بهدوء
الله يسامحك ياعيسى حياتو !
فى الوقت الذى بشر فيه الاستاذ مجدى شمس الدين عبر شاشة قناة قوون كل الشعب السودانى بتأهل منتخبنا الوطنى الى نهائيات امم افريقيا القادمة فى غينيا الاستوائية والجابون واجزم على ذلك بعد الخسارة القاسية امام محترفى غانا فى هذا الوقت خرج علينا ايضا زميله اسامه عطا المنان امين خزينة الاتحاد العام والمشرف على المنتخب بان التأهل لم يحسم بعد وفى انتظار ماتسفر عنه مباراتى المجموعة الرابعة اليوم بين افريقيا الوسطى والجزائر وكذلك بين المغرب وتنزانيا ,, ولكن بعيدا عن مصداقية مجدى واحتمالية عطا المنان فان الامر الذى لانختلف عليه حتى الان ان منتخبنا رغم هزيمته بالامس فهو صاحب الرصيد الافضل من النقاط والاهداف والمرشح الاقوى للمنافسة على البطاقة الثانية المخصصة لافضل الثوانى بعدما نال المنتخب الليبى البطاقة الاولى , فالتأهل تحسمه فى نهاية المطاف لغة الارقام التى لاتكذب ولاتتجمل الا ان هذا لايلغى بان هذا النظام التعيس والمتخلف الذى اعتمده الاتحاد الافريقى فى توزيع بطاقات التاهل على المنتخبات قد كشف عن حجم التخلف الذى يعانى منه الكاف وتواضع من يفكرون له من مستشارين وخبراء فى مجال اللعبة ,, فهو الى جانب انه نظام معقد ومتخلف به ايضا قدر كبير من الظلم وعدم الانصاف للمنتخبات التى وجدت نفسها فجأة انها ضحية لهذا النظام الغريب والعجيب الذى لانعرف له اى مرجعية فنية يمكن الاستناد عليه ,, فكل الاتحادات القارية او حتى الاقليمية التى لاتحظى باعتراف من الفيفا مثل الاتحاد العربى لكرة القدم او اللجنة الدائمة لبطولات كاس الخليج لم نسمع اونقرأ لها يوما انها اختارت مثل هذا النظام لتطبقه فى بطولاتها ومسابقاتها التى تنظمها ,, ويكفى دليلا على هذا التخلف تأهل منتخب النيجر الذى يأتى ثالثا فى الترتيب وخسر بالامس من المنتخب المصرى وذلك على حساب منتخبى جنوب افريقيا وسيراليون ,, والمضحك ان لاعبى النيجر سيطر عليهم الحزن بسبب الهزيمة قبل ان يصابوا بهستريا من الفرحة بعدما علموا بان هذا النظام المتخلف قد كافأهم بالتأهل على حساب منتخب مثل جنوب افريقيا يعتبر اضافة حقيقية لاى بطولة يشارك فيها !
الاتحاد الافريقى هو بالفعل اتحاد العجائب والمصائب الذى لاتخلو بطولاته على مستوى الاندية والمنتخبات من الازمات والمشاكل ولهذا من الطبيعى ان تظل الكرة الافريقية تتراجع الى الوراء مع مرور السنوات كما حدث فى مونديال جنوب افريقيا الاخير الذى سجلت فيه الكرة الافريقية اسوأ النتائج وتساقطت منتخباتها من الادوار الاولى رغم ان البطولة تقام لاول مرة تحت سماء القارة السمراء ولولا منتخب غانا الذى خسرنا منه بالامس لكانت الفضيجة بجلاجل بعدما حفظ للكرة السمراء ماء وجهها واستطاع ان يبقى فى المنافسة حتى الامتار الاخيرة من نصف النهائى ,, فمن غير المنطقى ان يحصد منتخبنا الوطنى 13 نقطة كافضل منتخب عربى فى هذه التصفيات ثم يجد نفسه فجأة يقف فى صف الانتظار الى حين ان يتم الحسم وفقا لهذا النظام المتخلف ,, والمصيبة لاقدر الله اذا شاءت الاقدار ان تصدق المعادلة التى يتحدث عنها اخونا اسامه عطا المنان فى المجموعة الرابعة بخسارة الجزائر التى تلعب على ارضها امام افريقيا الوسطى بفارق اربعة اهداف فكل شيىء وارد فى كرة القدم وغير مستبعد وحينها سيجد منتخبنا بعد كل هذه النتائج الايجابية التى حصدها بعرق جبين نجومه طوال فترة التصفيات سيجد انه خارج اللعبة بسبب هذا النظام المتخلف الذى كان سببا ايضا فى التعادل غير العادل بين زامبيا وليبيا بعد مباراة لن يصعب على كل من شاهدها فى القناة التونسية فى ان يصفها بانها ( غير طبيعية ) ولاعلاقة لها بشعار اللعب النظيف ,حيث ان نتيجة التعادل لاتؤثر على صدارة زامبيا ولكنها ايضا خدمت مصلحة المنتخب الليبى ومنحته بطاقة الصعود الاولى المخصصة لافضل الثوانى دون ان يدخل فى هذه الحسبة المعقدة كما هو حال منتخبنا ! وعلى النقيض من هذه المباراة ( المكشوفة مسبقا ) استطاع منتخب تشاد طيش المجموعة ان يقدم نموذجا من اللعب النظيف وهو يتعادل مع منتخب مالاوى فى اخر دقيقة 2-2 ليهدى هذا التعادل المنتخب التونسى بطاقة التأهل فى المركز الثانى مباشرة فى المجموعة رقم 11 وهو مالم يصدقه انصار المنتخب التونسى الذى حقق الفوز على توجو بالامس ,, عموما منتخبنا فى موقف جيد وينتظر صافرة نهاية مباريات المجموعة الرابعة فقط حتى يعلن من جديد حصوله رسميا على بطاقة الصعود الى النهائيات ,, وربنا يسامح حياتو وخبرائه فى الكاف بسبب هذا النظام الذى وضع مصير منتخبنا بنقاطه ال 13 فى يد غيرنا !