تأملات

آه يا بشة

كمال الهدي

kamalalhidai@hotmail.com

· قبل هدف الهلال بدقائق اتصل بي أحد أصدقائي الذي كان غاضباً من طريقة لعب الهلال وقال لي أن زوجته سألته " انت بشة ده كتبوهو ولا شنو؟".

· أدركت أنها تعني تراجع مستوى الفتى فقلت لها ليس للأمر علاقة بالكتابة ولا غيرها، لكن بشة يلعب في خانة لا تناسبه.

· وفجأة وبدون أي مقدمات ينطلق الفتى الحريق بطريقة ذكرتني بهدفه في مرمى الاتحاد الليبي ليسجل هدف المباراة الوحيد.

· ضحكت من ( الغيظ ) عندما سمعت معلق المباراة يقول أن سادومبا نظر نظرة محترف كبير ليمرر الكرة لبشة.

· ما أغضبني أنني في لحظة استلام سادومبا للكرة وبعد أن لمحت تحرك بشة تمنيت ألا يتأخر سادومبا في التمرير.

· وقد تأخر سادومبا بعض الشيء لكنه مرر في النهاية لأن المساحة التي خلقها بشة لنفسه أسعفت سادومبا في أن يوصل له الكرة رغماً عن ذلك التأخير.

· لكن ماذا نقول في ملعقينا الانطباعيين الذين يتعاملون مع كرة يبدو واضحاً إنهم لم يمارسوها وربما لم يتفرجوا عليها جيداً.

· فالطريقة التي تحرك بها بشة تفرض على سادومبا أو أي لاعب غيره أن يمرر له الكرة ولم يكن الأمر يحتاج لمهارة محترف كبير حتى تصل الكرة لمن طلبها وتهيأ لاستقبالها.

· التغزل في مهارات سادومبا حينها كان يعني ظلماً شديداً لبشة ولهذا ركزت على هذه الجزئية.

· من مفارقات الكرة أن الجملة السريعة والمنظمة الوحيدة التي نتج عنها هدف الهلال الوحيد كان يفترض أن نشاهد قبلها هدف مريخي لكن الكرة اصطدمت بالقائم.

· وكل من تابع الطريقة التي وصلت بها تلك الكرة للقائم لابد أنه وقف على عشوائية المعز في التعامل مع الكرات العكسية وطيشه الزائد عن الحد.

· فقد حاول المعز التقاط الكرة قبل وصولها لرأس مهاجم المريخ بيدين مفتوحتين بصورة تسمح بمرور عشر كرات بينهما ولذلك كان طبيعياً أن تفوته الكرة.

· قبل المباراة كنت قد نبهت لتهور الحارسين المعز وأكرم وقد شاهدنا منهما ما لم نكن نرغب فيه.

· فقد خرج المعز بطريقة خاطئة أكثر من مرة.

· أما أكرم فقد مارس الطيش والتهور بأوسع صوره عندما اعتدى على بكري المدينة بدون مبرر وقد استحق على تلك المخالفة البطاقة الحمراء لكن الحكم جامله كثيراً وأشهر له بطاقة صفراء.

· والعجيب أنه لم يحمد ربه على عدم الطرد ليواصل في الاحتجاج على قرار الحكم.

· المخالفة لم تكن تستحق غير الطرد لأن الكرة لحظتها كانت خارج اللعب، وليس هناك ما يحتاج للنقاش في هكذا حالات.

· طرد الحكم كاريكا بعد أن منحه البطاقة الصفراء الثانية لأنه قدر أن اللاعب حاول التمثيل.

· لا أستطيع أن أفتي في الحالة بشكل قاطع لأنني تابعتها عبر فضائية سودانية، وكلنا نعلم كيف تصلنا الصورة من الفضائيات السودانية.

· لكن يبدو أن اللاعب قد تعرض لنوع من الإعاقة التي أسقطته أرضاً.

· لكن أياً كان الوضع فقد منحه الحكم بطاقة حمراء ومعلوم أن رأي الحكم نهائي.

· لهذا لم تعجبني هتافات الجماهير باسمه وهو يهم بالخروج من الملعب، فقد بدا الأمر وكأنه تحد للقوانين والنظم من بعض جماهير الهلال.

· صحيح أن كاريكا لاعب خلوق وصاحب مبادرات وليس من النوع الذي يتعمد ارتكاب المخالفات، لكن طالما أن الحكم منحه بطاقة حمراء فيفترض أن نعبر عن حالة احترام للقرارات التحكيمية في مثل هذه الحالات.

· الفريقان لم يقنعان قاعدتيهما بمستوياتهما الفنية.

