وماذا قدم ايدام للرياضه ؟
لم يفوت سعادة اللواء ابراهيم نايل ايدام وزير الشباب والرياضة الاسبق الفرصة حول الجدل الذى اثارته مذكرة الاتحادات والاندية بضرورة استثناء الدكتور كمال شداد ليترشح لفترة انتخابية ثالثة ,, وادلى بتصريح للزملاء فى صحيفة الصدى حمل مجموعة من الاسئلة المشروعة التى تناهض جميعها طلب الاستثناء حيث تساءل قائلا : ( لماذا التباكي على انتهاء فترة شداد ولماذا يحرص البعض على استمراره وماهى الانجازات التى تحققت فى عهده ؟ وهل اهل المدربين ؟ وهل طور الحكام ؟ واين المنتخبات الوطنية ؟ وهل اتاح الفرصة لكوادر شابة ؟ وهل ودع منتخبنا مونديال جنوب افريقيا من الدور نصف النهائى مثلا حتى نطالب باستمراره واستثنائه ؟ بالتأكيد اسئلة مشروعة من حق الوزير الاسبق ان يطرحها على الرأى العام ويدعم بها موقفه مع تيار المعارضين لاستثناء الدكتور كمال شداد ,, ولكن ايضا من حقنا كمواطنين او كرياضيين ان نسأل سعادة اللواء ايدام ماذا قدم هو للرياضة عندما اختارته الانقاذ وهى فى اوج قوتها وهيبتها وزيرا للشباب والرياضة ؟ ماهى المكتسبات التى حصل عليها القطاع الرياضى فى عهده ؟ هل استطاع ان يفرض على وزارة المالية حينها ان تخصص ميزانية تكفى لادارة النشاط الرياضى بصفة عامة والكروى بصفة خاصة لاسيما وان ايدام حينها كان رجل دولة بكل ماتعنى هذه الكلمة فهو عضو فى مجلس قيادة الثورة الذى كان يحتكر كل السلطات السياسية والتنفيذية والتشريعية ؟ هل استطاع ان ينشىء ملعبا واحدا يقوى به من البنية التحتية المتهالكة حتى الان ؟ ماذا قدم للمنتخبات والاندية فى كل المناشط الرياضية التى نالت شرف التمثيل الخارجى ؟ وكم هى عدد الاتحادات التى عجزت عن المشاركة فى البطولات الاقليمية والقارية فى عهده بسبب عدم توفر المال اللازم ؟؟
نعلم ان سعادة اللواء ابراهيم نايل رياضى حتى النخاع وتدرج فى العمل الادارى بالاندية الصغرى وغيرها ولهذا استبشر الرياضيون به خيرا عندما اختارته ثورة الانقاذ حينها لمنصب وزير الرياضة لانه واحد من ابناء هذا القطاع العريض بل قد يكون هو اخر وزير من اهل الرياضة جلس على كرسى هذه الوزارة طوال سنوات الانقاذ التى فاقت العشرين عاما ,, ولكن مع ذلك لايستطيع ابراهيم نايل ان يجزم بانه استطاع ان يفعل شيئا للرياضة خلال فترة تحمله لمسؤولية هذه الوزارة ليس لانه لم تكن لديه استراتيجية شبابية ورياضية او افكار كان من واجبه ان يحولها الى واقع ولكن لانه مثل الذين سبقوه او الذين جاءوا من بعده فى تولى هذا المنصب حيث يصطدمون جميعا بشح الامكانيات المالية التى لاتسعفهم على بناء ملعب للسلة فى مجمع هاشم ضيف الله او فى اى ناد من اندية ولاية الخرطوم فكل ماتوفره الدولة من ميزانية لوزارة الشباب والرياضة يخصص للبند الاول من مرتبات وحوافز وامتيازات وغيرها ويبقى الفتات القليل الذى يمكن ان يخصص للرياضة والانشطة الشبابية ,, لا اظن ان هذه الحقيقة غائبة عن ابراهيم نايل او عن اى شخص مثلى كان فى يوم من الايام منذ نهائيات العهد المايوى رئيسا للقسم الرياضى بمجلة الشباب والرياضة التى تصدرها وزارة الشباب والرياضة !! فالظروف والعوامل القاهره التى تمنع الوزير ايدام عندما تبوأ هذا المنصب الخطير من تقديم اى خدمات للرياضة والرياضيين هى نفسها التى تمنع شداد او غير شداد من التفكير فى تنفيذ مشروع واحد من بين عشرات المشروعات التى تعتمدها مجالس ادارات الاتحادات المحلية او الاتحادية ,, صحيح ان شداد من مسؤولياته تطوير المنتخبات والحكام والمدربين وان لديه الكثير من جوانب القصور التى تؤخذ عليه وتثير كل هذا الجدل بين المؤيدين والرافضين لمذكرة استثنائه ولكنها ليست مبررا كافيا بعد كل دورتين انتخابيتين ان نرمى بكفاآتنا وكوادرنا التى اهلناها وصقلناها فى مجال العمل الادارى من وراء ظهرنا بحجة انهم لم يحصلوا على موقع دولى او قارى ونبحث عن وجوه جديدة لتبدأ من الصفر .
اتمنى ان لايكون حديث سعادة اللواء ايدام من منطلق الخلافات القديمة بينه وبين شداد ومعركة عدم الجمع بمنصبين التى شغلت الرأى العام فى فترة التسعينيات مثلما تفعل مذكرة الاستثناء الان ,, لان شخصية مثل ايدام عضو فى الحزب الحاكم و يحظى بعلاقات واسعة مع صناع القرار فى الجهاز السيادى والتنفيذى والتشريعى ووزير سابق للشباب والرياضة يفترض ان يكون على الحياد فى مثل هذه القضايا المعروضة الان امام رأس الدولة ليفصل فيها