بمناسبة قرب بداية الدوري السوداني الممتاز للعام القادم 2015 وردت الى بريدى رسالة من السيد مجدي جلابي وهو من الاخوة المقيمين بدولة قطر الشقيقة فحواها تحسره على الازمات الدائمة التى تصاحب بث الدوري السوداني . والاخ مجدي واحداً من ملايين السودانيين فى بلاد المهجر الذين يتوقون لمشاهدة دورينا الذي اصبح بث مبارياته امراً محيراّ ومليئاً بالمشاكل الشائكة التى يصل حلها دائماً الى طريق مسدود وقد يصل الى حد (الحرابة) بسبب حقوق البث التى اصبحت سببا فى معركة الكر والفر بين الاتحاد والقناة الناقلة واندية الممتاز .
الحالة الاقتصادية هى السبب الرئيس فى التردي الذي نشاهده على نطاق المستوى العام لنقل مباريات الدوري السوداني وعوامل اخرى كثيرة لا حصر لها واهمها ان قنواتنا الفضائية كلها وبلا استثناء تفتقراالى الامكانيات التقنية الحديثة من معدات وكاميرات متطورة واستديو تحليلي حديث من الالف الى الياء لان مهمة نقل مباريات كرة القدم ليست بالامر الهيّن لما يتطلبه ذلك من احترافية وجهد كبير لامتاع المتابعين للدوري السودانى .
اختيار الفضائية الناقلة يجب ان يتم بناءاً على معايير عديدة وهذه المعايير يجب ان يضعها الاتحاد السوداني لكرة القدم نصب عينيه قبل الاتفاق المادي وهى ان تكون القناة النافلة تمتلك التقنية والمعدات الفنية التى تؤهلها لنقل المباريات بمستوى عالمي ولكن للاسف الاتحاد يتعامل مع هذا الملف باهمال لانه بمجرد ان يمنح حقوق النقل لقنواتنا الفضائية بدون النظر لهذه الجزئية المهمة فعلى المتابعين للدوري السوداني ان يعلموا تمام العلم انهم موعودون بمشاهدة باهتة او بانقطاع الارسال وبذلك يكون الاتحاد قد غشنا ببضاعته (البايرة) وهو يتحمل بالدرجة الاولى كل الاخفاقات التى تحدث لفك شفرة هذا الملف الشائك .
قناة الدوري والكأس القطرية تولت مهمة الناقل الرسمي للبطولة الآسيوية وهل تصدق عزيزي القارىء ولأول مرة فى العالم ان النقل كان يتم عبر 51 كاميرا داخل الملعب يقف خلفها اكثر من 150 فرداً من المهندسين والفنيين والعمال وقد استخدمت فيها مجموعة من كاميرات ( ultra motion ) وهى تقنية عالية الجودة لنقل الصورة فى عالم الكاميرات الحديثة . بالطبع لا يوجد وجه مقارنة بين هذا وذاك ( شن جاب لى جاب ) ولكن هل تمتلك قنواتنا الفضائية مجرد 5% من هذه المعدات التقنية العالية الجودة ؟! بالتأكيد الاجابة ستضعنا فى الواقع المرير الذي آل اليه الحال وبالتالي ستزول اثآر الدهشة !
ذكريات نقل مباريات الموسم الماضي للدوري السوداني لا زالت عالقة فى الاذهان ومن اهم الاحداث المصاحبة فى ذاك الوقت انه مضى من الموسم ثلثه بدون ان تنقل مباراة واحدة الامر الذي ادى الى تذمر واسع النطاق من كل المتابعين للدوري الممتاز داخل وخارج الوطن مما حدا برئاسة الجمهورية الى التدخل قبل استفحال الامر (وليتها لم تفعل) فاصدرت تعليماتها بنقل مباريات الدوري مع دعم مادي مقدر كاكرامية استفادت منها قناة النيلين بعد منحها حقوق النقل !!

** خربشااات :
** مستوى النقل من خلال قنواتنا الفضائية ( الفقيرة ) بدون ان تصاحبه تقنية حديثة سيجعل الخبير سيحة يكرر مقولته المشهورة عندما يسأله رضا الشيخ فى برنامج الرياضة عن صحة قرار الحكم فى حالة من حالات التسل : (الكاميرا من الناحية دى ما واضحة ) .
** ربما يأتي احد (الفتوّات ) بصفته سكرتير النادي ليمنع عربة التلفزة التابعة للقناة القومية من دخول الاستاد او قد (يمعط ) سلك الكهرباء لعدم نقل المباراة وبالطبع فهو تصرف غريب ومثير للدهشة ولكن الاغرب من ذلك مرور الحادثة مرور الكرام . وياما تحت السواهي دواهي .
** ربما يخرج عليك مساعد سكرتير الاتحاد بتهديدات لقناة قومية بعد فشلها فى سداد مستحقات الاتحاد من عائدات البث بارسال خطاب شديد اللهجة بفسخ العقد المبرم وعدم نقل مباريات الدوري الممتاز ما لم تسدد القناة الناقلة ماعليها من التزامات منوها الى انه سيتم تطبيق القرار بكل حسم وصرامة .. وبدون مجاملة ؟!
** (ما إلنا إلا bein sport ) لانها القناة الوحيدة التى (جازفت ) بالدخول مع القنوات الوطنية للحصول على حقوق بث الدوري السوداني ..

همسة الوداع :
- فى انتظار ما سيؤول اليه الحال فى الموسم القادم .. وعندها لكل مقام مقال ولكل حدث حديث .
واقعدوا عافية .. hamza99h@hotmail.com