متى تتحررون من هذه العقلية ؟
لايمكن المكابرة والمزايدة على ان جزء كبير من لوائح الاتحاد العام خاصة فيما يتعلق بانتقالات اللاعبين تخالف القوانين الصادرة من مؤسسة الفيفا فى هذا الشأن والتى دائما ماتنحاز نحو اللاعب وتمنحه الحرية الكاملة للانتقال من ناد الى اخر او من اتحاد الى اتحاد وطنى بديل حتى يمارس هوايته دون قيود او حواجز ,, هذه هى الفلسفة التى تقوم عليها قوانين الفيفا وهى ليست جامدة بل متحركة ومتغيرة مع تطور العمل الرياضى ولكنها تظل متمكسة بمبدأ منح الحريات للاعبين بينما نجد تفكير اصحاب الشأن فى الاتحاد العام الذين يحركون دفة اعضاء الجمعيات العمومية لتعديل القوانين مع نهاية كل موسم على النقيض من ذلك ,, ولهذا من الخطأ ان نتوقف عند اثارة الجدل حول الكيفية التى تم بها السماح للمريخ بتسجيل حارس هلال الساحل ياسين او حرمان الهلال من تسجيل لاعب الامل مجدى امبده فالمجاملات والترضيات هى واحدة من آليات الاتحاد العام التى ظل يستخدمها لتطبيق سياسة التوازنات بين الناديين الكبيرين , فاذا كان الاخوة فى مجلس ادارة نادى الهلال يجزمون بان قرار لجنة اللاعبين غير الهواة السماح للمريخ باكمال اجراءات تسجيل حارس هلال الساحل ياسين هو قرار مستفز وفيه تجاوز للقانون ومجاملة للمريخ كما صرح بذلك الامين العام لنادى الهلال مالك جعفر فعليهم ان يصبروا قليلا لينالوا نصيبهم ايضا من كيكة المجاملات التى درج الاتحاد العام على توزيعها مناصفة وارضاءا للناديين فلن يتوانى الاتحاد العام عاجلا او آجلا على انتهاك ذات القانون لمصلحة الهلال رغم قناعتى بقانونية وشرعية حق المريخ بتسجيل حارس هلال الساحل الذى يختلف وضعه شكلا وموضوعا عن الطاهر حماد ومجدى امبده ,, ولكن هذا لايعنى براءة الاتحاد العام او ايا من لجانه المختلفة فى انتهاك المزيد من النصوص القانونية لمصلحة الناديين الكبيرين وهى ظاهرة اضحت طبيعية تصاحب فترات التسجيلات المختلفة ولا اظننى فى حاجة لتذكير الاهلة بما فعله الاستاذ مجدى شمس الدين لمصلحة ناديهم فى فترة التسجيلات التكميلية الماضية ,, فكل نادى سيجد نصيبه من تطويع القوانين لمصلحته وحينها فان اعلام الهلال الذى يقف فى موقف المهاجم ضد الاتحاد العام هذه الايام سيجد نفسه مضطرا للدفاع عن الاتحاد العام فى مواجهة هجوم اعلام المريخ والامثلة كثيرة والصفقات قادمة فقط الزموا الصبر وانتظروا !!
ولكن يبقى السؤال الى متى سيظل الهلال والمريخ يرهنون صفقاتهم وتسجيلاتهم لهذه القوانين واللوائح التى تخالف شرع الفيفا ؟ متى يتحررون من عقلية المنكافات واثارة الجدل حتى يقوموا بواجباتهم كاندية قيادية لاشعال ثورة ضد هذه اللوائح التى تمنع اللاعبين من ممارسة هوايتهم ولعبتهم المفضلة وتفرض عليهم الانتظار لموسم كامل لا لذنب ارتكبوه سوى ان النادى الذى يرغب فى تسجيلهم يأتى فى مرتبة اعلى من ناديهم الاصلى ؟ اعرف اننى كالذى يؤذن فى مالطا عندما ادعو القائمين على امر الادارة فى الناديين الكبيرين لوضع ايديهم فوق بعض والتكاتف والتنسيق لفرض سياسة الامر الواقع على الاتحاد خاصة فيما يتعلق بالمرونة وحرية انتقالات اللاعبين بدلا من الخضوع للنظام الحالى الذى يحد من حرية انتقالات اللاعبين وفقا للاهداف التى ينشدها الاتحاد الدولى من الاتحادات الوطنية فى كل بقاع العالم ,, فقد تكون من المستحيلات ان يجتمع الهلال والمريخ والجلوس حول طاولة واحدة لمناقشة مثل هذه القضايا الجادة فى ظل التراشق الاعلامى وبث روح الكراهية بين جماهير الناديين والتى افضت الى ماشهدناه فى مبارايتى القمة بالدورى الممتاز وكأس السودان ,, ولكن مع ذلك فاملنا كبير فى العقلاء ان يتبنوا مثل هذه الافكار والعمل على استقطاب عناصر من اعضاء الجمعية العمومية للاتحاد العام فى كتلة الدورى الممتاز واعضاء الاتحادات الولائية ليكونوا هم اداة التغيير والمطالبة بتعديل لوائح الانتقالات لتواكب قوانين الفيفا ,, مثل هذا الاستقطاب الذى نتحدث عنه ليس بالامر الجديد فقد كان هو نهج الاخوة فى ادارتى المريخ والهلال خلال حقبة الثمانينات والتسعينيات من القرن الماضى واذكر ان رموز الناديين من المريخ مهدى الفكى وحاج مزمل وود الياس ومن الهلال الطيب عبد الله وحمزه عبد السلام الكوارتى ومحمد حمزه وغيرهم من الاقطاب يحرصون على التنسيق قبل انتخابات الاتحاد العام والاتصال مع الاتحادات الولائية الكبيرة مثل مدنى والابيض وبورتسودان وعطبره وكسلا للاتفاق على العناصر التى سيتم ترشيحها وانتخابها لمجلس ادارة الاتحاد العام ,, فالعملية الانتخابية كانت تطبخ داخل الناديين وليس خارجهما كما هو الحال اليوم حيث انقلبت الاوضاع واصبح من يمثلون اتحادات الهامش هم الاغلبية والمرجعية فى صياغة القوانين واللوائح اياها التى تحد من حرية انتقالات اللاعبين ,, بينما الناديين الهلال والمريخ اللذان يدعمان خزينة النشاط الرياضى فى البلد مهمشين وخارج الشبكة ,, فالى متى ؟
Alameldin56@hotmail.com