كان ذاك عصرا مهره العمل والانضباط وكان عطره عرق الجبين الفواح ماركة من مسجله من الصلاح والفلاح كانت فيه روحنا وماترك المستعمر بعض فوائده التي قتلناها قتل من لا يخاف الفقر حتي مصصنا اصابع الندم عليها كاطفال اللاجئين في المخبمات حول العالم وكانت روح الاستقلال وابتسامتة نهرا جاريا في العروق وعلي الارض ....كانت محطات سكة حديد حياة ضاجه اخري بالحيوية والحياء ...كانت المحطات الكبيرة دنيا اخري كبيرة امها كانت عطبرة بشرايين دموية دفاقه الي بورسودان ...شندي ..الخرطوم الي الغرب كوستي بلسانها الطويل الي بابنوسة المجلد واو. كانت ارصفة تلك المحطات مقهي وملتقي للناس والحياة من كل شكل وولون من غرف النوم تنازليا في درجاتها الي الرابعه و عربات الاضافه تلك قصة اخري من العذابات الحلوة من المكابدة بحلاوة نساء السفر ....العيون الكبيرة كالمدن الكبيرة ..لوحات فنون وعبق حياة وسرمد خلود للعلاقات العابرة تدخل الي قلب الذاكرة تصدأ الذاكرة ولا تصدا الذكري شعرا نثرا وعطرا في الممرات وبين العربات (التصادم ) والسلالم وانت سالم ...الخطر اقرب اليك من لمحة بصر ولكنها الحياة المجازفه باذخه بالوانها وحاضرة تكتب العمر من جديد بلقاء احبة الانس او احبة القلب او الرجوع للدنيا من سقطه محققه ....كان ميلادا جديد ا لحياة ممتدة كنهر النيل ...كانت ارصفة المحطات كمنتدي العشاق علي غير اتفاق في الميعاد ..كانت الابتسامة هي القاسم المشترك الاعظم في وعثاء سفر تتارجح مواعيده كمرجحة اطفال ... الابتسامة هي البرد والسلام ونسمة الصيف الغائظ ....علي تلك الارصفة كانت الرائحة نفاذه وقوية تعبيرا عن لحن الحياة ....رائحة من عطر النساء باختلاف اشكاله والوانه ورائحته كأنما سرا جديد يباح للتو والحين علي الارصفه تتحرك علي الارصفه امواج وافواج من البشر تتلاطم ولا تتفاطم لتخرج السيمفونية العاشرة من العمق السابع ارضا وسماء نورا وضياء شهوة وشقاء سعيا مريحا ولاواء كانما الاضداد اتفقت علي الالتقاء وكانما المترادفات اتفقت علي التشاكس والتناوش ذلك كله يحدث رغم اهتزاز الارصفة بحركة القطارات الرائحة والغادية ...بين كل هذا الضجيج كان هناك واحدا او اكثر من واحد حسب سعة المحطة وحسب ارصفتها وتقاطعاتها والحشود البشرية علي الارصفه ...كان العلامة الفارقة بين كل الموجودات .....والعلامة المارقه عن كل المالوفات ....وبين هذه وتلك كانت الدهشة المفرطه التي تلجمك بالصمت كانك اخرس او أصم .....او الدهشة التي تفتحك علي كل مدن العالم فتنداح في الافراح والليالي ذات الفجر الذي لا ياتي والصباحات الندية والعصية علي النسيان ....فينطلق اللسان ...كان كل الناس شعراء في سوق عكاظ الجاهلي فتسمع هنا يا سلام ...وهناك الله ... الله ,,,,واهات هنا... وتاوهات هناك ...اهم سكاري..... ام حياري ....اهم في حلم ام علم هكذا هي اللوحه ...يقودها هذا الواحد او اكثر حسب المحطات ...انه صعلوك المحطه المايسترو لاوكسترا علي طول الارصفه ...بزيه او ازيائهم البديعة ...بها كل الوان الحدائق الجميله اهي من اليابان او اسبانيا او بلجيكا او من بريطانيا عطرها يمثل كل العالم يزرع الارصفه جيئة وذهابا بشخصية قوية يصفر قبالة كل جميلة يغمز من طرف لهذه ويسحب تلك لناحية اخري ثم يركنها كانها بانتظار عاشق جديد ... يقف امام ثم يناور بمزماره الداوودي كانه يغني لها (مانسناك جاي ايه تعمل معانا بعد ما ودتردنا ) ويحرن امام تلك كانه مصلوب علي عود العدالة اتراها جميلة الجمته الحركه والزمته السكون ...