لاتحاور اعلام السوق يادكتور !
فى اول اطلالة له على المشاهدين بعد انتخابه رئيسا للاتحاد العام ظهر الدكتور معتصم جعفر بمظهر الواثق من قدراته الادارية فى تولى هذا المنصب الخطير وتحمل مسؤولياته الجسام وذلك من خلال برنامج البحث عن هدف عبر شاشة النيل الازرق الذى تقدمه الاستاذه ميرفت حيث ادلى الدكتور معتصم بحديث طيب وطرح مجموعة من المشروعات المستقبلية التى ظلت محور خلاف وجدل طوال مسيرة مجلس الادارة السابق فى وجود رئيسه الدكتور كمال شداد وفى مقدمتها قضية اعادة دورى المراحل السنية بعد التعديلات التى اجازتها الجمعية العمومية فى القواعد العامه والتى نصت على الزام اندية الدورى الممتاز بتبنى تشكيل فرق للشباب والناشئين تكون نواة لاعادة الحياة لهذا القطاع الذى يمثل الشريان المغذى والحيوى لتطوير المستوى العام للكرة فى بلادنا اذا توفرت لهذه الاندية الامكانيات المادية التى تساعدها على توفير كل المعينات والادوات المساعدة للاجهزة الفنية للاشراف على الفرق السنية والانتقال بها مباشرة لساحات التنافس وفقا لما يعتمده لاحقا مجلس الادارة الجديد وبالكيفية التى تضمن استمرار هذه المنافسات دون انقطاع مع مراعاة ظروف الدراسة وعدم تعارضها مع البرمجة التى يفترض ان تعتمدها اللجان المختصة مستقبلا , وقد اغنانى الاخ ابوهريره حسين رئيس اتحاد البراعم والناشئين بمداخلته الكريمة من السؤال حول الكيفية التى يمكن للاتحاد العام ان يسير بها هذا النشاط بالتنسيق مع الاخوة فى اتحاد الناشئين الذين نعلم بان لهم مسؤوليات ايضا تجاه هذا القطاع وعملوا على تبنى كل مشروعاته لاسيما اعادة تأهيل البنية التحتية التى يقودها ابوهريره من خلال انشاء الملاعب الخاصة بهم فى ولاية الخرطوم , فقد كان جميلا من الاخ ابوهريره ان يبادر الى وضع امكانيات اتحاده تحت تصرف الاتحاد العام الذى نعلم انه الجهة المناط بها قانونا تنظيم النشاط الكروى فى السودان , وكما قال الدكتور معتصم جعفر ان كل الجهود التى يقوم بها اتحاد الناشئين تصب فى مستقبلا فى وعاء الاندية على مختلف مسمياتها ومن ثم تصبح المسؤولية على عاتق الاتحاد العام ,, اظن ان هذه الخطوة اذا ما تم تنفيذها وتطبيقها وفقا لحديث رئيس الاتحاد العام ستكون اولى خطوات التصحيح السليم لمسيرة الكرة السودانية التى عانت خلال الفترة الماضية من غياب وتغييب منافسات المراحل السنية ولكن سيظل هاجس شح الامكانيات هو الشبح الذى يهدد مثل هذه المشروعات المهمة والحيوية لان الاتحاد العام مهما حاول ان يستنبط من الافكار واستحداث الموارد التى يمكن ان تغذى خزينته بالمال فانه سيظل عاجزا عن توفير كل مايلزم لاحياء هذا النشاط اذا لم تتكرم الدولة بتوفير المال اللازم والتخلى عن دور المتفرج فقط على مسيرة الحركة الرياضية , وسننتظر لنرى صدق ماوعد به الوزير حاج ماجد سوار الضباط الاربعة للاتحاد العام عقب اجتماعه بهم اول امس, فالمطلوب من الدولة ممثلة فى الوزارة ان لاتكتفي بتوفير شوية ملايين من الجنيهات للتعاقد مع مدرب المنتخب الوطنى فهذه السياسة لم تعد تأتى ثمارها كما ينبغى لابد ان يتم تخصيص ميزانية سنوية تكفى حاجة المنتخبات الوطنية مثلما يتم فى بقية الدول المحترمة التى تقدر معنى النشاط الرياضى واقرب مثال ماتقدمه الحكومة المصرية لمنتخباتها الوطنية من رعاية متكاملة , حتى يجد اولئك الذين يقارنون بين شداد و سمير زاهر الحجة القوية التى يمكن يدينوا بها رئيس الاتحاد العام مستقبلا بدلا من اطلاق تلك المقارنات الظالمة التى سودوا بها اعمدتهم خلال الايام الماضية , فالمهندس سمير زاهر ورفاقه فى الاتحاد المصرى ماكان لهم ان يصنعوا منتخبا يفوز ببطولة امم افريقيا ثلاث مرات على التوالى لولا ان هناك حكومة ودولة تقف وراء اتحاده مساندة وداعمة له بالمال .
لم يكن غريبا على الدكتور معتصم جعفر ان يتحدث بكل هذه الثقة ويخطف اعجاب المشاهدين بحديثه المتزن ومفرداته المهذبه وتأكيد احترامه ووفائه لاستاذه ومعلمه الدكتور كمال شداد رافضا كل من يحاول الايقاع بينه وبين شداد وقد جدد ذلك ايضا خلال حديثه امس فى برنامج عالم الرياضة مع الزميل رضا مصطفى الذى اكد فيه بكل صراحة على صحة اعتراض الدكتور كمال شداد على المادة 16/3 التى اعترف بانها تخالف النظام الاساسي للاتحاد العام مما سيضعهم امام اشكالية مع الفيفا وقال ان رئيس الاتحاد الجزائرى وعضو الفيفا روراوه قد نصحهم بضرورة حسم هذه الاشكالية قبل التصعيد للفيفا !! مما يعنى ان شرعية مجلس الادارة الجديد لازالت مستمدة فقط من الجمعية العمومية ولن تكتمل اركانها مالم يحصل على اعتراف الفيفا وهذا يؤكد صدق كل ما ادلى به شداد فى هذا الجانب ويكذب كل الشامتين عليه الذين عجزوا حتى الان من تقديم تفسير قانونى واحد يثبت ان الفيفا لن تتدخل فى ماتم فى الانتخابات الاخيرة ,, فكل الذى نقرأه مع الاسف عبط وسخف يعكس درجة الانحدار التى وصل اليها الاعلام الرياضى والذى كما يبدو فضل الانحياز للغة السوق والابتعاد عن الموضوعية ,, ولهذا ننصح رئيس الاتحاد الجديد ان لاينشغل بما يكتب ويتخلى عن فكرة التحاور والتشاور مع الاعلام الرياضى المنقسم على نفسه لانه غير مؤهل فى ان يكون شريكا فى عمل الاتحاد العام !