الوزير بدوي وإمتحان الناشئين
**من الواضح أن أول إمتحان حقيقى سيواجهه رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة الجديد بولاية الخرطوم الطيب حسن بدوي هو تعيين مجالس إدرات محليات الناشئين بالمحليات والتى إنتهت مدة تعينها منذ الثامن والعشرين من شهر أكتوبر الماضي أى أنها الآن فقدت شرعيتها وأصبحت تعمل دون أى سند قانونى هذا إن كانت تعمل بالفعل بعد أن تجمد نشاط معظمها فى إنتظار التعيين الجديد .
** أن إنتهاء الفترة ليس هو القضية الفعلية والأساسية ولكن من وجهة نظرنا ونظر الكثيرين أن القضية المهمة هى التعيين نفسه الذى ترفضه كل قطاعات الناشئين التى تبحث عن الديموقراطية فى هذا الجهاز والتى غابت سنين عديده رغم أن الحكومة نفسها ألآن منتخبة فالسؤال الكبير الذى يفرض نفسه لماذا توقفت الديمقراطية عند باب الناشئين؟ .
**على السيد الوزير الجديد أن يعلم أن كل الفرق والروابط الموجودة حاليا فى ولاية الخرطوم بمحلياتها السبعة مجالس إداراتها منتخبة جاءت وفق إنتخابات حرة ونزيهة تحت إشراف المفوضية الولائية التى كانت قد كونت لجنة خاصة لهذا الأمر برئاسة عضو المفوضية محمد على عباس على أن تكتمل المنظومة بإنتخاب مجالس إدارة المحليات ومن بعدها الهيئة نفسها .
**الشئ الآخر الذى يجب أن يعلمه السيد الوزير أن التعيين الذى أصبح أمرا واقعا ( وشرا لابد منه ) تم بطرق جعلت من ساحات الناشئين ساحات للخلاف والعراك بدلا من أن تكون ساحات للنشاط المتدفق بالحيوية لهؤلاء الصغار حيث أن المحليات أصبحت حقلا للتجارب فبعد كل سته أشهر وهى فترة التعيين المعروفة تفاجأ المحليات بمجالس ما أنزل الله بها من سلطان .
**وذلك بعد أن ظلت الجهات المسؤولة فى مجلسكم تتعمد فى كل مرة إبعاد أهل الوجعة الحقيقيين بل أن جهاز الناشئين أصبح مسيسا وما فى ذلك شك بعد أن تم إبعاد وتصفية كل المهتمين والمهمومين بعمل الناشئين فى المحليات المختلفة بل إن أصابع الإتهام أصبحت تشيير الى شخص واحد فى المجلس الأعلى هو الذى أصبح متحكما فى عملية التعيين وفق هواه ومزاجه الخاص .
**كل ما تتمناه وترجوه قواعد قواعد الناشئين هو مجالس إدارات للمحليات متفق عليها تجد القبول من الجميع حتى تكون منسجمة قادرة على العطاء وهذا بلاشك سيكون مردوده فى صالح الناشئين ونشاطهم , إذا لابد للسيد الوزير من أن يتعامل بحكمة وموضوعية فى هذا الموضوع دون أى تأثير من شخص أو جهات خارجية وأن تكون المصلحة العامة هى المبدأ الأساسي .
**على الوزير أن يراجع التجارب الماضية فى التعيين ويستفيد من أخطائها وأن ينظر ماذا حدث فى محلية أمدرمان فى التعيين قبل السابق وعليه أن يقرأ تاريخ الأحداث فى شرق النيل وأن لاينسى أن يمر مرورا سريعا على محلية كررى ونرجوا منه أن يراجع أداء المحليات فى الفترات الماضية وحتما سيكتشف حينها ( العجب العجاب ) وسيكتشف أن الذين يديرون العمل فى أى محلية لايتعدى عددهم الثلاثة أشخاص فقط .
**وحتى يخرج السيد الوزير من الحرج ولاتشيعه اللعنات وينجح فى إمتحان الناشئين الذى ظل يسبب صداعا دائما للمجلس الأعلى نتمنى منه أن يقوم بخطوة جريئة وهى أن يجتمع بأهل الشأن فى كل محلية على حدة وأن يتم الإتفاق على مجالس إدارات تكون برضاء الجميع وأن يتم زيادة فترة الستة أشهر وحينها سيخرج الوزير ومجلسة من أى لوم فى حال حدوث أى إخفاق .
**هل ينجح الوزير فى إمتحان الناشئين ؟ هذا ماستكشفه الأيام القادمة .
