• ×
الأحد 19 مايو 2024 | 05-18-2024
رأي حر

رأي حر

رأي حر

 0  0  1364
رأي حر
راى حر

صلاح الاحمدى

رحل المؤرخ على الفكى

شئ غريب جدا الذى يصيبناعندما يغيب اخ وصديق وعم واب من حياتنا اننا نشعر ساعة غياب هذا الصديق والعم والاب كاننا قفدنا بغيابه بعض انفسنا او بعض اجسادنا .نشعر كاننا تحولنا الى طائر اصابت جناحه طلقة غادرة اطلقها صائد ماهر فقدا قعيدا ذليلا .

لا يملك لا ان يبقى لصيق الارض لا يبارحها بينما الارض ليست مقامه ولا مكانه

نشعر كاننا ركاب سفينة ضاع منهفجاة الملاح والمجداف ولم يعد امامها ما تفعله غير ان تخبط خبط عشؤائى فى ظلمات البحر بغير بوصلة بغير بدر بغير دليل .

فى الاسبوع الماضى غاب فجاة واحد من حياتنا الرياضية واحد من هؤلا المؤرخين لنادى الهلال الذى ظل لصيقا به حتى مفارقته البلاد الذين نفقد حين نفقدهم بعض نفوسنا وبعض اجسامنا وبعض كياننا وبغياب هذا الصديق للجميع نقص عدد المؤرخين الفرسان النبلاء المثقفون المتواضعين واحدا .

ولقد قصدت فى هذه كلها الاوصاف عامدا -لان صديق كل الرياضيين والصحفيين والاقطاب والمشجعين الذى غاب كان يضمها جميعها فى شخصه .ولان المؤرخين فى راى ليسوا كلهم فرسانا وليسوا كلهم نبلاء وليسوا كلهم مثقفين ولا متواضعين والذين يتمتعون منهم ببعض هذه الصفات او بها كله لا يمثلون فى تقديرى سوى قلة نادرة لعلها تكون قريبة من ندرة اللؤلؤة السوداء فى عالم الاصداف وحسبنا نستطيع العثور على هذه القلة النادرة ممثلة فى اولئك الذين استطاعوا بقوة خاصة اودعها الله فى قلوبهم وبصفاء خاص اضفاه فى عقولهم ان يفلتوا من فخ الاهمية التى استولى على الرياضيين احساس جارف بها من خلال كونهم اصحاب تنقية ومتابعة وتقليب مهنة تجعل امال الرياضيين معلقة فى بعض الظروف وفى بعض المواقف بكلمة واحدة تخرج من بين شفائهم ومن ثم فانهم بسبب من هذه الاهمية نفسها وانقيادا لها راح الكثيرون منهم يتساقطون الواحد بعد الاخر ومن حيث يشعرون او لا يشعرون فى بئر الغرور ثم استطابوا المقام هذه البئر الى الحد الذى جعلهم لا يدخلون مع الغالبية الرياضية فى جدال ولا يردون عليهم بما يريدون ان يعرفوا عن التاريخ الرياضى !

من تلك القلة النادرة ندرة اللؤلؤة السوداء فى عالم الاصداف والتى عصمها الله بقوة من لدنه من السقوط فى بئر الخيلاءوالغرور كان صديق الكل الاستاذ على الفكى المؤرخ الهلالى المعروف والذى غاب عن الحياة الرياضية فجاة فى الاسبوع الماضى وخلفنى غيابه مشدوها مذهولا لا اكاد اصدق ان مثله يموت فى هذه الايام الصعبة ومثل هذا الزمن الردئ التى اطبقت فيه مصاعب الحياة الرياضية على اعناق الرياضيين واخذت بخانقهم وجعلتهم اشدما يكونوا فى حاجة الى كلمة طيبة والى همسة حانية تاتيهم منه وممن هم على شاكلته ومن طرازه ممن جاءوا الى الدنيا كى يصبحوا فيها الوانا من البلسم توضع على الجراح الاخرين الملتهبة باصلاح الحياة الرياضية وما اكثرها فتغسلها وتنقيها وتوضع لها خارطة لتاريخ كل الاندية الرياضية

نافذة

كل نفس ذائقة الموت هذه حقيقة مؤكدة ولكن مثل هذا الانسان الشفاف العذب الذى عرفت له نظيرا بين الادباء هو الطيب صالح وعرفت له نظير اخر بين الصحفيين عمر عبد التام .مثل هذا الطراز المبهر اللانسان فى احلى صورة واعذبها ..مستحيل ان يموت .نعم تموت منهم اجسادهم ونعم تصعد الى بارئها ارواحهم .ان ذكراهم تبقى حية لا تموت تبقى تحكى للرياضيين جيلا بعد جيل عن ماثرهم وعن مواقفهموتعيش الذكرة على السنة الرياضيينوبين شفاههم معطرة بهذه الماثر والمواقف التى هى الانسان على حقيقته وفى صميم حقيقته بغير زيف بغير خداع بغير تزويق .

لقد عرفت المؤرخ على الفكى الفارس المثقف النبيل المتواضع البسيط منذ ردحا من الزمان فى بلاط الهلال وقتما عرفته لايزال يقف بقدميه فى اول درجة المؤرخين كان حاضرا فى كل مناسبات الهلال مؤرخا يذداد تواضعا عند ما توجه له سؤال عن تاريخ الهلال

مثله فى ذالك مثل الشجرة المحملة بالثمر بنفسها فى تواضع نحوا الارض على العكس تماما من الشجرة العاطلة من كل ثمر فانها تشمخ بعودها نحوا السماء .ربما تعويضا عن احساس بالضالة يقتلها !

