كرة القدم اصبحت امكانيات , ليست مادية فقط ولكن بشرية سواء كانت ادارية او فنية , ودون وجود هذه المقومات لا يمكن لاي فريق ان يحقق شيئا , وهذه الامكانيات لا تتوفر بين يوم وليلة وهي عملية بناء قد تحتاج الى سنوات .
في لقاء الاهلي العاصمي اكدت عناصر الهلال الواعدة التي تتمثل في مجموعة من اللاعبين الشباب من جديد انها تستحق ان تلعب بشكل اساسي في الموسم القادم ويتم الاعتماد عليها لتشكل بالتالي نواة الهلال الجديد الذي سيعتمد على مجموعة من اللاعبين الصغار .
شهد الموسم الحالي بداية زراعة هذه البذرة من خلال استقطاب عديد اللاعبين الصغار الذين تالقوا مع المنتخب الاولمبي في تصفيات افريقيا المؤهلة الى دورة الالعاب التي اقيمت في الكنغو , ضم ذلك المنتخب تسعة لاعبين من الهلال في سابقة هي الاولى من نوعها .
صهيب عزو ووليد علاء الدين ومحمد عبدالرحمن ومحمود الصيني واطهر الطاهر وبشة الصغير وعمر كسمبر ووليد الشعلة والقادم ولاء الدين وغيرهم هم يعتبروا نواة الهلال الجديد , وسيكون على عاتقهم حمل راية الفريق .
للامانة نقول ان المنتخب الاولمبي قدم تلك الخدمة الجليلة للفريق الهلالي لان بداية ظهور تلك العناصر وتالقها كانت مع المنتخب الذي قاده نجم الهلال السابق محمد محي الدين الديبة والكابتن الكبير حمدان حمد .
قاد لاعبو الهلال المنتخب الاولمبي للصعود الى نهائيات دورة الالعاب الافريقية وتخطوا منتخبات اثيوبيا وجنوب افريقيا بعد عروضا مبهرة , وظهرت موهبة تلك العناصر بشكل واضح في مباريات كبيرة وحساسة .
وقبل ذلك لابد ان نشيد ايضا بالمدرب البلجيكي باتريك الذي منح الفرصة كذلك لبعض العناصر وعلى راسها وليد علاء الدين من بداية الاعداد في الامارات , ورغم قصر فترة المدرب البلجيكي الا اننا نحفظ له ايمانيه بقدرات اللاعبين الشباب .
بعد باتريك كان الفاتح النقر كذلك له دور كبير خصوصا وانه كان مدربا لفريق الرديف والشباب الذي لعب له سبعة من العناصر التي انضمت للمنتخب الاولمبي بعد ذلك , ورغم ان النقر لم يعتمد كثيرا على بعضهم مع الفريق الاول الا انه كان صاحب السبق بتطوير اداء تلك المجموعة .
كان الهلال محظوظا في الموسم الحالي لان المدربين الثلاثة الذين تعاقبوا على الفريق منحوا الفرصة لهذه العناصر التي تمثل مستقبل الفريق , وكان اخر هؤلاء المدربين التونسي نبيل الكوكي الذي قدر موهبة اللاعبين ومنح الفرصة كاملة في المباريات المحلية .
عندما نقول ان كرة القدم الحديثة باتت امكانيات فاننا نقصد ان الهلال لابد ان يمنح هؤلاء اللاعبين الفرصة كاملة في الموسم القادم , ويدعم هذه العناصر بلاعبين اجانب على مستوى عال مع وجود عناصر الخبرة في الفريق وعلى راسهم كاريكا والشغيل وبشة ونزار حامد وبوي ومساوي .
اداريا كان الفريق الهلالي في حالة استقرار كبير , وقام الجهاز الاداري بواجبه على اكمل وجه في الموسم الحالي , ونقدر النقلة الكبيرة في ادارة فريق الكرة بطريقة احترافية , ولاول مرة في الموسم الحالي ودع الهلال فوضى الملابس بتعاقده مع شركة ايداس التي وفرت للفريق كامل احتياجاته .
هذه الاستقرار الاداري مع وجود هذه العناصر الشابة والصاعدة , مع التعاقد مع ثلاثة او اربعة محترفين اجانب على مستوى عال هي المقومات التي نقصدها في كرة القدم لكي نشاهد هلال 2016 في صورة مختلفة .
تركيزنا في الحديث عن هؤلاء اللاعبين الشباب الذين سينضم اليهم ولاء الدين القادم من اهلي مدني لا يعني اننا نمجدهم ونمدحهم اكثر من اللاعبين , فهم لم يحققوا اي شئ ولازالوافي بداية الطريق وعليهم بذل المزيد فهم امل ومستقبل الفريق .
المقومات والتي تتمثل في الزاد البشري متوفرة عند الفريق الهلالي في الموسم القادم , وتحتاج فقط الى لمسات واضافات نوعية , ويحسب للادارة الهلالية ابرامها لعقودات طويلة مع هؤلاء الواعدين لقطع الطريق امام اي فريق يسعى للاقتراب منهم .
الهلال الجديد به مقومات بشرية , والفريق قد لايحتاج الا لمدافع محلي قوي في فترة التسجيلات القادمة وكفى ..
الذي بلغ عمقه 86 عام ؟؟ ربما بعد أن يطير النعام