دورة دبي.. ملاحظات علي القرعة..!!

تابعت بالأمس المؤتمر الصحفي الخاص بدورة دبي الدولية التي ينظمها مجلس دبي الرياضي في الفترة من السادس عشر وحتي التاسع عشر من أغسطس الحالي بمشاركة الأهلي والوصل من الإمارات والمريخ من السودان والوحدات الأردني.. وتفاجأت بالقرعة الغريبة التي وضعتها اللجنة المنظمة.. والأغرب من ذلك أن القرعة كانت معدة أصلاً قبل المؤتمر الصحفي.. ووضح أنها موجهة تماماً.. حيث جنبت القرعة مواجهة الفريقين الأماراتيين بعضهما البعض في هذه البطولة.. وكان عذر اللجنة المنظمة هو قرب موعد مباراتهما في دوري إتصالات الأماراتي الذي ينطلق بعد إسبوع من نهاية الدورة.. وشخصياً لم أفهم المغزي من تجنب مواجهة الأهلي والوصل في هذه الدورة والتي قصد منها توفير أكبر فائدة فنية للوصل والأهلي قبيل إنطلاقة الدوري.. ولا أدري ما هي الحيثيات التي إستندت عليها اللجنة في تجنب مواجهة فريقي الإمارات.. لأن مواجهتهما في بطولة دبي الدولية لن تضيرهما شيئاً قبيل مباراتهما المعلنة أصلاً في دوري إتصالات الأماراتي.. وطالما كان الهدف الرئيسي من الدورة هو توفير أكبر قدر من الفائدة الفنية لكليهما.. فلا أظن أن مواجهتهما البعض في الدورة يمكن أن تخصم من رصيدهما الفني أو تجعل الفريق الخاسر يدخل الدوري الأماراتي بمعنويات سيئة.. فالدورة في الأصل ودية دولية.. ولا خاسر فيها كما قال ذلك أحمد شاه ممثل النادي الأهلي في المؤتمر الصحفي للدورة الذي أقيم أمس بدبي..!!
الأمر المهم جداً هو الإعلان المسبق من قبل اللجنة المنظمة للبطولة أن البطولة ستقام بنظام خروج المهزوم.. وهذا معناه أن يواجه كل من المريخ والوحدات واحد من فريقي الإمارات الوصل أو الأهلي.. علي أن يلتقي الفائزان في المباراة النهائية التي تسبقها مباراة المركزين الثالث والرابع.. ولكن بعد المؤتمر الصحفي الذي عقدته اللجنة المنظمة أمس.. وضح أن المريخ والوحدات الأردني سيواجهان الوصل والأهلي في مباراتين منفصلتين.. وأن الفريق صاحب النقاط الأكثر هو من سيتوج بكأس البطولة.. وهذا خلاف ما أعلن سابقاً.. ولا أدري حتي هذه اللحظة ما هي المستجدات التي طرأت حتي تغير اللجنة المنظمة ما أعلنت عنه سابقاً.. بل هل كان المريخ والوحدات الأردني علي علم بكل هذه التفاصيل.. أم أن من حق اللجنة تغيير لوائح الدورة في أي وقت بما يتوافق مع مصلحة فريقي الأهلي والوصل الإماراتيين.. ولا أظن أن المريخ والوحدات علي علم بكل هذه التفاصيل.. وحتي وإن إتفقنا علي أن قرار تجنب مواجهة الأهلي والوصل كان مسبقاً بهدف الفائدة الفنية الكاملة لهما وهما مقبلان علي مباريات الدوري الأماراتي.. فإن الواقع كان يفرض علي اللجنة أيضاً النظر إلي المصلحة الفنية للمريخ والوحدات الأردني.. ويقيني أن مواجهة الفرق الاربعة لبعضها البعض فيه فائدة فنية أكبر من تجنيب أثنين منهما مواجهة بعضهما..!!
الأمر الآخر.. أن تجنيب القرعة مواجهة فريقي الوصل والأهلي جاءت علي حساب الناديين الآخرين المريخ والوحدات.. وما أسفرت عنه القرعة أفرغ البطولة من محتواها.. وكان الأفضل أن يواجه الأهلي والوصل الأماراتيين المريخ والوحدات علي سبيل المباريات الودية الإعدادية دون الحاجة لإطلاق صفة البطولة علي دورة لا تتواجه فيها الفرق الأربعة مع بعضها البعض.. بل أن تحديد بطل الدورة الودية الدولية سيكون شائكاً خاصة إذا نجح فريقا الأمارات في حصد أكبر عدد من النقاط.. وعندها تكون لا فائدة من الدورة أصلاً.. وحتي وإن نجح المريخ والوحدات الأردني في حصد أكبر عدد من النقاط فإن ذلك يحرمهما من مواجهة بعضهما البعض لتحديد بطل الدورة.. ويجب أن لا ننسي أنه وفي حالة تساوي أي فريقين في عدد الأهداف والنقاط سيكون الحل هو لجوء اللجنة المنظمة لإجراء القرعة لأنها في الأصل أرادت الوصول إلي هذه النقطة من خلال تجنب مواجهة الأهلي والوصل لبعضهما البعض.. واللجوء لخيار إجراء القرعة أيضاً يفرغ البطولة من محتواها.. وستكون بطولة مسيخة لمن ترسو عليه بعد إجراء القرعة.. بل يجعل ذلك من المريخ والوحدات الأردني مجرد ناديين تمت دعوتهما لإجراء مباريات ودية مع فريقي دبي الوصل والأهلي من أجل فائدة الفريقين الأماراتيين قبيل الدخول في معمعة دوري إتصالات الأماراتي..!!
