• ×
الجمعة 3 مايو 2024 | 05-02-2024
سيف الدين خواجة

صعلوك ..... المحطات !!!

سيف الدين خواجة

 12  0  3018
سيف الدين خواجة
كان ذاك عصرا مهره العمل والانضباط وكان عطره عرق الجبين الفواح ماركة من مسجله من الصلاح والفلاح كانت فيه روحنا وماترك المستعمر بعض فوائده التي قتلناها قتل من لا يخاف الفقر حتي مصصنا اصابع الندم عليها كاطفال اللاجئين في المخبمات حول العالم وكانت روح الاستقلال وابتسامتة نهرا جاريا في العروق وعلي الارض ....كانت محطات سكة حديد حياة ضاجه اخري بالحيوية والحياء ...كانت المحطات الكبيرة دنيا اخري كبيرة امها كانت عطبرة بشرايين دموية دفاقه الي بورسودان ...شندي ..الخرطوم الي الغرب كوستي بلسانها الطويل الي بابنوسة المجلد واو. كانت ارصفة تلك المحطات مقهي وملتقي للناس والحياة من كل شكل وولون من غرف النوم تنازليا في درجاتها الي الرابعه و عربات الاضافه تلك قصة اخري من العذابات الحلوة من المكابدة بحلاوة نساء السفر ....العيون الكبيرة كالمدن الكبيرة ..لوحات فنون وعبق حياة وسرمد خلود للعلاقات العابرة تدخل الي قلب الذاكرة تصدأ الذاكرة ولا تصدا الذكري شعرا نثرا وعطرا في الممرات وبين العربات (التصادم ) والسلالم وانت سالم ...الخطر اقرب اليك من لمحة بصر ولكنها الحياة المجازفه باذخه بالوانها وحاضرة تكتب العمر من جديد بلقاء احبة الانس او احبة القلب او الرجوع للدنيا من سقطه محققه ....كان ميلادا جديد ا لحياة ممتدة كنهر النيل ...كانت ارصفة المحطات كمنتدي العشاق علي غير اتفاق في الميعاد ..كانت الابتسامة هي القاسم المشترك الاعظم في وعثاء سفر تتارجح مواعيده كمرجحة اطفال ... الابتسامة هي البرد والسلام ونسمة الصيف الغائظ ....علي تلك الارصفة كانت الرائحة نفاذه وقوية تعبيرا عن لحن الحياة ....رائحة من عطر النساء باختلاف اشكاله والوانه ورائحته كأنما سرا جديد يباح للتو والحين علي الارصفه تتحرك علي الارصفه امواج وافواج من البشر تتلاطم ولا تتفاطم لتخرج السيمفونية العاشرة من العمق السابع ارضا وسماء نورا وضياء شهوة وشقاء سعيا مريحا ولاواء كانما الاضداد اتفقت علي الالتقاء وكانما المترادفات اتفقت علي التشاكس والتناوش ذلك كله يحدث رغم اهتزاز الارصفة بحركة القطارات الرائحة والغادية ...بين كل هذا الضجيج كان هناك واحدا او اكثر من واحد حسب سعة المحطة وحسب ارصفتها وتقاطعاتها والحشود البشرية علي الارصفه ...كان العلامة الفارقة بين كل الموجودات .....والعلامة المارقه عن كل المالوفات ....وبين هذه وتلك كانت الدهشة المفرطه التي تلجمك بالصمت كانك اخرس او أصم .....او الدهشة التي تفتحك علي كل مدن العالم فتنداح في الافراح والليالي ذات الفجر الذي لا ياتي والصباحات الندية والعصية علي النسيان ....فينطلق اللسان ...كان كل الناس شعراء في سوق عكاظ الجاهلي فتسمع هنا يا سلام ...وهناك الله ... الله ,,,,واهات هنا... وتاوهات هناك ...اهم سكاري..... ام حياري ....اهم في حلم ام علم هكذا هي اللوحه ...يقودها هذا الواحد او اكثر حسب المحطات ...انه صعلوك المحطه المايسترو لاوكسترا علي طول الارصفه ...بزيه او ازيائهم البديعة ...