• ×
السبت 4 مايو 2024 | 05-03-2024
محمد عثمان الجعلي

التيج وكساى العرايا

محمد عثمان الجعلي

 9  0  1983
محمد عثمان الجعلي
من المفكرة .... محمد عثمان الجعلى
نعود اليوم للمفكرة الإجتماعية ونبحر بعيداً عن شواطئ الرياضة بناء على رغبة الكثير من القراء الذين يطالبون بأن تكون المفكرة شهرية أو نصف شهرية لأنها تجمع كل ألوان الطيف الرياضى بعيداً عن مناكفات الرياضة ، والحديث اليوم عن نظام التيج وهو حوش يستخدم لحبس الحيوانات السائبة أو سجن حيوانات ، ودخل للسودان أيام الحكم الإنجليزى ...مع العلم أن النظام الإسلامى فى العهد الزاهر أقر حبس الحيوانات السائبة التى تتلف زرع الغير ، وحتى البهيمة الضالة التى لا تتلف زرعاً إذا أخذها إنسان وأنفق عليها وجاء صاحبها يغرم له ما أنفق ، ويأمر الشرع الإسلامى الزارع بحفظ زرعه نهاراً والراعى يحفظ بهائمه ليلاً ، ورغم وجود جمعيات الرفق بالحيوان فى الغرب إلا أنه يسمح بسلخ جلد الحيوان وهو حى و نجد الهند تقدس الحيوان لدرجة عبادة البقرة ...بينما المنهج الإسلامى هو منهج الوسطية وشريعته معتدلة فيها الرفق والرحمة بالحيوان من حيث الإفادة والإستفادة ، ويخبرنا الحديث الشريف أن إمراة دخلت النار فى هرة حبستها حتى ماتت ويعلمنا ديننا الحنيف ( أن فى كل كبد رطبة أجر ) وأطلق الإسلام على البهائم إسم النعم والأنعام وهناك سورة بإسم الأنعام وهناك سور بإسم البقرة والفيل وورد فى القرآن ذكر ناقة صالح وخيل سليمان الصافنات الجياد وغنم القوم فى عهد داؤود وسليمان عليهما وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم التسليم .
*** قصة غنم القوم التى نفشت وفهمناها سليمان
النفش فى لغة العرب هو الرعى ليلاً ووردت هذه العبارة فى الآية 78 و79 سورة الأنبياء والرسم القرآنى يختلف عن كتابتنا العادية فكلمة داؤود يكتب رسمها القرآنى ( داود ) كما فى قوله تعالى ( وداود وسليمان إذ يحكمان فى الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين ... ففهمناها سليمان وكلاً آتينا حكماً وعلماً ) ...وقال إبن مسعود كان الحرث شجر الكرم بعد أن أنبت عناقيد العنب ورعته الغنم ليلاً وأفسدته فقضى داؤود بمصادرة الغنم ومنحها لصاحب الزرع وكان سليمان حاضراً وعمره فى بعض الروايات عشر سنوات فألهمه الله الحكم الصواب وقال لوالده ...غير هذا يانبى الله !! قال ...وماذاك !! قال تدفع الكرم لصاحب الغنم فيقوم بإصلاحه حتى يعود كما كان ... وتدفع الغنم لصاحب الكرم فيستفيد منها ...حتى إذا كان الكرم كما كان دفعت الكرم لصاحبه والغنم لصاحبها ، فأعجب ذلك والده وقام بتعديل حكمه الأول ، وكما نعلم أن داؤود عليه السلام آل إليه الحكم بعد الملك طالوت عندما كان يسير بجيشه لحرب جالوت وكان الأخير جباراً وظالماً وبرز للمبارزة فجعل طالوت جائزة ثمينة لمن يقتل جالوت هى أن يزوجه إبنته ويجعل له الملك من بعده ...وشاء الله أن يموت الظالم جالوت بمقلاع الشاب داؤود...والمقلاع هوالنبلة حيث قذف داؤود الحجر من المقلاع وأصاب جالوت بين عينه ونفذ للدماغ وقتله .
