• ×
الإثنين 6 مايو 2024 | 05-05-2024
كمال الهدى

تأملات

كمال الهدى

 1  0  1250
كمال الهدى
تأملات
الصمت أجدى يا ندي القلعة

كمال الهِدي
hosamkam@hotmail.com

كثيراً ما نحس بأسى شديد حين نسمع بعض نجوم مجتمعنا يتحدثون، لكونهم لا يملكون القدرة على الكلام.
الكلام فن يا هؤلاء، وليس بالضرورة أن ينجح كل مطرب/مطربة أو إداري أو سياسي في إقناع الناس بحديثه، ولذلك فالصمت أجدى دائماً لمن لا يجيدون فن الكلام.
بالأمس طالعت بإحدى الصحف تصريحات للمطربة ندى القلعة تعليقاً على ما قاله في حقها أحد أئمة السلطان ( الفنانة ندى القلعة سبب الغلاء... الخ).
وليتك يا ندى التزمت بفضيلة الصمت، سيما أننا لم نكن بحاجة لتبرير منك بعد أن تحمل عنك هذا العبء العديد من الكتاب الذين ( سلخوا) ذلك الخطيب سلخاً، فالموقف لم يكن يحتمل تعليقاً منك لو تعلمين.
قالت ندى في تصريحاتها الفقيرة أنه لا ذنب لها في أن يطلق معجبو فنها اسمها على بعض البضائع، مشيرة إلى أنها لا تتحكم في الأسعار.. ده كلام مفهوم وبديهي ياندى.
وأضافت المطربة ندى أنها ترتدي الأزياء باهظة الثمن لأنها فنانة "وإنسانة غير عادية"!
غير عادية دي بالغتي فيها عديل يا ندى.
وليتك اكتفيت بـ ( فنانة).
أما حكاية أنك ما عادية فدي محتاجة لوقفة شوية.
فأنت أكثر من عادية ولو لا أنك تعيشين في بلد اسمه السودان لم حظيت بكل هذه النجومية والشهرة.
فنحن في السودان من إحدى أكبر مشاكلنا أننا نمنح الشهرة والصيت والنجومية للكثير ممن لم يضيفوا لهذا المجتمع شيئاً.
صحيح أنك مطربة صاحبة صوت جميل وترددين أغاني السيرة والحماسة بطريقة جيدة، لكن هل يكفي ذلك لأن تصفي نفسك (بـ ) الفنانة وكمان (بـ ) الإنسانة غير العادية!
الفنان كمٌ متكامل من الأشياء والقدرات والمواهب والصفات والمواقف الجميلة النبيلة.
لهذا أجد صعوبة بالغة في إطلاق هذه الصفة على الراحل المقيم مصطفى سيد أحمد.. الأساتذة عبد الكريم الكابلي، محمد الأمين وأبو عركي وغيرهم وفي نفس الوقت اسمي بها ندى القلعة وفرفور وشكر الله وأحمد الصادق وإيمان لندن.. الخ قائمة مطربي الفغلة.
فمصطفى مثلاً كان يقضي ساعات طوال في عمليات غسيل الكلى وبعد عودته منهكاً يغني من أجل الناس وليس من أجل العدادات.
أما أنت يا ندي ومن هم على شاكلتك فتغنون للتكسب المادي والمادي فقط.
ولم يحدث أن وجدنا أحدكم يقف موقفاً نبيلاً ومشرفاً بجانب أبناء شعبه.
فهذا الشعب يعاني ويجوع ويمرض ويشقى دون أن يجد العون ممن يفترض أن يقدموا له هذا العون، لكن لم نسمع لأي منكم بموقف ينحاز لهذا الشعب.
لا أطالبكم جميعاً بمواقف سياسية واضحة، وليس بالضرورة أن يكون لأي مطرب موقفه السياسي، لكننا نتوقع منكم على الأقل أن تشعروا بمعاناة هذا الشعب.
أين أنتم من معاناة طلاب المدارس الذين لا يجد معظمهم ما يسد رمقه خلال يوم دراسي كامل.
وأين أنتم من المشردين والجوعى والأيتام والأطفال مجهولي الأبوين!