بها كل الوان الحدائق الجميله اهي من اليابان او اسبانيا او بلجيكا او من بريطانيا عطرها يمثل كل العالم يزرع الارصفه جيئة وذهابا بشخصية قوية يصفر قبالة كل جميلة يغمز من طرف لهذه ويسحب تلك لناحية اخري ثم يركنها كانها بانتظار عاشق جديد ... يقف امام ثم يناور بمزماره الداوودي كانه يغني لها (مانسناك جاي ايه تعمل معانا بعد ما ودتردنا ) ويحرن امام تلك كانه مصلوب علي عود العدالة اتراها جميلة الجمته الحركه والزمته السكون ...كانه يردد (مين قساك مين قسي قلبك ..آه ...ياناسي حبك ) يمارس حركات المشاغله كانه يتحين الفرص لعمل شئ ما فجاة يخطفها من هنا الي مكان وهي تضحك كانما حملها فارس علي حصان ابيض ....ينقصها من الفرحة فقط الفستان الابيض ...وهو لا يبالي تاره يضحك مع هذه حتي تجد ان اسرتها او مجموعتها التي تقف معها تكاد تتدبر امرها تحسبا لخطوات هذا غير مامون العواقب فجاه كانه يلقي بنكته يضحك الجميع لدرجة الوقوع للخلف ...هنا يخطف الصعلوك حبيته رغم التشابك القوي بين الجميع وكانها تقول له وللجموع ...دقيقة ...دقيقة يدي .....اسورتي ....خلخال ارجلي ولكنها تذهب راضية بين ذهول الحاضرين البعض يصفق خطفها يا له من حب ....البعض يصعق ويتسمر مكانه البعض الاخر يطلق النكات وهو لا يلوي علي شئ ....شئ لا يصدق شئ غير مالوف ..هو لا يراعي السلوك ولا القيم طالما ان احدا لم يحتج علي مفاجاته اليومية وهو صعلوك علي مدار اليوم ليل نهار لا يعرف التوقف و التنهد الا امام الجميلات واكثر ما يروق له مداعبة الاطفال وكانه يشحن بطاريته ممن لا يستطيع سحبهن لاسباب خارجة عن ارادته ربما نسبة لاوامر قلبه التي تاخرت بمشغوليتها في ناحية اخري ..هو دائما طليق كخصلة عربيدة فوق الجبين او كعطر يحمله النسيم للعالمين ظريف شاب ممتلئ حيوية وبهاء واناقه خفة دم ورشاقه في الحركه كانه بهلوان في دائرة السيرك او ساحر يشكل الاشياء كما يريد او ان كل الاشياء والناس علي الارصفه طوع بنانه تماما كزمانه ذاك حيث البهاء والجمال والالق وحب الحياة بهدوء وعزة نفس قبل ان ياتي علينا زمان الريح العقيم فاودي اول ما اودي بتلك الهيئة الراسخه فماتت وماتت معها كل الارصفه بموت اهلها فخيم اليباب علي الارصفه لا تسمع لغير صوت الريح كانها تئن باكية علي زمانها الذي كان وفقد صعلوك المحطة او صعاليكها بريقها وحلاوتها ..وشقاوتها وخفة دمها وروحها العبقرية ومرحها التلقائي وكيف لا وقد رحل العاملون وسكان الارصفه والعشاق والاحباب فترمل الصعلوك واغتم وحزن وانطوي علي جرحه الغائر النازف الي الداخل دوما وكبير الظن ان رفاته الان في افران صهر الخردة واثمانه في جيوب الريح العقيم وهو يردد كما نردد من اشتراك فقد اشترانا ...اشتري للسيف غمدا وللاحزان مرثية ... يا قطار المناورة الصغير في محطات حزننا المقيم وارصفة عزائنا المستدام ....وداعا ايها الحياة ومرحبا لتجديد البيعة للريح العقيم !!!
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : سيف الدين خواجة
 12  0
التعليقات ( 12 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    البابا 03-25-2015 11:0
    يااااااااه ده حاالتو خواجة لوكان سيبويه كان عمل شنو؟؟؟هههههه...
    أيها السيف النبيل لقد أمتعتنا ومن عبق الحروف أسكرتنا وبجميل الذكريات أطربتنا ....ياخي والله قد ارحتنا من كثير تعب وعنا ألم بنا...