*** الشاعر الحطيئة وقصته من الفاروق عمر
بمناسبة كسوة العرايا يجدر بنا أن نذكر الشاعر الحطيئة ( جرول بن أوس العبسى ) من قبيلة عنترة بن شداد وهو شاعر جاهلى أدرك الإسلام وأسلم فى عهد أبى بكر الصديق وإشتهر بالهجاء وهجا أمه وأباه ونفسه ، ولديه قصة شهيرة مع الزبرقان بن بدر سيد قومه وكان بلغة العصر ( أمين عام ديوان الزكاة لبنى تميم فى عهد الصديق والفاروق ) وشكا الزبرقان الحطيئة للفاروق بعد أن شتمه فى قصيدته الشهيرة التى من أبياتها *** دع المكارم لاترحل لبغيتها *** وأقعد فإنك أنت الطاعم الكاسى ، فقال الفاروق عمر إن هذه مجرد معاتبة فقال الزبرقان إنها أقسى الأبيات على نفسى لأنه يقول ...إن حدود مروءتى هى أن آكل وألبس فقط ...وكان الفاروق ذكياً فأرسل للشاعر حسان بن ثابت وقال له قل لى هل هذا البيت مدح أم هجاء فقال حسان هذا عين الهجاء يا أمير المؤمنين ...فقال عمر رضى الله عنه والله لأشغلنك عن أعراض المسلمين ياخبيث وأمر بسجنه وأضاف لولا أن تكون سنة من بعدى لأمرت بقطع لسانك !! وبينما الحطيئة فى سجنه إشتاق لأطفاله الذين يقيمون فى بادية ( ذى مرخ ) فأرسل قصيدة يستعطف بها أمير المؤمنين يقول فيها *** ماذا تقول لأطفال بذى مرخ ...زغب الحواصل لا ماء ولاشجر *** ألقيت كاسبهم فى قعر مظلمة ... فاغفر عليك سلام الله ياعمر ، فبكى عمر وقال له مايحملك على الهجاء !! فقال الحوجة يا أمير المؤمنين فاشترى منه أعراض المسلمين بثلاثة ألف درهم وأخذ عليه عهداً ألا يهجو أحداً ، وبعد رحيل الفاروق رجع للهجاء وهجا والده وقال *** فنعم الشيخ أنت لدى المخازى ... وبئس الشيخ أنت لدى المعالى *** جمعت اللؤم لا حياك ربى .. وأبواب السفاهة والضلال ...فذكره الناس بعهده ألا يهجو أحداً فقال لهم ذلك عهد بينى وبين عمر ومات العهد بموت الرجل الصالح .
*** خاتمة قبل الوداع
من طرائف أهل المتمة فى كسوة العارى أن المرحوم أبشر ود الطيب كان ترزى شهير بالمتمة وكان أنيقاً فى عمله ويتعامل بإحترافية وينجز عمله بسرعة حتى أطلق عليه أهل المتمة ( كساى العرايا ) وكان العم أبشر ( عليه رحمة الله ) لايحب الإستهبال الذى يمارسه البعض... فحدث مرة أن أحضر إليه أحدالشباب ( جلابية مفتوقة وطلب من أبشر أن يطقها ) وعندما أنجز أبشر المهمة قال له الشاب شكراً ياعم أبشر ولم يدفع له شيئاً !! فمسكه أبشر من يده وقال له ياود أخوى أمشى دكان عمك أحمد ود حميد أديهو شكراً دى يديك منها رطل سكر ووقية شاى ويديك باقى شكراً جيبوا وتعال !! وإلى اللقاء فى مفكرة قادمة وكما يقول الحبيب محمد الفاتح كتاحة أقعدوا عافية.... ونترككم فى حفظ الله ورعايته .
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : محمد عثمان الجعلي
 9  0
التعليقات ( 9 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    ابو عمار 11-16-2014 06:0
    تسلم الجعلي على المفكرة الرائعة دوما
    بمناسبة التيج اهلنا في قريتي الجباراب جنوب الدامر يسمونه (الحَجٌر) ويدخلون فيه الاغنام التي تعتدي على زرع الاخرين ولا يخرجونها الا بعد دفع مبلغ مالي حسب الايام التي تمكثها بهذا السجن
    ومن طرائف الحجر بقريتي ان ابن عمي عبد الرحمن الخضر الشهير بابو حليمة تعب من الاغنام التي تهاجم زرعه واستحى من ان يسوقها الحجر لانها اغنام اهله فزرب زرعه بشوك زربا محكما وعاليا بحيث لا تستطيع الاغنام مجرد رؤية الزرع فجاءه صديقه منصور ود بشير والذي كانت اغنامه تستمتع بالاكل في زرع صديقه ابو حليمة وقال لابو حليمة (يعني يا بوحليمة غنمنا تاني شوف ساكت ما يشوفن)
    اما ابنة اختي (عرفة بت قدور ) شقيقة الشاعر والاعلامي الشهير السر قدور فقد كانت ذكية سريعة بديهة وشاعرة ملهمة وكانت غنمها تسرح وتمرح بزرع مدرسة القرية فاضطرت المدرسة لتعيين غفير للمدرسة لحراستها من الغنم (اسمه الرشيد) وذات يوم كش الرشيد غنم عرفة للحجر وحبسها هناك فغضبت جدا وراحت وأحضرت الغنم وجات للرشيد وقالت له امام مدير المدرسة ومعلميها والطلاب (بارك الله في غنمي الوظفنك يالرشيد وادنك سلطة) .
