• ×
الأربعاء 15 مايو 2024 | 05-13-2024
احمد الفكي

مغادرة الفرد القروب

احمد الفكي

 1  0  3330
احمد الفكي
أوتاد أحمد الفكي
مع ثورة الاتصالات و تقنية المعلومات و هيمنة العولمة التي بموجبها أصبح العالم قرية , كان لمصطلح القروب group ظهوره الطاغي لاسيَّما في وسيلة التواصل الاجتماعي social continuity الواتساب . حيث تسابق الأحباب و الأصدقاء و الأهل و المعارف و الزملاء في مشارق الأرض و مغاربها في إنشاء و تكوين المجموعات أي القروبات .
قبل الخوض في القروبات الجديدة و الحديثة نجد ديننا الحنيف الذي جاء به صاحب الرسالة العصماء سيد الخلق أجمعين محمد بن عبد الله صلوات ربي و سلامه عليه قد نادى بالمجموعة الواسعة التي تسع مظلتها كافة الكرة الأرضية من منطلق رسالته للثقلين الإنس و الجن التي شعارها إنَّما المؤمنون إخوة . يَتَفقَّد بعضهم البعض بواسطة تفعيل صلة الرحم و صلة الأخوة الإسلامية و كفى بها من صلةٍ وهي التي أخذت مسمَّى الأخوة في الله التي توثق عُرى الحب و الإخلاص و يكون ثوابها الفوز بظل الرحمن يوم لا ظل إلا ظله .
هنا في ظل الألفية الثالثة و ظهور مصطلح قروب كترجمة لفظية للكلمة الإنجليزية group التي تعني جماعة و زُمرة و مُفرزة وحدة عسكرية كما تعني المجموعة في تصنيف النبات أو الحيوان أو الأجناس البشرية أو الصخور . وهي في استخدامها الحديث المتداول تشكيل جماعة أو مجموعة يربطهم التجانس و التقارب الروحي و الفكري و الثقافي و المودة التي قد تتفوق على رابطة الدم .
كي يكون جو المجموعة نقي و صالح لبقاء الفرد في بوتقتها الذي حمل صفة العضو في المجموعة لا بُدَّ من تفعيل مبدأ الرأي و الرأي الآخر مع حضور سعة الصدر , لأنَّه إضافة للعنقاء و الغول و الخل الوفي أن تتوافق الأراء دون اختلاف في وجهات النظر وهو ظاهرة صحية و إيجابية و ليس خلاف الذي يُعد ظاهرة مَرَضِيَّة و سلبية .
إليك عزيزي القارئ هذا المثال في تفعيل مبدأ الرأي و الرأي الآخر الذي يمتاز بسعة الصدر نتاج اختلاف وجهة النظر و قبول الحق بعد ظهوره تلك المناظرة اللطيفة و الطريفة التي جرت بين فضل العلم و العقل , حيث يقول القائل الذي أبدع و أجاد في صياغة تلك المناظرة شعراً فجاءت الأبيات على هذا النحو :
علمُ العليمِ و عقلُ العاقل اختلافا
من ذا الذي منهما قد أحرز الشرفا
فالعلم قال أنا أحرزت غايته
والعقلُ قال أنا الرحمن بي عُرفا
فأفصح العلم إفصاحاً و قال له
بأينا الله في فرقانه اتصفا
فبان للعقل أنَّ العلمَ سيده
فَقَبَّل العقلُ رأس العلم و انصرفا .
لم يكن بين العلم و العقل خلاف بل كان اختلاف وهنا عوداً على بدء للعنوان مغادرة الفرد القروب , والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا يغادر الفرد القروب ؟ لا شك أنَّ حضور ضيق الصدر و عدم الأخذ بمبدأ تفعيل الرأي و الرأي الآخر مع تواجد العقلية الأحادية الفكر لمشرف المجموعة الذي يفتقد لعنصر القيادة و يمتاز بعقدة الأفضلية و التسلط و الفظاظة إضافة لفقد عنصر التجانس والتقارب الثقافي مما يكون لتلك المفردات السبب الرئيس في مغادرة الفرد القروب .
آخر الأوتاد :
على المرء أن يتعلم مما يقابله و يُصادفه في حياته لاسيَّما من بني جنسه و لا يتيح للسانه أن يُطلق عبارة الاستهجان ( أنا أتعلم منك أنت ) التي تتناقض مع المؤمن كَيِّس فطن الذي أنَّى وجد الحكمة سارع في أخذها وهي حق مشروع له لأنَّ الحكمة ضالة المؤمن .





امسح للحصول على الرابط
بواسطة : احمد الفكي
 1  0
التعليقات ( 1 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    أبو عثمان 03-28-2015 09:0
    أستاذنا أحمد صبحك الله بالخير جميل حديثك عن وحدة الصف وقبول الرأى الآخر لكن نحن فى السودان رغم صفاتنا الطيبة وكتيرة إلا أننا نحب الخلاف زى عيوننا ومش الفرد فينا يغادر القروب وبس يغادرها ويحمل معه البندقية ويحسم رأيه بالقوة وعجبنى بيت الشعر فبان للعقل أن العلم سيده فقبل العقل رأس العلم وإنصرفا والجهل بالفعل مصيبة وأول كلمة فى كتابنا المقدس تحارب الجهل وهى كلمة إقرأ وهى قاعدة جميلة لمحو الأمية
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019