تصرفات لاتشبه الصفوة !
تخطىء تلك الفئة المتفلتة وسط جماهير المريخ اذا كانت تعتقد ان توجيه الاساءات والشتائم وسب اللاعبين المتقاعسين يمكن ان يغير الحال فى المريخ ويؤدى الى ايقاف النتائج المخيبة ويطور من مستوى الاداء للافضل ,, فمثل هذه التصرفات والسلوكيات التى ظهرت على مدرجات استاد المريخ اثناء المباراة الودية ضد نادى كابس يونايتد هى بالتأكيد تصرفات مرفوضة وغير مبررة لانها تفاقم من ازمة الفريق وتزيد من معاناته وهو فى هذه المرحلة التى يحتاج فيها اللاعبون للدعم المعنوى والمساندة الجماهيرية الايجابية بعيدا عن الغضب والانفعال ,, فهذه ليست المرة الاولى التى تحاول فيها فئة من الجماهير معاقبة ومحاسبة اللاعبين على الهواء مباشرة متناسية فى انهم بشر لديهم طاقة محدودة فى تحمل الاذى لان الخاسر الاكبر فى النهاية هو المريخ الذى يمكن ان يفقد حتى بصيص الامل الذى يمكن من خلاله ان ينافس فى البطولة الافريقية ويصعد الى دور المجموعات اذا ما تمادت هذه الفئة فى توجيه الاساءات للاعبين والهتاف ضد بعضهم ومدح الاخرين على نحو ماحدث اول امس ,, فاذا كانت هناك اراء جماهيرية تنتقد اعلام المريخ وتلوم بعض كتابه بانهم لايمارسون نفس الدور الذى يقوم به اعلام الهلال عندما يتعرض الفريق للهزائم مدافعا عن اللاعبين ومحفزا ومشجعا لهم قبل وبعد المباريات ,, فان هذه الجماهير تمارس الان دورا اسوأ مما يفعله بعض كتاب المريخ فى اعمدتهم الحمراء ,, هذا لايعنى اننا نطالبها بغض النظر عن النتائج المخيبة والمستوى المتدنى للفريق بل على العكس من ذلك من حقها ان يصل صوتها الى مجلس الادارة والى اللاعبين انفسهم وجهازهم الفنى ولكن دون اساءات او تجريح بهتافات معادية تتجاوز حدود الادب والاحترام ,, واظن ان مافعلته الجماهير فى مباراة جيش النيجر بعدم حضورها الى الاستاد باعداد كبيرة هو احتجاج منطقى وواقعى وتعبير حضارى يعكس عدم الرضا بمستوى الفريق وفى ذلك رسالة واضحة للاعبين وللمدرب ولكل المسؤلين فى نادى المريخ الذى لايمكن ان يتخلى عن جماهيره او يتنكر لدورها المساند والمؤازر للفريق فى كثير من المناسبات الرياضية .
المريخ يمر الان بظروف ربما تكون استثنائية نتيجة اخطاء ادارية تراكمت واثرت على مسيرة الفريق فى هذه المرحلة التى كنا نظن ان الفريق يستطيع ان يعبرها بعد معسكر الاعداد الذى استضافته مدينة الاسماعيليه وبعد ان تجاوز الفريق ظروف النقص التى لازمته بسبب الاصابات والايقافات وغيرها من العوامل السلبية التى حالت دون ان يحافظ الفريق على مسيرته فى دورى ابطال افريقيا ,, ولااعتقد ان كل هذه الظروف كانت بعيدة عن مخيلة جماهير المريخ التى تحملت وصبرت على اداء اللاعبين ونتائجهم طوال الفترة الماضية ولم تقصر عن اداء دورها المعنوى مما انعكس ايجابا على المستوى الفنى فى الدورى الممتاز الذى لازال يتصدره المريخ رغم خسارته القاسية الاخيرة امام الهلال ,, مما يعزز على الدور الجماهيري للمساهمة فى معالجة الازمة التى يمر بها الفريق حاليا ليس بالشتائم والاساءات للاعبين والهتاف ضد المدرب ومحاصرة اعضاء مجلس الادارة او الصحفيين الذين ألوم بعضهم فى مجاراة تأييد سلوك الفئة المتفلتة وايجاد المبررات لتصرفاتها الخاطئة ضد اللاعبين و وهو امر مؤسف ومحزن ان يكون من بين المنتسبين لهذه المهنة من يناصر مثل هذه التصرفات الحمقاء التى لايتضرر منها سوى المريخ ولايستفيد منها غير الذين يتطلعون الى اليوم الذى ينهار فيه هذا الكيان الضخم ويفقد مكانته فى خارطة الكرة السودانية كناد قيادى !!
كل الاندية الجماهيرية تمر بمثل هذه الازمات العابرة التى تعترض مسيرتها وتضعف نتائجها على المستوى المحلى والخارجي , واقرب مثال على ذلك ماحدث للهلال فى بداية الموسم الماضى ومطلع الموسم الحالى والخلافات التى كادت ان تعصف بمجلس ادارته , ولكن رغم ذلك ظلت جماهير الهلال تعبر عن رأيها بعيدا عن اى انفعالات وتفلتات تعمق من جذور الازمة ,, فلماذا اصبحت جماهير المريخ تجنح لمثل هذا الاسلوب العدائى السافر ضد اللاعبين وهى التى توصف بانها صفوة ومتميزة على غيرها ؟
ماهى مفاجأة الارباب ؟
بشرنا الزميل ابراهيم عوض فى عموده المقروء بالامس ان نمسك الخشب وننتظر مفاجأة الارباب صلاح ادريس المرشح لرئاسة الاتحاد العام التى وصفها بانها قنبلة ستنفجر اليوم وربما تحدث تغييرا فى التحالفات والتربيطات الخاصة بالمرشحين المنافسين له او ربما واحد بعينه !! ولاننا بالفعل فى زمن المفاجآت والقنابل وغيرها من المتفجرات التى لاتتضرر منها سوى الحركة الرياضية فى السودان ,, فسنكون على الموعد انتظارا لقنبلة الارباب باذن الله !