كانه يردد (مين قساك مين قسي قلبك ..آه ...ياناسي حبك ) يمارس حركات المشاغله كانه يتحين الفرص لعمل شئ ما فجاة يخطفها من هنا الي مكان وهي تضحك كانما حملها فارس علي حصان ابيض ....ينقصها من الفرحة فقط الفستان الابيض ...وهو لا يبالي تاره يضحك مع هذه حتي تجد ان اسرتها او مجموعتها التي تقف معها تكاد تتدبر امرها تحسبا لخطوات هذا غير مامون العواقب فجاه كانه يلقي بنكته يضحك الجميع لدرجة الوقوع للخلف ...هنا يخطف الصعلوك حبيته رغم التشابك القوي بين الجميع وكانها تقول له وللجموع ...دقيقة ...دقيقة يدي .....اسورتي ....خلخال ارجلي ولكنها تذهب راضية بين ذهول الحاضرين البعض يصفق خطفها يا له من حب ....البعض يصعق ويتسمر مكانه البعض الاخر يطلق النكات وهو لا يلوي علي شئ ....شئ لا يصدق شئ غير مالوف ..هو لا يراعي السلوك ولا القيم طالما ان احدا لم يحتج علي مفاجاته اليومية وهو صعلوك علي مدار اليوم ليل نهار لا يعرف التوقف و التنهد الا امام الجميلات واكثر ما يروق له مداعبة الاطفال وكانه يشحن بطاريته ممن لا يستطيع سحبهن لاسباب خارجة عن ارادته ربما نسبة لاوامر قلبه التي تاخرت بمشغوليتها في ناحية اخري ..هو دائما طليق كخصلة عربيدة فوق الجبين او كعطر يحمله النسيم للعالمين ظريف شاب ممتلئ حيوية وبهاء واناقه خفة دم ورشاقه في الحركه كانه بهلوان في دائرة السيرك او ساحر يشكل الاشياء كما يريد او ان كل الاشياء والناس علي الارصفه طوع بنانه تماما كزمانه ذاك حيث البهاء والجمال والالق وحب الحياة بهدوء وعزة نفس قبل ان ياتي علينا زمان الريح العقيم فاودي اول ما اودي بتلك الهيئة الراسخه فماتت وماتت معها كل الارصفه بموت اهلها فخيم اليباب علي الارصفه لا تسمع لغير صوت الريح كانها تئن باكية علي زمانها الذي كان وفقد صعلوك المحطة او صعاليكها بريقها وحلاوتها ..وشقاوتها وخفة دمها وروحها العبقرية ومرحها التلقائي وكيف لا وقد رحل العاملون وسكان الارصفه والعشاق والاحباب فترمل الصعلوك واغتم وحزن وانطوي علي جرحه الغائر النازف الي الداخل دوما وكبير الظن ان رفاته الان في افران صهر الخردة واثمانه في جيوب الريح العقيم وهو يردد كما نردد من اشتراك فقد اشترانا ...اشتري للسيف غمدا وللاحزان مرثية ... يا قطار المناورة الصغير في محطات حزننا المقيم وارصفة عزائنا المستدام ....وداعا ايها الحياة ومرحبا لتجديد البيعة للريح العقيم !!!
x
إغلاق
أيها السيف النبيل لقد أمتعتنا ومن عبق الحروف أسكرتنا وبجميل الذكريات أطربتنا ....ياخي والله قد ارحتنا من كثير تعب وعنا ألم بنا...
إلى متى ياخواجة نفضل نبكي أيام الخواجة...ومتى ياسيف يرجع وطناذاك النضيف (نضافة الخلقة والاخلاق نضافة الحاكم والمحكوم، نضافة الغالب والمهزوم، ...
(كل عام ترذلون)،يقال حديث شريف ويقال من كلام الحسن البصري، فأخشى ما أخشى أن يكون هذا القول يعنينا نحن دون شعوب العالم...فما هناك من بلد يمضي للخلف بل للهاوية بسرعة الصاروخ أكثر من هذا البلد المبتلى ...هذا البلد الغني بكل خيرات الأرض والسماء الفقير لحاكم (ودبلد) يجوع ليطعم حبانه ، يسكت لتنضم أفعاله يبكي لتضحك آماله...
