• ×
الثلاثاء 7 مايو 2024 | 05-06-2024
خليفة

وقس على ذلك

خليفة

 0  0  2398
خليفة
الواقعية السحرية
في فيلم واحد من الناس للنجم كريم عبد العزيز يبحث بطل الفيلم عن نقطة ضعف خصمه (كمال أبو العزم) والذي جسّد دوره عزت أبوعوف فلا يجد غير ابنته (ريهام) التي تمتاز بنهم عجيب للقراءة والاطلاع، ويعرف كريم أن (ريهام) شغوفة بأدب أمريكا اللاتينية وأسطورته غابريل قارسيا ماركيز الحائز على جائرو نوبل للادآب عام 1982، يرسم بطل الفيلم قصته بحيث يصل إلى (ريهام) وهو يحمل في يده رواية (مائة عام من العزلة) ويحدّثها عن حبه لماركيز واصفاً أدب أمريكا اللاتينية بالواقعية السحرية التي جعلناها عنواناً لمقالنا هذا إذا أننا لا نجد توصيفاً لنتائج الهلال في مجموعات الأبطال بالمقارنة مع عروضه التي يقدّمها غير القول بأنّها تمثّل ضرباً من ضروب الواقعية السحرية.
لم يقدّم الهلال خلال مباراتيه أمام الرجاء والقطن مايروي ظمأ عاشقيه الذين يدخلون كل مباراة وفي ذهنهم مباراة الأهلي المصري التي دانت فيها السيطرة للهلال فانقادت له النتيجة وكتب ملحمة بطولية أصبحت تمثل ذروة سنام ما تنتظره الجماهير العاشقة من فريقها، وإذا مانفضنا عن انفسنا غبار الماضي وركّزنا على الحاضر فسنجد أن الواقعية التي نتحدّث عنها تتمثل في أنّ الفريق نجح مرة بعد أخرى في الظفر بالنقاط والتقدم خطوة للأمام، اما السحرية فتتجلي في مقدرة نجوم الهلال بخبراتهم المتراكمة على العودة لاسراج قناديل الامل لتطرد جيوش ظلام الاحباط وتعلن أن الكبير ماضٍ في مسيرته بين الكبار، سائر على درب الإنجاز، بالغ غايته، محقق اماله وإن بعدت الشقة وطال السفر.
والناظر المتأمل لشكل اداء الهلال أمام القطن والرجاء سيخرج بقناعة مفادها أن لا سبيل للجمع بين الاداء الجيد والنتائج الإيجابية خاصة في المباريات التي يلعبها الهلال على ملعبه والتي للأسف تتحول فيها فئة من الجماهير لمثبطين للهمم، يشجعون (الهدف) لا الفريق وينسون أن الفائز إذا فاز لم يعد بحاجة لتشجيع، وإنما تكون الحاجة للتشجيع إذا خارت العزيمة وضعفت القوى وتراجع الأداء، وإن رجعنا لشريط مباراة الهلال والقطن لن نجد شيئاً من هذا إلاّ بعض اشراقات لشباب تنظيمات التشجيع المختلفة الذين أصبحوا يكسبون لقاءات الهلال حيوية تتدفق إلى الملعب فتقيل العثرة وتضع الخطوة على الطريق.
والمنطق يؤكّد أن الهلال سيسير على هذا النهج طالما أنما التشجيع العكسي موجود وهو لايقل خطورة وتأثيراً عن الأهداف العكسية التي تسير بالنتيجة عكس اتجاهها، وإن كان بعض اللاعبين قد اشتهروا بالتألق والمستوى الجيد عندما يلعب الهلال خارج قواعده فإننا نخشى أن يصبح الهلال غريباً في دياره لأننا ننصرف للصراخ في وجه المدرب والمطالبة باحلال هذا اللاعب مكان ذاك دون أن نضع في اعتبارنا أن (الأيدو في الموية مازي الأيدو في النار)، نقول هذا ونثبت لجمهور الهلال فضلاً كبيراً على الفريق من بعد فضل الله سبحانه وتعالى، وندرك أن هذا الجمهور صنع المعجزات وأكسب الفريق سمعة داوية تتردد في القارة السمراء من أقصاها لأدناها ليصدق عليهم قول الشاعر: يُذكر المجد كل ما ذكروا.
فاز الهلال وعلينا مثلما امتلكنا الحق في تقييم المدرب وأداء اللاعبين أن نملك الجراة على الاعتراف بأنّ مسار التشجيع يسير في اتجه سلبي، علينا أن نعود مجدداً حناجر داوية بالهتاف وأيدٍ ملتهبة بالتصفيق، فاز الهلال باداء وسط وحصد النقاط لكن القادم أصعب وإن لم ننتبه فسنحرم الهلال من أحد أهم عناصر قوته وهو العنصر المتمثل في دعم الجماهير وسندها وهو عنصر لو تعلمون جليل الأُثر عظيم الفائدة.

امسح للحصول على الرابط
بواسطة : خليفة
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019