الفوضي المقننة في مشاركة لاسانا في التدريبات..!!

· تُقاس قيمة وعظمة الكيانات الرياضية ليس بالإنجازات التي تحققها علي المستويين المحلي والخارجي.. أو جماهيريتها أو ما تملكه من إمكانيات مادية وبشرية.. وإنما تقاس بتطبيق هذه الكيانات لسياسات بعينها تقود في نهاية الأمر لتحقيق هذه الإنجازات.. وأهم هذه السياسات هي سياسات الإنضباط وتطبيق اللوائح.. لأنه بدونها يصبح وجود هذه الكيانات للهو فقط وتزجية الوقت.. ولأن تطبيق هذه السياسات يفضي في نهاية الأمر لتكوين شخصية إعتبارية للمؤسسة الرياضية المعنية.. ورغم أننا في السودان بعيدون تماماً عن الطرق التي تدار بها المؤسسات الرياضية وبخاصة أندية كرة القدم.. إلا أن ذلك لا يمنع البتة تطبيق الكثير من السياسات.. والتي أضر تجاهلها كثيراً بمنتوجها.. رغم تشدق البعض بضرورة تطبيقها والحزم فيها.. ولكن للأسف وعند ساعة الجد تختفي كثير من مظاهر الحرص علي تطبيق اللوائح والقوانين.. وينسي كثيرون ما كانوا ينادون به.. وهذا هو سبب تخلفنا وتراجعنا لأننا ننظر إلي الأمور بعاطفة مميتة.. بل نتطلع لتحقيق النتائج الآنية دون النظر إلي المستقبل.. وقد تتحقق هذه النتائج العاجلة.. ولكنها حتماً لن تدوم.. لأنها قامت علي أرضية هشة سرعان ما تنهار.. لأنها ستؤثر حتماً في طريقة إدارة المؤسسة الرياضية المعنية.. بل تعطي الكثير من الإنطباعات السيئة عن طريقة الإدارة.. وبالتالي تكون سبباً في إستباحة اللوائح.. وهذا ما يغري الإستمراء في الكثير من الظواهر السلبية التي لا ننظر إلي حقيقتها بالمنظور الصحيح..!!

· ما قادني لهذه المقدمة المهمة جداً.. ما حدث من اللاعب المالي الأصل السوداني الجنسية لاسانا فاني.. الذي وصل الخرطوم فجر أمس الأول الأربعاء بعد غياب دام خمسة وأربعة يوماً.. أي تحديداً عقب عودة المريخ من نيامي عاصمة النيجر بعد الفراغ من إداء مباراة إياب دور الترضية من الكونفدرالية أمام الجيش.. وفي غيابه سمعنا عن الكثير من عقوبات التهديد والوعيد وغيرها من الموشحات التي تنتهي بمجرد وصول اللاعب.. والمضحك أن اللاعب الذي غاب كل هذه الفترة وجد من يستقبله في مطار الخرطوم ويهلل له.. والأكثر إضحاكاً وأسفاً أن اللاعب شارك في عصر اليوم في تدريبات الفريق.. وكأن شيئاً لم يكن.. وحضر وكأنه ظل مواظباً علي التدريبات والمشاركة في المباريات الرسمية والودية.. لم يعترضه أحد.. ولم يسلمه المجلس عن طريق دائرة الكرة ما يفيد إيقافه لحين البت في أسباب غيابه.. بل وجد الطريق ممهداً للعودة لتدريبات الفريق الذي غاب عنه في أحلك الأوقات والظروف.. وكأني بمجلس المريخ يشجع هذا اللاعب وغيره علي ممارسة الفوضي المقننة والمحمية من قبله.. فكيف بالله يمكن للاسانا وغيره الكف عن السلوك القبيح بالغياب لفترات طويلة إذا كان هناك من يعبد له الطريق لممارسة نشاطه مع الفريق دون أي مساءلة أو نقطة نظام يعرف من خلالها قيم النادي الذي يرتدي شعاره.. ولعمري أن ما حدث من مجلس المريخ ومن ثم دائرة الكرة والجهاز الفني يغري علي ممارسة الفوضي في أبهي صورها.. بل يزرع في نفوس البقية مفهوم ممارسة الفوضي لأنهم لا يجدون من يحاسبهم أو يردعهم.. وهذا ما حدث مع لاسانا..!!

· عاد لاسانا للخرطوم بعد فواصل(بايخة) من الإصرار علي عدم إحترام النادي الذي يلعب له.. أو المجلس الذي يدير أموره.. بل ووصل الأمر إلي مراحل بعيدة تمثلت في قفل هاتفه الجوال في وجه الإتصالات التي تأتيه من الخرطوم.. وحتي وإن كان جواله مفتوحاً فإنه يتعمد عدم الرد.. لم تفلح معه كل المحاولات التي بذلها المجلس من أجل عودته.. ضرب بكل شيء عرض حائط التسيب وعدم الإنضباط.. قضي شهراً كاملاً في بلاده زيادة عن الخمسة عشر يوماً التي منحها له المجلس للعلاج من إصابة بسيطة تعرض لها عقب نهاية لقاء الجيش بطل النيجر.. وفعل كل هذا لأن له سوابق مع مجلس المريخ هذا منذ أن أتي للمريخ.. فقد مارس من قبل الغيابات دون أذن أو مبررات.. ولم يجد في كل هذه المرات التي وصلت في مجملها لأكثر من خمس من يردعه أو يوقفه عند حده.. فتنامت في دواخله أن لا أحد قادر علي إتخاذ أي إجراء عقابي ضده.. فكان من الطبيعي أن يقوم بكل هذه التصرفات والتي لو حدثت في أي نادٍ آحر لكان مصير لاسانا الإيقاف عن ممارسة نشاطه وحرمانه من مخصصاته وفقاً للقوانين واللوائح التي يشرعها النادي أو تلك التي وضعها الإتحاد الدولي لتنظيم العلاقة بين النادي واللاعب.. ولكن السادة أعضاء مجلس المريخ البارعون في إطلاق وعود التهديد لم يفعلوا أي شيء.. وتركوا للاعب حرية ممارسة نشاطه.. ولم يكوّنوا في كل هذه الفترة أي لجنة تحقيق تكون جاهزة لمحاسبة لاسانا فور عودته.. ولو كان هناك من يعرف كيف تدار مثل هذه الأمور لأنعقدت اللجنة وأصدرت قراراتها دون الحاجة لإنتظار عودة اللاعب..!!