لك الله ياصعلوك الكتابة ومن أتى بعدك تعجزه الذال مكان الزاء والغين بدل القاف...لك الله ياقاطن الخليج ياطريد أرض النيل ، مثلك مثل كثير من النبلاء الذين مضوا وتركوا (الوطن) لصعاليك الزمن يعيثون فساداً ويلدون المحن .....حتى لم يبق في أرض النيل من أحد إلا ولسان حاله يقول .....ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم "بشيرها" والسارق وزيرها ...
ولن انسى رحلتنا لنيالا وعند عودتنا فى احد المحطات اتى محمود سراج ابو قبورة وفرقته وطلبوا ان يرافقونا وكانت فرصة عظيمة للاستمتاع بهذا الفنان العفوى واذكر كابتن الفريق كان نائم فى سلة العفش فوقنا وقال له دى الديك ماينومها وبعدها تواصلنا معه ودعانا لحضور بعض المسرحيات على خشبة المسرح بام درمان ووجدنا معه خورشيد ربنا يرحمهم ***
واخرى كانت للابيض لا درك بعثة الكرة الطائرة التى كنت احد الضباط الثلاثة لاتحادها بالاقليم الاوسط ومن الصدف اجد اسماعيل حسب الدائم الذى تربطنا به علاقة نسب خالنا الذى رحل قبل ايام متزوج منهم وكان مع اسماعيل الراحل ابوداؤد وكنا سعداء بالقفشات التى تصدر منه فى كل محطة وسندة وينادى ويداعب الجميع وقص قفشاته مع جميع الفنانين تم تبادلها فى تلك الامسية والان الابيض لاتحتاج لقطار ***
وياحبيب اليوم مع مفكرة الذكريات الجميلة و سرحت بنا بعيدا من الرياضة واوجاعها لكم مودتى وعاطر تحياتى[/SIZE]
والله .. انه من اجمل ماقرات..
لك شكرى وتقديرى..
عطبراوى..جار عليه الزمن فرحل عنها..وهو يبكى..ومازال يتأبط كل الذكريات الجميلة( محطة عطبرة مع صعلوك المحطة برفقت الوالد العزيز )..
قـطار الشـوق وما أدراك ما قـطار الشـوق، قسـما بالله ودون أن أشعر تساقطت حبات الدمـوع على خـدي وأنا أقـرأ مقالك الجمـيل هذا.. ليت الزمان يعـود بنا لسودان السبعينيات .. تلك الأيام الجمـيلة والنسـيج الاجتماعي الأجمل بين كل أطياف الشعب السوداني. والشكر موصول للحبيب كتاحة والذي زان مـقالك الجميل بأجمـل الصور والذكريات.
في هذا الزمان الأغبر تفشى القبلية والجهوية والطائفية البغيضـة.. ويقع العبء على عاتقك وأمثالك اخي سيف لمحاربة ذلك.. ولك حبي وتقديري،،،،
تعطل القطار المتجه من الخرطوم لعطبره
في وسط الطريق
الشاعر ( علي محجوب ) والشوق يسابقه
لديار الاحبة بعطبرة كتب مخاطبا القطار ،،،
قطار الشوق متين ترحل
تودينا
نشوف بلدا حنان أهلا
ترسى هناك ترسينا
نسائم عطبرة الحلوة
تهدينا وترسينا
نقابل فيها ناس طيبين
فراقهم كان ببكينا
يا قطار الشوق متين توصل
حبيبنا هناك راجينا
متين نحضن عويناتو
متين يسرع يحيينا
يا قطار الشوق
دا ليل الغربة فيهو ودار
متين تسرع متين بتكمل
المشوار
عشان نلقى سيد الناس
ونطفي البينا من النار
نشوف عينيهو النعسانة
ولونو الزاهي كلو نضار
يا قطار الشوق حبيبنا هناك
يحسب في مسافاتك
ولو تعرف غلاوة الريدة
كنت نسيت محطاتك
وكان بدرت في الميعاد
وكان قللت ساعاتك
وكان حنيت علي مرة
وكان حركت عجلاتك