بهدوء

ظهر المريخ باداء مخيف فى الشوط الاول امام مريخ الفاشر قبل ان يتحسن ويعود الى الواجهة من جديد فى الشوط الثانى ويحسم النتيجة لمصلحته بثلاثة اهداف كانت كافية فى تأمين الفوز الصعب وحصد النقاط والجلوس على الصدارة بجدارة .
اضاع المريخ شوط كامل دون مبرر وظهر مفككا فى الدفاع والوسط مع غياب تام للهجوم فى وجود تراورى الذى لاندرى متى سيستعيد خاصية الهجوم وتسجيل الاهداف التى بنى عليها المريخ كل حساباته عندما فكر فى تسجيله ومنحه فرصة اخرى للبقاء فى الدورى الممتاز بعدما غادر الهلال فى موسمه السابق ,, كذلك عاد راجى عبد العاطى لعادته القديمة حيث يظهر فى مباراة ويظل ضيف شرف فى الاخرى اما احمد الباشا فلم يقدم اى شىء يذكرنا بوجوده فى الملعب خلال الدقائق القليلة التى شارك فيها قبل ان يضطر كروجر لاستبداله بزميله رمضان عجب بسبب الاصابة التى تعرض لها امام منطقة جزاء مريخ السلاطين .
اعتقد ان كروجر بهذا الفوز قد رد على الكثير من الانتقادات التى نالت منه عقب الخروج الحزين من دورى الابطال خاصة اولئك الذين لازالوا يحملونه مسؤولية الاخفاق فى البطولة الافريقية ويطالبون باقالته من منصبه والاستعانه بمدرب وطنى !!!! فالمدرب الالمانى هو من نجح فى شوط المدربين واعاد المريخ الى اجواء المباراة بقراره السليم الذى قضى بخروج تراورى ودخول عنكبه حيث ان الاخير اعاد الروح للهجوم والحيوية لوسط المريخ ويكفيه تلك التمريرة التى اخترق بها دفاع مريخ الفاشر واكملها اوليفيه فى المرمى بهدف اشاع الارتياح وسط جماهير المريخ وضمن للفريق هذا الفوز الصعب والنقاط الغالية التى اعتلي بها صدارة الدورى لاسيما وان الفوز تحقق بعد ساعات قليلة من التفوق الذى سجله الهلال على شقيقه هلال كادوقلى تحت ازيز الطائرات العسكرية !! لم يكن خروج تراورى وحده الذى غير من الصورة الباهته للمريخ وانما خروج شميلس ايضا كان له الاثر الايجابي على اداء الوسط حيث ان ( التمليس ) المستمر من جانب المحترف الاثيوبي للكرة وعدم جديته فى الالتحام والضغط على حامل الكرة فى وسط الملعب اتاح الفرصة للاعبي مريخ الفاشر فى الضغط على المريخ خاصة فى الشوط الاول الذى تفسح فيه المدرب محسن سيد مستعرضا مهاراته فى التوجيه بالصوت العالي على شاشة النيلين ,, ولكن الاهم من ذلك فان استبدال الاثيوبي فى الشوط الثانى نتمنى ان يكون بمثابة رسالة قد وصلت الى الغائب الحاضر هيثم مصطفى حتى يفهم معنى قرار كروجر ويعود ( طائعا مختارا ) للتمارين مع زملائه ومن ثم يستعيد مركزه الشاغر فى وسط المريخ .
استقبال شباك اكرم الهادى لهدف السبق من جانب مريخ الفاشر اثبت بالدليل والبرهان مدى حجم المعاناة بل والخطورة التى ستهدد شباك المريخ وتستبيح مرماه فى كل مباراة اذا ظل هذا ( الغاندى ) محل ثقة لدى المدرب كروجر بمنحه الفرصة الكاملة للمشاركة فى كل مباراة رغم ادائه الدفاعى الناعم وتمركزه الخاطىء وشروده الذهنى , فكل من يعيد شريط هدف العجب سيتأكد له مدى الجرم الذى يرتبكه كروجر فى حق المريخ كلما فضل غاندى على موسى الزومه مثلا ,, صحيح ان الزومه لديه ( جلطات ) ترفع السكرى والضغط ولكنه ملتزم دفاعيا بحماسه وقوة التحامه اكثر مليون مره من غاندى ,, كذلك اعتقد ان ( السيد ) على جعفر قد حان الوقت المناسب ليجلس قليلا على دكة البدلاء بعد ( البهدلة ) التى تعرض لها من القصير المكير ( هنو ) فلا يعقل ان يكون قلب دفاع المريخ بهذا الضعف والهوان بينما يحكم كروجر على ضفر بالسجن المؤبد على دكة البدلاء !
كان ملفتا للنظر تفاعل جماهير المريخ مع هدف العجب رغم انه فى الشباك الحمراء ولكن كما يقولون ما الحب الا للحبيب الاول وهو نفسه رد التحيه باحسن منها بعدم الاحتفال احتراما لمشاعر الجماهير التى صنعت نجوميته ,, حيث تحرك العجب فى كل ارجاء الملعب بحرية دون ان يتعرض ( للضغط ) من لاعبي المريخ واحتفظ به مدربه 90 دقيقة ( يعنى مباراة كامله ) شكل فيها اضافة فنية ممتازة لفريقه .
اخيرا ,, هل شارة الكابتنية ملكا لاكرم حتى يتقلدها متى ماشاء ويتخلي عنها وقت مايريد , ام ان الشاره هى رمزيه لكيان المريخ الذى هو اكبر من اكرم واكبر من الذى سجله فى المريخ ؟ ولنا عوده لهذه المهزله ,, جمعه مباركه .