الوزير يدفع الفيفا نحو التجميد !
الايام تمضى ولم تظهر اى بادرة فى الافق بحل الازمة مع الفيفا بل ان الامور كما هو واضح من تصريحات وزير الشباب والرياضة حاج ماجد سوار تتجه نحو التصعيد وبالتالى الانتقال من التهديد لمرحلة تطبيق وتنفيذ التجميد ومايترتب على هذا القرار من عزل كامل للسودان من المشاركات الخارجية و الحرمان من التواجد الادارى فى كل الاتحادات الاقليمية والقارية وعدم الاستفادة من دعم الفيفا المخصص لدول العالم الثالث والذى يتمثل فى مشروع الهدف الذى كان السودان من اكبر المستفيدين منه فى القارة الافريقية ,, اعتقد ان المسؤولين فى الوزارة وكذلك فى الاتحاد العام ليسوا فى حاجة للتنبيه بخطورة التجميد لانهم اكثر الناس علما بحجم الضرر الذى سيلحقه مثل هذا القرار اذا لم يتم العمل بالقرار الصادر من الفيفا والذى لايحتاج الى تفسير او شرح لانه واضح وصريح ويتحدث عن عدم شرعية الانتخابات الاخيرة وبالتالى عدم شرعية ماترتب على هذه الانتخابات ,, لقد ذكرت من قبل لامجال للف والدوران او الالتفاف حول هذا القرار الدولى ولاسبيل للطعن او الاستئناف كما يظن الذين استشارهم السيد الوزير واشاروا اليه باللجوء الى المحكمة الرياضية لان قرارات الفيفا فى كل مايتعلق بالنظام الاساسي نهائية وواجبة التنفيذ وامامكم الكثير من الامثلة فى الوطن العربى القريب وتحديدا فى الكويت التى تشابه قضيتها مانحن فيه الان بعدما انتخبت الجمعية العمومية اتحادا شرعيا لم يعترف به الفيفا لانه تم وفقا لقانون اجازه البرلمان الكويتى مما اعتبره الفيفا مخالفة صريحة للنظام الاساسي الدولى ولم تجدى كل المحاولات التى قام بها القطرى محمد بن همام رئيس الاتحاد الاسيوى وعضو المكتب التنفيذى للفيفا للوصول الى حد ادنى من الاتفاق لاصرار البرلمان الكويتى على موقفه وتمسك الفيفا بنظامه الاساسي فكان ان دفعت الكرة الكويتية الثمن غاليا وكاد ان يحرم منتخبها من المشاركة فى دورة كاس الخليج التى استضافتها سلطنة عمان فى 2008 لولا ان الفيفا اعلن عدم اعترافه اصلا بدورة الخليج بالتالى السماح للمنتخب الكويتى بالمشاركة ولكن ظل قرار التجميد قائما الى ان رضخت الحكومة الكويتية مؤخرا لقرار الفيفا وتم الاعتراف رسميا بالاتحاد الحالى الذى يرأسه الشيخ طلال الفهد ,, كذلك لاننسى مايحدث للكرة العراقية التى لازالت تحت وصاية الاتحاد الدولي الذى اصدر مؤخرا قرارا بالتمديد للاتحاد العراقي لفترة عام واحد وهى اخر مهلة للاتحاد العراقى بعدما فشل فى اكمال النصاب لعقد جمعيته العمومية فى نهاية الشهر الماضى لاسباب تتعلق بمنع الحكومة فى بغداد عدد من الاعضاء السفر الى اربيل جنوب العراق للمشاركة فى الانتخابات حتى لايتمكن رئيس الاتحاد الحالى حسين سعيد الذى تعارضه الحكومة وتسانده الفيفا من الاحتفاظ بمنصبه من جديد !! هذه امثلة قليلة نسوقها لنؤكد من جديد ان اللغة التى يتعامل بها السيد الوزير ستصب المزيد من الزيت فى النار وتزيد من تعقيد الازمة التى ماكان لها ان تصل لهذه المرحلة لو تخلت المفوضية عن عنادها ومكابرتها وسمحت للجمعية العمومية ان تحدد مصير الدكتور كمال شداد عبر صناديق الاقتراع بدلا من اصرارها على اسقاطه بتطبيق المادة 16/3 من قانون هيئات الشباب والرياضة التى لايمكن ان نضعها فى كفة ونضع مصلحة السودان فى الكفىة الاخرى فهذا اقل مايمكن وصفه بانه عناد ومكابرة ستكون نتائجها وخيمة ,, فطالما ارتضينا ان ننظم نشاط كرة القدم فى بلادنا وسمحنا لانديتنا ومنتخباتنا لتمثيل السودان على المستوى الخارجى فلابد ان نحترم ايضا قوانين المؤسسات الدولية مثل الفيفا بوصفها الجهة الوحيدة التى تدير وتشرف على نشاط كرة القدم فى العالم ,, وليس صحيحا ان الفيفا يعترض على اشراف المفوضية على انتخابات الاتحاد العام كما يصور بعض الذين يحرضون الوزارة على مناهضة القرار الدولى انما طالبت بعدم التدخل فى صلاحيات الجمعية العمومية المستمدة من النظام الاساسي للاتحاد العام بوصفها السلطة العليا الوحيدة التى يمكنها ان تقبل او ترفض ترشيح الاشخاص وانتخابهم عبر صناديق الاقتراع ,, فهناك فرق لفظى واضح بين الاشراف والتدخل وبالتالى فان الاصرار فى العزف على وتر ان الفيفا ترفض اشراف المفوضية على الانتخابات هو مجرد محاولة للخروج بهذه القضية عن اطارها الصحيح ودفع الوزارة والوزير للتشدد فى مناهضة القرار واظهار العداء للفيفا بوصفها مؤسسة دولية لاتحترم سيادة السودان ,, اعتقد ان من ينتهك سيادة السودان الان ليس الفيفا لان سيادة البلد ستظل فى الحفظ والصون اذا ما احترمنا المؤسسات الدولية وقوانينها وادركنا ان التعامل معها لايتم بنهج السيد الوزير ومستشاريه من حوله !!