشيتات من شاكلة " مهند يتألق في تقسيمة الأمس ويبعث برسالة تهديد للفريق الفلاني" أو " كاريكا يبدع ويسجل هدفاً عالمياً في تدريب الأمس".. فهل تخدم مثل هذه العبارات الأزرق في شيء؟

· كما أجرى غارزيتو أكثر من تدريب للهلال بعد غمر الملعب بالمياه وهو ما ظللنا نطالب به منذ سنوات أيضاً لكون الهلال يشارك في مباريات ببلدان أفريقيه تهطل فيها الأمطار بغزارة.

· ولا يفوتني وأنا أتناول موضوع اليوم أن أشيد بموقف مجلس الهلال الذي أتاح للمدرب الفرصة لأن يحول أفكاره إلى واقع معاش غير عابئين بسخط البعض.

· وإن كان هناك من مأخذ على غارزيتو فهو يتمثل في عدم إتاحته الفرصة للمدرب العام التاج محجوب حتى يومنا هذا بالرغم من أنه أكمل أكثر من شهر في منصبه بالهلال.

· وحتى في هذه يقع الجزء الأكبر من اللوم على مجلس الهلال الذي قبل أن يعين التاج في هذا المنصب كان على أعضائه أن يسألوا أنفسهم الأسئلة الهامة: لماذا نعين مدرباً عاماً؟ وهل يرغب غارزيتو في وجود مدرب عام بجانبه؟ وما هي اختصاصات المدرب العام الذي سنعينه؟

· وكل العشم أن تسفر جدية غارزيتو عن انتصارات وتقدم في بطولة الكونفدرالية حتى يبلغ الهلال المباراة النهائية ويتوج بكأسها.

· فالهدف من التعاقد مع المدربين الأجانب يفترض أن يكون دائماً تحقيق الانتصارات الخارجية لا مجرد الاكتفاء بالفوز على أندية دورينا الممتاز التي لا تزال بعيدة عن مقارعة الكبيرين لأسباب عديدة لا يسع المجال لذكرها.

· وأتمنى أن يلتف الجميع حول ناديهم وهو يخوض دوري مجموعات الكونفدرالية وأن يكف بعض المنافقين والمستفيدين عن الحديث الممجوج عن المعارك بين البرير والأرباب.

· فقد سئمنا الحديث في مثل هذه القضايا الانصرافية من أقلام باتت أهدافها واضحة لكل صاحب بصيرة، حتى وإن غلفوا أحاديثهم بحب الهلال والسعي لرفعته.

· فمثل تلك التي كتبت متسائلة عن مصدر ثروة صلاح إدريس تشعرك بالغثيان، لأن الأهلة لم ينسوا أنها كانت حتى وقت قريب تفتح أبواب إحدى الفضائيات كل يوم لصلاح إدريس لمهاجمة مجالس الهلال المتعاقبة بعد أن غادر كرسي الرئاسة.

· ولو أنها كانت تستضيفه وهو رئيس للهلال لما قلنا شيئاً.

· لكن المحزن أنها كانت تأتي به لأستديوهات تلك القناة لإثارة المشاكل والبلبلة.

· واليوم بعد أن تحولت مصالحها لآخرين صارت من أشد منتقدي الأرباب.

· نعرف أن فترة صلاح إدريس كانت من أسوأ فترات الهلال، لكن من يحب الهلال حقيقة كان يفترض أن يقول هذا الحديث آنذاك وليس الآن بعد أن ترجل صلاح إدريس.
فأرجو مخلصاً أن ينتبه الأهلة جيداً لمثل هذه الترهات وأن يلتفتوا جميعاً لكيانهم بدلاً من هذا التغني الدائم بالأفراد لأنهم زائلون
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : كمال الهدى
 3  0
التعليقات ( 3 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #2
    سيف الدين خواجة 08-04-2012 09:0
    يا اخي مصيبتنا الكبري ان في السودان كل شئ اصبح للبيع خاصة الرياضة فالناس لاتكتب للمصلحة بل تكتب للرزق ولمزيد منه بالفور والدلك لذلك صار غسيلنا قذرا لكنكم كشباب واصلوا الكتابة النار عسي الله ان يحدث امرا يسعد به الحال المائل في كل مناحي الحياة فالوطن والكيانات ليس اقطاعية لاحد وانما هي هم عام
  • #3
    ميسي 08-03-2012 02:0
    ما عايزين نحبطك يا كمال الهدى--السودانين عندهم حاجة قديمة من ايام المك نمر وقبل المك نمر--يشعرك بالاذعان وقبول افكارك وفي دواخله يريد تحطيمك(بسبب قلة الادب والعنجهية)ومن اجل عودة الاجواء النقية للديار الزرقاء يجب ارجاع الحقوق المسلوبة لاصحابها(هيبة كابتن الفريق)عودة الرئيس الذي في قامة الهلال--عودة المحترفين لشققهم الخاصة--ودفع متاخرات اللاعبين ويجب ان تكون حقيقية مش كلام جرايد--بعدين نسمع بعديها سادومبا وسانيه ما عايزين يركبو طيارة
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019