• ×
الثلاثاء 7 مايو 2024 | 05-06-2024
عبدالله القاضي

خواطر زول

عبدالله القاضي

 0  0  1565
عبدالله القاضي

(( خواطر زول )) عبد الله القاضي

نظرية المؤامرة في الوسط الرياضي بين التهوين والتهويل!!
منذ أن وعينا في الدنيا وعرفنا ما يجري من حولنا ونحن نسمع عن المؤامرة والمتآمرين بدءً من مؤامرات المشركين واليهود والمجوس والنصارى على أنبيائهم وحتى المؤامرات السياسية التي كثرت في القرن العشرين مع تمدد الكيان الصهيوني والهيمنة الأمريكية حتى باتت النظرية كالحلق في أذن كل عربي وصرنا كلما تعرضنا لهزة سياسية أو مشكلة عملية أو إخفاق إداري أو فشل جماعي أو فردي نبحث عن شماعة المؤامرة !
ربما الوسط الرياضي هو أقل الأوساط التي كانت على الأقل تؤمن وتعمل بشعار الروح الرياضية وخلي روحك رياضية ولا تسمع بين الرياضيين حكاية المؤامرات كثيراً مع أن الملايين يمارسون الرياضة يومياً في الساحات والميادين والصالات والاندية والمدارس والحواري والأزقة والصحاري والقفار ولا أقصد كرة القدم بل أي لعبة نمارسها وفيها تنافس بين اثنين أو أكثر حتى لو كانت لعبة (البلي) كنا نمارسها فعلا بروح سمحة حتى وقت قريب عندما أبتلينا بنظرية المؤامرة التي أنتقلت من السياسة إلى الرياضة !
انتقال النظرية تم بفعل تعصب إعلامي أعمى للأسف من أناس يفترض أنهم يحملون لواء حماية الناس كسلطة رابعة وبتنا نشكك في أي شخص ونضع كل ما يقوم به شخص منافس خاصة لو أتت عكس ما تشتهي أنفسنا في نظرية المؤامرة !! حكم صفر ضدك ضربة جزاء أو منح كرتاً أو ألغى هدفا فهو متآمر !! مشجع رفع علم فريق آخر فهو خائن متآمر ! إداري ركب طائرة بالصدفة مع فريق خصم فهو متآمر ! صحفي شوهد يتحدث للاعب فريق منافس فهو متآمر !مذيعة عملت لقاءً مع شخص منافس لي فهي متآمرة ! لجنة رفضت شكوى فهي متآمرة ! صحيفة عملت لقاء مع لاعب أو إداري لفريق منافس فهي متآمرة ! تعديل موعد مباراة أو تأجيلها تتم بمؤامرة!!
يقول الدكتور أحمد العمري ليسَ هناك من هو أكثر سذاجة من مروجي نظرية المؤامرة، إلا أولئك الذين يروجون أن لا مؤامرة هناك على الإطلاق! بينما الدكتور على النملة يعرف مفهوم المؤامرة بقوله يدور مفهوم المؤامرة حول الاعتقاد بأن هناك قوى خفية تُدبر وتخطط للإضرار بالبشرية من منطلق عرفي أو ديني أو جنسي أو سياسي أو اقتصادي ، وتقودها في هذا التدبير حالات من الرغبة في الانتقام أو فرض السيطرة والهيمنة لمصالح قريبة ومحددة ، وهناك طرفان متناقضان في موقفهما من مفهوم المؤامرة أحدهما يثبتها إلى درجة التهويل من تأثيرها على الأمم ، فهي عندهم حقيقة واقعة ، والآخر ينفيها نفياً مطلقاً ، ويسوّغ الأحداث بأنها من فعل الناس أنفسهم ومن داخلهم ونحن نسعى إلى المنهج الوسط بين هذين الموقفين المتطرفين ، فيثبت منهجنا وجود المؤامرة ، لكن لا نرمي عليها كُلّ التدابير والأحداث ، ولا نغفل القدرات الذاتية في وجود المشكلات والإسهام في حلها بفطنة وكياسة وتثبت !!
بالكو
إذا أخذنا جانب الوسطية كما يقول الدكتور النملة رغم أنه أغفل الوسط الرياضي هل فعلاً هناك تآمر في وسطنا الرياضي ؟ هل هناك من يجلس ويخطط ويدبر ليتآمر ويدمر الآخر ؟! هل فعلاً هناك مؤامرة تحاك ضد الهلال وهناك مؤامرة ضد هيثم مصطفى وهناك مؤامرة لمنع الهلال من الاقتراب من لقب قاري وهل هناك مؤامرة ضد المريخ وهناك مؤامرة لابعاد جمال الوالي وهناك مؤامرة ضد البرير وهناك مؤامرة لإبعاد الحضري عن المريخ وهناك مؤامرة لمنح أو منع المريخ الدوري ؟ هل من يتآمر على اللجنة الاولمبية وهل هناك مؤامرة في نادي الفروسية وهل هناك مؤامرة في إتحاد ألعاب القوى و؟!هل توجد كل هذه المؤامرات أم توجد مشكلات وإخفاقات تحتاج لمن يصححها بعد أن يعترف بوجودها ؟! هل سنكتفي بترديد هذه الأسطوانة ونلعن المتآمرين المخفيين ؟!
لقد وصلنا مرحلة خطيرة جداً في السودان بعد أن عجزنا في اللحاق بركب الأمم من حولنا وجلس كثير من منظمي نظريات المؤامره عندنا يدعون أن المتآمرون قد هيمنوا على الأنشطة كلها ويديرون الأحداث الرياضية من خلف الكواليس!!

لن نتقدم أبداً ولن نصل لما وصل إليها الدول التي لم تكن موجودة عندما مارسنا الرياضة طالما أعتمدنا على نظرية المؤامرة !!

الأهلة تركوا الإعداد لمباراة الترجي المصيرية وأنشغل الجميع بالبحث عن المتآمرين بينما الخصم من لحظة معرفته بالفريق الذي سينازله بدأ العمل الجاد !!

تعجبت من ردة فعل اتحاد كرة القدم وهم يرفضون ويحتجون على تغيير موعد مباراة منتخبنا أمام غانا لتلعب عصراً بدلاً من الثامنة مساء وهذا الأمر كان يجب أن يفرحهم بل ويطالب به لأن هذا في مصلحتنا خاصة أن لاعبي منتخب غانا يلعبون في أجواء باردة في أوروبا ونحن متعودون على الهجير !!

متآمرنجقي بالكوي يعني .. خلو بالكم من المتآمرين !!

baaalkooo@hotmail.com
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : عبدالله القاضي
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019