• ×
الأحد 5 مايو 2024 | 05-04-2024
كمال الهدى

ما برانا.. محللو البي إن برضو معانا

كمال الهدى

 3  0  2300
كمال الهدى
ما برانا.. محللو البي إن برضو معانا

كمال الهِدي

kamalalhidai@hotmail.com

· لدى رأي سلبي في تعامل إعلامنا الرياضي مع شأن كرة القدم في البلد.

· لكن مع كل صباح يتأكد لي أن الإعلام الرياضي العربي لا يقل عنا سوءاً في تعامله العاطفي وتناقضاته في هذا المجال.

· تابعنا جميعاً بالأمس المواجهة القوية وكرة القدم الرائعة التي قدمها برشلونة وبايرن ميونخ فاستمتعنا بكل شيء، باستثناء تحليل أخوتنا العرب الذي افتقر للمنطق والموضوعية.

· فقد سمعنا أحمد حسام ميدو الذي لم يحقق شيئاً يذكر في مجال التدريب يحاول التقليل من المجهود الكبير الذي بذله المدرب العالمي غوارديولا.

· وشنف المحلل المنحاز عصام الشوالي آذاننا بكلام عاطفي وكراهية لبرشلونة لا تجدر بمعلق يعمل في قناة تغطي معظم مباريات كرة القدم لكل شعوب المنطقة.

· منذ فترة قصيرة اقتنعت بأن الشوالي يفتقر للمهنية في الكثير من المناسبات وقررت ألا أتابع تعليقه إلا مجبراً.

· وما أجبرني بالأمس على متابعته رغم وجود المعلق حفيظ دراجي على القناة الثانية هو صغيري أشرف المشجع المتحمس لبايرن ميونخ.

· لكن مع بداية شوط اللعب الثاني وقبل مرور ثلاث دقائق وتحت اصرار الشوالي على الحديث عن سيطرة مطلقة لبايرن ميونخ لم احتمل الأمر وأقنعت الصغير أشرف بأن ننتقل للقناة الأخرى.

· وعلمت في النهاية بعد أن تحولت الأمور وحقق النجم الاستثنائي ميسي ما لم يكن في حسبان الكثيرين كيف أن الشوالي اعتذر للمتابعين على أنه حسم كل شيء لمصلحة البايرن وتخيله يلعب المباراة النهائية على كأس الأبطال.

· لم تكن المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي يتعامل فيها الشوالي بالعاطفة ناسياً أن مهمته كمعلق محترف تفرض عليه ولو القليل من الحياد والموضوعية والتريث وعدم اطلاق الأحكام المسبقة.

· فشتان ما بين التوقع والحدس والتسرع في الأحكام يا شوالي.

· أما الفيلسوف ميدو فقد كان رأيه مع الآخرين بين شوطي المباراة أن كل شيء يسير في مصلحة غوارديولا وفرقته.

· لكن بمجرد أن قلب المعجزة ميسي راح يحدثنا عن أخطاء كبيرة لغوارديولا وعدم قدرته على القراءة الجيدة للمباريات.

· المضحك في حديث ميدو قوله أن تغيير غوارديولا كل خمس دقائق لشكل وطريقة اللعب معناه أنه لم يحسن قراءة المباراة وأنه هدم كل ما بناه خلال الأسابيع الماضية التي سبقت اطلاق صافرة البداية.

· وهذا أكثر ما أثار عجبي واستغرابي.

· فالمدرب الذي يقرأ ما يجري أمامه جيداً هو الذي يغير بين الفينة والأخرى في تكتيكاته وطرق لعب فريقه.

· أما من يصر على الخطة والتكتيك اللذين وضعهما على الورق قبل بدء المواجهة فهو من لا يحسن القراءة يا ميدو وليس العكس.

· اكتملت الصورة القبيحة لبعض الإعلاميين العرب بتحليل مقرف للمباراة طالعته في موقع كورة هذا الصباح.

· يركز التحليل المذكور على خمسة أخطاء كارثية يفترضون أن غوارديولا وقع فيها لتتسبب في النهاية في الهزيمة بالثلاثية.