    إلى متى ياخواجة نفضل نبكي أيام الخواجة...ومتى ياسيف يرجع وطناذاك النضيف (نضافة الخلقة والاخلاق نضافة الحاكم والمحكوم، نضافة الغالب والمهزوم، ...
    (كل عام ترذلون)،يقال حديث شريف ويقال من كلام الحسن البصري، فأخشى ما أخشى أن يكون هذا القول يعنينا نحن دون شعوب العالم...فما هناك من بلد يمضي للخلف بل للهاوية بسرعة الصاروخ أكثر من هذا البلد المبتلى ...هذا البلد الغني بكل خيرات الأرض والسماء الفقير لحاكم (ودبلد) يجوع ليطعم حبانه ، يسكت لتنضم أفعاله يبكي لتضحك آماله...
    لك الله ياصعلوك الكتابة ومن أتى بعدك تعجزه الذال مكان الزاء والغين بدل القاف...لك الله ياقاطن الخليج ياطريد أرض النيل ، مثلك مثل كثير من النبلاء الذين مضوا وتركوا (الوطن) لصعاليك الزمن يعيثون فساداً ويلدون المحن .....حتى لم يبق في أرض النيل من أحد إلا ولسان حاله يقول .....ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم "بشيرها" والسارق وزيرها ...
  • #2
    سيف الدين خواجة 03-25-2015 09:0
    اخي الامين رحم الله خالكم وجعل الجنة متقلبه ومثواه اما سكه حديد في كل الدنيا تتطور وعندنا تنتحر بسبب السياسة الرعناء لانها الامن في الوسائل والاسهل والايسر والارخص في النقل وكان يمكن حالها يكون افضل تصور نحن اول من ادخل القطار السريع كتجربة مدني /الخرطوم علي عهد عبود وكبير الظن انه بيع حردة كما بيعت كل سكه حديد والسؤال اين ذهبت اموال البيع ما يجري لدينا انهي والي الابد فكرة الدولة الحديثة بشهادة برف حسن مكي /دولة الحكم الرشيد والمؤسسات لذلك لا احزن علي ما يفعله الاتحاد العام لانه علي دين ملوكهم وليس هذا طريق التقدم مخطئ من يظن اننا نتكلم في السياسة فقط نتكلم عن وطن يضيع من بين ايدينا كما تتسرب الماء بين الاصابع !!!
  • #3
    الامين عبد القادر 03-25-2015 09:0
    التحية والسلام اخى العزيز سيف الدين خواجة اليوم ابحرت بنا مع ذكريات عميقة ويكاد كل انسان السودان الاول تحرك بهذا القطار ولنا ذكريات رائعة ايام الشباب وفريق جيفارا اولاها كانت للدمازين وايام الخريف مع اننا حاجزين عربه ولكن الجماعة فضلوا يسطحوا رغم المخاطر ولكن الشباب ولن انسى ودالنيل وخوردنيا لاننا توقفنا فيه كثيرا حتى يتم التاكد من الطريق **
    ولن انسى رحلتنا لنيالا وعند عودتنا فى احد المحطات اتى محمود سراج ابو قبورة وفرقته وطلبوا ان يرافقونا وكانت فرصة عظيمة للاستمتاع بهذا الفنان العفوى واذكر كابتن الفريق كان نائم فى سلة العفش فوقنا وقال له دى الديك ماينومها وبعدها تواصلنا معه ودعانا لحضور بعض المسرحيات على خشبة المسرح بام درمان ووجدنا معه خورشيد ربنا يرحمهم ***
    واخرى كانت للابيض لا درك بعثة الكرة الطائرة التى كنت احد الضباط الثلاثة لاتحادها بالاقليم الاوسط ومن الصدف اجد اسماعيل حسب الدائم الذى تربطنا به علاقة نسب خالنا الذى رحل قبل ايام متزوج منهم وكان مع اسماعيل الراحل ابوداؤد وكنا سعداء بالقفشات التى تصدر منه فى كل محطة وسندة وينادى ويداعب الجميع وقص قفشاته مع جميع الفنانين تم تبادلها فى تلك الامسية والان الابيض لاتحتاج لقطار ***
    وياحبيب اليوم مع مفكرة الذكريات الجميلة و سرحت بنا بعيدا من الرياضة واوجاعها لكم مودتى وعاطر تحياتى
    [/SIZE]
  • #4
    هلالابى أزرق دمو 03-25-2015 07:0
    لك الله أيها الكاتب الفز..