نافذة اخيرة

كان رقيقا هينا لينا سهلا وكنت كلما نظرته يمشى تذكرت الاية الكريمة التى تقول وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا واذ خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما فقد كانت قدماه لاتكاد تلامسان الارض فهل تراه كان يقصد عندما اختار ان لايضرب الارض بقدميه وهو يمشى ان يكون واحده من عباد الرحمن الذين اشار الله اليهم فى الاية الكريمة ام انه بفطرته ودون قصد كان واخدا منهم

لقد كان الاستاذ المؤرخ المعروف على الفكى فى حياته العامة والخاصة واحدا ممن يعضون على دينهم بنواجزهم وكان القران قبل المهنة وفوق المهنة هو عشقه الحقيقى والكبير والاصيل ولانه تادب بادب القران وجعله مدرسته وخلقه ونبراسه .كان لابد ان يكون لنا منه فى النهاية الانسان العظيم علما العظيم توجها وسلوكا .ولقد اكتشفت فى حقيقة ذلك المؤرخ الفارس عن كل ابعادها وعن كل جوهرها عندما سقط فى يد شاب انعدمت فيه كل الاخلاق النبيلة وهو يمارس عملية النصب وهو لايعلم كم من الشرفاء كان دورهم تقديم ما يرضى الله وما يرضي نفسهم كان ذلك المحتال اللئم القاسى الذى اصبح يمتهن تلك المهنة الفاسدة المفسدة وهى عملية النصب والاحتيال لم تكن دواخله شريفة ولا تربيته عفيفة ولا حتى انسانيته سليمة وهو يختار فريسته من اعظم الناس واطهرهم بدات تلك القصة التى كانت لها الاثر الكبير فى تدهور صحة الاستاذ على الفكى قبل مدة وهو بين ابنائه من سايقى الامجادات بالقرب من صنية القندول ضحوكا بينهم وعطوفا عليهم وغليظا عند تخطيهم سماحة المهنة

كان القدر يخبى لمؤرخنا حزن حاول تجاوزه بايمانه بان المؤمن مصاب فى جسده وفى ماله .

كان كعاته بالقرب من صينية القندول وهى يقود امجاده متلقى الرزق الطيب الحلال حتى صعد ذلك الشيطان الملعون عديم الاخلاق المحتال الى امجاد الاستاذ على الفكى وهو يطلب مشوار ودار ما دار من حديث طيب من رجل طيب لمن يضمر الشر بنفسه له بعد ان اكمل هذا المحتال الملعون لعبته بطريقة لم يراى فيها رجل كبير ورهيف تبادل معه الحديث بعفوية الى كان ميعاد تلك الفاجعة التى المت باستاذنا على الفكى بعد شرع المحتال فى تنفيذ خططه بعد ان امن له الرجل الطيب ليطلب منه ان يعود من حيث اخذه ليجلب اغراض اخرى بعد ان تظاهر بان رصيده قد نفذ وطلب من على الفكى جواله ليتم المكالمة التىتعنى عودته لجلب الاغراض الاخرى ولكن طانت المفاجئة الكبرى ان اختفى هذا الهزيل بدواخله والعديم للمروءة والمحتال الملعون بالجوال واى جوال ليس فى قيمته فقط الباهظة الثمن ولكن فى كل ما تحويه ذاكرتها من ارث وتاريخ رياضى مدون بداخلها اختفى هذا اللئم وكان لابد العودة الى المكان الاول بدواعى السؤال عن هذا المحتال ولكن كله كان مسرحية نظم خيوطه عديم الضمير المخدع الغشاش بانه لا يعرفه احد من الحاضرين وهنا اكتشف الرجل الطيب الرهيف بان نصب عليه واصيب بنوبة سكرى حادة على ماجرى من ذلك الجبان الذى احسن معاملته وبعد زمن تجاوزالمحنة ولكن الكل من حوله لاحظ مدى التاثير الواضح من عملية النصب والاحتيال لذى وقع فيها مؤرخنا على الفكى حتى لزم الفراش

خاتمة

لق سقط المؤرخ الفارس مرة اخرى ولكن هذه المرة شهيدا خارج الديار والوطن والاحباب .والحديث الشريف يقول من مات دون عمله وهو شهيد ومن مات دون ارضه وهو شهيد ومن مات دون عرضه وهو شهيد

وانه لجدير حقا وصدقا بمرتبةالشهداء ومكانة الشهداء فانه منهم بكل خصاله بكل تصرفاته بلك انسانيته وفروسيته ومرؤته.لقد ترك المؤرخ على الفكى وراءه سيرة معطرة لكل الالسنة

ولكل الشفاه ولكل القلوب وترك تاريخا ناصعا عمل على جمعه فى كتاب جدد فيه الكثير من العوض عن ذلك الفارس العظيم الذى سلم سرجه وصرف جواده وذهب وذهب مبكرا جدا لكى يستريح بعد ان اعطى واعطى وكان واحدا من اشرف الفرسان فى الحياة الرياضية ومن انبل الفرسان الذين اضاءواوجه الحياة التاريخية وجعلوا لها طعما ورائحة

رحم الله استاذنا وصديقنا على الفكى رحمة واسعة

امسح للحصول على الرابط
بواسطة : رأي حر
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019