عاد المريخ لسكة الانتصارات الدورية بعد ان تمنعت عليه مؤخرا عاد رغم
ردائة الأجواء المغلفة لسماء البيت المريخي عاد ليؤكد ان البطل مهما
تكالبت عليه المصائب سيبقي بطلا.
علي الرغم من ان انتصارات المريخ في الدوري امر عادي فعله المريخ عشرات
المرات وسيفعله مستقبلا الا ان انتصار المريخ علي العطبراوي افرحنا كثيرا
خصوصا بعد ان قدم المريخ مباراة متميزة وجادة طوال شوطيي اللقاء الذي
سبقته احداث ساخنة ومؤمرات بينة لكنها لم تنال مرادها من الارادة
المريخية التي جسدتها اصوات مريخية صرخت بقوة في وجه مولعي استهداف
المريخ من شلة اتحاد الكرة وزبانيته من حكام الترصد والظلم الموجه للنيل
من المريخ بصورة سافرة اثارت كل كوامن الرفض والغضب المريخي الذي اشتد
اوره ليعرف ويرعوي كل صاحب اجندة خفية ومغرضة.
نعود للقاء الذي كما قلنا كان عاديا ان ينتصر فيه المريخ لكن غير العادي
فيه كان يتمثل في الاجواء المشحونة بكثير من الضغط الذي عايشه المريخ
مؤخرا في الدوري بعد مباراة شندي التي خسرها الفريق لتفتح بعدها نفجات
كثيرة من النقد للفريق ومدربه غارزيتو الذي اكد في مباراة الأمس ان
الحديث الجزافي وتقيم المدربين بالقطعة علي الطريقة المريخية لايعدو ان
يكون نقد غير موضوعي يصاحبه كم هائل من الهرج الاداري غير المبرر.
لعب المريخ بتشكيلة متوازنة ضمت كل من جمال سالم وضفر وامير كمتوسطي دفاع
وعلي الاطراف الايسر والايمن لعب مصعب وواصل رمضان كطرف ايمن وفي الوسط
تواجد النيجيري جايسون وراجي وايمن سعيد وعلي طرفي الوسط المهاجم لعب
اوكرا وكوفي ولعب في قلب الهجوم( المستهدف) بكري المدينة، هذه التوليفة
قدمت شوط اول جيد غابت عنه الاهداف التي واصل لاعبي المريخ رحلة اضاعتها
بشكل متكرر ومشابه لجميع المباريات السابقة والتي كان يؤكل فيها كتف
الفريق بفضل اضاعة الفرص المكثفة والتي نتمني مع تعاقب المباريات والوصول
للفورمة المطلوبة استغلالها بشكل ادق وافضل من الذي نشاهده الان والذي لن
يكون استمراره في صالح الفريق مستقبلا خصوصا ان المنافسة ستذداد صعوبة
كلما اوغل فيها الفريق للامام وهذا الامر يتطلب التخلص الكلي من آفة
اضاعة الفرص المتعددة والتي لو عالج الجهاز الفني أمرها لقلنا منذ اللحظة
ان المريخ سيكون القطار السريع الذي سيجر من خلفه البقية حتي موعد الختام
والتتويج.
لم يشكل الامل اي خطورة تذكر علي الدفاعات المريخية واتي مستسلما لفريق
كان حقا يسعي للانتصار لمداواة جراحه المسخنة وهذا ماحدث في الحصة
الثانية التي نشط فيها الجانب الهجومي بعد دخول الكيني وانغا بديلا
للغاني كوفي والذي قدم قبلها شوط اول متميز وكان مصدر ازعاج دائم لدفاعات
الفهود من الجهة اليمني والتي لم تستطع ايقافه الا بعرقلته اكثر من مرة.
بعد دخول وانغا تحسن مردود الهجوم المريخي للأفضل فالمريخ كان فعلا يحتاج
لدخول مهاجم ثاني في ظل التكتل الدفاعي الذي كان عليه لاعبو الامل ومن
كرة عكسية متقنة من الجهة اليمني ارتقي لها المدينة محرزا هدف اول اكثر
من رائع كسر به اللاعب صيامه عن التهديف في الدوري منذ انطلاقة الموسم
ورد به بقوة علي مستهدفيه الذين لم يجدو طريقة لتسكين ألم اللدغة الا عبر
ملاحقة اللاعب مكتبيا بعد ان استعصي عليهم داخل الملعب وخارجه عندما فضل
الانحياز لعوالم الاحمر والاصفر النضيرة.
