• ×
الأحد 5 مايو 2024 | 05-04-2024
كمال الهدى

الفضيحة في دبي أيها الإمام المبجل

كمال الهدى

 14  0  3411
كمال الهدى

كمال الهِدي

kamalalhidai@hotmail.com

· مع كل صباح جديد يتأكد لي أن البعض يهيمون في وادِ غير وادينا.

· قرأت بالأمس أن خطيب مسجد الخرطوم الكبير كمال رزق المعروف بخطبه الجدلية قال " مافي دولة محترمة شوارعها مليانة كراسي بائعات شاي.. دي فضيحة وينبغي على النسوة أن يدخلن المساكن وإيجاد عمل بديل لهن".

· أولاً أقول للإمام الجليل لو كان بلدنا يعرف معنى الاحترام حقيقة لما احتاجت أي من نساء يعشن في دولة المشروع الحضاري للكد والكدح من أجل توفير لقمة شريفة لصغارهن.

· وأنت لا شك تعلم أيها الخطيب الأريب أن سيدنا عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) قال " لو أن بغلة عثرت في العراق لسألني الله عنها لما لم تمهد لها الطريق).

· هذا الخليفة الراشد والرجل العادل يخاف من أن يسأله الله عن بهيمة لو أنها وقعت في حفرة أو مطب.

· وأنتم يا رجال الدين السودانيين لا مانع عندكم من أن يُقطع عيش آلاف الأسر ويتوقف علاج وتعليم عشرات الآلاف من الصغار الذين تعولهم نساء لم يجدن في دولة المشروع الحضاري من يعينهن فالتقطن الكانون وتحملن الحر والهجير في سبيل تربية صغارهن.

· ليس كل من يبعن الشاي في شوارع الخرطوم فاجرات كما تفترض.

· فهناك الكثير جداً منهن اجبرتهن الظروف وجور الحكام وكثرة لصوص المال العام على ممارسة هذه المهنة الشريفة.

· لو أنك تساءلت عن كثرة العاملات في هذه المهنة من الجنسيات الأخرى اللائي ضايقن من يحتاجن حقيقة لممارسة هذا العمل لحلحلة بعض مشاكل أسرهن المادية، لقبلنا منك الطرح على مضض.

· لكن المحير فيكم أنكم لا تخاطبون الناس في جوهر المشكلة مباشرة ، بل تحومون دوماً حول نتائجها.

· المشكلة الحقيقية هي أن غالبية الأسر السودانية لم تعد قادرة على توفير لقمة عيشها حتى إن عمل جميع أفرادها.

· والمشكلة الأكبر أن أموال الزكاة وعائدات الجبايات التي تؤخذ عنوة منا جميعاً لا تذهب للشرائح التي تستحقها في هذا البلد الذي ظُلم أهله ظلم الحسن والحسين.

· فالخطب العصماء يفترض أن توجه لأهل السلطة بسؤالهم عما دفع هؤلاء النساء وغيرهم للبحث عن لقمة العيش في الشارع.

· قلت أنك لو تساءلت عن كثرة العاملات في هذه المهنة من الجنسيات الأخرى لقبلنا منك ذلك على مضض، لأنك تتغافل أو تتجاهل أو تضرب طناش تجاه الفضائح الحقيقية، وما أكثرها لتقول لنا أن امتلاء شوارع المدينة بكراسي بائعات الشاي فضيحة.

· وإن أردت أن نعدد لك بعضاً من هذه الفضائح فلا مانع أيها الإمام الجليل عسى ولعل أن تشير لبعضها في أول خطبة جمعة قادمة.

· الفضيحة في أن تدخل البلد المخدرات من كل صوب دون أن يكون هناك تحرك جاد لوقف هذا الوباء الذي يتهدد شبابنا.

· الفضيحة في أن يتراقص الأولاد كما البنات تماماً أمام أعين الآباء والأمهات دون أن يكون هناك شجب من القائمين على أمر المواطنين.

· الفضيحة في أن يتصارع المسئولون حول ثروة البلد وينهبون ويتغطرسون ويظلمون في بلد يرفع شعار الإسلام.

· الفضيحة في أن تحتفي العديد من وسائل إعلامنا المرئية والمقروءة بتوافه الأمور وتساهم بشكل واضح في نشر الرذيلة بين الناس.

· إذ كيف تبث بعضها وتنشر على الملأ مغنية وهي تقبل مطرباً شاباً، ليأتي هو بكل بجاحة ويقول أنها مثل أمه أو اخته الكبيرة؟!