· فقد استحوذ المريخ على الكرة في فترات طويلة دون أن يتمكن رماته من الوصول لمرمى الهلال.

· وفي الجانب الآخر اعتمد الهلال على طريقة لعب لا تشبهه.

· ربما أن مدرب الهلال أدرك خطورة مهاجمي المريخ ولذلك عمد إلى تحقيق الفوز بأي طريقة، وقد كان له ما أراد.

· لكن الطريقة التي لعب بها الهلال مباراة اليوم وبعض المباريات السابقة لا تطمئن إطلاقاً.

· وبهذا الشكل لا نتوقع أن يتقدم الهلال في البطولة الأفريقية أو يبلغ المراحل التي وصلها في مرات سابقة.

· وعلى الجهاز الفني الهلالي إعادة النظر في هذه الطريقة إن أرادوا المضي قدماً في البطولة الأفريقية.

· استغربت كثيراً لحالات الاحتجاج المتكررة من لاعبي الفريقين.

· لم يحدث أن قبل أي منهم باحتساب مخالفة ضده رغم الوضوح الشديد للمخالفات المرتكبة.

· المرة الوحيدة التي شاهدت فيها لاعباً يسلم بالمخالفة المحتسبة ضده بطيب خاطر كانت مع راجي في شوط اللعب الأول.

· لكن راجي نفسه عاد في الشوط الثاني وأرتكب مخالفة أوضح من شمس الضحى ورغماً عن ذلك رفع يديه للحكم محتجاً.

· هذه الملاحظة تؤكد على حقيقة واحدة هي أن لاعبي الهلال والمريخ تعودوا على ( الدلع).

· فعندما يلعبون ضد الأندية الصغيرة يجاملهم الحكام ولهذا عندما يلاقون بعضهم البعض يحتج كل واحد منهم على قرارات الحكام.

· أعجبني جداً تصرف قائد المريخ الخلوق فيصل العجب بعد مخالفة أكرم ( الغبية) فقد انتهر أكرم وبدا لي وكأنه يلومه على تصرفه الأحمق.

· لكن ما استغربت له حقيقة هو احتجاج موسى الزومة وإصراره على التوجه نحو الحكم بعد نهاية المباراة رغم تواجد ذلك العدد الكبير من رجال أمن الملاعب.

· والأغرب من ذلك هو انضمام ابراهومة وريكاردو شخصياً لموسى الزومة ومحاولاتهما التعبير عن شيء لم أفهم كنهه.

· ماذا بعد أن حُسم الأمر وأطلق الحكم صافرة النهاية بهزيمة المريخ فماذا الذي كان من الممكن فعله يا موسى وإبراهومة وريكاردو.

· إن كنتم تعتقدون أنكم بمثل هذه التصرفات تستميلون جماهير ناديكم، فلابد أن تتذكروا أن ذلك أيضاً يثير غضب الكثيرين سواءً وسط هذه الجماهير أو غيرها ممن يتعاملون مع الكرة ككرة ولا شيء غيرها.

· استغرب كثيراً لإسناد مهمة الظهيرين للاعبين بمهارة بشة وراجي، في وجود من هم أقل منهم مهارة في خطي الوسط والهجوم.

· عندما قرر ريكاردو إدخال كرونقو لم أتوقع منه شخصياً أن يفعل شيئاً فقد كان رأيي منذ لحظة تسجيل عدد من اللاعبين هذا العام أن كرونقو وضفر لن يفيدا المريخ في شيء.

· لكنني توقعت أن يشكل راجي بعد تقدمه للأمام خطراً حقيقياً على مدافعي الهلال.

· وربما تغير الحال لو أشركه ريكاردو منذ البداية في الوسط أو الهجوم.

· خروج مهند الطاهر ودخول نزار كان قراراً سليماً في ذلك التوقيت الذي تعرض فيه الهلال لضغط شديد من المريخ بغرض تحقيق التعادل.

· لكن المؤسف أن نزار لم يقدم شيئاً وخذل مدربه تماماً.

· توقعت أيضاً قبل المباراة أن يقدم علاء الدين والسعودي مردوداً طيباً، إن انصرفا للعب الكرة بعيداً عن الانفعال.

· وقد حدث ذلك وقدم اللاعبان مباراة أكثر من جيدة.

· سمعت أن ديمبا تمرد في اللحظات الأخيرة وقال أنه لن يشارك ما لم يمنح أمواله.

· والحمد الله على تمرد ديمبا البطئ لأنه لو شارك لربما تمكن مهاجمو المريخ الخطيرين من الوصول لشباك الهلال.