· لخصوا أخطاء غوارديولا المفترضة في " التشكيلة الخاطئة التي لم يصاحبها تدخل فني" "، استمرار شفانشتايغر والكنتارا في اللعب" " الاعتماد على الحارس نوير"، " اللعب من أجل التعادل"، و " ترك ثلاثي هجوم برشلونة حراً طليقاً".

· ولك أن تتخيل عزيزي القارئ أن من كتبوا ما سبق يفترضون أنهم متخصصون في التحليل الفني بموقع عربي كبير!

· وقد فات عليهم أن غوارديولا نازل فريقاً عظيماً وكبيراً يملك لاعباً فلتة يمكنه أن يصعب الأمور على أي خصم بسبب موهبته غير العادية.

· ونسوا أن ميسي سجل هدفه الأول في لحظات خرج فيها فريقه من اللعب تماماً وأن جل من تابعوا المباراة كانوا ينتظرون لحظة ولوج الكرة مرمى برافو.

· لكن ميسي الاستثنائي قلب كل شيء في كسر من الثانية.

· منذ أيام ظللت أتوقع خروج برشلونة فائزاً بثلاثة أهداف للا شيء.

· ولا أنكر أنني في لحظات من شوط اللعب الثاني بالأمس تخوفت من صعوبة تحقيق ذلك.

· لكن شيء وحيد جعلني أطمئن، أتدرون ما هو؟!

· تذكرت نظرات ميسي عندما اقتربت منهم الكاميرا في ممر دخول اللاعبين بين شوطي اللقاء.

· تلك النظرات كانت تنبيء بأن الفتي يشعر بأن الـ 45 دقيقة المتبقية تفرض عليه عمل شيء كبير بعد أن عجز زملاؤه عن ترجمة الفرص السهلة التي هيأها لهم.

· فما ذنب غوارديولا في ذلك وقد حذر لاعبيه وردد مراراً وتكراراً بأن ميسي عجيب وخارق وخطير!

· وتجاهل محلل موقع كورة ( الفظيع ) حقيقة أن انهاء الشوط الأول بتعادل سلبي كان يصب في مصلحة غوارديولا وفريقه، سيما أنهم من الناحية البدنية أفضل بكثير من برشلونة.

· ومن الطبيعي أن يسعى من يملك القوة البدنية الأفضل للتقدم إلى الأمام مع مرور الدقائق التي كانت تشكل ضغطاً غير عادي على برشلونة الذي يلعب بأرضه ووسط جمهوره.

· خلص تحليل موقع كورة إلى أن غوارديولا لا يفهم مسار المباريات وأنه محظوظ لا يستحق أن يفوز، وأنه ضعيف فنياً وغير قادر على التصرف في الوقت والمكان المناسبين، وأنه ساذج وعشوائي بافتراض أنه اعتمد على الحارس نوير.

· وقالوا أن غوارديولا سيلقي باللائمة على الإصابات وغياب ريبيري وروبن وسيتحجج بمشاركة ليفاندوسكي مصاباً، زاعمين أن الرجل لم يلعب من أجل الفوز وأنه سعى للخروج بالتعادل!

· وفي رأيي المتواضع أن هذا التحليل فطير وفقير ولا علاقة له بالمنطق أو فهم كرة القدم.

· فغوارديولا ليس من نوعية المدربين الذين يسعون للتعادل.

· بل هو أكثرهم رغبة في الفوز في أي مكان وزمان.

· وما قدمه لاعبوه بالأمس خلال الأوقات التي سيطروا فيها على الكرة أبلغ دليل على أنهم بدأو الشوط الثاني برغبة في التقدم على منافسهم.

· ولو أن ليفاندوسكي نجح في الفرصة الثمينة التي لاحت له في شوط اللعب الأول، أو أنهم استفادوا من المخالفة خارج خط الـ18 ياردة مع بداية شوط اللعب الثاني لما قرأنا شيئاً مما كتبه محلل موقع كورة ( الفشوش) أو سمعنا ما ردده ميدو.

· وقتها كانوا سيصفون غوارديولا بالمدرب الأعظم في العالم، وهذا بالضبط ما تفعله صحافتنا الرياضية في السودان، ولهذا عنونت هذا المقال بـ ( ما برانا).