إتجاه الرياح..!!
بعد أن أصبحت المشاركة في دورة دبي الدولية واقعاً معاشاً.. لا خوف من النتائج التي يمكن أن يحققها الفريق.. خاصة إذا كانت نتائج سيئة.. لأنها لن تكون أسوأ من تلك التي حدثت منذ بداية الموسم وحتي الآن..!!
ليس المطلوب من لاعبي المريخ تحقيق الفوز في المباراتين.. ولكن المطلوب الإستفادة القصوي من الدورة الدولية..!!
اللاعب السوداني يلعب جيداً في دورات الخليج.. لأنه يفكر في العروض التي ستنهال عليه من الأندية الخليجية.. لذا أتوقع تقديم لاعبي المريخ أفضل ما لديهم في هذه الدورة..!!
المطلوب من جمال أبوعنجة العمل علي تثبيت توليفة من خلال المباريات الثلاث التي يؤديها في الأمارات(الودية مع الوحدة غداً) ومباراتي الوصل والأهلي.. حتي يدخل بها الفريق ما تبقي من مباريات الدوري الممتاز..!!
قبل بطولة بني ياس الدولية التي فاز بها الهلال.. توقع كل الأهلة عدم تحقيق فريقهم لأي نتائج إستناداً علي إستعداده غير الكافي للمشاركة فيها.. فكان أن حقق بطولتها.. ولا يمنع المريخ شيء من تحقيق ذلك رغم الفوارق الفنية الكبيرة بين الأهلي والوصل وبني ياس والمحرق البحريني..!!
تعجبت والله من الدكتور كمال شداد الذي قال أن سلطة إدارة الجمعية العمومية المقبلة هي سلطته هو بالإسم مع المجلس السابق.. وزاد تعجبي من قوله أنه لا مكان للمجلس الحالي أو المفوضية أو أي لجنة تسيير يتم تعينها بواسطة الوزير..!!
كيف يقول شخص ملم بالقوانين أن سلطة إدارة الجمعية العمومية المقبلة هي سلطته الشخصية ولا مكان للمفوضية..!!؟
هل نسي شداد أنه أتي لرئاسة الإتحاد العام وقبلها كل المناصب التي تقلدها تحت الإشراف المباشر للمفوضية الإتحادية التي يمنحها القانون الإشراف علي أي جمعية عمومية لأي من الإتحادات الرياضية..!!؟
شداد وصل الإتحاد العام بذات القانون الذي يناهضه الآن.. فكيف يستمد الشرعية من قانون لا يحترمه..!!؟
يمكن أن يقبل الجميع بقرار الفيفا إعادة الإنتخابات.. ولكن لن يقبل أحد إقصاء المفوضية الإتحادية من أداء دورها الإشرافي والرقابي علي العملية الإنتخابية..!!
يظن شداد أن خطاب الفيفا الأخير ومساندة المؤسسة الدولية يخول له توهم أي شيء حتي ولو كان علي حساب قانون البلد..!!
ماذا يعني إشراف أن تكون سلطة إدارة الجمعية العمومية المقبل في يد شداد.. وماذا يريد الدكتور من هذه السلطة.. وهل يريد ممارسة إقصاء من عارضوه أو بدلوا مواقفهم تجاهه..!!؟
تري ما هو رأي الأستاذ محمد الشيخ مدني الذي قال(أن حل الأزمة يجب أن يكون في إطار قوانين الدولة) في توهمات صديقه شداد الذي يريد هكذا وفي لحظة زهو إلغاء دور المفوضية التي منحها القانون حق الإشراف علي أي جمعية عمومية لأي مؤسسة رياضية إتحادية..!!
هل إطار قوانين الدولة يمنح الدكتور كمال شداد حق سلطة إدارة جمعية عمومية هكذا دون وجه.. والحق في الأصل منحته قوانين الدولة هذه للمفوضية الإتحادية..!!؟
أكثر ما أدهشني تشدد الفيفا بعقد الجمعية العمومية المقبلة من دون تدخل أي طرف ثالث فيها.. ولا أظن الفيفا بهذا الغباء الذي يبيح له عدم قبوله إشراف المفوضية عليها.. لأن الطرف الثالث هو المفوضية الإتحادية وليس أي طرف آخر..!!
لماذا قبل الفيفا هذا الطرف الثالث في كل الإنتخابات السابقة.. ولماذا لم يتدخل لمنع هذا الطرف الثالث.. أم أن شداد منحهم معلومات مضللة عن المفوضية الإتحادية التي تضم خيرة أبناء السودان من القانونيين..!!؟
لا معني للجنة المساعي الحميدة لحل الأزمة.. لأن شداد وبطريقته هذه يغلق الطريق أمام الوصول إلي أي حلول.. بعد أن فضل هو اللجوء إلي الحلول القانونية..!!
إذا حدث هذا فعلي كرة القدم السودانية السلام.. والأفضل الوصول إلي محطة التجميد إذا كان شداد يظن أنه بإمكانه إلغاء القوانين المنظمة لإجراء الجمعيات العمومية للإتحادات الرياضية..!!