بهدوء
الدورى سيتحول لبطولة عبثية ومهزلة !
لم تتوقف عجلة الدورى عن الدوران فى بلد مثل العراق الذى يشهد على راس كل ساعة تفجيرات بسيارات مفخخة واحزمة ناسفة وعمليات ارهابية داخل وخارج العاصمة بغداد , ورغم ذلك لم نقرأ او نسمع بان الاندية العراقية طلبت من اتحادها تجميد النشاط او هددت بالانسحاب بل تسعى الاندية وجماهيرها بكل جدية فى التحرك والتنقل من محافظة الى اخرى لاداء مبارياتها وكذلك المنتخبات العراقية وهى تواصل اعدادها وتشارك فى كل البطولات الخارجية , فهناك منتخب عراقى يتواجد الان فى كاس العالم للناشئين بالامارات وكذلك تأهل منتخب الشباب الى نهائيات كاس اسيا وقبل ايام لعب المنتخب العراقى الاول مباراة الذهاب ضد المنتخب السعودى فى تصفيات كاس اسيا 2015 ,, صحيح ان المنتخبات العراقية تلعب جميعها خارج العراق بسبب الحظر المفروض من الفيفا على الملاعب العراقية الا ان اعدادها ونشاطها يتم داخل العراق وليس خارجه ,, كذلك يتواصل النشاط الكروى بل الرياضى عموما فى بلد مثل سوريا تحت القصف والدمار ووسط رائحة الموت التى تفوح فى كل مكان و لم تتوقف مشاركات المنتخب السورى فى التصفيات الاسيويه التى انطلقت فى الاسبوع الماضى .
قصدت من وراء هذه المقدمة للتأكيد بان العمل الرياضى عندما تنقصه الجدية وتضعف فيه روح العزيمة يتحول الى مهزلة وفوضى لاجدوى منها , وهذا بالضبط مايمكن ان يحدث فى الدورى الممتاز الذى بدأت ملامح الفوضى تقترب منه بسبب الحديث غير المسؤول من جانب بعض الاندية وهى تخطط لبناء تحالفات من اجل الانسحاب من البطولة حيث لم يعد الحديث سرا او من خلف الابواب المغلقة وانما جهرا وعلى صفحات الجرايد وعبر اثير الاذاعات المحلية وهو مايضعف من روح التنافس ويصيب اللاعبين بالاحباط وينفرهم من اداء المباريات بجدية لشعورهم بان مسيرة التنافس يمكن ان تتوقف فى اية لحظة !!
نعلم بان الاتحاد العام ليست لديه سلطة فى محاسبة مسؤولي الاندية الذين يخططون تحت مسمى كتلة الممتاز من اجل افساد الدورى وافراغه من مضمونه كما لايستطيع ان يمنع ايا منهم من الادلاء باى تصريحات تدعو للتحريض من اجل الانسحاب من المسابقة تحت اى مبررات واهية ,, ولكن مع ذلك نعتقد ان من واجب الاتحاد العام ان يستدعى مسؤولى هذه الاندية واستفسارهم عن الاسباب التى تدفعهم فى الترويج والتلويح بالانسحاب لاسيما وان الدورى دخل مرحلة حساسة تستوجب من الاتحاد العام المزيد من الرقابة على المباريات المتبقية .
اندية مدنى هى التى فتحت باب الحديث عن الانسحاب كرد فعل على تصريحات الاخ محمد سيد احمد الجكومى مساعد رئيس الاتحاد العام والتى ترى فيها اندية مدنى انحياز سافر لنادى النيل الذى ينافس الاهلى مدنى على الهروب من شبح الهبوط , ولكن نجد ان نغمة الانسحاب تجاوزت اليوم اندية مدنى ودخلت اندية اخرى فى دائرة التلويح والتهديد بالانسحاب بل والتخطيط له من خلال كتلة اندية الممتاز وهو مايفسر بانه عمل منظم ويمكن ان يكون المقصود به اندية اخرى يتقدمها المريخ الذى بات على بعد امتار قليلة من التتويج باللقب وبالتالى سيصبح من حق ادارة نادى المريخ ايضا ان تطالب الاتحاد العام بالتحقيق لمعرفة حقيقة من يقف وراء هذه التحالفات التى تدعو للانسحاب وما اذا كان هناك اعضاء بالفعل فى مجلس الادارة لهم يد فيما يجرى ويخطط له بعيدا عن سلطة الاتحاد العام ؟
اذا لم يتم التصدى لهذه الفوضى فان الدورى الممتاز سيتحول الى بطولة عبثية ومهزله فى نهاية الامر خاصة اذا كان هذا هو مستوى تفكير بعض الاندية التى تريد ان تشوش على الاخرين بالحديث المستمر عن الانسحاب كلما شعرت بانها اصبحت عاجزة عن تحقيق لقب البطولة او الاحتفاظ بها !