بعد هدف بكري اجري الفرنسي تبديل أخر قضي بخروج الغاني اوكرا ليدخل بديلا
له عبدو جابر صاحب اللمسات الانيقة والذي بدوره لم يخيب ظن مدربه بعد
احرازه الهدف الثاني من مجهود فردي اكثر من رائع طرح وقسم فيه حارس
ودفاعات الفهود ليضرب شباك العطبرواي بهدف ثاني افشي حالة من الاطمئنان
علي النتيجة ليخرج غارزيتو بعدها راجي دافعا في مكانه الباشا والذي اظن
ان اشراكه مرتبط بلقاء كابو سكورب القادم عشية السبت القادم.
انهي المريخ المباراة في شوطها الثاني بفوز معنوي مهم ليتفرغ بعدها
لاعبوه لمعركة السبت الحاسمة في المحرقة الحمراء.
الفوز علي الامل اتي في وقت عصيب شهدت فيه الساحة المريخية الكثير من صور
الاحباط الاداري المتمثل في التصريحات والتصرفات غير المسئولة لقادة مجلس
ادارة نادي المريخ الذي تفرغ اعضائه في الايام السابقة لبث موجة باردة من
الحديث عن الاستقالات الجماعية والتي لم يراعو لوقت الحديث حولها خصوصا
ان الفريق مجابه بمباريات مصيرية تتطلب تكاتف جميع اهل المريخ، لكن فضل
غالبية اعضاء المجلس قاعدة خالف تذكر بالحديث عن الذهاب عقب مباراة كابو
سكورب والتي لوحدها كان من المفترض ان يتم التعامل معها بصورة اكثر ثباتا
لكن ماذا نفعل مع ادارة تفضل صنع الازمات بنفسها ليعيش بعد ذلك فريق
الكرة وشعب المريخ علي حواف اسقاطات مدمرة من صنيع المجلس الغريب فنحن
حقا نستغرب للتسرع المتعمد في فتح الباب امام أزمة كان في مقدور قادة
المجلس الصبر عليها بعد حسم أمر مباراة كابو سكورب بخيرها وشرها لكن ان
تفتح الان فهذا امر غير مهضوم ويدعو للتساؤل حول حقيقة موقف ونظرة مجلس
المريخ لأهمية المباراة المذكورة.
وهج اخير:
سعو لإيقاف بكري ومازالو لكن ستكون في انتظارهم غضبة الحليم وياخوفي
عليهم من تفجرها فنحن نحذر بشدة قادة الاتحاد ومن لف لفهم مؤخرا لضرب
المدينة بقرار مكتبي ظل لايسلط الا علي منسوبي النادي الاحمر ولاعيبيه
وبصورة للاسف تحمل في اطارها وجه انتقامي سافر يكون الغرض منه دوما كسر
شوكة المريخ بداعي تصفية حسابات وتنفيذ اجندة تخدم في المقام الاول
منافسي المريخ ومن بعدها تمثل مقولة للعدالة وجوه كثيرة وشائهة حد القبح.
لاندعو لفرض قوانين الغاب في لعبة تقوم علي التسامح واحترام الاخر وهذا
الخليط يعطينا جانب الروح الرياضي التي نخاف ان نفقدها كليا بفضل تكريس
بعضهم لسياسات الاستهداف المتواصل والمباشر لشعب المريخ ومنسويبه اي كانو
وهذا بالطبع ما نرفضه بشدة.
علي الاتحاد ان يكون مسئولا ومنصفا فهو للاسف يدير بطولات تتوالد بداخلها
اسباب الفشل والاخفاقات فنحن ان اردنا ان نكون بقدرما مانتعامل به من
هيبة علينا اولا ان نعطي كل ذي حق حقه وعلينا كذلك ان نوفر جانب من
العدالة ظلت دوما في حال ازدراء متواصل بفضل اصحاب الياقات السوداء
السيئون لدرجة فاقت كل التصورات فنحن حقا نحتاج لجلسات طويلة ومتكررة
لبحث اخفاقات الحكام ولبحث اسباب التراجع المريع الذي يعيشه حال التحكيم
في السودان ان فعلنا كل هذا وقللنا من نسب الاخطاء التحكيمية لحدها
الادني علينا فقط حينها ان ننادي بمعاقبة كل من يتعدي خطوطه الحمراء لكن
دون ذلك سيبقي الامر استمراء ظلم لايخلو من استهداف وسيبقي مرفوضا وبشدة
من شعب المريخ ياقادة الاتحاد الرياضي.
© 2015 Microsoft Terms Privacy & cookies Developers English (United States)