كان بالامكان افضل من الذي كان ( 3 من 3 )
نصل اليوم إلى الحلقة الثالثة والأخيرة من حديثنا الذي نسعى من خلاله على التأكيد بأن الذي كان من وصول الهلال إلى الدور نصف النهائي من دوري أبطال إفريقيا أمر كان بامكان الفريق أن يأتي بأفضل منه ، ونود هنا أن نتحدّث عن نقطتين نرى ان لهما سهماً في وداع الهلال وتأجيل حلم الفوز بالذهب الإفريقي الغالي إلى العام القادم ، والنقطة الأولى هي نقطة وجود مساعد المدرب الوطني الذي يقف إلى جانب البرازيلي ويسهم معه في صناعة فريق البطولات .

} ومن الواضح أن مجلس إدارة نادي الهلال لم يكن في يوم من الأيام ضد فكرة استقدام مساعد وطني لمدربه البرازيلي سواء كان المدرب السابق دو سانتوس أو الحالي كامبوس أو حتى المدرب الأسبق ريكاردو ، وقد رشّح مجلس إدارة نادي الهلال المدرب رضا عبد الحميد لتولي المسؤولية لكن عاصفة النقد العاتية التي جوبه بها هذا الاختيار جعل المجلس يعلن عن القرار أو بصورة أوضح كما ظهر يصرف النظر عنه بصورة نهائية ، ومنذ رحيل الديبة عن الجهاز الفني ومقعد المساعد الوطني للمدرب شاغر .

} رؤيتنا لمساعد المدرب الوطني سبق وأن قلناها في سياق تعليقنا على خلافات كانت الصحف قد حملت انباءها بين المدرب الأسبق ريكاردو ومساعده وقتذاك بكري عبد الجليل ، قلنا أن من أهم صفات مساعد المدرب الوطني أن يكون على علم ودراية كاملة بأنّ دوره لا يخرج مهما تعاظمت قدراته من دور المستشار الذي قد يكون في كثير من الأوقات لايشار ، وبرغم ذلك فوجوده مهم وضروري جداً .

} وقد يبدو للبعض أن قولنا في هذه النقطة متناقض وغير متسق مع فكرتنا التي نود أن نشير إليها وهي ضرورة وجود مساعد مدرب وطني ، وحتى نزيل الالتباس في هذه النقطة نقول أن المدرب الأجنبي قد يلجأ للاستئناس برأي مساعده الوطني حتى لو كان هذا الاستئناس من باب تحميله في وقت لاحق مسؤولية إخفاق هذا اللاعب او ذاك إذا جاءت المشورة قاضية بإشراك اللاعب ، وإذا تجاوزنا هذه النقطة فإنّ دور المساعد الوطني معلوم للجميع فهو قريب من فهم وإدارك اللاعب السوداني باعتباره ابن بيئته وبحسبانه من أهل مكة وهم أدرى بشعابها كما يقولون، وكان من الممكن أن يغيّر وجود المساعد الوطني الكثير من المعطيات والوقائع التي جرت .

} النقطة الثانية التي نود الإشارة إليها هي نقطة دائرة الكرة في الهلال ، والحديث في هذه النقطة تحديداً شديد الحساسية باعتبار أن البعض قد يفهم أننا نهاجم القائمين على أمر دائرة الكرة ، وقد ظللنا عبر أكثر من مقال نشيد بالجهود الكبيرة التي يقوم بها الأخ أمين عبد الوهاب وننوّه بها ، لكننا مع إشادتنا وتنويهنا كنا دائماً نطالب بأنّ تدّعم هذه الدائرة المهمة بأكثر من عنصر لأن المهمة صعبة ولايمكن لأي فرد مهما كانت قدراته وتعاظمت أن يقوم بكل العمل في دائرة الكرة بنادٍ كبير مثل الهلال .

} أمين تمّ تدعيمه في الفترة الأخيرة بالأخ عبد المهيمن الأمين ، وهو شاب هلالي مخلص ظلّ لسنوات طويلة يعمل خلف الأضواء ، ونعلم عنه حبه للهلال ورغبته في خدمته من أي موقع من المواقع ، ومع ذلك فإن الأمر كان بحاجة لجهد أكبر من جهد فردين لانشكك في ولائهما وحبهما للهلال بقدرما مانشفق عليهما من المهمة الكبيرة التي ألقيت على عاتقهما ، القطاع الرياضي قطاع كبير يحتاج لكوادر عديدة ذات مقدرات مختلفة تتكامل في ما بينها لخدمة الهلال .

} تناولنا للنقاط المختلفة التي أشرنا إليها في هذه السلسلة قصدنا من خلالها أن نبعث برسالة مهمة مفادها أن الهلال لم يحقق حلم جماهيره هذا العام ، وقد حدث ذلك بمسببات طرحناها من خلال وجهة نظرنا المتواضعة وهي دعوة للجميع ليدلوا بدلوهم في هذا الموضوع حتى نصل إلى بلورة رؤية مشتركة يسير الفريق على ضوئها العام القادم متجنباً ما امكنه ذلك عثرات هذا العام والأعوام التي سبقته .