* لم يكن مُدهشاً ورئيس الاتحاد الرياضي الدكتور معتصم جعفر سر الختم وهو يُعلن عبر حوار تلفزيوني أن مخرجات الجمعية العمومية للاتحاد المنعقدة مؤخراً كان مُتفقاً عليها.
* وسيطرة الجهاز التنفيذي على التشريعي قديمة حتى على المستوى السياسي خاصة في الدول ذات النظام الشمولي المحب للسيطرة وإحتواء الكافة!.
* صحيح ان الدكتور معتصم جعفر نفى ذلك لاحقاً ولكن تبقى مسألة سيطرة التنفيذي على التشريعي موجودة وإن لم يقل ذلك.
* على المستوى السياسي تجد كثيراً من ولاة الولايات يحكمون قبضتهم على المجالس التشريعية.
* لذلك نجد أن كثيراً من القضايا لا تتم مناقشتها لأن الوالي فلان أشار الى عدم مناقشتها، كما ان بعض القضايا تجد اهتماماً اكثر من المجلس التشريعي لأن الوالي فلان تهمه هذه القضية بالذات.
* ما عليك إلا أن تقوم ببعض التحريات والاستفسارات في ولايات كسلا والبحر الاحمر وشمال دارفور والشمالية وشمال كردفان مستعيناً ببعض الناشطين لتسمع من الأمر عجبى!.
* محمد طاهر ايلا وعثمان كبر واحمد عباس كانوا من أكثر الولاة تأثيراً على مجالسهم التشريعية.
* وبالطبع فإن سلسلة الولاة المسيطرين لا تتوقف عند هؤلاء.
* وما يحدث من تراجع في شتى المجالات والقطاعات يؤكد بجلاء ضعف تأثير هذه المجالس التشريعية، علماً بأن أعضائها ينالون مخصصات مترفة يدفعها المواطن.
* معلوم ان في السياسة يوجد مفهوم سياسة الحزب الحاكم الذي يسعى لفرض سياسته التي يراها مناسبة لقيادة وتسيير شؤون الدولة رغم أن ذلك ليس مبرراً كافياً لإلغاء الدور الحقيقي الذي إنشئت من أجله هذه المجالس.
* وعندما يحل فقه المصالح الشخصية بين التنفيذي والتشريعي فلا شك ان المعاناة ستزيد على المسحوقين عندما يتعلق الأمر ( بالسياسي)، وتزيد آفاة الكرة والرياضة عندما يتعلق الأمر (بالرياضي).
* وواحد من أسباب تفشي هذه الظاهرة السيئة في السياسة والرياضة أن عضو المجلس التشريعي سياسي ورياضي- كثيراً ما يجهل دوره ولا يعرف مدى قوة السلطة التي يتمتع بها.
* الدليل على ذلك أن كثيراً من اعضاء المجالس التشريعية والجمعيات العمومية للاتحادات تجدهم أكثر إحتفاء بتواصل المسؤول التنفيذي معهم.
* مثلاً تجد أن رئيس اتحاد محلي مغمور سعيد لمجرد تلقيه تهنئة بالعيد من رئيس الاتحاد الرياضي، أما عضو المجلس التشريعي المنتخب بواسطة مواطني دائرته فسيكون يوم سعده عندما يصافحه السيد الوالي بالإسم.
* ولعل ذلك احد الاسباب التي جعلت مجلس ادارة الاتحاد الرياضي يحدد بمفرده اجندة الجمعية الأخيرة.
* لذا إقتصرت المناقشة على اجازة الموسم، والغاء العقوبات على الأمل والهلال، وتجاهلت الجمعية مسألة تفادي المشاكل مستقبلاً بوضع بعض الاجراءات الاحترازية.
* والسبب ايضاً ان الجهاز التنفيذي حدد امور معينة لمناقشتها، واكتفى اعضاء المجلس التشريعي الرياضي بأخذ الصور التذكارية مع نجوم مجلس ادارة الاتحاد الرياضي.