· غوارديولا يا فلاسفة سعى للاستحواز على الكرة لأنه يعلم أن الفوز لا يتحقق إلا عبر الاستحواذ خاصة عندما تُلاعب برشلونة.

· وقد نجح فريقه في ذلك إلى حد بعيد.

· وفي أجزاء عديدة في شوط اللعب خرج لاعبو برشلونة من أجواء المباراة تماماً.

· لكن ليس ذنب غوارديولا إن فشل لاعبوه في ترجمة السوانح القليلة التي لاحت لهم.

· وليس ذنبه إن مارس ميسي سحره وغير كل شيء في ذلك الوقت العصيب على فريقه وجماهير الكامب نو.

· أما الاعتماد على نوير فمن الطبيعي أن تعول على حارسك عندما يكون متمكناً.

· وقد رأينا كيف تسببت هيبة نوير في إضاعة فرص سواريز وألفيس ونيمار في شوط اللعب الأول.

· وقد فات على المحللين الفلاسفة أيضاً أن المباراة كانت صعبة جداً على غوارديولا من النواحي الفنية والنفسية، فهو يلعب في الكامب نو وليس أي مكان آخر.

· لكنه سعى بكل قوة لتحقيق الفوز أو على الأقل تسجيل هدف يسهل على لاعبيه المهمة في مباراة الرد، لكن لم يوفق لاعبوه في ذلك.

· وأي مباراة كرة قدم لابد أن تنتهي بهزيمة أحد الفريقين أو التعادل.

· وليس معنى أن ينهزم أحدهما أن نسب ونلعن المدرب واللاعبين، خاصة عندما تكون الحلول الفردية هي مفتاح السر.

· وقد شاهدنا كيف أن بعض لاعبي برشلونة لجأوا للمهارات الفردية في أوقات عديدة من شوط اللعب الثاني عندما ضغط عليهم لاعبو البايرن وصعبوا عليهم الأمور، وهذا يُحسب كنجاح لمدربهم وليس العكس.

· ما يضحك أكثر هو تعجل محلل موقع كورة وزعمه بأن غوارديولا سيلقي باللائمة على كذا وكذا وكذا.

· فهو لم يقل أي شيء من افتراضات محلل الموقع الواهم.

· بل عبر غوارديولا عن أسفه على فقدان فريقه للسيطرة بعد التأخر بهدف، معترفاً بأن المهارات الفردية هي من حسمت اللقاء.

· وأضاف غوارديولا قائلاً" كنا نريد الاستحواذ على الكرة وأن نفرض أسلوبنا، فعلنا ذلك في الشوط الأول بشكل جيد، لكن بعد الهدف الأول فقدنا السيطرة".

· وقال " ليس فقط ميسي، البرسا فريق جيد وقوي للغاية، الطريقة الوحيدة لإيقافهم هي الاستحواذ على الكرة، حاولنا لكن افتقدنا للتوازن" " كنت مركزا في المباراة، بعد التأخر بهدف كنا نطمح للعودة والتعادل، الأمور كانت تمضي بشكل جيد حتى جاء الهدف، برشلونة رائع في الهجمات المرتدة"

· والأهم من كل ما تقدم هو تعبيره عن الفخر بلاعبيه وبتحملهم للصعاب في آخر شهرين أوثلاثة، وتأكيده بأنه لا يوجد عتاب على الفريق، ورضاه عن اللاعبين وقوله بأن ما كان ينقصهم فقط التواجد في عمق الهجوم وتهنئته لبرشلونة وانتظاره لما ستسفر عنه مباراة الرد.

· هذا هو ما قاله غوارديولا يا محلل موقع كورة وقد نشره موقعكم نفسه، فماذا أنت قائل؟!

· غوارديولا وغيره من غالبية المدربين العالميين أناس محترمون يحسبون لكل كلمة يتفوهون بها جيداً ولم نسمع أحدهم يلقي باللوم بعد مباراة على الأخطاء الدفاعية أو عدم توفيق فلان من اللاعبين كما يفعل غالبية المدربين عندنا.

· وكثيراً ما تمنينا أن يتعلم مدربونا كيفية التعامل مع التصريحات خاصة بعد الهزائم.

