بهدوء
المريخ يفوز ولايقنع !
الاحداث التى صاحبت مباراة المريخ والامل فى استاد عطبره وردود الفعل والتداعيات التى اعقبتها شغلت اهل المريخ عن الاداء غير المقنع الذى قدمه المريخ امام الفهود رغم الفوز والحصول على النقاط التى حافظ بها الفريق على مقعد الصدارة , وهى المرة الثانية التى يتراجع فيها مستوى الاداء الفنى بعدما تكرر ذلك فى مباراة القمة التى خسرها الفريق بنتيجة كبيرة .
صحيح ان الفوز والحصول على النقاط يمثل الاهمية القصوى فى ظل السباق المحموم نحو الوصول الى لقب الدورى والذى يزداد سخونة مع تقدم المسابقة ولكن هذا لايعنى ان يغفل الجهاز الفنى بقيادة كروجر عينه عن مجموعة الاخطاء التى تصاحب اداء اللاعبين فى المباريات , فمثلا امام الامل كانت بداية المريخ موفقة من حيث الاداء الهجومى وصناعة الفرص من خط الوسط فضلا عن الاداء الدفاعى والارتداد السريع مع هجمات الامل الذى اعتمد كثيرا على التغطية الدفاعية والضغط على المريخ بالهجمات المرتدة السريعة , ولكن سريعا ماطغى البطء على وسط المريخ وغابت صناعة اللعب باستثناء التمريرة الوحيدة التى خرجت من تحت اقدام هيثم مصطفى الى اوليفيه قبل ان يمررها الاخير الى رمضان عجب مسجلا منها هدف الفوز الغالي , ماعدا ذلك لم تكن هناك اى جمل تكتيكية او هجمات منظمة بل تراجع الاداء وكثرت الاخطاء سواء فى صناعة اللعب او من جانب باسكال الذى كان يشغل وظيفة محور الارتكاز حيث ظهر الفارق واضحا بين الاداء البطىء الكسول من جانب لاعبى المريخ وبين الحيوية والنشاط والحماس الذى كان يدفع لاعبى الامل فى الضغط على مرمى عصام الحضرى من اجل تعديل النتيجة ولولا التوقف الاضطرارى لمجريات المباراة بسبب حصب الملعب بالحجاره لربما تغيرت النتيجة .
المريخ خاض مباراة الامل بتشكيلة طالتها بعض التغييرات المحدودة عن تلك التوليفة التى ادى بها الفريق مباراة القمة وكانت وبالا عليه والحقت به هزيمة قاسية امام نده الهلال وكنا نتوقع ان يكون لهذه التغييرات اثرها الايجابى وانعكاسها السريع على اداء المريخ الا ان هذا لم يحدث حيث ان عودة الطاهر الحاج لم تشكل اضافة للطرف اليمين ولم يقدم المساندة الهجومية مع زميله الباشا كذلك عودة على جعفر الى جانب امير كمال فى وسط الدفاع لم تحد من الهجمات الخطرة على مرمى الحضرى خاصة فى الحصة الثانية من المباراة التى كاد فيها المريخ ان يدفع ثمن غياب الانسجام والتجانس بين امير وعلى جعفر وامامهم باسكال ثلاثتهم فقدوا تركيزهم فى التصدى لهجمات الامل المتكررة من العمق والاطراف .
صدارة المريخ للدورى واحتفاظه بها حتى الان وانتصاراته المستمرة نخشى ان تصيب اللاعبين بالغرور وتعمى ا لمدرب كروجر ومساعده ابراهومه عن حقيقة الاداء الضعيف للفريق وغياب التنظيم الهجومى او الدفاعى , فاذا كان المريخ هو اكثر الاندية اعدادا وتحضيرا للموسم الحالى فهو الان اقل الفرق عطاءا داخل الملعب , وهذه ليست مسؤولية المدرب كروجر وحده الذى مهما كانت خبرته وشطارته فى التدريب الا انه سيظل عاجزا عن بث الروح فى اللاعبين وحثهم على الاداء الذى يتسم بالقوة والحماس فمثل هذا الشعور يفترض ان يأتى تلقائيا من اللاعبين انفسهم واحساسهم بالمسؤولية وتقديرهم لوضع الفريق حتى يقاتلوا من اجله ليبقى فى صدارة الدورى و قريبا جدا من تحقيق طموحات جماهيره التى ترى بان حظوظ المريخ فى استعادة لقب الدورى الممتاز اقوى بكثير عن ماكان عليه الفريق فى موسمه السابق , بدليل ان الهزيمة القاسية من الهلال لم تخرج هذه الجماهير عن طورها ولم تدفعها لتثور وتغضب ضد اللاعبين وجهازهم الفنى بل جددت ثقتها فيهم على امل ان يكونوا عند حسن الظن ويحافظوا على تقدمهم وتفوقهم على بقية الاندية فى المباريات القادمة وفى مقدمتها المواجهة المرتقبة مع اهلى شندى التى لاتقل شراسة عن سابقتها ضد الامل حتى وان كانت تقام على ملعب المريخ ووسط جماهيره .
على اللاعبين ان ينتبهوا لاهمية المرحلة القادمة التى لاتقبل غير الفوز فى ظل الحرب الاعلامية التى يتعرض لها نجوم المريخ ومحاولة تحطيم معنوياتهم من جانب الاقلام التى لم يعد لها موضوع يشغلها فى الساحة حاليا سوى عصام الحضرى الذى ندعو له بالشفاء والعودة السريعة لاستكمال مشواره مع الفريق !