    والله .. انه من اجمل ماقرات..

    لك شكرى وتقديرى..

    عطبراوى..جار عليه الزمن فرحل عنها..وهو يبكى..ومازال يتأبط كل الذكريات الجميلة( محطة عطبرة مع صعلوك المحطة برفقت الوالد العزيز )..
  • #5
    مختار خواجة 03-24-2015 09:0
    سكت الجدول وفغر كوديكه أمام النيل الطامي الفرات العذب
  • #6
    سيف الدين خواجة 03-24-2015 03:0
    شكرا اخي ابو منذر اختلاف اللون محبة حتي لا تبور السلع وصدقني قسما كما بكيت انت بكيت انا علي اثرك لانه الوطن الجريح رد الله غربة الجميع لوطن معافي هلاريخ يا حبيب وحدة ولحمه وطنية ليس الا غير ذلك فاليذهبا كما يراد لهما!!!
  • #7
    سيف الدين خواجة 03-24-2015 01:0
    تعرف يا تفاحة قطار البخار هذا حينما كان يتصعد من كريمه الي ابو حمد في محطات كثيرة كنا نكون راجلين معه ممسكين بالسلالم في الصبا الباكر اما من عطبرة لبورسودان للارتفاع ايضا كان بطيئا ولولا مسيره كان ليلا فيمعظم الاوقات لراجلناه وطبعا من جبيت المعادن الانحدار لرهيب لبورسودان حيث بورسودان تنخفض 5درجات تحت سطح البحر كما قالوا لذلك كله تري بورسودان اسفلك والبحر اعلاه وتراه قبل ما تري بورسودان ولكن ليس من خط الافق او المدي !!!
  • #8
    ابو منذر 03-24-2015 12:0
    أخي العـزيز واستاذنا الجلـيل سيف الدين .. في غـربتي ورغم اختلاف لونيتي مع معشـوقك الأزرق ،، إلا أنني اداوم عـلى ما تخطـته يراعك الجمــيل .
    قـطار الشـوق وما أدراك ما قـطار الشـوق، قسـما بالله ودون أن أشعر تساقطت حبات الدمـوع على خـدي وأنا أقـرأ مقالك الجمـيل هذا.. ليت الزمان يعـود بنا لسودان السبعينيات .. تلك الأيام الجمـيلة والنسـيج الاجتماعي الأجمل بين كل أطياف الشعب السوداني. والشكر موصول للحبيب كتاحة والذي زان مـقالك الجميل بأجمـل الصور والذكريات.
    في هذا الزمان الأغبر تفشى القبلية والجهوية والطائفية البغيضـة.. ويقع العبء على عاتقك وأمثالك اخي سيف لمحاربة ذلك.. ولك حبي وتقديري،،،،
  • #9
    عاشق الهلال 03-24-2015 11:0
    يا للروعة ،، والله انى اشفق على الجيل الحالى والذى لم تتاح له الفرصة لرؤية الخدمة التى (كان) يتمتع بها مواطن السودان فحتى البص والمسمى بالبص السريع والذى كان يتوجه من الخرطوم الى بورتسودان مرورا برفاعة وكسلا وبالرغم من عدم وجود اسفلت الا ان مواعيده كانت تضبط عليها الساعة،،، الشكر للاخ كتاحة والذى اضفى على المقال القا على القه باضافتة لمجموعة صور معبرة على شبابنا التمعن فيها بدقة ليروا احترامنا لهندامنا بلديا كان ام افرنجيا ،،، يبدو ان حكامنا والذين لم تتح لهم فرصة الوقوف على ما وصل اليه العالم يتمحور كل تفكيرهم فى ان سنعيدها يسرتها الاولى وبالرغم من جمال السيرة الاولى الا ان قمة المأساة تتجلى فى ان تكون طموحاتنا هى العودة للوراء اكثر من نصف قرن حتى نواكب الحضارة ،،،، الرحمة لاليكس هيلى صاحب cry the beloved country وما احوجنا لععد من الاليكسات
  • #10
    سيف الدين خواجة 03-24-2015 10:0
    عزيزي ابو عثمان والعزيز تفاحة هذه دمعة حزن علي السكه حديد وربما اكون احد المسطحين في الصورة ادناه ايام لا تنسي من زحمة القطارات ومشاكلها صار الناس اهل ونسب ومصاهرة المشاريع القومية الكبيرة اهميتها ليست في الربحية وانما في مهاجنة القبائل لخلق الانسان القومي مشكلة علي مر الازمان ولكن تقول شنو للجن الكلكي اللابس كسكته !!!!!!!!!!!!!!
  • #11
    الكتاااااحة والتفاااااحة 03-24-2015 09:0
    image

