عقليات إدارية بدون علامة تجارية !!
قد لايصدق الكثيرون ممن يعرفون قيمة ناديي الهلال والمريخ بتاريخهما العريض وشعبيتهما الكبيرة - قد لايصدق ان العملاقين لازالا يفتقدان للكثير من مبادئ العمل المؤسسي وابسط المقومات التي تشير الي وجود عقلية احترافية تدير الناديين بعيدا عن الهرجلة والعشوائية .. فالهلال والمريخ لازالا بدون (علامة تجارية ) .. إي .. (لوغو) يميز العملاقيين ويعرف بهما وسط اندية العالم ..
العلامة التجارية او اللوغو والذي يكون بالمنطقة يسار فانيلة النادي ويتكون من شكل معين يرمز للنادي ويكون مصحوبا عادة بسنة او عام تأسيس النادي غير موجود لديهما وهو يخضع للاجتهادات الشخصية من قبل مشجعي الفريقين وروابطهما التي تقوم عادة في كل موسم باهداءهما الملابس .. وهذه جزئية ساتحدث عنها لاحقا لانها ايضا تاتي ضمن سلسلة الهرجلة والعشوائية التي لازالت تتكرر في كل موسم ..
ومايزيد من عمق الحزن والمعانأة أن من يدير ناديي الهلال والمريخ اثنين من انجح رجال الاعمال في السودان - صلاح ادريس وجمال الوالي وهما اكثر دراية بقيمة ومعني العلامة التجارية لاي مؤسسة او شركة .. وهي علامة تكون مسجلة رسميا باسم النادي ولايمكن لاي احد ان يستنسخها او يتلاعب فيها .. حيث يميز هذا اللوغو الهلال العاصمي من هلال الساحل وهلال كادقلي والهلال السعودي والهلال اليمني ... وكل الاندية التي تحمل اسم الهلال داخليا وخارجيا.. وهو ذات الامر الذي ينطبق علي المريخ نظرا لتشابه الوان الكثير من الاندية ..
المريخ يضع علي فانيلته نجمة وتكون في كثير من الاحيان كبيرة الحجم وتشوه منظر فانيلة النادي .. بينما في الهلال نري في كل مباراة وبطولة شكلا مختلفا وان كان هنالك بعض التحسن ولكن الشعار الرسمي غير موجود .. ويفترض ان يتم الكشف عنه في مؤتمر صحفي ليكون العلامة التجارية الرسمية للنادي ..
وماينطبق من حديث حول غياب العلامة التجارية للناديين يضطرنا للحديث عن فوضي الملابس في ناديين كبيرين بحجم الهلال والمريخ اللذين مازالا يعتمدان علي هدايا المشجعين والروابط في كل موسم ... ففي العام الماضي لبس الهلال لاربع شركات رياضية بداية من (ديادورا) الايطالية و(بوما) و (اديداس) واخيرا وليس اخرا (وول سبورت) الالمانية .. وهي ظاهرة غريبة تؤكدا ان العقلية الهاوية وتفكير إداريي الروابط هي من تدير فريق كبير بحجم الهلال كان منافسا في دوري ابطال افريقيا ..
المريخ سار علي درب الهلال ولبس لثلاث شركات ايضا ليواصل مسلسل الهرجلة والفوضي في البطولة الافريقية وهو شئ مؤسف ومحزن اذا ماعرفنا ان التكلفة للتعاقد مع شركة معروفة للملابس الرياضية لاتتعدي المائة الف دولار في الموسم .. وهو امر ليس بعسير علي ناديي الهلال والمريخ بما يملاكانه من قدرات مالية تفوق الكثير من الاندية العربية ..
الفوضي في ملابس ناديي الهلال والمريخ ذكرتني ماحدث لمنتخبنا في كأس افريقيا بغانا 2008 عندما شارك صقور الجديان بفانيلات مزيفة من شركة (اديداس ) والتي هددت برفع دعوي قضائية علي منتخب السودان لانه شارك بفانيلات مقلدة للشركة وهو ماسبب لها حرجا وإساءة في ذات التوقيت .. حيث مرت هذه الحادثة مرور الكرام وكان من المفترض ان يتحاسب فيها الاتحاد السوداني ومدير المنتخب السابق اسامة عطا المنان ...
التفكير لدي بعض اداريي الكرة عندنا في السودان وناديي الهلال والمريخ تحديدا لازال بدائيا .. يعتمد علي العواطف والتخبط الذي يعيدنا في كل موسم عشرات السنوات للوراء .. واداريينا في حاجة الي هزة عنيفة حتي يفيقوا من الادارة العشوائية للكرة في ناديين جماهيرهما بالملايين وتعطي بالمليارات ولكن ادارتهما فاقدة للكثير ولم تقدم الا القليل..
nazar_ageeb@hotmail.com