بهدوء
دائما مانؤكد ان الدورى اهداف ونقاط وهذا ماحققه المريخ بالامس امام الخرطوم الوطنى حيث نجح فى اقتناص نقاط المباراة بهدفين وباداء ممل جدا وعرض باهت من الفريقين كان اجمل مافيه عكسية احمد الباشا التى اكملها اوليفيه فى شباك الخرطوم محرزا هدف التقدم فى الخرطوم فى حين كان الهدف الثانى مشابها له من عكسية اوليفيه على رأس تراورى الذى خرج من برج نحسه وعاد من جديد لمعانقة الشباك بعد فترة طويلة من الغياب .
حاول الكابتن ابراهومه الخروج من جلباب كروجر بفتح الباب امام عودة ( المسجونين ) على دكة البدلاء امثال موسى الزومه وسعيد السعودى وفيصل موسى و اعتقد انه قد وفق الى حد كبير فى اعادة الروح لوسط المريخ فى الجزء الاخير من المباراة بعدما دخول فيصل موسى وتحول غاندى الى الوسط حيث وضح ان الاخير ( شاطر ) فى منطقة المناورات ويرجى منه اذا تم تثبيته فى هذا المركز بدلاء من البقاء على الطرف الشمال !
رغم العرض الباهت وغياب الاداء الهجومى الا ان اوليفيه قدم مردودا افضل فى هذه المباراة واجتهد كثيرا فى الوصول الى مرمى الخرطوم الوطنى حيث توج ذلك بالهدف الاول وكذلك صناعة الهدف الثانى وهو دائما يقدم البيان بالعمل على كل من ينتقدونه ويصفونه بالصفقة الفاشله حدث ذلك فى معسكر الدوحه قبل ان يمنحه ( طيب الذكر ) كروجر الفرصة فى الدورى الممتاز ,, ايضا فان مشاركة تراورى فى التسجيل واستعادة حساسية التهديف خبر انتظرته جماهير المريخ طويلا بعدما انتباتها الشكوك فى ان يكون هذا هو تراورى نفسه الذى صال وجال فى هجوم الهلال وكان منافسا على لقب الهداف فى الموسم الماضى ,, كذلك كانت مشاركة مالك اسحاق فى الدفاع واحدة من الايجابيات التى تحسب للكابتن ابراهومه خاصة وان مالك ظهر بمستوى جيد رغم الفترة الطويلة التى ظل فيها بعيدا عن المشاركة فى المباريات التنافسية ونأمل ان يحصل على فرصته فى الجولات القادمة وينال ثقة المدرب الالمانى اتوفيستر .
لم يكن المحترف الاثيوبي شميلس فى يومه وظهر بعيدا عن مستوى الاداء الذى أهله فى ان ينال ثقة المدرب كروجر الذى فضله على هيثم مصطفى وظل يعتمد عليه كاساسي منذ مباراة الملكية جوبا وحتى اخر مباراة اشرف عليها المدرب الالمانى , فهل يعود ذلك للحالة النفسية بعد الدموع التى ذرفها تأثرا برحيل الجنرال ام هى مؤشرات ( الاحتجاج الصامت ) على قرار تخفيض الرواتب ؟
عموما المريخ حقق الاهم بالمحافظة على مقعد الصدارة وتجاوز فريق مثل الخرطوم الذى دائما مايشكل عقبة امام اندية المقدمة اضافة الى انعكاس هذا الفوز على الحالة العامه فى المريخ بما يحفز الجماهير على العودة من جديد والاقبال بكثافة على مباريات الفريق فى الدورى الممتاز وتجاوز مجموعة الاحداث التى عكرت الاجواء من خروج حزين من البطولة الافريقية وماصاحب ذلك ايضا من قرارات ارتجالية وبيانات هزيلة .
سيكون الفوز خير وداع لكابتن ابراهومه طالما انه متمسك بقرار الاستقاله فهو قد نجح حتى اخر لحظة فى عمله بان يرسم الابتسامه على وجوه جماهير المريخ ويسعدها بهذه النتيجة رغم انف تلك الفئة الضالة التى ظلت تستهدفه بالاساءات والتجريح حتى اجبرته على اتخاذ قرار الاستقالة والرحيل بعيدا عن النادى الذى نشأ فيه وتعلم منه وصنع نجوميته واخلص واوفي له طوال سنوات عمره لاعبا ومدربا واداريا, فاذا كنا نودعه اليوم استجابة لرغبته فى الرحيل فهو بلا شك سيجد الدعم المعنوى من اعلام المريخ فى كل مكان يرغب ان يواصل فيه مسيرته التدريبيه الظافرة باذن الله ولكن ستظل قضية ابراهومه والاساءات التى يتعرض لها نقطة سوداء فى تاريخ المريخ الحديث وفى عهد ادارته الحالية التى عجزت عن تحمل مسؤولياتها فى حماية ابنائها المخلصين وفشلها فى كنس ونظافة ساحة النادى من العاطلين والمتبطلين الذين درجوا على محاربة كل ابناء المريخ واجبارهم على الرحيل دون رغبتهم !