· وهل يوجد في ديننا شيئاً كهذا! أي أن تقبل من هي في عمر الأم أو الأخت الكبيرة شاباً غريباً عليها؟!

· الفضيحة في أن تتبرج الفتيات أمام مرأى الجميع وتحتفل بعض وسائل إعلامنا بذلك باعتبارها داعمة للحريات الشخصية.

· الفضيحة في أن تتفسخ بعض الأسر وتتخلى عن قيم وتعاليم ديننا الحنيف وقيمنا الأصيلة والبعض سعداء أيما سعادة بذلك.

· الفضيحة في أن يسكننا جميعاً الوجع والألم دون أن يعبأ بذلك ولاة الأمر.

· أما أكبر الفضائح وأشدها قسوة على نفوسنا فهو ما جرى ويجري في دبي وبعض مدن العالم الأخرى.

· فهناك حيث يجري تصدير أقبح ما لدينا قد فاحت الروائح الكريهة وأصبحنا مثار استهزاء وتهكم من يسوى ومن لا يسوى.

· فهل سمعت أيها الإمام والخطيب المبجل بالتقرير الذي نشرته صحيفة الرأي العام عن فتياتنا الصغيرات الاتي يمتهن أقذر المهن في حي البراحة بمدينة دبي؟!

· إن سمعت به ولم تجد فيه موضوعاً أكثر أهمية من كراسي ستات الشاي لتحرض أفراد المجتمع ضده وتطالب الدولة بوقفه فتلك مصيبة.

· وإن لم تسمع به فالمصيبة أعظم.

· وفي الحالتين أفضل أن تلجأوا لعمل آخر غير الخطابة الدينية طالما أنكم ترون الفيل كل ساعة وتطعنون في ضله.

· ما زالت قلوبنا دامية يا حضرة إمام مسجد الخرطوم الكبير جراء فضيحتنا الكبرى في دبي.

· ما زلنا نتوق للحظة تتحرك فيها نخوة المسئولين ويقولوا في أنفسهم حرام علينا أن نرمي بهؤلاء الفتيات الصغيرات في المحرقة بهذا الشكل ونتركهن لقمة سائغة لتنهش في أجسادهن الصغيرة وحوش من مختلف الجنسيات.

· نبكي ونتحسر على أخوات مهيرة اللائي يبعن أجسادهن هناك بأبخس الأثمان وأنت تحدثنا عن كراسي ستات الشاي في الخرطوم؟ !