    image

    image

    تعطل القطار المتجه من الخرطوم لعطبره
    في وسط الطريق
    الشاعر ( علي محجوب ) والشوق يسابقه
    لديار الاحبة بعطبرة كتب مخاطبا القطار ،،،

    قطار الشوق متين ترحل
    تودينا
    نشوف بلدا حنان أهلا
    ترسى هناك ترسينا
    نسائم عطبرة الحلوة
    تهدينا وترسينا
    نقابل فيها ناس طيبين
    فراقهم كان ببكينا
    يا قطار الشوق متين توصل
    حبيبنا هناك راجينا
    متين نحضن عويناتو
    متين يسرع يحيينا
    يا قطار الشوق
    دا ليل الغربة فيهو ودار
    متين تسرع متين بتكمل
    المشوار
    عشان نلقى سيد الناس
    ونطفي البينا من النار
    نشوف عينيهو النعسانة
    ولونو الزاهي كلو نضار
    يا قطار الشوق حبيبنا هناك
    يحسب في مسافاتك
    ولو تعرف غلاوة الريدة
    كنت نسيت محطاتك
    وكان بدرت في الميعاد
    وكان قللت ساعاتك
    وكان حنيت علي مرة
    وكان حركت عجلاتك

    image
       الرد على زائر
    • 11 - 1
      الصواعق 03-24-2015 01:0
      الاخ كتاحة لقد هيجت في نفسي زكريات عزيزة .. فقد كان الوالد يعمل سائقا للقطار وكان يسكن بالسكة الحديد (المرطبات) مباشرة قبل كبري الحرية وامام استراحة مرطبات السكة حديد .. انا ولدت بامدرمان ومكثت بها مع جدتي بحوش العائلة الكبير ... (تربية حبوبات) .. كانت امدرمان عوائل .. ودأرو - ود البنا = الشفيع = بت بتى = النور عنقرة = صالح جبريل = غريب الله = حوش ودالحسين = استاذ شعيب = عبدالله خليل = الازهري = الخنادقة = مكي = ةجنوباوي = الملازمين = بيت المال = الموردة = العباسية = حي العرب = بانت = الركابية - الخ... الخ كانت تربط بهذه الاسر القرابة والارحام = كنت اخرج مع جدي في الاجازات لسوق امدرمان فكان له دكان .. كان يعرف الاطفال الصغار من اشكالهم ودمهم - يسأل الطفل مباشرة ويقول له انت ود فلان ويجب الطفل بنعم وهو لم يكن راى الطفل من قبل - كنا ان اخطأنا في الشارع يضربنا الكبار وكان الجميع يشارك في تربيتنا وسلوكنا في الشارع -كانت بنات الحلة خط أحمر كان عرضهم هو عرضنا.. كنا نذهب لاداء صلاة الجمعة والمغرب للعشاء بالمسجد.. كان عندما يؤذن الصبح كنا نقوم بسرعة لاننا جربنا فلقة الابريق الذي يضربنا به الجد... كان لا يتلاعب في الصلاة - كنا حينما نتأخر ولكي نحضر اقامة الصلاة معه نصلي بدون وضوء لانه ان اكتشف اننا تأخرنا عن صلاة الصبح ان مصيرنا الضرب .. ظبطت المسألة واصبحنا