· وكم نتمنى أن ينتبه بعض الإعلاميين الرياضيين العرب لأهمية التريث والحياد وعدم الانجراف وراء العاطفة.

نقاط أخيرة:

· ما سبق ذكره لا يخرج كثيراً عن سياق ما تردد في قناة البي إن سبورت بعد اقصاء مريخ السودان للترجي التونسي من بطولة أفريقيا الأولى.

· فقد حاول بعضهم التقليل من انجاز المريخ بدعاوى فارغة حول ضعف البطولة نفسها هذا العام وأن غالبية الأندية الكبيرة تشارك في الكونفدرالية.

· ولنا أن نسأل هؤلاء: هل شاركت هذه الأندية الكبيرة في بطولة الأبطال من أجل الهبوط للكونفدرالية، أم أنهم خاضوا المنافسة من أجل الذهاب بعيداً فيها؟!

· هذا حديث فارغ المحتوى وعديم اللون والطعم والنكهة.

· من يخرج من بطولة يفترض أن يقر ويعترف بأن غيره قد استحق التأهل بغض النظر عن الأسماء والتاريخ.

· المثير في الأمر أن الترجي رغم مشاركاته المتكررة في كأس الأندية الأبطال لم يظفر بها كعدد مرات الأهلي القاهري مثلاً حتى يعتبر هؤلاء أنه خرج على يد فريق مغمور.

· كما أن الهلال والمريخ ليسا مغمورين.

· صحيح أنهما لم يحققا هذه البطولة من قبل، لكن لهما حضورهما في البطولات الأفريقية بدرجات متفاوتة وليسا حديثي عهد بالمنافسات القارية، رغم اعترافنا التام بتراجع المستويات في العقود الأخيرة.

· لم يقدم الهلال بالأمس أمام مريخ الفاشر ما كان متوقعاً من نادِ تأهل لدوري المجموعات.

· صحيح أن الملعب كان غاية في السوء، وأن المدرب أشرك بعض اللاعبين الصغار لكنه ليس عذراً أيضاً.

· فالصغار الذين شاركوا يلعبون لمنتخبنا الأولمبي وقد خاضوا مباريات أفريقية هامة يفترض أنها أعانتهم كثيراً.

· كما أن أرضية الملعب ليست جديدة على لاعبي الهلال ويفترض أنهم كانوا يعلمون مسبقاً بظروف اللعب هناك وكان عليهم أن يتحسبوا لذلك جيداً.

· وكان على الكوكي أن يتذكر أن دخول مواجهة الأحد أمام المريخ وفريقه في أفضل حالاته الفنية والذهنية والنفسية.

· فخسارة النقاط في هذا الوقت ستلقي بظلالها على لقاء القمة.

· لن يستطيع الجهاز الفني تصحيح الأخطاء السابقة، لكن يفترض ألا يزيد الطبين بِلة بأخطاء كارثية أخرى أمام المريخ ليفقد الفريق الصدارة ربما حتى نهاية الموسم.

· على الكوكي ومساعديه أن يتذكروا أن فريقهم لا يقدم أداءً مقنعاً هذه الأيام وليس له أي نكهة.

· شوفوا ليكم حل قبل مواجهة الأحد.

· سؤال أخير: كيف يدعم اتحاد الكرة ناديي القمة في البطولة الأفريقية وهو يتفرج على لاعبيهم وهم يخوضون بعض المباريات في " حوش البقر" المسمى مجازاً بملعب النقعة دون أن يحركوا ساكناً؟!


امسح للحصول على الرابط
بواسطة : كمال الهدى
 3  0
التعليقات ( 3 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #2
    Ali yas 05-08-2015 12:0
    بصراحة تحليل طيب ونتمنى أن تكون كل الأعمدة ذات فائدة للجميع وليس مهاترات صبيانية وجهالة فائضة ومجرد مكاواة طفولية كما في أعمدة مزمز وكابو كذالك العمود المبعثر صاحبه خريج أساس وش اسمه ...؟ وربنا يصلح الحال .
  • #3
    بابا 05-08-2015 05:0
    تحليلك كله صحيح يا استاذ
    وارجو ان يفهمك المعنيون بهذا الحديث
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019