· أي دين بالله عليكم يسمح بمثل هذا؟!
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : كمال الهدى
 14  0
التعليقات ( 14 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #2
    ابومازن 01-08-2015 04:0
    سلامات اخى كمال لك ولقلمك الاف التحايا والتجله ... كل ائمتنا يدعون بنهاية الخطبه اللهم ولى علينا خيارنا ... اين الخلل .؟... ام ياترى هم خيارنا؟
  • #3
    عثمان فاضلابي 01-08-2015 04:0
    حياك الله وجزاك الله الف خير والعشم ان تصل هذه الصيحة لاهل الوعظ والارشاد والخطباء وكذلك صناع القرار في بلادنا الحبيبة ولكن اليس في تلك البلاد رجااال مالهم يرضون الزل والهوان وطاطأت الرؤؤس , لماذا لايتحركون مع السفارات ورجال الدولة هناك بل لماذا لايرفعون الامر بصورة جادة الي المسئولين بالخرطوم؟ واصل ولكنك تأخرت وامثالك في الاشارة الي ما ذكرت لكن ان تاتي متاخرا افضل من الا تاتي
  • #4
    عبد المنعم احمد العجب 01-08-2015 03:0
    بارك الله فيك وجزاك الله عنا كل خير عن قيامك بالامر بالمعرووف والنهي عن المنكر
  • #6
    أبوسامي 01-08-2015 11:0
    العزيز كمال الهدى
    بدلا من الاستمرار في هذا البكاء وجلد الذات افعلوا شيئا ، اتصلوا بالسفارة ونسقوا الجهود لحسم هذه القضية وقطع دابرها . كونوا لجانا من المتطوعين للمراقبة والحسم . اتصلوا بالسلطات عن طريق السفارة للتشديد في دخول أمثال هؤلاء . ليست لي معرفة بأحوال الإمارات ، ولكن يقيني أن فرساننا في الأمارات قادرين على حسمها . هذه القضية أدمت قلب كل سوداني .
       الرد على زائر
    • 6 - 1
      كمال الهدي 01-08-2015 12:0
      تقديري لجميع الأخوة المتداخلين.. المحاولات مستمرة والكتابة المتكررة حول الموضوع القصد منها ايقاظ البعض من سباتهم وثمة محاولات مع بعض الخيرين والغيورين من أبناء الوطن هناك لكي يشكلوا ضغطاً وهو حل مؤقت، لكن ليس أمامنا سواه في الوقت الحالي.. أما السفارة فلا أشك في أن موظفيها قد سمعوا وشاهدوا ما نكتب عنه ولو أرادوا التحرك لتحركوا..
  • #7
    على المبارك الطيب 01-08-2015 10:0
    اظن ان خطيب المسجد ﻻيعلم بان كل السودانين يشربون الشاى بمنازلهم وبتكلفه ا رخص . لكن نحن نشربه فى السوق ا وﻻ لكى نساعد من خرجت فى البكور وتركت اطفالها خلفها .ام اليتامى والمطلقه والفقيره .لو اراد معظمهم الرزبله لما ارتضن بهذه المهن الشاقه وضعيفة الدخل .نحن نعرف الكثير منهن .فهن احوج للزكاه من غيرهن لكن البقول البغله فى الابريق منه .
  • #8
    عاشق الهلال 01-08-2015 10:0
    والله يا استاذ كمال انا خايف يطلع ليك (عمك) يقول ليك عندك دليل !!!
  • #9
    محمد حسن 01-08-2015 09:0
    ((والمشكلة الأكبر أن أموال الزكاة وعائدات الجبايات التي تؤخذ عنوة منا جميعاً لا تذهب للشرائح التي تستحقها في هذا البلد الذي ظُلم أهله ظلم الحسن والحسين.))
    والله فعلاً لو ذهبت هذه العائدات لمستحقيها لما جلست إمرأة واحدة تبيع الشاي في الطريق..لأن هذه الأموال تكفي وتزيد.. ولكن متى يشبع هؤلاء الحرامية من السرقة.. أحد أقربائي كان يعمل في ديوان الزكاة وكان قبل أن يعمل في هذه المأكلة ترى الفقر متأصل في كل سلوكه الآن ترك هذا الديوان بعد أصبح ملياردير.. بتعرفوا شنو يا جماعة ملياردير !!؟؟ هذه هي الحقيقة
  • #10
    سوداني 01-08-2015 09:0
    سلمت يا استاذ كمال.. خطباء المساجد الذين صمتوا عن نشاط الحركة الشيعية داخل السودن منذ اكثر من عشرين سنة لم يفتح الله عليهم بكلمة الا بعد صدور قرار سياسي... بعدها تفننوا في الخطب ... كما قلت يتحدثون عن النتائج ولا يناقشون جوهر القضية... اذا كان راس الدولة يقول في خطاب مبررا الفساد المالي في القطاع العام ان السبب هجرة الكفاءات من المحاسبين والمراجعين...هكذا!!!! لم يستحي ولم يسال او يستنتج لماذا هاجروا؟؟
  • #12
    احمد عبدالله محمد 01-08-2015 09:0
    الأخ / كمال الهدى

    أحييك على المقال الرائع جداً وزى ماقلت الناس عينها فى الفيل وتتطعن فى ضلو. قبل كده واحد من الأئمة افتى بعدم جواز الترحم على المرحوم محمدية بحجة انو فنان
    فهل فى أسوأ من كده. يأخى ان الله رؤوف رحيم.
  • #13
    صالح عثمان سعيد 01-08-2015 08:0
    صدقني اخي كمال كلهم يعرفون الحقيقة ولكن هي عملية ممنهجة لتغييب عقولنا عن واقع يعرفه الصغير قبل الكبير الإنهيار قادم وبأسوأ مما تظن فقد ضاع كل شئ في ( المشروع الحضاري ) الذي بشرنا به وبعدها تتمنى أن لا تكون سودانيا فهذا أول الغيث سلمت يداك .
  • #14
    ابو هشام 01-08-2015 08:0
    لا فض فوك اخي الأستاذ/ كمال الهدي يعلم الله وانا في مدينة الشارقة بعد أن كنا مرفوعي الرأس ونفتخر بسودانيتا الان نتواري من هول ما نري ونسمع وبنا جميعا نتكاتف ونحارب هذه الظاهره التي باتت غريبة علينا واذا كان لديك اي مقترحات اطرحها علينا ونحن بدورنا سنقوم بتنفيذها وارجو ان نتواصل عبر البريد الألكتروني el.mohagir@yahoo.comاخوك محمد عوض/ابوهشام
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019