نسبقه على البرش في انتظار امامته لنا في الصلاة.. في هذا الوقت كان يرتل القرآن بالديوان بصوت شجي قبل الصلاة ثم يعود للترتيل الى تشرق الشمس .. نكون جاهزين امامه للذهاب معه للسوق .. كان دائما يذهب برجليه بخطوات واسعة وكنا نركض خلفه.. كان عندما نركب البص .. ان كان من الامام فانه يدفع كل تذاكر الركاب والبص ممتليء .. لكون كل الناس تعرفه ويعرفهم حتى القادمون من ابوروف وانا كنا في الجزء الخلفي فان الكمساري لا يصل لنا ولا يطالبنا لانه قد تم قطع تذاكرنا من الامام.. كانت البلد أمان ... وكنت في الاجازات الكبيرة للمدارس اقضيها مع الاسرة الصغيرة بالسكةالحديد .. كان منزل والدي عبارة مرسي .. كان مليئا بالضيوف وخاصة المسافرون والقادمون .. كانت صواني الاكل تذهب وتأتى فارغة... كان الوالد عندما يسافر الى سنار او الابيض يحضر معه الخراف والخروف الذي يذبح يؤكل في نفس اليوم لعدم وجود ثلاجات.. كانت الوالدة ترسل من لحمه للجيران وكان ترسلني بفخدة خروف كاملة لجدتي بامدرمان... كان الوالد يحضر معه في سفراته السمن والبطيخ والشمام بكميات كبيرة .. كانت الدنيا بخيرها.. كانت بطيخة او شمامة من ذاك الزمان حلوة ليس كطعم بطيخ اليوم... كان كل شيء اصلى .. العسل اصلي .. كنا عندما نفتح صفيحة العسل نخاف لانه كانت لنا تجارب بانه رائحته ستستدعي بعض النحل ليحوم حولنا.. كنا نخافه لاننا جربنا لسعاته.. فنهرب الى ان يأتي الوالد لمعالجة الوضع.. كانت امنا امرأة بألف رجل كانت ترعانا وترعى الضيوف وتعمل في البيت طيلة اليوم بلا كلل ولا ملل .. في الصباح الباكر نحد كفتيرة الشاي باللبن امامنا تصب لنا في البداية سمنة اصلية بما يعاجل ربع الكباية ثم من فوقها شاي اللبن.. ثم صحن مليء باللقيمات الساخنة.. كانوا يسمونها (فكة الريق)... كان وكان وكان .. سرحت يا كتاحة .. معليش لمناسبة اخرى مع تحياتى للاخ سيف...فقد حركتم فينا ذكريات عزيزة..
  • #12
    أبو عثمان 03-24-2015 09:0
    أستاذنا ود الخواجة ماهذه الصباحات الندية بسحروك المابشبهوك أعجبتنى عباراتك تصدأ الذكرى ولا تصدأ الذاكرة شعراً ونثراً وعطراً وكلامك جميل عن صعلوك المحطة وكانت منتديات أرصفة المحطات لمنتدى العشاق على غير إتفاق لكن مالك ومال الرحيق العقيم الذى ماتذر من شئ أتت عليه إلا جعلته كالرميم يازول لا تتفق معاها ولا تتفق معاك خليك مع الصباحات الندية وعطور القطار
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019