· وأكثر ما أصابني بالدهشة هو سماح الألماني مايكل كروجر للاسانا بالعودة للتدريبات.. بل وصل الأمر لوضع برنامج خاص له بغية إلحاقه ببقية زملاءه.. لأن كروجر مدرب منضبط ولا يقبل بمثل هذه الأشياء.. بل قالها بصريح العبارة أن لاسانا وكاسيروكا خارج حساباته.. وأنه يهتم بالإنضباط في التدريبات أكثر من الأسماء.. وكأن هناك توصية له من مجلس الإدارة بعدم معاقبة اللاعب والسماح له بمباشرة تدريباته نسبة لحوجة الفريق له إزاء الغيابات التي يعاني منها بسبب الإصابات والإيقافات.. فحتي إن لم يكن تحليلي هذا صحيحاً.. فهل يعقل سادتي أن ندوس علي قيم ومباديء النادي ولوائحه بسبب التفكير في تحقيق الإنتصارات أو الفوز في مباراة أو إثنتين.. والأدهي والأمر تصريحات مدير الكرة الأخ مصطفي توفيق التي قال فيها أنهم سمحوا للاسانا بمباشرة تدريباته لحين إجتماع لجنة الكرة وإصدار قراراتها في حقه.. ونقول له لو كانت هناك فعلاً لجنة كرة منبثقة عن المجلس وتحترم نفسها والنادي الذي تديره لما سمحت لهذا اللاعب غير المنضبط بإرتداء شعار الفريق والعودة للتدريبات بعد أقل من عشر ساعات من عودته من بلاده.. ولا أستبعد بعد كل هذه الحقائق أن تصدر لجنة الكرة هذه قراراً مخففاً في حق لاسانا تقديراً لظروف الفريق.. لأننا إعتدنا علي المواقف والقرارات الهشة.. وأستبعد تماماً مجرد التفكير في إنهاء تعاقد اللاعب أو إيقافه حتي نهاية عقده ومن ثم حرمانه من مخصصاته..!!

إتجاه الرياح..!!

· الحد الأدني من فرض الإنضباط الذي كان يفرتض أن يقوم به مجلس المريخ هو إيقاف اللاعب لحين المثول أمام لجنة التحقيق المكونة.. ولكن هذا الحد الأدني لم يتوفر..!!

· أحد أعضاء مجلس المريخ ذكر لي أنهم إتفقوا مع كروجر علي إسقاط لاسانا وكاسيروكا من الحسابات الفنية حتي نهاية الموسم.. وتفاجأت مثل غيري بمشاركة لاسانا في تدريبات الفريق..!!

· منح فرصة المشاركة لحمد الشجرة وياسر الديبة وغيرهم من اللاعبين الشباب أفضل مليون مرة من منحها للاعب غير منضبط.. حتي ولو كان(منقطها)..!!

· لا خير في إنتصارات تتحقق علي جثة الإنضباط.. والمريخ بدون لاسانا في مقبل المباريات لن يخسر أكثر مما خسره سابقاً..!!

· الكثير من الأخطاء كانت ترتكب في الإتحاد العام فيما يخص المنتخب الوطني إبان رئاسة الدكتور شداد.. فلماذا صمت عنها من يهاجمون الإتحاد الحالي بسبب مباراة إلغاء مباراة منتخبنا مع نظيره المالي..!!

· المؤسف أن هذه الإنتقادات أتت ممن يدعون الحرص علي المنتخب.. فضلاً عن وجود ذات الشخصيات التي كانوا يدافعون عنها في السابق..!!

· تصيد الأخطاء بمثل هذه الطريقة المقيتة تؤكد أن تأثيرات فوز معتصم جعفر لا زالت تسيطر علي الموالين لشداد.. رغم تجاوز الكثيريين لذلك وتعاملهم مع الواقع الجديد للكرة السودانية..!!

· الإهمال الذي وجده لاعب الهلال والموهبة القادمة النعيم رونالدينهو كافٍ تماماً لإدانة مجلس الهلال الذي لم يعر اللاعب أي إهتمام.. والدليل أنه لم يتعافي حتي هذه اللحظة من الإصابة التي لحقته..!!

· إعلام الهلال المعروف عنه الإهتمام بالمريخ.. تناسي ما حدث للنعيم.. وقفز مباشرة لإطلاق صرخة لإنقاذ هيثم طمبل..!!

· العوارض التي تعرض لها المريخ.. إذا كانت بالفعل نتيجة(عمل وسحر).. هل لا يعرف أهل المريخ كيفية العلاج منها وتفاديها.. أو اللجوء لهؤلاء الدجالين والمشعوذين..!!؟

· حسب وجهة نظري المتواضعة أن ما حدث للمريخ هو نتيجة أخطاء قاتلة.. والمصائب إما إمتحانات أو إشارات بوجوب التغيير..!!