تعودنا أن نراكم ونسمع بكم فقط في حفلات يؤمها كبار مسئولي الدولة أو بجانب أندية كرة القدم لأن ذلك يمنحكم المزيد من الشهرة التي تؤدي بدورها إلى اكتناز المزيد من الأموال.
فهل تظنون أن من يسلك مثل هذا السلوك يستحق أن نطلق عليه صفة " فنان" أو إنسان غير عادي"؟
لا والله يا عزيزتي ندى.
لكن المؤسف أن الناس في بلدي يمنحون تقديرهم الكبير لمن لا يستحقون، بينما يتجاهلون أهل العطاء الحقيقيين.
فكم من مغن ( فاضي عقل ) وجد هالة لم يجدها حتى أعظم فناني البلد.
وكم من كاتب سياسي ( مهرج ) يقرأ له الناس أكثر مما يقرأون للفطاحلة في هذا المجال.
ومرد ذلك معروف بالطبع، وهو أن هناك عملاً منظماً لترقية المهرجين في كل مجال من أجل المزيد من التجهيل والتسطيح لشبابنا.
قلت في تصريحك للصحيفة أيضاً أنك قمت بافتتاح صالون تجميل للسيدات لأن الكثيرات يسألنك خلال الحفلات عن أشكال (الحنة) التي تقومين برسمها والمكياج الذي تضعينه وحتى الاكسسوارات التي تلبسينها.
ويا لبئس السؤال وبئس الإجابة.
ولا أدري كيف صور لك عقلك يا ندى أنك تستطيعين إقناعنا بأنك لم تفتحي هذا الصالون لأغراض تجارية، وإنما تلبية لطلبات جمهورك من النساء!
أيعقل هذا يا بت القلعة؟!
أتظنين أننا مجرد مغفلين لا عقول لهم! أم خيل لك عقلك أن نساء السودان فارغات الرؤوس إلى هذا الحد!
فإن لم يكن الهدف تجارياً، أرجو أن نسمع منك في القريب العاجل ما يفيد بتخصيص عائدات هذا الصالون إلى أحد دور الأيتام، أو لتوفير وجبات الإفطار لطلاب بعض المدارس التي تعج بالفقراء.
يطالب الناس بالتغيير ويحثون الشباب على الارتباط بمشاكل مجتمعاتهم، ولا أدري كيف يمكن أن يتحقق هذا المطلب الصعب في ظل وجود نجوم مجتمع بهذا المستوى يا ندى.
وضمن هذا السياق أرى أنك وذاك الخطيب الذي قال أنك سبب الغلاء الذي ساد في الفترة الأخيرة سيان.
فكلاكما يؤدي نفس الدور.
هو يحاول صرف الناس عن مشاكلهم الحقيقية ويدافع عن الحكومة بطريقة غير مباشرة عندما يعلق مشاكل البلد وغلاء الأسعار الناجم عن السياسات البائسة على شماعة ( ندى القلعة) وأنت وزملاؤك مطربو الغفلة تصرفون الشباب عن مشاكلهم وهمومهم بوسائل تختلف عن وسيلة ذلك الخطيب، منها مثل هذا الكلام فارغ المحتوى.
تختلف الوسائل والنتيجة واحدة يا ندى.

امسح للحصول على الرابط
بواسطة : كمال الهدى
 1  0
التعليقات ( 1 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    حلفاوي 10-31-2011 02:0
    يااستاذ ندي القلعة انا بكرها موت. ولكن لمن تقول انسانة ماعادية انا معاها. انا بسألك سؤال.هل اولادك عندهن دهب مثلها اذا كنت متزوج اصلا. هل عندك سيارة مثل سيارتها؟.فاذا جوابك لا اذن هي انسانة ماعادية. هل تتناول الثلاث وجبات مثلها.نوعية الاكل هل نفس النوع حقك.ام انت بتاكل طعمية وبوش.
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019