  • #3
    كتاااااااااحة 11-16-2014 05:0
    يعنى مازدا يقاتل فى احراش افريقيا بمهند الطاهر والشغيل وبالامس اراد فتح مدينة ديربان الجنوب افريقية والتى استعصت عليه بسبب القائد المحنك انتى الذي فتح ثغرة الدفرسوار فى صفوف جيش مازدا وانت لا تعيره اى اهتمام ؟؟ ومع جمال المفكرة الغنية بالمعلومة والطرفة لكن عيب عليك تخلي مازدا بدون تشجيع !! اها تستاهل جابها ليك ضقله يكركب
  • #4
    سيف الدين خواجة 11-16-2014 01:0
    شكرا عزيزي الحبيب الجعلي ذكرتنا بالذي كان وتلك الايام نداولها بين الناس من الحياة الي السياسة ورجعت القلب للبلد تاني ونسميه المربط اما التيج عندنا الوسط الشمالي (بين الجنة والنار ) هو قيمة اطلاق البهيمه ولنا فيه نوادر نتمني ان نجد الوقت لعكسها !!!
  • #5
    فيصل الاقرع 11-16-2014 11:0
    شكرا استاذنا الجعلي اولا نحن عندنا التيج دا اسمه السوكره ومن يحرسها هو السوكرجي وكان كل بابور قدامه سوكره وهي زريبه من اغصان الشجر ذات الاشواك وتدفع وتستلم بهايمك وهذا السوكرجي كان غير دخل السوكره المادي يعطيه المزارعين شيئا من المحصول عند الحصاد واخونا الامين قال هم يسمونها الزريبه , اماعن المفكره اليوم فانها والله جد مفيده جدا ودثمه ولك شكرنا وتقديرنا وبعدين يا جعلي نحن لما قلنا المذكره مره او مرتين في الشهر كان الموسم شغال لكن اسع لا في كوره وحتي المنتخب طار بالرغم انه الجزولي جاب الهدف نحن العلينا في الهجوم سوينا لكن الممسكنهن الدفاع تعبانين بالله خليها كل اسبوع وفي يوم معين واعلم انها متعبه لك لكن تعبك لينا راحه
  • #6
    عادل 11-16-2014 11:0
    تحياتى لك يا جعلى هلال العشق الجميل '' بصراحة رايع رايع ومبدع كتر من المفكرات الله يعطيك الف عافية لكى نستفيد بارك الله فيك وفى ناس كفر ووتر
  • #7
    الامين عبد القادر 11-16-2014 10:0
    التحية والسلام اخوى الجعلى وسعداء اليوم تجول فى مسيد الشيخ الجعلى لنرتشف منه القليل ليريحنا من عصبية كرة القدم وعللها وبالمناسبة خطيب المسجد تحدث عن عصبية كرة القدم فى الجمعة التى تلت جمعتكم وتحدث عن الهلال وسيدنى واحد السعوديون طلق زوجته بعد خروج الهلال من البطولة والثانى ذبح حاشى عشان الهلال لم يحرز البطولة وكان هذا نصراوى شمتان ونحن عندنا اكبر ولا داعى نسترسل احسن نرجع للزريبة كما نسميها نحن فى الجزيرة واليوم عرفت انها التيج قديما وصاحب الزريبة كان شخص مكروه وممغوت لانه ياخذ اغنام الحلة وياخذ عليها فلوس حتى يطلق سراحها *****
    رايك لوشفت لينا طريقة تدخل فيها ناس اتحاد السجم العام هذه الزريبة وليس مطلوب اطلاق سراحهم مع ادارة المنتخبات الوطنية ***
    ودمتم للوطن والهلال فى حفظ الرحمن
  • #8
    منعم ابوناصر 11-16-2014 09:0
    تحياتى اخى الجعلى ايه الابداع دا يااخى من الصباح شى رائع مافى اى كلام متعك الله بالصحه والعافيه وحلو تفسير النبله وحلو انتا
  • #9
    عاشق الهلال 11-16-2014 12:0
    لك التحية استاذ الجعلى ،، يا ترى كم هرة سودانية اكملت تعليمها الجامعى ولم تطعمها حكومتنا الرشيدة بايجاد وظيفة ولم تتركها تأكل من خشاش الارض بوضع العراقيل امام الخريجين بعدم منحهم شهادات الخبرة وبالذات فى المجال الطبى حتى يتمكنوا من السعى نحو ارزاقهم
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019